تركيا بديلاً لمصر في الوساطة مع «حماس»

قالت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، إن الاتفاق بين إسرائيل وتركيا لإعادة العلاقات فيما بينهما عزز القطيعة بين الفلسطينيين. وأوضحت أن “حماس من جانبها لا يمكنها توجيه انتقادات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكي لا تفقد الحليف الأساسي المتبقي لها، ومن ناحية أخرى تخشى السلطة الفلسطينية في رام الله من أن تعزز المساعدات التركية لغزة، من نظام الحكم الحمساوي بالقطاع أكثر فأكثر”. وأوضحت أن “الاتفاق بين تركيا وإسرائيل يحمل أنباء سارة لحماس؛ فالأتراك يحاولون تقديم حلولا نوعية للمشاكل التي تعاني منها غزة؛ سواء في مجال الكهرباء بإنشاء محطة طاقة أو توفير المياه بإنشاء أخرى للتحلية، علاوة على سلسلة من المشروعات التي من شأنها التخفيف عن مليون و800 ألف غزاوي، والتي ستوفر فرصا بالعمل للكثيرين من العاطلين هناك”. وأشارت إلى أنه “لو تحقق الأمر، سيكون هذا أشبه بحقنة منشطة لحماس من قبل تركيا، وسيكون للأخيرة موطأ قدم أكثر في القطاع في مواجهة مصر، التي تحولت من صديقة لأنقرة في زمن الإخوان إلى عدوة لها بعد سقوطهم، وترى في تركيا الأردوغانية وحماس جزءًا لا ينفصل عن تنظيم الإخوان المسلمين”. وقالت: “بالنسبة لحماس، فإن حل مشاكل الكهرباء والمياه، علاوة على إقامة مشاريع أضافية، كل هذا سيساعد في الإبقاء على نظام حكم الحركة الفلسطينية، وهذا الأمر سيخدم من ناحية أخرى تل أبيب؛ لأنه يزيد من القطيعة بين الفلسطينيين وبين بعضهم البعض، ولا يسمح بتوحيد صفوفهم ووقفوهم في معسكر واحد في الحلبة الدولية ضدها”. وختمت: “هذا هو السبب الرئيس لحالة الإحباط وخيبة الأمل التي تنتاب السلطة الفلسطينية، حتى ولو كان الفلسطينيون في قطاع غزة سيشعرون بتحسن أحوالهم عما هم فيه”. إلى ذلك، قال موقع “واللاه” الإخباري العبري إن “عودة العلاقات بين إسرائيل وتركيا، بموجب الاتفاق الجديد بين الدولتين، من شأنه أن يخلق قنوات اتصال جديدة لتهدئة الوضع في قطاع غزة إذا اشتعلت الأمور، ولن يتكرر ما حدث خلال عملية الجرف الصامد العسكرية التي قامت بها إسرائيل في القطاع قبل عامين، حينما اختلف الأمريكيون والإسرائيليون على من يكون الوسيط مع حماس، هل تكون أنقرة أم القاهرة؟”. وأضاف أن “الاتفاق بين الجانبين يثير تساؤلين؛ الأول يتعلق بجيران تركيا، اليونان وقبرص، فتل أبيب كانت قد اقتربت من الاثنتين خلال السنوات الأخيرة الماضية بسبب وجود أزمة بينهما وبين أنقرة، والآن وبعد الاتفاق، هل تتجمد العلاقات مع أثينا ونيقوسيا؟”، موضحة أن نتنياهو يخشى حدوث ذلك، ولهذا فقد تحدث بشكل علني قبل أيام عن المساعدات الإسرائيلية لقبرص أثناء اشتعال الغابات بالأخيرة. وأوضح أن “ما يقال عن هذين الدولتين، يمكن قوله أيضا عن مصر السيسي، الدولة التي ترى في الإخوان المسلمين عدوة فلها، وتنظر لتركيا على أنها تهديد مباشر على النظام الحاكم بالقاهرة”، مشيرة في تقريرها إلى أن “السيسي حسن العلاقات مع تل أبيب بشكل ملحوظ، وعودة العلاقات مع تركيا سيكون تهديدا للعلاقات بين مصر وإسرائيل”. وقال إن “الاتفاق مع تركيا يشكل بدرجة كبيرة طوق نجاه لحركة حماس في قطاع غزة، يمكنه أن يمنع حدوث أزمة خطيرة في المستقبل، والرئيس التركي أردوغان اتصل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليوضح له استمرار أنقرة في العمل من أجل الفلسطينيين حتى بعد الاتفاق بعودة العلاقات مع إسرائيل “. وختم: “السؤال الآن هو هل سيقود التواجد التركي الجديد والتنافس بين أنقرة والقاهرة إلى خطوات في الحلبة الفلسطينية”. وذكر أن “تساؤلات من هذا النوع بالتأكيد أثيرت خلال اللقاء الذي أجري أمس بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبين جون كير ي وزير الخارجية الأمريكي، ويمكننا الافتراض أنه خلال الأسابيع القادمة ستدور مثل هذه التساؤلات مرارًا وتكرارًا”.

المصريون – محمد محمود

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version