أين حلولكم السحرية البديلة أيها الرافضون العَجَزة ؟!

بقلم: أ . سامي ابو طير

لا يختلف اثنان على أن بريق القضية الفلسطينية قد اضمحل خلال السنوات الأخيرة في المحافل الدولية بعد أن وصلت المفاوضات العقيمة مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية الوسيط الأمريكي المنحاز لدولة الكيان العنصري إلى طريق مسدود مما أدى إلى تعثر و ركود العملية السلمية ، كما أن تلك المفاوضات كانت دائما تصطدم بسياسة التعنت و العنجهية الإسرائيلية التي تقودها حكومة التطرف و الشلل العنصري مما أدى إلى فشلها تماما بسبب السياسة المُتطرفة الهوجاء و الاستيطانية للحكومة العنصرية ذات الصبغة الأكثر تشددا و تطرفا في تاريخ الكيان الصهيوني المسخ .

كما لا يختلف اثنان على أن الاضمحلال قد زادت غشاوته المؤثرة على بريق القضية الفلسطينية بسبب الانشغال الدولي بالقضايا و الأحداث المُستحدثة لمكافحة الارهاب المصطنع في المنطقة، بالإضافة إلى غياب الدور الفعال للداعم العربي الشقيق وانشغاله بمشاكله الخاصة بعد أن سقطت فوق رأسه نكبة ما يعرف بالربيع العربي المشئوم ، ذلك الربيع المشئوم ألقى بظلاله الكئيبة على فلسطين حيث أفقدها كثيرا من الإسناد و الدعم العربي اللازم و خصوصا ما حدث في الشقيقة مصر التي تمثل قلب العروبة النابض و داعمنا العربي الأهم بكل ما تُمثله و تملكه من زخم تاريخي و سياسي كبير في المنطقة و العالم ، ولذلك فقد تجلى ذلك الانشغال العربي بأن أصبح الكل يبحث عن نفسه و همومة دون الأخر .

الخلاصة هنا تتمثل بأن وهج قضية فلسطين قد تراجع وانحسر بريقها بعدما تعرضت لحالة الجمود السياسي على الساحة الدولية دون التوصل إلى حل عادل لقضيتها الكبرى ، و أصبحت تمثل أرقاما سلبية بعدما كانت دائما هي القضية المحورية الأولى في الشرق الأوسط و العالم ، ذلك التراجع يعود لعدة أسباب إضافية خلافا لما أسلفت أعلاه ، ومن أهمها التعنت الاسرائيلي الرافض لإعادة الحق لأهلة بالإضافة إلى غياب الراعي الدولي الحقيقي لعملية السلام كي يُجبر الاحتلال الغاشم و حكومته المتغطرسة على قبول و تنفيذ المعاهدات و المواثيق الدولية و غير ذلك مما تم أو سيتم الاتفاق عليه .

كما لا يخفى على أحد بأن الانقسام الأسود قد أضر بنا كثيرا و أصاب مشروعنا الفلسطيني في مقتل ! لأن الانقسام ما هو إلا خنجرا مسموما تم اصطناعه ليطعن فلسطين في خاصرتها الوطنية التحررية ، وهكذا فإن اسرائيل تستخدمه بين الفينة و الأخرى بعناية فائقة كلما احتاجت إلية للتهرب من التزاماتها الدولية اتجاه حقوق الشعب الفلسطيني التحررية .

لذلك و في ظل تلك الأجواء والظروف الاقليمية أو الدولية كان لابد من عملٍ ما … يُعيد لقضية فلسطين بريقها و لمعانها المعهود ، و لينفض عنها الغبار ويجعلها تطفو فوق سطح الأحداث الدولية من جديد .

كان يجب أن تكون فلسطين متواجدة دوليا و بكل قوة في تلك المحافل الدولية لأنها القضية المحورية الأولى للسلام في الشرق الأوسط خصوصا و العالم عموما ، كما كان يجب أن تكون فلسطين قضية العالم الأولى لأنها المنبع الرئيسي للسلام و دونها لن يكون هناك سلاما حقيقيا في المنطقة ،و لذا ستبقى المنطقة و العالم يعاني من الفوضى و الارهاب الدولي بين الفينة و الأخرى طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي جاثما فوق صدر فلسطين .

من حتمية ذلك الوجوب ( إعلاء فلسطين و قضيتها وصولا للحرية و الاستقلال) و إيمانا بتحقيق النصر و عدم السكون انتظارا لفتات العدو الاسرائيلي ، فقد كانت الرؤية الثاقبة للسيد الرئيس “ابو مازن” بن فلسطين البار في مباركة و دعم المبادرة الفرنسية التي تعتبر بحد ذاتها التزاما (رغم كونه مُتأخرا) من جانب المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل بالإقرار بحل الدولتين قبل فوات الأوان ، لذلك ومما لا شك فيه بأن المبادرة الفرنسية قد جاءت لإعادة قضية فلسطين مُجددا أمام العالم من أجل إيجاد حل عادل لإنهاء عذابات الشعب الفلسطيني عن طريق إنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشريف .

خلافا للمبادرة الفرنسية فإن الفلسطيني البطل ممثلا في صورة الرئيس محمود عباس “ابو مازن” الذي أثبت بأنه لا يعرف للمستحيل عنوانا و حمل على عاتقه عبء القضية الفلسطينية في حِله و ترحاله ، ولذلك فقد رفض سياسة الابتزاز الاسرائيلية أو الخنوع لتلك الحالة المتجمدة و استطاع أن يحقق “ابو مازن” عدة انجازات لفلسطين على الساحة الدولية تمثلت في حصولنا على دولة غير عضو في الأمم المتحدة ، بالإضافة إلى الاعترافات الرسمية للعديد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين ، و كذلك اعتراف العشرات من البرلمانات الأوربية بفلسطين مع إصدار تلك البرلمانات توصياتها إلى حكوماتها ومطالبتها لها بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين .

خلافا لذلك فقد كان هناك نجاحات أخرى تمثلت في الانضمام إلى المنظمات الدولية و على رأسها محكمة الجنايات الدولية ، ناهيك عن الدور الفلسطيني الهام في زيادة الاتساع الكبير لحملة المقاطعة الدولية و الشعبية للبضائع الإسرائيلية مع وسم منتجاتها الاستيطانية ،وغير ذلك من الانجازات الهامة الأخرى على الأرض الوطنية التي تعمل على ترسيخ الدولة ، وهنا لست بصدد التطرق لتلك الانجازات في هذا الموضع لأنها انجازات تاريخية تستحق الكثير من الدعم والإشادة .

المبادرة الفرنسية شأنها شأن أي اتفاق أخر على هذه الأرض كما أنها ليست قُرانا مُنزل لتنال القبول والاحترام التام من الجميع ، و لذلك فإنها من المؤكد لن تحظى بالقبول التام أو الرفض التام من أي جهة ، ولكن سنجد كل طرف يتحفظ على بندٍ هنا و أخر هناك ، وتلك هي العادة لبلورة حلول أو اتفاقيات دائمة بين الأطراف المعنية إذا ما استمرت تلك المبادرة أو غيرها بالمُضي قُدما نحو تحقيق السلام .

أنا هنا لست بصدد مناقشة تلك المبادرة بخصوص إذا ما كانت إيجابية أم مُجحفة النتائج بحق أبناء شعبنا الفلسطيني أو غير ذلك ، ولكن بصدد مناقشة النظرة الايجابية لتلك المبادرة من حيث انتشال القضية الفلسطينية مما كانت عليه من التجاهل الدولي لتعود مُجددا لتتصدر الواجهة الدولية و تفرض نفسها على المجتمع الدولي لإيجاد الحل العادل لقضية فلسطين لإنهاء الاحتلال و صولا لتحقيق الدولة و الاستقلال .

إن المبادرة الفرنسية بانتشالها لقضية فلسطين وصولاً لإقامة مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية لكسر حالة الجمود المُحيطة بالعملية السياسية ، و تحريك المياه الراكدة من حولها و انتشالها من حالة الجمود السياسي الذي يُحيط بها لتتبوأ مكانتها الطبيعية و المحورية أمام المجتمع الدولي تُعتبر نصرا لفلسطين و سياسة الرئيس ابو مازن بغض النظر عن التوصل حاليا إلى حلٍ ما أو عدمه.

الأهم و ما نبحث عنه كفلسطينيين من خلف تلك المبادرة هو عودة المحورية الدولية للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي من أجل إجبار المجتمع الدولي للعمل على تحقيق السلام العادل لفلسطين وأبناء شعبها الصامد وصولا للحرية و الاستقلال .

هنا لنفترض جدلاً بأن المبادرة الفرنسية فيما لو كُتب لها النجاح قد تمخضت عنها نتائج معينة سواء كانت بالإيجاب أو السلب ، هنا بغض النظر عن تلك النتائج فإن هناك أمورا جوهرية قد غابت عن البعض و خصوصا المُنتقدين الرافضين لتلك المبادرة ، ومن ضمن تلك الأمور أننا كفلسطينيين لدينا ثوابت و محددات رئيسية أوضحها السيد الرئيس “ابو مازن” بكل وضوح خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مؤخرا في القاهرة كما أوضحها و أكد عليها في مناسبات عديدة ، ودون تلك المُحددات الثابتة فلن يوجد أي قوة على وجه الأرض تجعلنا نقبل بما لا يتناسب مع مصلحة قضيتنا و شعبنا الفلسطيني لتحقيق الاستقلال الوطني.

و لطرد الخوف من قلوب المُرجفين الرافضين فإن الرئيس “ابو مازن” كان و لازال يؤكد مرارا و تكرارا وفي كل مكان أو مناسبة بأننا لن نقبل بأقل من دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشريف وفقا للقوانين الدولية ذات العلاقة ، كما أكد سيادته مراراً بأنه لن يتنازل عن الثوابت الوطنية بتاتا ، ولذلك فقد هدده قادة الاحتلال الاسرائيلي بالموت و مواجهة مصير سلفه الشهيد الخالد ياسر عرفات رحمه الله .

تلك التأكيدات من السيد الرئيس ابو مازن واضحة لا لُبس فيها بتاتا ،وليس كما يدعي البعض زورا و بهتانا بأن المبادرة الفرنسية قد جاءت للتسوية و التنازل أو …. وغير ذلك من الأباطيل التي يزعمونها !

” إن سيد الأحكام خواتيمها أيها المُرجفون الرافضون ! انتظروا وشاهدوا ثم احكموا وفقا لما تجدوه على الأرض كحقيقة واقعة وليس لمجرد أحلامكم و تأويلاتها !!”

تباينت ردود الأفعال حول المبادرة الفرنسية علماً بأن اسرائيل قد رفضتها و سعت و لا زالت لوأدها في مهدها تماما، الرفض الإسرائيلي يعود لأن المبادرة برعاية شريك دولي ، وبالتأكيد فإن ذلك الشريك الدولي سيضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية أو غير ذلك ، وهذا يعني تدويل قضية فلسطين و هذا ما ترفضه إسرائيل دائما ، و تلجأ تعنتاً إلى المطالبة بالمفاوضات الثنائية العقيمة لأنها ستكون الطرف الأقوى عندئذٍ لتمارس سياستها المُتغطرسة التعنتية المعهودة في ظل غياب الشريك الدولي المُلزم لها، وهكذا من ثم ستصل الأمور إلى طريق مسدود و تستمر حالة الجمود السياسي إلا ما لا نهاية وفقا لرغبة إسرائيل …

و هكذا دواليك ما تسعى له إسرائيل من حيث مطالبتها بمفاوضات ثنائية من أجل قتل الزمن دون التوصل إلى أي شيء نهائيا ، بينما تبقى إسرائيل تمارس سياستها الاستيطانية لتغير الوقائع على الأرض ، و تستمر خلافا لذلك في الإمعان بسياسة القتل و التدمير ضد أبناء شعبنا الفلسطيني كما تفعل حاليا.

لذلك فإن المبادرة الفرنسية بعكس طموحات الجانب الإسرائيلي الذي أكد رفضها منذ مولدها و أكد فشلها قبل بداية مؤتمرها التحضيري مؤخرا، لذلك الرفض الإسرائيلي يُعتبر متوقعا وفقا لمصالحه و حساباته الخاصة كي يستفرد بالفلسطيني وحيدا و دونما أدنى نصير حقيقي من المجتمع الدولي حتى لا يُجبره على أي حل عادل .

الأغرب و الأعجب أن البعض الفلسطيني من المتأسلمين و ممن يتناغم معهم من اليسار الفلسطيني ومنذ الوهلة الأولى وجدنا بأن هذا يرفض وذاك يتحفظ و أخر يُكفر و يُخُّون و … ، و كل يغني على ليلاه دون أن يُقدم أدنى فعلا حقيقيا يجعلنا نخرج من هذا النفق المُظلم الذي نمر في دهاليزه السوداء و لنرى بارقة الأمل أو نور الحرية في النهاية .

إذا كانت إسرائيل ترفض من هناك و أنتم ترفضون هنا ، فلصالح من تُعتبر المبادرة الفرنسية طالما أن إسرائيل تتناغم في رفضها مع البعض الفلسطيني من الحركات المتأسلمة و اليسارية الورقية الأخرى ؟!

أليس غريبا ذلك التناغم المشبوه في تزامن الرفض مع العدو الصهيوني ؟!

أيها المُرجفـون الرافضـون ! لا ترفضوا و تسكتوا ! و إذا ما انتقدتم و رفضتم فإنه يجب عليكم طرح البديل العملي و المنطقي وفقا لقواعد النقد لنصل إلى الحل الأمثل للخروج من المعاناة التي طالت نكبتها !

أيها الراقصـون الرافضـون ! فلتعلموا بأن النقد البنّاء يكون دائما بهدف مداواة الجُرح و تعقيمه لكي يبرأ العضو المُصاب و يعود مفيدا للجسم ، و لذلك فإن الهدف منه التصحيح و الوصول إلى الأفضل من خلال طرح البديل (العلاج) خلال ذلك النقد ، ولذلك إن النقد لمجرد النقد دون التطرق لوضع الاليات و البدائل المنطقية لا يُعتبر نقدا بناءً و إنما هدّاما لتكسير المجاديف و نشر الإحباط لا أكثر أو أقل ، كما أنه يكون عندئذٍ لغرض خالف تُعرف أو لغرض في نفس يعقوب !!

الكمال لله وحده في عُلاه ! ولذلك يسهل على إي إنسان أن ينتقد الأخر ، و لكن الناقد الوطني أو الرافض الحقيقي يضع البدائل الحقيقية و المنطقية للخروج من الأزمة ، وهنا أتوجه بالسؤال لكل من يرفض المبادرة الفرنسية من الجانب الفلسطيني ،أين الحلول و البدائل الحقيقية و المنطقية لديكم خلافا للمبادرة الفرنسية أو غيرها ؟!

إطرحـوا حلولكم أو بدائلكم من أجل استجلاب الحرية و الاستقلال لأبناء شعبنا الفلسطيني الصامد رغم الويلات و النكبات ، هاتوا ما لديكم من أفكار وطنية حقيقية لانتشال قضيتنا الفلسطينية مما هي فيه اليوم ، أم أنكم ستكتفون بالرفض و التناغم مع الأخر و …. و السكوت على ما يفعله العدو الإسرائيلي و ممارساته الهمجية ضد أرضنا و أبناء شعبنا ؟

أم أنكم اكتفيتم بإطلاق البيانات الإعلامية الرافضة و غيرها مما لا يسمن أو يغني من جوع ؟! أخبرونا و أخبروا أنفسكم حول مدى الاستفادة التي ستعود على القدس من إعلامكم الناري المعسول ؟

أيها الرافضـون ! إن القدس يتم تهويدها أمام عيونكم … فماذا فعلتم من أجلها سوى الكلام و التهديد و الوعيد الذي يتمخض دائما بأن لها رب يحميها !

المُصيبة أنهم يرفضون و لا يتركون غيرهم يعمل من أجل إنهاء عذابات هذا الشعب الذي كابد الأهوال طوال عشرات السنين ، افعلوا شيئا بدلا من رفضكم و تخوينكم أو وقوفكم محلك سر مكتوفي الأيدي ، افعلوا أفعالا و ليس أقوالا لا تغني أو تسمن من جوع !

افعلـــــوا أو فلتصمتـــوا و دعـوا أبناء فلسطين يسيرون بأرواحهم نحو القدس و الحرية !

القول الفصل هو أن الرفض و التحفظ و التخوين و غيره دون وضع البدائل الجوهرية لإنهاء عذاباتنا الطويلة ما هي إلا من صفات العَجَزة الذين ينظرون تحت أقدامهم ، و لذلك فهم يتخبطون هنا و هناك لأن بصيرتهم الوطنية عمياء لم تتجاوز رؤية تلك الأقدام التي ينظرون إليها .

المبادرة الفرنسية جاءت بألف بشرى و أهمها تحريك الجمود الذي أصاب القضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية في ظل ما تمر به المنطقة و العالم من مُتغيرات عربية إقليمية أو دولية ، ولذلك إن مجرد اجتماع الدول الكبرى و هيئة الأمم من أجل مناقشة قضية فلسطين لإيجاد آلية ما … لتحقيق السلام على أسس حل الدولتين وصولا لتحقيق الحرية و الاستقلال يُعتبر نصراً هاما لفلسطين و رئيسها البار ابو مازن .

لذلك وفي ظل كل تلك الظروف الدولية و المتغيرات الإقليمية كان يجدر بالكل الوطني أن يصحو من نومه ليساند تلك المبادرة الفرنسية لعل و عسى نرى في نهايتها شعاع النور تحقيقا للحرية والدولة والاستقلال .

المؤكد بأن تلك المبادرة جاءت لكسر حالة الجمود السياسي الذي نعيشه ، ولذلك إن كانت نهايتها سعيدة وفقا لطموحاتنا الوطنية فإننا بالتأكيد لم ولن نخسر شيئا بل سنربح الحرية ، و أما إذا كانت على عكس الأماني الوطنية فإنه لا يوجد أيا كان في هذا العالم يستطيع إجبارنا على ما لا نقبل به بالمُطلق ( يا دار ما دخلك شر و تعود ريما لحالتها القديمة من الجمود و الانتظار ) .

الأهم خلافاً لذلك ، فإنه لا يوجد فينا من يُفرط بالثوابت الوطنية و على رأسها القدس الشريف كعاصمة أبدية لدولة فلسطين الحبيبة كما أوضح بذلك مرارا و تكرارا قائد مسيرتنا الوطنية السيد الرئيس محمود عباس “ابو مازن” الثابت على الثوابت الوطنية .

السيد الرئيس “ابو مازن” أكد جهارا نهارا و في كل مناسبة و أينما كان بأنه لن يتنازل قيد أنمله عن تلك الثوابت الوطنية و لذلك يهدده الأعداء بالموت و مواجهة مصير سلفه الشهيد الخالد ياسر عرفات رحمه الله ، كما أن “ابو مازن” جراء تمسكه بالثوابت الوطنية و عدم تنازله عنها فإنه يتعرض للمكائد و الدسائس المتواصلة من طرف إسرائيل و أعوانها الخونة للخلاص منه و الإتيان بقيادة بديلة تقبل بما لم يقبله ابو مازن حاليا و ياسر عرفات سابقا.

أيها الرافضون ماذا يوجد لديكم سوى الكلام والخطابات المعسولة ؟! سئمنا من المناكفات والكلام لأننا نتوق شغفا إلى تحقيق الحرية و الاستقلال و إنهاء العذابات و الالام الطويلة التي نعيشها في الداخل والشتات .

لذلك من يرفض المبادرة الفرنسية و العربية أو أي مبادرة أخرى تسعى للوصول إلى إقامة دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشريف على حدود حزيران من عام 67 م – من يرفض – يجب عليه ألا يرفض و يسكت و إنما يجب أن يُقدم البديل المنطقي وفقا لجميع الظروف الاقليمية و الدولية التي نمر بها و يمر بها إطارنا العربي على حدٍ سواء !

أيها الرافضـون إذا كان لديكم “ريحا صرصرا عاتيه” أو “ريحا نووية عابرة للقارات” فأريحـــونا بها لتحرير فلسطين حتى نرتاح من النكبة التي اُبتلينا بها و زادت نكبتنا أكثر عندما اُبتليت فلسطين بغولكم الانقسامي الأسود .

من يرفض ! فليصوب بوصلته نحو فلسطين أولا و أخيرا و ليُخرج جيوشه و أساطيله الحربية و طائراته النفاثة و رياحه النووية من أجل التحرير الفوري حتى يقنعنا بأن فلسطين تسكن في قلبه و عقله و لا يخدعنا بالأقوال لممارسة الخداع و التظليل !

هيا افعـــلوا و ماذا تنتظـــرون ؟

لو فعلتم و لن تفعلوا ! ، لو فعلتم ستجدون كل العروبة بل البشرية ستكون معكم ، و لكن إفعلوا أفعالا وليس أقولا تجر علينا مزيدا من النكبات و المعاناة … نُريد أفعالا نقطف في نهايتها ثمار الحرية و ليست أقوالا تجر علينا الدمار و الويلات بين الفينة و الأخرى .

سبحان الله العظيم ! إن رفضكم فقط دون طرح البديل الحقيقي يؤكد بأنه لا يُعجبكم العجب ! ، سئمنا الكلام و الأقوال و القصص فإلى متى ستستمرون هكذا نرفض و نرفض ثم نرفض و نرفض ….

إن كنتم أحرار وطنيون تعشقون فلسطين لأجل فلسطين فلتتوحـدوا و لتنظموا للرّكب الوطني بجانب وخلف قائد مسيرتنا الوطنية السيد الرئيس “ابو مازن” بن فلسطين البار لنسير أجمعين نحو القدس ، و لتساندوه ولا تقفوا في طريقة حجر عثرة كما تفعلون برفضكم و … أما إذا اخترتم الرفض و الاستنكار فلتتركوا من يعشق فلسطين بالعمل على تحريرها وفقا لرؤيته الوطنية ، ثم احكموا عليه بالنتائج الوطنية علما بأنه لن يتنازل قيد أنملة عن إقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .

أفيقـــــــــوا قبل أن يأتي ألف قرن من الزمان و نحن نقف محلك سر و لازلنا نعاني من ويلات الاحتلال بسبب تشرذمكم و سباتكم العميق الناتج عن الرفض و الشجب و الاستنكار !

كاتب و محلل سياسي

Sami123pal@gmail.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا