اسرائيل ودحلان وحماس في خندق واحد

هجوم غريب عجيب تشارك فيه دولة الاحتلال وحماس والفيسبوكي دحلان يستهدف الرئيس ابو مازن والمشروع الوطني بشكل واضح ومثير للجدل فقادة الاحتلال وإعلامهم من جهة وحماس وإعلامها من جهة ودحلان ومواقعه الفيسبوكية من جهة اخرى كلهم اتفقوا على النيل من رئيس الشعب الفلسطيني وكل له مصلحته في ذلك لكن الغريب ان مصلحتهم مشتركة في تشويه الرجل وليس فيهم من تتقاطع مصلحته مع مصلحة شعبنا.

فقادة الاحتلال خصوصا ليبرمان ونتنياهو هاجموا الرئيس في اكثر من موقف وليبرمان صديق دحلان تحدث اكثر من مرة عن ضرورة السعي لإنهاء حكم ابو مازن واستبداله بشخص اخر يلبي مصالح كيانه المحتل ويحمي امنه ، ولا شك ان اعلام الاحتلال المرتبط بالموساد هاجم الرئيس في اكثر من محطة بمئات الاخبار والمقالات التي كتبها كتاب اسرائيليون بالإضافة لتقارير متلفزة تهاجم الرئيس وأكثر من ذلك امتد الهجوم الاسرائيلي البائس ليطال عائلة الرئيس وأبنائه لترويج اضاليل وأكاذيب ما لها اول من اخر.

فالكاتب الاسرائيلي اساف غيبور مراسل صحيفة مكور ريشون كتب تقريرا غريبا في فترة اضراب المعلمين وتحدث بشكل تحريضي للفلسطينيين عن ما اسماه الغنى الفاحش لأبناء الرئيس محاولا عقد مقاربة تحريضية بين الوضع الاقتصادي السيئ للمواطن مع الوضع الاقتصادي لأبناء الرئيس متحدثا عن امتلاكهم شركة سكاي الاعلانية الموجودة اصلا قبل ان يصبح والدهم رئيسا للوزراء ومن ثم رئيسا للشعب الفلسطينيي في ذات السياق كتبت الاسرائيلية سمادار بيري في صحيفة يدعوت احرنوت مقالا نصبت فيه نفسها متحدثة باسم الشعب الفلسطيني قالت فيه ما تقوله حماس ويردده الفيسبوكي دحلان من ان ابو مازن انتهت ولايته دستوريا وعليه الرحيل .

القناة العاشرة الاسرائيلية ايضا انتجت عشرات التقارير التي تهجمت فيها على الرئيس والقيادة الفلسطينية فلفقت ادعاءات وجود فساد لدى الرئيس وأبناءه دونما ان تثبتها وأكثر من ذلك تلفيق وتزوير وثائق ما انزل الله بها من سلطان لتعزيز رواياتهم وتقاريرهم حول الرئيس .

في ذات السياق تتبنى حركة حماس وقادتها وناطقيها الاعلاميين ذات الخطاب الاسرائيلي المسيلمي المسيء للشعب الفلسطيني وأكثر من ذلك تزيد على اسطوانة فساد الرئيس المشروخة ادعائها الباطل بخيانة الرئيس ابو مازن والتركيز في حديثهم على موضوع التنسيق الامني متناسيين انفسهم بإعلانهم عن دردشاتهم وحديث الاعلام عن اجتماعات مباشرة لقادتهم مع الموساد في قطر وتركيا وايرز حتى ان قادتهم اكدوا على وجود الدردشات وأكثر من ذلك وجود القمع الذي تحدث عنه غازي حمد وطالب حركته حماس بضرورة وقفه فورا كما انهم نسيوا ان حركتهم ايضا غارقة بالفساد لشوشتها وقادتها اصبحوا يمتلكون الملايين نتيجة لنهب الدعم القادم للشعب الفلسطيني في غزة بالإضافة للأموال الطائلة التي جنوها من تجارة الانفاق .

يلاحظ المراقب للإحداث ايضا ان المفصول والهارب من العدالة الفلسطينية دحلان ومواقعه الفيسبوكية تصرف الملايين من الدولارات على ترويج المنشورات لتشويه الرئيس والشعب الفلسطيني وراح عن باله ان يسال نفسه على الاقل من اين له هذه الملايين والدولارات والشركات الممتدة بين الامارات والجبل الاسود وأين ذهبت الاموال التي استلمها من سيف الاسلام والامارات وغيرها وهي مئات الملايين من الدولارات لدعم المخيمات واين واين ؟؟، وعلى ما بدو انه نسي انه جاء الى المنظمة وحركة فتح وهو لا يملك ثمن الصندل الذي كان يلبسه انذاك وعلى الاقل نسي ان يسال نفسه كم مليون صرف على حفل زفاف ابنه في مصر ؟؟وأهلنا في غرة يحتاجون كل فلس لنخفف عنهم معاناتهم وحصارهم البائس ولا زال يتحدث دجلا عن محاربة الفساد.

من الواضح ان الثلاث اطراف اسرائيل وحماس ودحلان لهم مصحة جلية وواضحة للنيل من الرئيس ابو مازن وتشويه سمعته ، لكن انا اتفهم مصلحة دولة الاحتلال بتشويه ابو مازن باعتبارها خصم وعدو واحتلال بغيض ، لكن ما لا استطيع ان افهمه كيف تسوق حماس ومعها دحلان لما يريده الاسرائيليين ويسعون له فحماس ودحلان من المفترض انهما فلسطينيين وينتمون لشعبنا وان أي خلاف وأي ازمة من الممكن حلها بالوسائل الحوارية والديمقراطية التي تليق بشعبنا و حجم تضحياته لكن يتبنيا وجهة نظر وأضاليل الاحتلال والترويج لها فهذا لا يمكن فهمه إلا بتقاطع المصالح الذي لا يصب إلا في خدمة اهداف الاحتلال وغاياته ومشاريعه الكولونيالية .

الملفت للنظر ان الرئيس ابو مازن رغم تكالب المتكالبين عليه ورغم غدر وخيانة بعض الاطراف لازال الاقوى ولازال ضمير حركة فتح وسنداينة فلسطين العصية على الكسر كيف لا وهو الذي اخذ قرارا باستئصال بؤر الفساد والزعرنات ومضى في طريقه نحو ارساء دولة المؤسسات واثقا بنفسه وبسياسته ولا نقل ان ابو مازن ملاك ومعصوم عن الخطاء لكن الذي يعمل يخطئ لكن هؤلاء الذين لا يعملون إلا لأنفسهم ولمصالحهم الفئوية والحزبية والشخصية المقيتة هم لم يخطئوا بحق الشعب الفلسطيني فقط وإنما ارتكبوا الخطايا التي لا تغتفر بحقه .

لذلك نقول طالما ان الاحتلال وقادته وإعلامه ضد الرئيس فنحن دائما سنبقى مع ابو مازن لكن ما نستغربه ان تكون اسرائيل وحماس ودحلان في خندق واحد ضد الشعب الفلسطيني وضد ابو مازن وعلى ما يبدو انه ما غريب إلا الشيطان لان الاحتلال هو من صنعهما وأطلق لهما العنان ليعيثوا في الارض فسادا لشطب القضية الفلسطينية وشعبنا ليس ساذجا كي تنطلي عليه اضاليلهم البائسة وحركة فتح ومناضليها لن تسمع بتمرير أي مشروع محروق عليه وسيدافع عن قضيته ورئيسه ومشروعه الوطني بكل ما يملك من قوة وإيمان عميق بحقه الذي لن يضيع ابدا.

بقلم المحامي زيد الايوبي

المادة السابقة
المقالة القادمة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا