كيف تتعامل أجهزة الاحتلال مع منشورات تدعو لتنفيذ عمليات؟

كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، في تقرير لها وبشكل قطعي أن أجهزة أمن الاحتلال لا تعير أي اهتمام للتحريض اليهودي على قتل الفلسطينيين، في الوقت الذي تراقب فيه عن كثب كل ما يكتبه الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي سياق اختبار أجرته القناة العاشرة لجهاز الشاباك وشرطة الاحتلال في موضوع مراقبة فيسبوك تحت عنوان “اختبار الإرهاب”، طلبت القناة من شاب فلسطيني اسمه شادي خلايله من أراضي عام 1948 كتابة منشور على فيسبوك أن بنيّته تنفيذ عملية ضد الإسرائيليين، وفي الوقت نفسه طُلب من يهودي يدعى دانييل ليفي كتابة منشور أنه ينوي تنفيذ عملية انتقامية ضد الفلسطينيين بعد مقتل مستوطنة من “كريات أربع” في الخليل.

بعد المنشور اتصل بشادي عشرات الأشخاص ليستفسروا إن تم اختراق حسابه، أو أنه فعلاً هو من كتب المنشور، وكان من بين المتصلين رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، وسكرتير الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعضو الكنيست السابق حنا سويد وآخرون.

وبعد منشور الشاب شادي وصلت مركبات شرطة الاحتلال إلى بيته لاعتقاله بسبب المنشور الذي كتبه، ولحظتها لم يتواجد في بيته فاتصلوا به أن عليه الحضور فوراً لمركز الشرطة في مدينة الناصرة للتحقيق.

وعندئذ، بحسب القناة العاشرة، أبلغ خلايله الشرطة أن منشوره كان في إطار تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية عن مدى مراقبة أجهزة الاحتلال لشبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك فعلت القناة العاشرة وأبلغت شرطة الاحتلال بحقيقة الأمر.

المنشور الذي كتبه اليهودي دانييل ليفي الذي قال فيه إنه يخطط لعملية انتقامية ضد الفلسطينيين لم تعثر عليه شرطة الاحتلال ولا جهاز الشاباك، ولم يستدعه أحد للتحقيق حتى قام هو بنفسه بإزالة المنشور عن صفحته التي تحظى بـ “600” ألف متابع.

وأظهرت ردود الأفعال على المنشورين تطرف الشارع الإسرائيلي فيما يتعلق بالإرهاب اليهودي، وعدم مراقبة الشاباك والشرطة للتحريض اليهودي، إذ حظي منشور دانييل بـ 1200 إشارة “like”” وأكثر من “25” مشاركة، ناهيك عن التعليقات المشجعة والداعمة لفكرة الانتقام من الفلسطينيين، ولم يتصل به يهودي واحد ليستنكر المنشور أو حتى يعارضه، بينما لم يحظى منشور شادي خلايله إلا بسبع إشارات “like”، وعشرات المكالمات الهاتفية الرافضة للمنشور من الوسط الفلسطيني داخل أراضي 1948، مع التنويه أن شادي خلايله يعتقد أن الشرطة لم تكشف منشوره، وأن أحد عملاء الشرطة هو من أبلغهم بوجود المنشور، في الوقت الذي لم يبلغ أحد عن منشور دانييل. أما شبكة فيسبوك نفسها فلم تتوقف ولو لحظة أمام المنشورات.

عن ترجمة المدون: محمد أبو علان

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا