الاثنيــــن 13_6_2016

الاثنيــــن 13_6_2016

يقدم المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا بالتعاون مع مركز الاعلام أبرز ما جاء في الصحافة العبرية من اقلام و اراء، وذلك الاثنيــــن 13_6_2016

في هــــــذا الملف

ريح شرقية
بقلم:كارولين غليك،عن معاريف

وجبة إفطار في «بنديكات»
اعتاد الإسرائيليون العودة بعد كل عملية إرهابية إلى الحياة الروتينية بسرعة ليحافظوا على سلامة عقولهم
بقلم:ناحوم برنياع،عن هآرتس

عقدة نتنياهو
يمكن القول إنه تحول إلى ظاهرة خاصة استثنائية وهو المشكلة التي تحولت إلى حل
بقلم:كارولاينا لنتسمان،عن هآرتس

شارونا: كان ينبغي مقتل المخربين
إسرائيل تفشل في عدم تصفية الإرهابيين وتوفير الأمن لعدم إنهاء الجدار الأمني
بقلم:دان مرغليت،عن إسرائيل اليوم

ريح شرقية

بقلم:كارولين غليك،عن معاريف
ثمة شيء شعري في الاسبوع الدبلوماسي الماضي الذي مر على إسرائيل. فقد بدأ بمقدمة «السلام» للرئيس الفرنسي اولاند والتي كانت فيها إسرائيل الوجبة الرئيسة، وانتهت بزيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى موسكو، حيث حظي بتشريف الملوك من الرئيس بوتين. الفارق الهائل بين الحدثين، جوهري ورمزي، يعبر عن النظام العالمي السائل ومكان إسرائيل فيه.
لقد رمز المؤتمر في فرنسا إلى فوز الغرب. فبعد سنتين من فشل وزير الخارجية جون كيري في محاولة صرف الانتباه العالمي عن قوى الجهاد إلى الدولة اليهودية، عاد اولاند إلى هذه الحيلة الفاشلة.
في كلمته أمام مندوبي المؤتمر، يكرر أولاند الادعاء بان مشكلة الإرهاب يمكن حلها من خلال اجبار إسرائيل على تسليم اراضٍ لسيطرة الفلسطينيين. ولا يهم انه يوجد منذ سنين كيان سيادي فلسطيني وان مشكلة الإرهاب الإسلامي تصاعدت فقط منذئذ. المهم عدم الانتباه إلى ما يجري في فرنسا وفي غرب اوروبا.
ان التأثير المتعاظم للمسلمين الراديكاليين الذين يرفضون نمط الحياة الحر في فرنسا أدى إلى ان النجمة الوطنية بيرجيت باردو ادينت حتى الآن ست مرات في السنوات الاخيرة على «التحريض على الكراهية العنصرية»، على تحذيراتها المتكررة تجاه ما وصفته «الغزو الإسلامي» للدولة.
وبينما توجد في خلفه الاحداث الإرهابية القاسية في فرنسا، وفي ضوء موجة الإرهاب الإسلامية التي تغرق اوروبا، فان قرار اولاند التركيز على إسرائيل بالذات ومناكفتها ليس دليلا على قوة بل على أزمة.
فرنسا لا تأخذ القيادة من الأمريكيين الذين فشلوا في مهمتهم. بل تكشف ضعفها ويأسها. ولكونها عديمة كل قدرة على مواجهة تهديد الجهاد، في الداخل وفي الخارج، فانها تحاول تغيير الموضوع والتركيز على العدو غير المهدد ـ اليهود.
وكما شهد المحتفلون في غزة وفي الخليل بالمذبحة في شارونا ليلة أول أمس، فان مبادرة اولاند سخيفة لدرجة انه حتى المشاركين فيها لم يكن بوسعهم مواصلة العرض. المؤتمر، الذين اعتبر في إسرائيل تهديدا حقيقيا على مكانتها، انتهى بهمسة خافتة. ففي البيان الختامي قرر وزراء الخارجية بان على إسرائيل والفلسطينيين ان يجروا مفاوضات مباشرة واضافوا تنديدات للبناء اليهودي والإرهاب الفلسطيني.
رغم آمال الإعلام المناهض لإسرائيل في الغرب لان يكون مؤتمر اولاند رصاصة البدء في حملة دولية ضدنا، تبلغ ذروتها في اواخر ولاية براك اوباما مع شجب في مجلس الامن في الامم المتحدة اظهر فشل مؤتمر باريس بانه حتى لو حصل الامر، فان الشجب سيكون مسجلا على الجليد. وهو لن يؤثر على التطورات على الارض.

أزمة الهوية الأمريكية
ان الوضع المتردي للغرب في هذه الساحة وجد تعبيره في مجال آخر اكثر جوهرية لدى زيارة نتنياهو إلى روسيا. فللمرة الرابعة في النصف سنة الاخيرة يلتقي رئيس الوزراء بالرئيس بوتين. وكما يذكر فقد حصل هذه المرة على استضافة مفتخرة.
وحسب التقارير الإعلامية، فانه مع ان الموضوع الفلسطيني طرح، ولكن الحديث لم ينشغل في هذا الموضوع الثانوي حتى غير الصلة. فقد تركز على المسائل الهامة حقا: مستقبل سوريا، إيران، مكانتنا حيال روسيا المتعززة في الشرق الاوسط، اقتصاد الغاز الازرق ـ الابيض الذي يجعلنا لاعبا هاما في الاقتصاد الروسي، وارتفاع التجارة مع الكتلة الروسية ـ السوفييتية سابقا.
بوتين، المتنازع مع تركيا، اعطى مباركته لاستئناف العلاقات بين إسرائيل وانقرة. وعاد نتنياهو واوضح موقف إسرائيل من حزب الله وإيران وكلاهما دفع ضريبة كلامية «المسيرة السلمية».
وهذا ينقلنا إلى الولايات المتحدة. أمريكا في نهاية عهد اوباما توجد في ازمة هوية عميقة. فصعود هيلاري كلينتون لن يوقف راديكالية الحزب الديمقراطي. ومع ان السناتور الاشتراكي بيرني ساندرس لم ينجح في التغلب عليها في السباق للترشيح للرئاسة، ولكن القوى التي معه غيرت وجه الحزب بحيث لم يعد يُعرف، وموقفه تجاه إسرائيل سيتطرف فقط.
ومع أنه من ناحية إسرائيل ستكون ادارة برئاسة دونالد ترامب اكثر ودا من ادارة كلينتون، الا انه في الساحة الأمريكية يبشر صعوده بتطرف اليمين الأمريكي ايضا. ومثلما شرح ليئال ليفوفيتش في مقاله، فلاول مرة منذ خمسين سنة، ليس لليهود الأمريكيين بيت سياسي. لا في اوساط الديمقراطيين ولا في اوساط الجمهوريين. وفي الساحة الدولية تعد أزمة الهوية الأمريكية بان في المستقبل المنظور لن يكون ترميم لمكانة الولايات المتحدة في العالم. في الشرق الاوسط، ادت سياسة اوباما إلى صعود إيران من جهة وساهمت في تفكيك منظومة الدول التي سيطرت في العالم العربي في السبعين سنة الاخيرة. وكل هذا اضافة إلى تقليص متطرف لميزانية الامن الأمريكية ادى إلى افول الامبراطورية بصفتها القوة السائدة في المنطقة. في آسيا ادت سياسة اوباما إلى صعود الصين على حساب الولايات المتحدة وحلفائها اليابان، الفلبين وكوريا الجنوبية. أمريكا ستبقى قوة عظمى هامة، ولكن مثل بريطانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، فان قدرتها على املاء خطوات عالمية ستكون محدودة.

على ما يرام مع الجميع
يعيدنا هذا إلى نتنياهو وبوتين. في ضوء كثرة زياراته إلى العاصمة الروسية، سئل رئيس الوزراء وعن حق، إذا كان معنيا باستبدال الولايات المتحدة بروسيا كالحليف الاهم لإسرائيل. فرد نتنياهو، وعن حق ايضا، بالنفي. وليس فقط لان روسيا لا يمكنها أن توفر قطع الغيار لطائرات سلاح الجو.
في العالم المتغير اليوم، فان الاحتمالات عديدة الا تكون قوة عظمى واحدة تفرض سياستها. لا يوجد اليوم بديل لأمريكا. وعليه، مثلما هو محظور على إسرائيل ان تعتقد بان الولايات المتحدة ستعود إلى القمة قريبا، هكذا ايضا محظور علينا ان نوهم انفسنا بان احدا ما آخر سيحل محلها. ناهيك عن أننا لم نعد نحتاج إلى مسؤول عنا.
على إسرائيل ان تستسخلص ما يمكنها أن تستسخلصه من كل مكان. روسيا يمكنها أن تلجم إيران. يمكنها، مع مرعاتها، ان تكون شريكا لا بأس به في اقتصاد الطاقة. وكذا توقف نفوذ تركيا. الصين والهند يمكنهما ان يحلا محل الاتحاد الاوروبي كشريك تجاري لإسرائيل في العقود القادمة. أمريكا يمكنها أن تكون شريكا استراتيجيا، ان ارادت.
ان فشل مؤتمر «السلام» لاولاند من جهة وزيارة نتنياهو المؤثرة إلى موسكو من جهة اخرى، يكشفان المكانة الدبلوماسية والوزن الاستراتيجي الحقيقي لإسرائيل في العالم اليوم. كما أنهما يشيران إلى الاتجاه بعيد المدى للرياح الدبلوماسية. رياح شرقية غير باردة على نحو خاص، وللحقيقة، منعشة جدا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجبة إفطار في «بنديكات»
اعتاد الإسرائيليون العودة بعد كل عملية إرهابية إلى الحياة الروتينية بسرعة ليحافظوا على سلامة عقولهم

بقلم:ناحوم برنياع،عن هآرتس
العمال في الوردية الصباحية في فرع مطعم بنديكات في منطقة شارونه جاءوا في السابعة صباحا إلى عملهم كالعادة. وفي الساعة الثامنة جاء اوائل الضيوف. وهبت رياح باردة على طول الساحة ونشرت رائحة البريوش بطعم الحلاوة من الطاولة في بنديكات حتى الطاولة في ماكس بيرنر، المقهى القريب، حيث أن عاملا اجنبيا نظف الارضية هناك بالصابون.
لا توجد دراما كبيرة في الغسل الصباحي لارضية المقهى. ولكن صباح أمس كان لغسل الارض مغزى: هذا ما نفعله بعد حدوث عملية ـ ننظف ونرتب ونصلح ونشطب أي ذكر لما حدث ليلة أمس.
يوجد في داخلنا شيء يقول إن الرعب مثل بقايا وجبات الصباح يتم محوه بالممسحة. ليست كارثة العائلات، ليس ألم المصابين: هذا لا يمكن محوه. الصراع هو على الرواية، وعلى ما يشعر به الجمهور.
السرعة التي يتنصل فيها الإسرائيليون من التراب مثيرة، حسب رأيي. في أي مكان آخر في العالم يتم اغلاق ساحة العملية الإرهابية لايام، واحيانا لاسابيع أو أشهر. وتحتاج السلطات إلى زمن حتى تستوعب الحدث من اجل ترجمته إلى عمل منظم لمحققي الشرطة والمخمنين ووكلاء التأمين ومقاولو التصليحات. نحن نتصرف مثل مظلي تسبب خلل ما في ابقائه على باب الطائرة بين السماء والارض: نقوم بترتيب الفوضى ونهبط فورا من جديد.
هكذا نتصرف في أي مكان. تل ابيب مختلفة بمعنى واحد: عودتها إلى روتين الحياة، نظيفة من مظاهرات اليمين. أين رجال كهانا، اسأل أحد اصحاب شبكة بنديكات. لم يكونوا في شارونه أمس ولم يصلوا اليوم ايضا.
تظهر ابتسامة واسعة على وجهه. «لماذا تقول إن كهانا ليس هنا؟»، سأل، «أنا كهانا».
إسمه شاي كهانا. قبل دخوله إلى فرع المأكولات كان رجل شاباك، حارس رفيع المستوى في وحدة حراسة الافراد. اعتاد ايهود باراك على استقباله بجملة احتفالية «كهانا على حق. شاي كهانا محق».
قبل أن يكون حارسا كان مقاتلا في وحدة غولاني، وعمل ايضا عارضا للازياء وفاز بـ «المنافسة على المليون». حدثت العملية وهو على دراجته الكهربائية في الطريق إلى شارونه. ومثل كل إسرائيلي سأل نفسه ما الذي يجب عمله، كيف يجب الرد. سأل وأجاب بهز الكتب. «ماذا؟»، قال: «آخذ اصدقائي ونقوم بمحو قرية في الضفة؟ بماذا سيفيد ذلك؟».
كل العمال في وردية الليل بقوا في المكان بعد العملية وهم محاطون برجال الشرطة، باستثناء عاملة واحدة وهي المضيفة. لقد اختفت. واستمر البحث عنها إلى ما بعد منتصف الليل. وفي النهاية وجدت في بيتها وهي خائفة. «سنحضر اليوم طبيبة نفسية للجلوس مع العمال في المطعم»، قال كهانا.
الرصاص أبقى قليلا من الضرر الجسدي: خدش في أحد الابواب الزجاجية، كرسي قام أحد زوار المطعم الشجعان بضرب المخرب به على ظهره. في الصباح تعود احدى الضيوف إلى المطعم وتريد رواية قصتها: هذه هي طريقتها في التحرر.
إنها تكرر مرة تلو الاخرى تفاصيل اللحظة التي بدايتها طلب ونهايتها النجاة بمعجزة. «طلبت الجلوس على تلك الطاولة وراء الزاوية، ولكنهم قالوا إن هذه المنطقة مغلقة. عندها انتقلنا إلى القرب من هذه الطاولة، ومن ثم جاء هنا أمامي، بالضبط أمامي، بدأ في السير واطلاق الرصاص».
العناوين تتحدث عن «مجزرة»، «فظاعة»، بنك الكلمات قليل ويحتاج احيانا إلى كلمات أكبر. كيف ستعرف متى يتحول القتل إلى مجزرة. وكيف يتحول الرعب إلى فظاعة.
عمير اوحانا، عضو الكنيست الجديد في الليكود يستعرض تواجده؛ وتصل ايضا اييلت نحمياس ورابين، عضوة الكنيست من المعسكر الصهيوني. تجلس من اجل شرب القهوة في ماكس بيرنر.
يونتان روشفيلد وايال شني، نجمي برنامج واقعي في مجال الطبخ، يفتحان طاولة ويتصرفان وكأن كاميرات التلفاز لا تهمهم، في حين أن حبة البندورة التي تحترق قبل أوانها تصرخ من أعماق الفرن.
بنديكات هي شبكة مطاعم، تخصصها هو في الوجبات الصباحية التي تقدم على مدى اليوم. ستة مطاعم تعمل اليوم في البلاد.
المطعم السابع سيتم افتتاحه في تموز في برلين. الخطة هي البدء مثل شبكة «أروما» مع الإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج. ويشتاقون لرائحة البيت وبعد ذلك للاغيار. لذلك فان برلين هي هدف مطلوب.
شارونه هي حسب رأيي جسم غريب. يصعب أن اتأثر من المنازل التي تمت اعادة انشائها، بيوت الالمان الذين كان معظمهم اعضاء الحزب النازي، يصعب علي التأثر من الابراج الزجاجية، المرتفعة جدا والمكتظة جدا والتي تقوم بحرب عالمية مع بسطات الطعام المكتظة في الاسفل. في نهاية المطاف الحديث يدور عن تخف.
لكن الإسرائيليين يأتون بشكل كبير إلى شارونه، ومن أنا لأجادل، مجموعات من السياح من الداخل، في العادة من المتقاعدين، يتجولون من منزل الماني إلى منزل الماني آخر ويستمعون إلى التفاصيل من المرشد. أول أمس في الليل أضيفت لجولة شارونه محطة اخرى يجدر التوقف عندها: محطة إرهاب.

مُطلقو البالونات
في الطريق إلى خارج شارونه سمعت الوزير إسرائيل كاتس، وزير المواصلات والاستعلامات، يتحدث في الراديو عن غياب رد صهيوني ملائم. ما الذي تقترحه، سأله المذيع، ويستمع: اغلاق المعابر في غزة تماما وعدم ادخال المواد لهم، سواء مواد البناء والمواد الغذائية، وطرد عائلات الإرهابيين من الضفة ومنع دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل.
كاتس ليس غبيا، وهو يعرف أن اقتراحاته لن تنفذ. الحقيقة هي أنه يعول على ذلك. إذا تصرفت دولة إسرائيل حسب اقتراحاته فانها ستتلقى لطمة مؤلمة لعلاقاتها الخارجية وفي صراعها من اجل الحفاظ على الاحتلال وعلى الشرعية. ستتغلب على إرهاب الافراد. أو العكس: تعطي الإرهاب مبررا اضافيا.
يحاول كاتس احتلال المكان الذي تركه ليبرمان، الديماغوجي، إنه ليبرمان مستعمل، إنه يستغل حقيقة أنه لا يتحمل المسؤولية المباشرة عن ما يحدث، لذلك يمكنه السماح لنفسه باطلاق البالونات وايضا بالمغزى تصوير رئيس حكومته على أنه جبان. واذا تم وضعه في مكان رفيع فيجب أن ينسى كل ما يقوله الآن ويكتفي مثل ليبرمان الجديد بالتهديدات الاقتصادية الفارغة نحو الطرف الآخر.
عملية اطلاق النار في مركز تل ابيب هي ضربة، لا يجب أن تحدث، لكنها حدثت وذكرتنا بطريقة صعبة بأن الاحاديث حول تراجع الانتفاضة الحالية، سابقة لأوانها. البندقية استبدلت سكين المطبخ، ولابسو البدلات استبدلوا طلاب المدارس، لكن الإرهاب ما زال هنا وهو دموي كالعادة.
يمكن أن الإرهاب سيمل في وقت ما ويخرج إلى عطلة. إنه لن يختفي خوفا من خطاب سياسي إسرائيلي أو نتيجة خطة يصادق عليها الكابنت: لا توجد لحكومتنا طريقة للقضاء على موجة الإرهاب هذه. عمل الجيش الإسرائيلي والشباك يفشل بعض العمليات في مرحلة التخطيط ويردع بعض المترددين. ولكن دائما سيكون هناك من ينجح في الدخول والتنفيذ.
في القرى الفلسطينية سيستخدمون في ليلة واحدة جميع المفرقعات التي أعدوها من اجل شهر رمضان، سيطلقون النار في الهواء ويرفعون الإعلام، وبعدها سيقومون على يوم آخر من الاحتلال. إنهم يحتفلون منذ خمسين سنة، وما الي حققوه غير قائمة طويلة من الشهداء الذين قتلوا وقُتلوا بدون أي نتيجة.
عندنا ايضا يوجد أمل بأن العملية في شارونه لن تولد عمليات اخرى، خلال يوم أو يومين سنعود إلى روتين الحياة ويتم محو الدماء ويتم استيعاب الضربة وتتبدل العناوين. هكذا نحن: نعيش في نفس الوقت في عالمين. هذه هي الطريقة التي تُمكننا من الحفاظ على سلامة العقل في محيط بعيد عن سلامة العقل.
سنجلس ونشاهد مباريات اوروبا في فرنسا وكأن مصيرنا يوجد فوق عشب الملعب: سنتزعزع من تكاليف رياض الاطفال ونقوم باعداد الحلوى بالجبن لعيد نزول التوراة ونلبس الملابس البيضاء، وايضا نحقق في اعمال الفساد لقادتنا وهدايا المال التي يحصلون عليها من اثرياء مشبوهين، وسفرياتهم الزائدة واقرباءهم. كل شيء صغير مقارنة مع موت ايلانا نبعه، ميلا مشييف، د. ميخائيل فايغه وعيدو بن آري ـ اربعة مواطنين قتلوا في عملية إرهابية. ورغم ذلك، هذه الاشياء الصغيرة هي جزء من حصانتنا القومية وجزء من تصميمنا على التمسك بالحياة. وهكذا سننتصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقدة نتنياهو
يمكن القول إنه تحول إلى ظاهرة خاصة استثنائية وهو المشكلة التي تحولت إلى حل

بقلم:كارولاينا لنتسمان،عن هآرتس
الساحة السياسية تعيش مفارقة: من اجل ضم المعسكر الصهيوني للائتلاف يجب أولا الانفصال عن البيت اليهودي. ولكن إذا خرج البيت اليهودي قبل دخول المعسكر الصهيوني فستسقط الحكومة، وبالتالي فان المعسكر الصهيوني لن يمنعها من السقوط. كيف يمكن ضم المعسكر الصهيوني في حين أنه يجب اخراج البيت اليهودي بدون اخراج البيت اليهودي أولا؟.
المفارقة بالنسبة للمعسكر الصهيوني حقيقية: من ناحية، إذا تم فتح نافذة الفرص التاريخية لحل سياسي بسبب وضع جيوسياسي وضائقة شخصية وسياسية لرئيس الحكومة، فلا يعقل أن اليسار سيقوم باسدال ستائره. ومن ناحية اخرى، الحديث عن الانضمام لبنيامين نتنياهو الذي يعتبر اسمه الكلمة المرادفة للرفض السياسي وغياب الثقة الشخصية والجماهيرية. يجب أن تكون متفائل جدا كي تؤمن أنه يمكن لنتنياهو انهاء الاحتلال.
المعسكر الصهيوني يحتاج هنا إلى قفزة سياسية وقفزة في القناعة. المنطق يقول إنه إذا كانت هناك امكانية لاسقاط نتنياهو، فيجب اسقاطه.
قبل العملية في تل ابيب ايضا، التي ذكرتنا بالحقيقة التي ينكرها اليمين، الذي ليس له اجابة على مشكلات إسرائيل الامنية، وقبل قضية فساد نتنياهو، وقبل الازمة مع شاس، لم تكن الاسباب معدومة للذهاب إلى الانتخابات. إن الساحة السياسية تسودها مشاعر عدم الثقة: عدم ثقة الوزراء برئيس الحكومة، وعدم ثقة اعضاء الكنيست باحزابهم، وعدم ثقة الجمهور بمنتخبيه. وفوق كل ذلك، عدم ثقة الجهاز العسكري بالحكومة. ولكن ليس من المضمون أن الانتخابات الجديدة ستأتي بنتائج جديدة تختلف عن السائدة والتي سبقتها، لأنه يمكن أن الجهاز السياسي قد وصل إلى طريق مسدود بالفعل.
ما يمر فيه اليمين الآن هام، لأنه يواجه نفسه. لا يمكن السيطرة فترة طويلة بدون سياسة. ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون المعارضة صادقة مع نفسها: هل هي مستعدة لانتخابات جديدة؟ هل معسكر اليسار ناضج لتسلم الدولة من جديد؟ عند النظر إلى الساحة السياسية من الخارج يبدو أن هذا المعسكر لا ينجح في الاتحاد حول قائد. لدى اليسار ميول للاستخفاف بأهمية القيادة وكأن الافكار الجيدة أو العمل الميداني كافيين من اجل الحصول على ثقة الشعب. لكن الافكار لا تحمل في الهواء بل في رؤوس الناس، ومنذ زمن طويل لم ينجح معسكر اليسار في وضع شخصية يهتف لها الشعب بصوت مرتفع.
يمكن أن الشعور بغياب المعارضة ليس صدفيا، وهو يعكس الاجماع أو بشكل أدق غياب الحيلة لدى الجميع، أمام الصعوبة الحقيقية التي يجب أن تواجهها إسرائيل: المشكلة الفلسطينية. بعد أن تدهورت إسرائيل مدة خمسين سنة تقريبا في منزلق الاحتلال، فهي لا تعرف ببساطة كيفية حل المشكلة. ليس عندما تقول «دولتان لشعبين» وليس عندما تقول «دولة واحدة».
المفارقة السياسية قد تكون نتيجة لاستراتيجية نفسية قومية هدفها التملص من المسؤولية التي تنبع من الصلاحية: لدى اليمين قائد، لكن ليست له سياسة قابلة للتطبيق. ولدى اليسار سياسة على الورق، لكنه ينقصه الاشخاص. وفي ظل هذا الوضع تحول نتنياهو فجأة من مشكلة إلى جزء من الحل. فبفضله يحظى اليمين بالصلاحيات دون تحمل المسؤولية، واليسار يتحمل المسؤولية بدون صلاحيات. نتنياهو هو الوجه والشكل لقلة حيلتنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شارونا: كان ينبغي مقتل المخربين
إسرائيل تفشل في عدم تصفية الإرهابيين وتوفير الأمن لعدم إنهاء الجدار الأمني

بقلم:دان مرغليت،عن إسرائيل اليوم
الإرهاب العربي يرافق انبعاث الشعب اليهودي في بلاده منذ قتل ابراهام يلوبسكي في نس تسيونا العبرية قبل 128 سنة. وسيبقى مصدر اقلاق دائم حتى السلام المنشود. لا يمكن القضاء عليه كما لا يمكن تصفيته بحملة عسكرية في قطاع غزة. يمكن فقط ضربه وتخفيض مستوى اللهيب لزمن ما ونكون متحفزين. ومع ذلك هناك اكثر من نصف مواساة، إذا ما راجعنا ما حدث منذ القتل في نس تسيونا لعرب بلاد إسرائيل مقارنة بازدهار يهودها. كل حدث من النوع الذي حصل مساء أول أمس في حي الترفيه شارونا في تل أبيب هو نجاح للمشاغبين. فقد تمكنوا من قتل أربعة يهود. وحتى الصور التي يبدو فيها الإسرائيليون يفرون خائفين فزعين في مدينتهم تضر. نوع من الرغبة في نبش الجرح الذي وان كان ومحظور منعه، ولكن ينبغي أن نعرف بان لحق الجمهور في المعرفة يوجد ثمن.
بشكل جوهري كان الرد الإسرائيلي ناجحا جزئيا فقط. فجريمة قتل كهذه كان ينبغي ان تنتهي بمقتل المخربين. ليس في فعل مرفوض من اطلاق النار بدم بارد على مخرب جريح ومحيد، بل في ظل العمل. ان الفشل الاساس لإسرائيل التي تدافع عن نفسها ليس في ليل القتل بل في نهار الهدو؛ فالحكومات على اجيالها وعدم بجدار امني ولم تفي. فهذا جزئي ومخروق وغير مجهز وغير مصان بما يكفي.
ويبرز الفشل اكثر في السلوك مع المشغلين للمقيمين بلا تصاريح. فعندما يمسك الفلسطينيون يعادون إلى بيوتهم، ويخرج ارباب عملهم اليهود بلا شيء. مخرب قاتل طعن جنديا في جفعتايم امسك به، وارباب عمله في الموقع المجاور عوقبوا بوقف البناء اسبوعين. نكتة محزنة.
المواطن مستعد لان يسلم بانفجار الإرهاب الذي لا يمكن احباطه مسبقا (محافل الامن تسجل نجاحا واضحا)، ولكن لا يوجد ما يدعو إلى التسليم بالاهمال واللامبالاة وعدم الاكتراث الذي في الايام ما بين الطعن وبين اطلاق النار.
يجب فهم المعضلة
علقت هذا الاسبوع في عصبة ضيقة كانت تستمع صدفة لمحاضرة تفصيلية لخبير شهير عن وضع ومكانة إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي. لو كان بوسعي ان اقول عمن يدور الحديث، لحظيت اقوالي بعناوين صاخبة ولكن على اي حال، فانه عالم لا يمكن وصفه بـ «اليساري». واليكم اهم ما جاء في اقواله بصياغتي:
لسنوات صدت إسرائيل توجه الفلسطينيين إلى المحكمة لانهم ليسوا دولة. ولكن منذ قرار الامم المتحدة في 2012 تغيرت الامور، واليوم يعترف بهم كـ «فلسطين» في مؤسسات عديدة. وكنتيجة لذلك فان إسرائيل التي كان يمكنها أن تمتنع في اعقاب حملات عسكرية عن تشكيل لجان تحقيق رسمية، ستضطر إلى عمل ذلك كي تتفادى لاهاي. في هذا المجال يحقق ابو مازن انجازات، والمقاطعة ـ الـ بي.دي.اس ـ تلحق به.
بين اجراء واجراء يوجد مهلة زمنية، واليمين في الحكومة يخطيء في وهم الهدوء، ولكن ليس هي. فمن يعرف الساحة الدولية ـ وهو خليط من القانون والسياسة ـ يعرف بان الواقع الجديد يتسلل حتى عندما لا يكون ظاهرا. واذا ما وصلنا لا سمح الله إلى البحث في مسألة إذا كانت المستوطنات هي «جريمة حرب» ـ فلن تميز المحكمة في لاهاي بين الكتل الاستيطانية وغيرها. حتى هنا.
بنيامين نتنياهو يعرف المسألة بتفاصيلها، وهي احد الاسباب الذي يجعله «يقف بقدميه على نقطتين». فيستأنف ويوقف ومرة اخرى يستأنف لضم اسحق هرتسوغ إلى الائتلاف بدلا من نفتالي بينيت. ليس لانه يوجد بينهما خلاف حقيقي حول قيام فلسطين، بل لان نتنياهو يفهم بان بينيت (وكذا اليمين في الليكود) يمنعون عنه قدرة المناورة في مؤتمر دولي يستهدف احباط التوجه الفلسطيني إلى لاهاي.
بين الادوات السياسية التي عرضت على إسرائيل بدت المبادرة المصرية هي أهون الشرور. فقد تركت له مجال مناورة، وهذا هو الانطباع الذي اخذه الروسي ايضا في اثناء زيارته إلى موسكو. وباستثناء انه في هذه اللحظة لا يوجد في الائتلاف اغلبية لمثل هذا المؤتمر الذي اعد في الاصل تمهيدا لانضمام المعسكر الصهيوني إلى الحكومة.
ان فهم المعضلة، والحاجة إلى خطوة سياسية تؤدي إلى الصدام مع اليمينيين المتطرفين في الليكود وفي الائتلاف، هما التفسير الجوهري للمراوحة في المفاوضات بين نتنياهو وهرتسوغ. قبل اسبوع كان رئيس الوزراء مصمما على الانفصال عن وزير التعليم. وصحيح حتى يوم امس مساء تم تنسيق البث بينهما. لكم من الوقت؟ احد لا يعرف.
باستثناء انه في هذه الاثناء لا توجد مبادرة سياسية مصدرها الحكومة. نظرت هذا الاسبوع إلى خريطة الفعل (اضافة إلى زيارة نتنياهو إلى موسكو) ووجدت ان الانجازات الوحيدة سجلتها السفارة الدولية المسيحية ـ منظمة تعد عشرات الملايين تمول نشاطهم من اجل إسرائيل من جيوبهم. ومؤخرا عقدوا في جنوب افريقيا مؤتمرا يدحض الحجة بان إسرائيل هي دولة أبرتهايد وفتحوا ممثليات في تركيا الإسلامية في كوبا. وجلبوا إلى هناك بشرى سياسية وجماهيرية. هذا مثير للانفعال، ولكن من في إسرائيل المتهكمة امتلأ بالتقدير؟ وعلى اي حال، فان هذه قطرة في بحر مقارنة بالحرب التي يخوضها ابو مازن ضد إسرائيل في ساحة القضاء الدولي.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا