عودة العلاقات التركية الاسرائيلية وبقاء الحصار على القطاع

المصالح هي التي تحكم مواقف الدول ، اما المبادىء للاسف فليست سوى شعارات لا تجد من يبذل الجهد لتطبيقها في الواقع ، ويتم التراجع عنها بتبريرات تتعلق بمصلحة الدولة واضطرارها وحاجاتها المرهونة او المحكومة بوقائع على الارض تواجه الدولة او تحيط بها من خلال الجوار.
العلاقة التركية الاسرائيلية قديمة وعميقة ، وأوجه التعاون التجاري والاقتصادي والاستخباراتي والامني والعسكري بين البلدين واسع وكبير . تركيا اعترفت باسرائيل بعد شهور من اعلانها وبالتحديد في شهر مارس عام 1949 . وتنامت العلاقات في المراحل المختلفة ، لتصبح العلاقة تحالفية واستراتيجية بين البلدين ، خصوصا وان تركيا عضو في الحلف الاطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة ، حامية اسرائيل والمدافع الدائم عن جرائمها واحتلالها .

اعادة العلاقات التركية لما كانت عليه في السابق مع اسرائيل في الجوانب والمجالات المختلفة يتم الان بعد ان سوي الخلاف الذي نشأ على خلفية الاعتداء الاسرائيلي على سفينة التضامن التركي مع غزة المسماة ” مرمرة ” .
الحديث دار في وقت سابق عن اشتراط تركي لفك الحصار عن قطاع غزة كي تعود العلاقات كما كانت ، لكننا نجد اليوم ان الشرط قد تم التراجع عنه ، مقابل تسهيلات اسرائيلية لادخال مساعدات تركية الى القطاع عبر ميناء أسدود الاسرائيلي ، ومنح تركيا فرصة تنفيذها مشاريع انسانية في غزة لا اكثر . مع مطلب اسرائيلي في المقابل بقيام تركيا بجهد لانجاز صفقة تبادل للاسرى بين اسرائيل وحماس ، والحصول على معلومات من عدد الجثث الاسرائيلية التي تحتفظ بها حماس وعن احياء محتملين اذا أمكن .

كيف سينعكس ذلك على العلاقة التركية مع حماس ، وكيف سينعكس على الرهان الحمساوي المنتظر وساطة تركية بينها وبين اسرائيل ، تجعل من حماس طرفا تجاوره اسرائيل وتصل الى اتفاق معه .
نحن لا نتدخل في شؤون الدول الاخرى ، لكننا نطالب الدول كافة اسلامية وعربية وعالمية أن تقف الى جانب حقنا المشروع في الاستقلال والحرية والعودة واقامة الدولة . فلا يجوز ان يظل شعبنا يعيش مأساة مستمرة واضطهادا متواصلا ليلا نهارا على أيدي قوات الاحتلال ومستوطنيه وحكومته ، دون ان يجد من يبادر من الدول التي تتغنى بشعارات حقوق الانسان ، ومبادئ القانون الدولي ، الى الوقوف بجانب حقه المشروع الذي اكدته كل القرارات الدولية وان يسند موقفنا الفلسطيني الساعي لمحاكمة جرائم اسرائيل في المحكمة الدولية ، والى ادانتها امام المحافل والمؤسسات التابعة للامم المتحدة . من اجل إلزامها بالتوقف عن احتلالها وممارساتها التي تتصاعد كل يوم ، عبر الاقتحامات للبلدات والمخيمات والمدن ، وعبر الاعتقالات المتواصلة والقتل على الحواجز وحتى احراق الاطفال والعائلات الآمنه في بيوتها في ساعات متأخرة من الليل ، وهي المواعيد التي تناسب المجرمين واللصوص في العادة .

رسالة المفوض الاسبوعية الصادرة عن مفوضية الأقاليم الخارجية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا