أبرز ما تناولته الصحافة العبرية 3-7-2016

قائد سلاح الجو: “اسرائيل جسر جوي يربط بين دول المنطقة في حربها ضد الارهاب”

كتبت “هآرتس” ان قائد سلاح الجو الاسرائيلي الجنرال امير ايشل، بعث يوم الخميس الماضي، برسالة الى ضباطه بمناسبة يوم سلاح الجو، جاء فيها ان “الحرب الاقليمية ضد الارهاب المتطرف الزمتنا على ملاءمة انفسنا والمبادرة الى عملياتمعقدة، تم من خلالها التعبير عن القدرات المتنوعة للجندي. لقد تحولنا الى جسر جوي يربط بين دول المنطقة في حربها ضد الارهاب”.

وتقيم اسرائيل اتصالات امنية مع الاردن ومصر المجاورتين. وليس من المعتاد ان يفصل الجيش الاسرائيلي في الحديث عن العلاقات العسكرية مع هذين البلدين، بادعاء ان الامر حساس بشكل خاص، لكنه تم التبليغ في السابق عن عدة مناورات مشتركة لسلاح الجو الاسرائيلي مع نظيره الأردني. وفي شباط الماضي قال رئيس قسم العمليات في الجيش الجنرال نيتسان الون، بأن اسرائيل تتقاسم المعلومات الاستخبارية مع الدول الاعضاء في التحالف ضد داعش.

بعد العمليات الأخيرة: حملة تحريض على الفيسبوك

تكتب “يديعوت احرونوت” انه في ظل التخوف من عودة موجة الارهاب الفلسطيني، شن عدد من الوزراء هجوما على شبكة الفيسبوك الاجتماعية بادعاء انها دفيئة للإرهاب. وقال وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، ان “الفيسبوك حقق ثورة ايجابية في العالم، لكنه لبالغ الأسف تحول الى وحش”. واضاف اردان في تصريحات للبرنامج التلفزيوني “واجه الصحافة” انه “يجري القيام بكل حوار التحريض والاكاذيب الفلسطيني عبر منصة الفيسبوك. كل شيء يحدث هناك. يا سيد مارك تشوكربرغر، بعض دماء القتلى تلطخ يداك. الفيسبوك تخرب على عمل شرطة اسرائيل وترفض التعاون معنا. يجب عليهم القيام برصد ذاتي للتحريض على الشبكة”.

واوضح اردان لصحيفة “يديعوت احرونوت” ما قصده، وقال: “توجهنا الى الفيسبوك مع 74 مدونة محرضة ومتطرفة بشكل خاص، فكم هو عدد التي وافقوا على ازالتها؟ 24. المشكلة الكبيرة في يهودا والسامرة هي ان الفيسبوك لا يعترف بالسيطرة الاسرائيلية هناك وليس مستعدا لتسليم معلومات”.

وقبل قيام اردان بشن هذا الهجوم، سبقه وزير التعليم نفتالي بينت، الذي نشر خطته الداعية الى وقف ما يسميه “الارهاب الفيروسي”. وشرح قائلا: “الارهاب الفيروسي لا يمكن وقفه بواسطة الاغلاق – فالمقصود عمليات يسيطر عليها عامل التقليد الذي يصل عبر الشبكات الاجتماعية”. وشملت خطة بينت عدة بنود من بينها اعتقال او طرد عائلات المخربين وفرض حظر التجول المطلق على القرية ومحيطها، لكنه تطرق ايضا الى خطوات يجب اتخاذها ضد الشبكة الاجتماعية الرائجة: “اطفاء الفيسبوك والانترنت وشبكة 3G، في كل منطقة جبل الخليل – كعمل مانع وليس كعقاب”. واضاف بينت ان”الفيسبوك هو اداة التحريض المركزية في موجة الارهاب الفيروسي”. ولخص قائلا انه يجب اجراء تغيير في التوجه نحو محاربة الارهاب.

وهاجم النائب اريئيل مرجليت، من المعسكر الصهيوني، شبكة الفيسبوك، ايضا، وقال خلال مؤتمر للسيبر، عقد في نهاية الاسبوع في باريس ان “الفيسبوك تحول الى دفيئة للارهاب الجديد – بين الاف اللايكات والمشاركات التي يحظى بها المخربون الان تختبئ العملية القادمة”.

وكانت ادارة الفيسبوك قد اعلنت خلال موجة الارهاب بأنها تشطب صفحات التنظيمات الارهابية او النشطاء الارهابيين، وتتعامل مع الشكاوى ضد التحريض. لكن هذه الخطوات لم تكن فاعلة حتى الان، كما يبدو لان ادارة الفاسبوك لا تستطيع ، او انها لا تحاول، تمشيط الموقع لوحدها والعثور على النصوص المحرضة. والحقيقة هي انه يتم شطب صفحة معينة فقط حين يجري تقديم طلب بذلك، وهكذا فان صفحات العرب التي تدعو الى قتل اليهود يمكنها مواصلة العمل بدون ازعاج لأسابيع طويلة.

وجاء من ادارة الفيسبوك رسميا، امس: “نحن نعمل بشكل دائم مع تنظيمات الامن ونحدد سياسات في العالم، بما في ذلك اسرائيل، لكي نضمن معرفة الناس لسبل الاستخدام الآمن للفيسبوك”.

وكتبت “هآرتس” ان المجلس الوزاري السياسي الأمني، اجتمع مساء امس السبت، لمناقشة الخطوات الاسرائيلية ردا على التصعيد في العمليات التي اسفرت عن مقتل مواطنين اسرائيليين يومي الخميس والجمعة، واصابة آخرين. وكان وزير المعارف نفتالي بينت قد صرح قبل الجلسة انه سيطلب تنفيذ عدة خطوات من بينها قطع الانترنت في منطقة الخليل وتنفيذ حملة اعتقالات. وقبل الجلسة وجه المقربون من بينت انتقادا الى رئيس الحكومة ووزير الامن، وقالوا ان “العمليات حاليا قليلة جدا ومتأخرة، ولن توقف الارهاب ، وهي تشكل تكرارا لقرارات سابقة. من الواضح ان المخربين لا يرتدعون ولا يخافون. عائلات القتلة تحتفل، الارهاب يتطلب عمليات جديدة. مواصلة العمليات القديمة لن يصده. آن الأوان للقيام بتغيير التوجه الراديكالي”.

وكان وزير الامن ورئيس الاركان قد قررا بعد عملية الجمعة فرض طوق شامل على محافظة الخليل. لكن الفلسطينيين اشاروا الى تخفيف الطوق، يوم امس، وقالوا ان الطوق كان مشددا بشكل خاص على بلدتي يطا وبني نعيم. ويلاحظ في المنطقة وجود مكثف لقوات الجيش، لكن الحياة تجري كالمعتاد.

الى ذلك قتل الجيش يوم الجمعة شابة فلسطينية في الخليل، يدعي حرس الحدود انها حاولت طعن شرطي قرب الحرمالابراهيمي. وحسب الجيش فان سارة الحجوج الطرايرة، 27 عاما، اقتربت من قوة لحرس الحدود رابطت عند احد مداخل الحرم واستلت سكينا. وقام شرطي بإطلاق النار عليها وقتلها. وقال شهود عيان فلسطينيين انها لم تشكل خطرا وتم اطلاق النار عليها اثناء التفتيش. واشاروا الى ان الطرايرة كانت حاملا في الأشهر الأولى.

وفي مدينة يافا تم اعتقال مواطن، 30 عاما، بشبهة تقديم المساعدة للمخرب الذي طعن مواطنين في نتانيا يوم الخميس. وحسب الشبهات فقد قام المشبوه بنقل المهاجم ايال ابو صالح من طولكرم الى نتانيا. وتم تمديد اعتقال المشبوه لخمسة ايام.

المصادقة على توسيع مستوطنة كريا اربع ردا على قتل الطفلة

كتبت “هآرتس” انه ردا على قتل الطفلة هليل يافيه في مستوطنة كريات اربع، قررت الحكومة تجديد مناقصة لبناء 42 وحدة اسكانية في المستوطنة. وقد سبق تجميد هذه المناقصة قبل سنة ونصف نتيجة عدم تقدم أي من المقاولين للمشاركة فيها. وفي المقابل قالت مصادر في ديوان نتنياهو انه تقرر اعادة انشاء مقبرة للمخربين من اجل منع اعادة الجثث الى العائلات.

وقال وزير الامن، افيغدور ليبرمان، امس، ان “التصديق على البناء في كريات اربع سيشكل رسالة هامة بأن كل عملية ستعزز الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة”. وقام ليبرمان ونتنياهو ووزير الزراعة اوري اريئيل، يوم الجمعة، بزيارة بيت الطفلة هليل يافيه. وخلال الزيارة قال نتنياهو للعائلة “انهم يريدون اقتلاع الزرع ونحن سنعمق الجذور.؟ لن يخرجونا من هنا، لن يحطموا معنوياتنا ومعنويات العائلة”. وقالت له والدة هليل ان “الطفلة لا يجب ان تعيش بخوف”. ومن ثم قالت بعد انتهاء الزيارة: “لدينا ما نقوله باستثناء الثكل. يجب تعزيز البناء والسكان. تحدثنا عن شيء ملح. البيت القومي على حافة الخراب. فليفتح جبل الهيكل امام اليهود”.

التنفيذية في منظمة التحرير تشجب الطوق وتعتبره عقابا جماعيا

كتبت “هآرتس” ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعا في رام الله، اليوم، في اعقاب التصعيد الأمني ونشر تقرير الرباعي الدولي حول الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال مسؤولون في القيادة الفلسطينية لصحيفة “هآرتس”انه على الرغم من سلسلة الاحداث في الأيام الأخيرة، الا انهم يقدرون بأن اسرائيل لن تشن حملة عسكرية واسعة ولن تشدد الطوق على مدن الضفة. مع ذلك قالوا في السلطة ان قرار تجميد اموال الضرائب من شأنه زيادة التوتر الأمني.

وشجبت الحكومة الفلسطينية الطوق الذي فرضته اسرائيل على محافظة الخليل. وقال الناطق بلسان الحكومة، يوسف المحمود ان “هذا الحصار غير مبرر ويشكل عقابا جماعيا لعشرات الاف الفلسطينيين غير المذنبين بشيء، وان هدفه معاقبة الجمهور بالذات مع اقتراب نهاية شهر رمضان وحلول العيد في الأسبوع المقبل”.

ولم تنشر السلطة ردا على العمليات التي وقعت في نهاية الاسبوع، بينما رحبت حماس بالعمليات ودعا الناطق بلسانها حسام بدران، “شبان الانتفاضة الى مواصلة النضال ضد الاحتلال”. ورغم ذلك فانه يسود التقدير لدى الجهات الامنية الفلسطينية بأن عملية يوم الجمعة لم تنفذ من قبل خلية منظمة لحركة حماس، وانما جهات غير منتمية للتنظيم.

وقال مواطنون من الخليل لصحيفة “هآرتس” انهم يتخوفون من اعمال انتقامية من جانب المستوطنين، وحملات اعتقال واسعة في المدينة ومحيطها، وعمليات هدم واسعة للبيوت. وقال احد المواطنين: “نحن معتادون على عدوان المستوطنين، والتوقع هو ان تحدث اعتداءات كهذه في الخليل وفي مناطق الضفة القريبة، سواء المس بالناس او الاملاك”.

وفي بلدة دورا، جنوب الخليل، وقعت امس، مواجهة بين قوات الجيش وفلسطينيين. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان مواطنين اصيبا بجراح بالغة بعد اصابتهما بعيارات نارية في الكتف والبطن. كما اصيب العديد من المواطنين جراء استنشاق الغاز.

وشاع لدى رجال السلطة في الايام الاخيرة، التخوف من فقدان السيطرة على الميدان، في اعقاب سلسلة من عمليات اطلاق النار والنزاعات في عدة اماكن، والتي قتل خلالها ضابطين من جهاز الاستخبارات الفلسطيني. وقال الناطق بلسان اجهزة الامن الفلسطينية، الجنرال عدنان الضميري، ان “الاحداث الاخيرة لا تدل على فقدان السيطرة وانما العكس. فأجهزة الامن بكل اذرعها تواصل محاربتها للجريمة وفرض القانون في مناطق الضفة”.

قصف جوي لقطاع غزة بعد قصف سديروت

كتبت “هآرتس” ان قذيفة انفجرت ليلة الجمعة/السبت، في مركز جماهيري للأطفال في بلدة سديروت. ولم يصب احد لكن القذيفة تسببت بأضرار للبناء ولبناء مجاور. وجاء من الناطق العسكري انه في اعقاب سقوط القذيفة قام سلاح الجو بمهاجمة اهداف في قطاع غزة. وحسب المصدر العسكري فقد اصيبت اربعة اهداف تابعة لحماس في شمال ووسط القطاع.ويقدر الجيش بأنه تم اطلاق النار على سديروت من قبل تنظيم سلفي يتماثل كما يبدو مع داعش، دون أي علاقة بالأحداث في الضفة، وبدون معرفة حماس. كما قال المصدر ان القصف الاسرائيلي استهدف منشآه لصناعة القذائف واحد الانفاق. وقالت مصادر فلسطينية ان المناطق التي تعرضت للقصف هي مواقع تدريب لحماس ومشغل للحديد.

يشار الى ان تقرير الرباعي الدولي الذي نشر في نهاية الاسبوع الماضي، حذر من تدهور الاوضاع في غزة. وجاء فيه ان الاوضاع الانسانية الصعبة في القطاع الى جانب تضخم قوة حماس والتنظيمات الاخرى وغياب الوجود السياسي للسلطة الفلسطينية، يشكل خطرا على الهدنة بين حماس واسرائيل ويمكن ان يقود الى جولة حرب اخرى.

مقتل فلسطيني جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع

كتبت “هآرتس” انه تم صباح يوم الجمعة قتل فلسطيني في الخمسين من عمره، خلال مواجهات بين قوات الامن والفلسطينيين بالقرب من معبر قلنديا. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان القتيل محمد حبش، اصيب بنوبة قلبية بعد استنشاقه للغاز المسيل للدموع الذي اطلقته الشرطة. وتم نقله الى المستشفى الحكومي في رام الله حيث حدد الاطباء وفاته.

واندلعت المواجهات يوم الجمعة بعد منع الشرطة لمئات الفلسطينيين من اجتياز المعبر والوصول لأداء صلاة الجمعة في القدس. وسمح بالدخول فقط لمن هم فوق جيل 45 عاما. وبعد رفض الحشود مغادرة المكان قامت الشرطة وحرس الحدود بتفريقهم بالقوة، مستخدمة الخيول وقنابل الغاز. وقالت مصادر فلسطينية ان الاحداث الموثقة بالفيديو تبين انه لم يتم قبلالهجوم على المواطنين رشق الحجارة، لكن الشرطة تدعي ان عشرات الشبان حاولوا اختراق الحاجز، فاضطرت الشرطة الى استخدام وسائل تفريق المظاهرات. وقال الجيش ان جنديين وشرطي من حرس الحدود اصيبوا بالحجارة.

“ليدي ليلى” التركية تصل الى ميناء اسدود

تكتب “يسرائيل هيوم” انه من المفروض ان تكون سفينة المساعدات التركية لغزة “ليدي ليلى” قد وصلت الليلة الماضية الى ميناء اشدود في اسرائيل، بعد 30 ساعة من خروجها من تركيا. وتحمل السفينة 11 طنا من المساعدات الانسانية التي سيتم نقلها الى غزة. ويأتي ذلك بناء على اتفاق المصالحة بين اسرائيل وتركيا. وكانت السفينة قد غادرت ميناء “ميرسين” التركي، مساء الجمعة.

وكانت اسرائيل وتركيا قد وقعتا اتفاق المصالحة بينهما في الاسبوع الماضي، بعد ست سنوات من العلاقات المتعكرة في اعقاب قضية الاسطول التركي الى غزة الذي سيطرت عليه قوات البحرية الاسرائيلية وقتلت تسعة من ركابه الأتراك.

مقالات

الولايات المتحدة: “صرف المساعدة الامنية في اسرائيل لا يصب في مصلحة الطرفين”.

ينشر براك ربيد في “هآرتس” تقريرا حول الخلافات الاسرائيلية – الامريكية بشأن صفقة المساعدات الامنية الامريكية لإسرائيل، وينقل عن مسؤولين كبار في الادارة الأمريكية قولهم ان الولايات المتحدة معنية في اطار المفاوضات حول صفقة المساعدات الامنية التي ستقدمها لإسرائيل خلال العقد القادم، بتغيير الاتفاق الذي يسمح لوزارة الأمن وللجيش الاسرائيلي بصرف حوالي 40% من المساعدات على شراء معدات من الصناعات الامنية الاسرائيلية وشراء الوقود. وحسب المسؤولين الامريكيين فان هذا الاتفاق لم يعد يخدم مصالح البلدين ويشكل استغلالا غير صحيح وغير ناجع لأموال المساعدات.

الى جانب ذلك، بعثت مستشارة الامن القومي الامريكي، سوزان رايس، امس الأول، رسالة الى الكونغرس الامريكي، اكدت فيها ان ادارة اوباما مستعدة لتوقيع اتفاق المساعدات، الذي سيشمل هبة مالية بحجم غير مسبوق والتزاما متعدد السنوات لتمويل برامج دفاعية اسرائيلية مضادة للصواريخ.

ويشار الى ان اتفاقيات المساعدات الأمنية التي وقعتها اسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات الثمانينيات، تتضمن بند”مشتريات خارج الولايات المتحدة” والذي يسمح لإسرائيل بتحويل 26.4% من المساعدات الامريكية السنوية من دولارات الى شواكل، واستغلالها لشراء معدات في البلاد بدلا من الولايات المتحدة. عمليا، تقوم الولايات المتحدة منذ حوالي 30 سنة بتمويل الصناعات الاسرائيلية بملايين الدولارات سنويا.

وقال مسؤولون أمريكيون كبار ان اسرائيل تصرف حوالي 13% من المساعدات السنوية ، حوالي 400 مليون دولار، على شراء الوقود للجيش، خاصة وقود الطائرات. وتعتبر اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها استخدام اموال المساعدات الامريكية لشراء الوقود. وقال احد هذه المصادر، نحن نؤمن ان هذا الاتفاق، الخاص بإسرائيل، لا يخدم مصالح اسرائيلوالولايات المتحدة، ونريد تغييره.

واضاف المسؤول في حديث لصحيفة “هآرتس”، ان المنطق من وراء تقديم المساعدات لإسرائيل هو تطوير الصناعات العسكرية والامنية القوية والمتقدمة. ومن بين المشاريع الاساسية التي استغل لها المال، مشروع تطوير طائرة “لافي”الحربية، والذي الغي في نهاية الأمر. وقال المسؤول انه منذ ذلك الوقت طرأت متغيرات درامية على الاقتصاد الاسرائيلي وعلى الصناعات الامنية الاسرائيلية التي دخلت قائمة اكبر عشر دول مصدرة للأسلحة. وقال المصدر ان الهدف الاصلي للاتفاق تحقق ولذلك هناك حاجة الى اعادة التفكير بشأن استخدام اسرائيل لأموال المساعدات للشراء من الصناعات الامنية الاسرائيلية.

وأضاف المصدر انه “عندما نربط بين اموال المساعدات التي تصرفها اسرائيل على الشراء من الصناعات الامنية الاسرائيلية، وبين الجزء الذي يجري استغلاله لشراء الوقود، نصل الى ان اسرائيل تصرف سنويا حوالي 1.2 مليار دولار من اموال المساعدات لدعم ميزانيتها المحلية بدلا من بناء مستودع امريكي. نحن لا نعتقد ان هذا هو الطريق الافضل لاستغلال المساعدات الامريكية. مقابل كل دولار لا تصرفه اسرائيل على الوقود او لشراء منتجات الصناعات الامنية الاسرائيلية، سيكون دولار اكثر للصرف على المعدات العسكرية المتطورة التي يمكن للولايات المتحدة فقط تزويدها”.

ويقف سبب اقتصادي وراء الرغبة الامريكية بتغيير اتفاق المساعدات. فالولايات المتحدة ليست معنية بمواصلة دعم الصناعات الامنية الاسرائيلية التي تنافس الشركات الامريكية في كل انحاء العالم. وقال مسؤولون امريكيون انه بسبب الاتفاق القديم يتم في كل سنة حرف مليارات الدولارات عن الصناعات الامريكية ودفعها للصناعات الاسرائيلية. وقال احد هذه المصادر: “لا يوجد منطق في هذا من ناحيتنا. نحن نريد للجزء الاكبر من المساعدات لإسرائيل ان يستغل للشراء من الشركات الامريكية وبهذا الشكل دعم النمو الاقتصادي وخلق اماكن عمل لدينا في البيت”.

يشار الى ان المفاوضات حول اتفاق المساعدات الامنية يجري بين اسرائيل والولايات المتحدة منذ شهر نوفمبر 2015.ويترأس طاقم المفاوضات الاسرائيلي القائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي يعقوب نيجل، بينما تترأس الطاقم الامريكي مسؤولة الملف الاسرائيلي في البيت الابيض، ياعيل لامفرت. وتشرف مستشارة الامن القومي على العملية وتشارك في قسم من المحادثات.

في هذه الأثناء بقيت خلافات بين الجانبين، لكن الاتصالات تتواصل في محاولة للتوصل الى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس اوباما في كانون الثاني 2017. وقال المسؤول الامريكي: “ننوي مواصلة العمل على هذا الموضوع مهما تطلب الامر، لأن لدينا ذات الهدف. نقاشاتنا حيوية جدا وبناءة، نحن سنواصل المحادثات حتى نتوصل الى اتفاق، وهدفنا هو توقيع اتفاق المساعدات الامنية الجديد. نحن مستعدون لذلك”.

في الرسالة التي بعثت بها رايس ورئيس قسم الميزانيات في البيت الابيض، شون دونوفان، الى الكونغرس اكدا استعداد الولايات المتحدة لتوقيع الاتفاق، وكتبا “ان التزامنا لأمن إسرائيل هو اننا مستعدون لزيادة صفقة المساعدات بشكل كبير، رغم اننا نعمل في بيئة مالية متحدية تشمل تقليصات مضرة للميزانية خلال 2018”. وحسب اقوالهما: “نحن نقترح على اسرائيل صفقة تشكل زيادة للمساعدات مقارنة بالاتفاق الحالي، وذلك على الرغم من كون الميزانية الشاملة لمكافحة الصواريخ انخفضت بنسبة 7.5% خلال العقد الاخير. اسرائيل تحصل اليوم على 50% من مجمل المساعدات الامنية الامريكية للعالم، والصفقة التي نعرضها ستزيد من حصة اسرائيل بشكل يفوق بكثير ما تحصل عليه دول اخرى في العالم”.

المسألة الاخرى التي يدور حولها الخلاف تتعلق بتمويل المشروع الاسرائيلي لمكافحة الصواريخ. لقد قدمت اسرائيل طلبا سنويا الى الادارة والكونغرس من اجل الحصول على التمويل لتطوير منظومات مكافحة الصواريخ، كالقبة الحديدية. وكل سنة تجري مفاوضات يتفق في نهايتها البيت الابيض والكونغرس على المبلغ الذي سيحول الى اسرائيل لمواصلة تطوير هذهالمنظومات.

لكن الادارة الأمريكية سعت في الاتفاق الجديد الى تغيير هذا النهج، ودمج المساعدات لمنظومة مكافحة الصواريخ في اطار ميزانية المساعدات. وطالبت الادارة اسرائيل بالالتزام بعدم مواصلة العمل على مسار آخر مع الكونغرس لزيادة المساعدات. لكن اسرائيل تتحفظ من هذا الطلب، فبقي الموضوع قيد الخلاف الذي يمنع توقيع الاتفاق.

وقال المسؤولون الامريكيون ان اقتراحهم ينطوي على ميزة كبيرة لإسرائيل لأنه لا يوجد حاليا التزام امريكي بتحويل ميزانية خاصة لبرنامج مكافحة الصواريخ كل سنة، وهي هبة ليست مضمونة دائما. وحسب الاقتراح الجديد فان الولايات المتحدة ستكون ملتزمة بدعم البرنامج، “ويمكن لإسرائيل الاعتماد على المساعدات الامريكي لبرنامج مكافحة الصواريخ لعقد زمني، وهذا سيسمح لإسرائيل بإجراء تخطيط طويل المدى وتحقيق اليقين. هذا يختلف بشكل جوهري عما كان في السنوات السابقة”.

عودة الى العقاب الجماعي

يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس”، ان التصعيد المتجدد للإرهاب الفلسطيني – قتل الفتاة هليل اريئيل، وقتل ميخائيل مارك، وجرح ابناء عائلته، وعملية الطعن التي اصيب خلالها مواطنين في نتانيا ومحاولة الطعن التي احبطت في الحرم الابراهيمي، وكلها خلال اقل من يوم واحد – تجر هذه المرة رد فعل اشد من قبل اسرائيل. لقد فرض الجيش الطوق على الخليل وقراها والبلدات المجاورة لها، وقيد الى حد كبير الحركة باتجاه منطقة الخليل ومنها خارجا، واعلن عن سحب عدد كبير من تصاريح العمل من سكان قرية بني نعيم، التي عاش فيها قاتل الفتاة.

الجيش الذي يقوم بهذه النشاطات بناء على توجيهات القيادة السياسية، يؤكد السياق: ملاحقة الخلية التي اطلقت النيران على عائلة مارك. يفترض بإقامة الحواجز الى جانب ارسال كتيبتي دعم نظاميتين الى الخليل ومنطقتها، المساعدة على الوصول الى القتلة وتحسين الشعور الامني لدى المستوطنين في المنطقة. وكما يبدو فان بعض العمليات ترتبط ببعضها. لقد عمل قاتل الفتاة بالهام من شابة من قريته، تم قتلها قبل اسبوع من ذلك بعد قيامها بدهس واصابة اسرائيليين عمدا بالقرب من مدخل كريات اربع، بينما كانت الفتاة التي قتلت حين استلت سكينا عند مدخل الحرم الابراهيمي قريبة لقاتل الفتاة الاسرائيلية.النجاح (وكم هو رهيب وصف الفلسطينيين لقتل فتاة في سريرها بالنجاح) يغذي اعمال التقليد. نشر القوات في الميدان والاعتقالات والحواجز، يهدف الى اطفاء النار بسرعة. السؤال هو هل يمكن لهذه الخطوات الواسعة ان تبقى كما هي حتى بعد القبض على منفذي عملية اطلاق النار.

الطوق الذي يؤثر على حياة حوالي 700 الف فلسطيني في منطقة الخليل، هو ليس الاخطر من بين الخطوات الخاضعة لسيطرة اسرائيل، لكنه اشد من كل الخطوات التي تم انتهاجها حتى الان، منذ بدء جولة العنف الحالية في تشرين الاول الاخير. لقد تم فرض طوق مشابه بعد اختطاف الفتية الاسرائيليين الثلاثة في غوش عتصيون في تموز 2014. ولكن لأول مرة، يجري هنا تأكيد الفجوة العميقة بين مواقف القيادتين السياسية والعسكرية. خلال اشهر العنف الثماني الماضية، منع وزير الامن السابق موشيه يعلون ورئيس الاركان غادي ايزنكوت، محاولات رئيس الحكومة وبعض الوزراء اللجوء الى خطوات متطرفة، بعضها ذو طابع العقاب الجماعي. الى ما قبل تنفيذ العملية في منطقة شارونا في تل ابيب، في بداية حزيران، ظهر انخفاض تدريجي في مستوى الارهاب خلال عدة أشهر. وارجع الجيش ذلك الى سلسلة من الاجراءات – تعزيز القوات، موجة اعتقالات واسعة، تحسين رصد الشبكات الاجتماعية في المناطق – الى جانب التنسيق الوثيق مع اجهزة امن السلطة الفلسطينية. وهذا بالإضافة الى الحرص على الفصل بين المخربين وبين غالبية السكان في الضفة، والذين لم يتأثروا تقريبا بالنشاط العسكري وواصلوا الاعتماد في معيشتهم على حوالي 150 الف عامل في إسرائيل والمستوطنات.

هذه الطريقة احتاجت الى الوقت حتى تنضج ويتم اعتيادها، ولكنها قادت الى نتائج حتى اندلاع موجة العنف مجددا. وترتبط الخطوات الحالية بالمغامرة بسبب تأثيرها الأوسع على السكان. فهل ستحقق الردع والكبح، ام انها ستدفع الكثيرين الى نشاط ارهابي، كما حذر الجيش؟ ولذلك تضاف الآن، بوجود افيغدور ليبرمان في وزارة الأمن، خطوات عقابية اخرى: تجميد (رمزي حاليا) لأموال الضرائب الفلسطينية، وتوجيه بعدم اعادة جثث المخربين واعادة مناقشة طرد عائلاتهم. ويحدث هذا كله امامسلطة تضعف قوتها وتشهد صراعا علنيا على وراثة رئيسها محمود عباس. وفي الخلفية ترسل غزة ايضا مؤشرات بواسطة اطلاق قذيفة في الليل على سديروت، اصابت بناية فارغة. صحيح انه يقف وراء اطلاق هذه القذيفة تنظيم سلفي، وليس حماس، (وان اسرائيل اكتفت، كعادتها، بمهاجمة مواقع عسكرية فارغة لحماس)، ولكن استئناف التصعيد في الضفة، يمكنان ينعكس على الاوضاع في غزة. فالواقع لا يقدم تسهيلات لحكومة اليمين الحالية. ويمكن للوزير ليبرمان ان يكتشف مستقبلا، بأن التقاط الصور له في مقصورة قيادة طائرة “اف 35” شيء، والامر بالهجوم الجوي على قطاع غزة شيء مختلف تماما.

في ضوء العمليات في الخليل، اعلن ديوان رئيس الحكومة عن اعادة نشر مناقصة لبناء 42 وحدة اسكان في كريات اربع، سبق ووعد المستوطنين بها قبل سنة ونصف. في الصور التي التقطت خلال زيارة نتنياهو الى بيت عائلة اريئيل، امس الاول، شوهدت عائلة هليل وهي تطالب نتنياهو (“رئيس الحكومة يميني، نحن انتخبناك”) بخطوات عملية – محاربة الارهاب والبناء في المستوطنات. كان يمكن السماع في هذه الاقوال صدى الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاسبق اريئيل شارون لدى ابناء عائلة غلعاد زار الذي قتل في 2001، خلال الانتفاضة الثانية. لقد خرج شارون من تلك الزيارة مع قرار حاسم بتشديد القبضة على شبكات حماس الارهابية والجناح العسكري لفتح. سيضطر نتنياهو الى مواجهة خلايا اطلاق النيران المسلحة بأسلحة مرتجلة، وفتية يحملون سكاكين المطبخ وكذلك الفيسبوك.

غالبية وزراء نتنياهو الذي يستخدمون الفيسبوك بتحمس، تنافسوا في نهاية الاسبوع في اعلان الحرب على الشبكة الاجتماعية. الوزير غلعاد اردان اتهم ادارة الفيسبوك بأن ايديها ملطخة بالدم. ونشر زميله نفتالي بينت – على الفيسبوك وتويتر، قبل دقائق من دخول السبت – خطة عمل لاعلان الحرب ضد الموجة الجديدة، وفي مركزها تقييد استخدام الفلسطينيين في منطقة الخليل للانترنت، من اجل منع نشر افلام التحريض. ووجد بينت اسما ملائما للظاهرة – “ارهاب فيروسي”، لكن اختياره نشر نظريته قبل اجتماع المجلس الوزاري مساء السبت، مثل بعض الخطوات التي يقترحها، تثير التساؤل عما اذا فحص افكاره عميقا قبل نشرها وجرف التصفيق المطلوب من الجمهور البيتي. وذهبت الى ابعد من ذلك الوزيرة ميري ريغف التي طالبت وزير الامن عبر تويتر، بعد ساعات قليلة من قتل الفتاة: “ليبرمان اثبت لنا بأنك تحترم كلمتك – دمر بيت عائلة هذا الشيطان”. ردود الفعل هذه ترفع امكانية قطع الانترنت كخطوة للتهدئة في الجانب الاسرائيلي. لنفرض: قرار بعدم صدور ردود عن الوزراء والنواب لمدة يومين بعد كل عملية. ليس من المؤكد ان هذا سيكون اقل فاعلية بالضرورة من الإصرار الغريب على العودة لتخزين جثث المخربين.

العمل العسكري في الخليل: ليس عقابا وانما محاولة للتهدئة

يكتب يوآب ليمور في “يسرائيل هيوم” انه من الصعب أن نعترف بذلك، ولكن الخيارات المتبقية لإسرائيل في أعقاب سلسلة الهجمات الشديدة في قطاع الخليل محدودة إلى حد ما. وفي غياب اتصال بين الحوادث أو توجيهات واضحة يمكن العمل ضدها، فإن إسرائيل ستستثمر أقصى جهودها في محاولة لقطع هذا التواصل ومنع المزيد من الهجمات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

معظم الأنشطة تنفذ منذ يوم الجمعة حول مدينة الخليل، التي تم إرسال كتيبتين (غولاني والمظليين) اليها، في أعقاب الهجمات الأخيرة. لقد كانت الخليل دائما تعتبر النواة القاسية، المتطرفة والعنيفة للإرهاب في الضفة. المزج بين مدينة دينية، تدعم حركة حماس، والاحتكاك المستمر بين اليهود والفلسطينيين يخلق فرصا لا تحصى للهجمات، وأيضا هجمات التقليد الأعمى. وهذا على ما يبدو هو ما حدث الأسبوع الماضي، لم يكن هناك اتصال بين الشاب المصاب بالإحباط والخاضعللتحريض، والذي قتل الفتاة هليل ارييل، وبين الإرهابيين الذين قتلوا ميخائيل مارك، باستثناء الرغبة في الاستفادة من الاجواء، ومحاكاة النجاح.

وتهدف الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ يوم الجمعة تماما الى ما يلي: الفصل قدر الإمكان بين السكان والحد من الأهداف، وبالتالي فرض المصاعب امام المهاجمين. ويكمن الربح الآخر في هذا النشاط بكسر الروتين، الذي يتوقع ان يوصل الى معلومات استخبارية من شأنها أن تسمح بالاعتقال والإحباط. وهناك اهمية كبيرة جدا في الأيام المقبلة – ليلة القدر التي تم الاحتفال بها الليلة قبل الماضية، وعيد الفطر الذي سيبدأ يوم الاربعاء وهما حدثين يعتبران مشحونين بشكل خاص، خصوصا عندما تتجول على الأرض خلية مسلحة اجتازت بالفعل الحاجز النفسي لقتل الإسرائيليين.

وعلى عكس ما تناقلته منشورات بعض السياسيين، ليس المقصود بالنشاط الحالي في الخليل معاقبة الشعب الفلسطيني. بل العكس من ذلك: لقد بذلت إسرائيل قصارى جهدها للتخفيف عن الفلسطينيين خلال شهر رمضان. وساعد على ذلك، ايضا، الانخفاض المطرد في مستوى الإرهاب في الأشهر الأخيرة، والذي توقف بعد عملية القتل الوحشي للفتاة في كريات أربع. حتى إذا كانت البيانات العددية لا تزال أفضل مما كانت عليه قبل ثلاثة وستة أشهر (من حيث عدد الهجمات الإرهابية، وطبيعة ومدى الدعم لها)، فانه لا توجد وسيلة لشرح ذلك للجمهور، الذي يتوقع رؤية رد فعل قاس.

المشكلة هي ان مثل هذا الرد، ضربة حادة وانتهينا، غير متوفرة في المستودع الاسرائيلي. ما يمكن لإسرائيل عرضه هو ذات الشيء: عصي وجزر، تفضيل من يمتنع عن الارهاب ومعاقبة من يشجعه ويساعده. وفي غياب افق سياسي، مواصلة محاربة التحريض الفلسطيني وقادته. المقترحات الغريبة والمختلفة التي عرضها الوزراء (طرد العائلات، معاقبة الأسرى وحتى اغلاق الفيسبوك في المدن الفلسطينية)، لا ينجح في الاختبار القانوني والعملي، وانما يساهم فقط في تأجيج الغرائز والتوقعات. يمكن الافتراض بأننا لن نرى بناء واسعا في المناطق، تجنبا للانتقاد الدولي لإسرائيل.

في ظل هذا الوضع، ستواصل اسرائيل ذات المسار من العمل السيزيفي ضد الارهاب، بهدف منع اندلاع واسع للأحداث واحباط امكانية تسلل الاحداث الى الجبهة الجنوبية. اطلاق النار الذي تم من غزة ليلة السبت، من قبل تنظيم سلفي متطرف، كان كما يبدو حدثا فريدا من نوعه ولا يشير الى نية حماس فتح جولة اخرى من الحرب، لكنه يمكن رؤية الخطر الكامن فيه: لو تواجد اولاد في رياض الاطفال، لكنت الاطراف ستجر الى تصعيد غير مرغوب فيه.

قبل عامين، خرجت اسرائيل الى عملية الجرف الصامد، في اعقاب سلسلة من الاحداث التي بدأت باختطاف الفتية الثلاثة. المعطيات اليوم تختلف، في الضفة والقطاع، لكن عوامل الانفجار قائمة، ومعها خطر التصعيد. النشاط الحالي في الخليل يهدف ايضا الى فرش غطاء واسع على الارض، قطع تسلسل العمليات ومحاولة التهدئة.

ابحثوا عن القاتل القادم في الفيسبوك

تكتب سمدار بيري، في “يديعوت احرونوت” ان الفرق الهندسية الاسرائيلية حاصرت بالفعل بيت عائلة طرايرة في قرية بني نعيم في محافظة الخليل، “لإجراء القياسات” تمهيدا لتدميره. وألقي القبض على الأب، واعتقل لاستجوابه وتم سحب تراخيص العمل منه. كما صادرت قوات الأمن جهاز الكمبيوتر والهاتف المحمول الخاصين بالفتى المتوحش محمد طرايرة، الذي ذبح الفتاة هليل ارييل حتى الموت. هذا هو الإجراء في حال وقوع هجوم قاتل.

في بحث لن يتم الكشف عن نتائجه للجمهور، حول ظاهرة المهاجمين القاصرين من الضفة، جرت محاولة لرسم ملفاتهم الشخصي، والتركيز على القاسم المشترك بينهم. وقد تم التحقيق في أكثر من 230 حالة خلال الأشهر التسعة الأولى، بالتعاون (غير الكامل وغير الوثيق) بين خبراء لدينا وجهات امنية فلسطينية. احضر الفلسطينيون المعلومات، وقام الإسرائيليون بتصليب المعلومات، وكتبوا التحليل والتصنيف. وتم اعادة النتائج إلى الفلسطينيين بهدف صد المهاجم القادم، ولكن جانبنا يفهم أنه يجب الاعتماد على قدراته هو فقط.

المعلومات التي تم جمعها حول محمد طرايرة، يلائم تماما صورة المهاجم الجديد. المنزل الذي سيتم هدمه هو ليس منزلا من صفيح أو شقة فقيرة ومكتظة. فعائلته تنتمي إلى الطبقة الوسطى في المجتمع الفلسطيني. وفي الواقع، فان احدى استنتاجات الدراسة هي أنه لم يعد المقصود جيل الشباب من ابناء العائلات في ضائقة، واذلي يسهل اقناعه بالتجند بسبب اليأس أو الاغراء المالي، وانما عن عدد متزايد من الشبان من ابناء الشريحة “المنظم”.

وبعد هذه الدراسة، تم منح المعلمين في جهاز التعليم الفلسطيني صفحة مهام. على سبيل المثال، أن يقوموا بإيلاء اهتمام خاص بظاهرة “الانعزاليين”: الصبي أو الفتاة (من سن 11 إلى 18) الذين يعتبرون أنفسهم “غير مقبولين”، ويبدؤون بالانغلاق ويظهرون كم فقدوا بهجة الحياة، فيتغيبون عن المدرسة ويلاحظ لديهم انخفاض في إعداد مهامهم وبدرجات الاختبار. وطولب المدرسون بإبداء اليقظة، والمبادرة الى اجراء مناقشات مع “الاستثنائيين” والتبليغ عنهم.

لقد توجه معدو البحث إلى الشبكات الاجتماعية. وفي حالة المهاجمين المحتملين، شخصوا حدوث تغييرات مفاجئة، مثلصفحة طرايرة التي خضعت لانقلاب. لقد تساقط من المدرسة وذهب للعمل في مخبز، وعاد إلى بيته كل يومين، وحبس نفسه أمام الكمبيوتر ودخل الى مواقع التجنيد في داعش. وقد تصرف تماما وفقا لتحذيرات كتاب البحث: لقد تحول بعد تصفية ابن عمه الذي نفذ عملية دهس ضد إسرائيليين، من فتى ناشط وسعيد الى منعزل خطير. “لكل شخص يحق الموت وأنا اطالب بحقي” كتب على صفحته. ولم يشاهد ذلك أحد ولم يتم التعامل معه. عندما أسس البروفيسور محمد الدجاني”الطريق الوسط” لتعليم كيفية الغضب من دون عنف، دمروا مكتبه وأحرقوا سيارته حتى هرب إلى واشنطن.

ويحذر الباحثون من الأطفال والمراهقين الذين ينشرون صور المسجد الأقصى على الفيسبوك. لقد اقتبس طرايرة آيات منالقرآن الكريم شهدت على نواياه. وكتب بحماس عن “البطولة” و”السكين”، وفي آخر مشاركة، قبل ساعات قليلة من قيامه بتنفيذ القتل الرهيب، رفع صورته على صفحته. من دون أي كلام. ومن دون أن يوضح. مجرد وداع.

في طريقة لتنفيذ العملية لا يفكر المهاجم الفلسطيني القاصر بمنزل العائلة الذي سيتم هدمه. ويستدل من استجواب الفتيان والفتيات الذين اعتقلوا، انهم قالوا للمحققين بأنهم واثقون من أن الأسرة “ستنظم امورها” و “لن يتخلوا عنها”. في اول تعقيب لهما حاولت والدته وشقيقته إخفاء الصدمة. لكنهن في التعقيب التالي سلمن بمكانتهن كفاقدات للأملاك واعربن عن “الفخر”.ووفقا للإجراء المتبع، سيقوم المكتب المسؤول عن الشهداء بدفع راتب شهري لهن، وستقوم الأسرة الواسعة باستيعابهن.

حتى الآن لم نسمع اي إدانة من قبل أبو مازن للعمل الفظيع، ومن المحبط لمعرفة كيف تعاملت وسائل الإعلام الفلسطينية مع الحدث. لقد ركزت عناوين الصحف على الصبي الذي قتل رميا بالرصاص خلال “عملية نوعية”، كما توجته بطلا واشتكت “التصعيد الاسرائيلي”. وفقا للمنشورات في الجانب الفلسطيني، فقد وقع “خطأ” لدى طرايرة.، اذ انه كان يعتزم مواصلة حملته في المستوطنة، وقتل المزيد من الإسرائيليين

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا