بعد “المدني” و” مساواة ” ع مين الدور؟

بقلم: حسن سليم

لا تريد حكومة اليمين الاسرائيلي ان يسمع الشارع الاسرائيلي صوتا غير صوتها، او رواية غير روايتها، تريد ان تبقي الشارع أسيراً لتحريضها ضد خيار السلام، بل ضد خيار الحياة.

احد القرارات التي سارعت حكومة نتنياهو ممثلة بافيغدور ليبرمان لاصدارها بعد تسلمه وزارة الجيش، هي منع محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحكرة فتح، ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي في منظمة التحرير، من دخول اسرائيل، والذريعة وفق تصريح ليبرمان ان “المدني قام خلال عام 2016، بنشاط تآمري ضد وحدة صف المجتمع الإسرائيلي، وحاول دق إسفين بين شرائح المجتمع من خلال محاولاته إنشاء أحزاب عربية، وأخرى مشتركة للعرب ولليهود من أصول شرقية في إسرائيل، بالاضافة لنشاط تحريضي في صفوف مواطني إسرائيل البدو في النقب”.

هكذا تنظر حكومة اليمين لاي جهد من شأنه ان يساعد المنطقة على الخروج من عنق الزجاجة، وتجنيبها مزيدا من نزف الدم، وهكذا تصنف الاصوات التي ترى بالحوار والتفاوض سبيلاً فعالاً لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بديلا عن اي فعل قد يؤدي الى موت الامل.

محمد المدني الذي يصنف البعض مهمته بانها انتحارية، لما قد يعود عليه من ضرر، ويوسمه بالتطبيع، ولما قد يعرضه لمواجهة مع حكومة الاحتلال، لا يتوقف عن تكرار الرسالة في لقاءاته مع ممثلي منظمات المجتمع المدني الاسرائيلية، والسياسيين ورجال الاقتصاد والاعمال والاعلام، “بان الفرصة الحالية لانجاز مشروع السلام قد لا تعود مرة اخرى، تعالوا نغتنمها”، بل لا يرفض المدني عرض الاجتماع مع موزعي الصحف بالشوارع في اسرائيل، لايصال الفكرة التي يحملها، لايمانه ان التغيير يتحقق بالتراكم والنقاط، وان السلام ان كانت توقع اتفاقاته الحكومات، الا ان الشعوب هي من تصنعه وتحققه.

ولمخاطبة المجتمع الاسرائيلي ثمة وسيلة اخرى غير لجنة التواصل، تم انشاؤها كانت تسمى قناة “فلسطين 48″، وتم اغلاقها بقرار من وزير الامن الاسرائيلي جلعاد اردان، ليعاود الكرة ويغلق القناة التي اصبحت تحمل اسم “مساواة”، مبرراً قراره وفقا للمتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري، ان اسرائيل لن تسمح بالمس بسيادتها، ولو بموطئ قدم.

صوت “مساواة” الذي تجاوز جدران الفصل العنصري التي بنتها العقلية اليمينية، وما حمل من رسالة سامية تجسدت باسم القناة “مساواة”، يبدو انه كان مزعجا لحكومة اليمين، فقررت استخدام وابل حقدها لاغلاق القناة واسكاتها، كما يستخدم جيشها وابل الرصاص تجاه كل ما يحمل ملامح الفلسطيني، فقط لانه يعتقد انه ارهابي، حتى لو كان مشاركا في أفعال سلمية، ويصرخ من اجل احلال السلام.

بعد “المدني” و”مساواة” ، بالتأكيد هناك من ينتظر الدور لقرارات حكومة اليمين الاسرائيلي، لانها لا تستطيع المواجهة بالمنطق والبرهان، ولا تعتمد في رواياتها غير النصوص الكاذبة، كما لا تحتمل خطاب الانسانية، ولا تريد لجمهورها ان يعلم ان خلف الجدران العالية يعيش شعب تواق للسلام، ولا يسعى لغير الامان والاستقرار، والمستقبل الأمن لاطفاله.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا