عارف خطاب (أبو العبد)

بقلم: عيسى عبد الحفيظ

مواليد قرية عين الزيتون قضاء صفد في الجليل الأعلى عام 1939، عاش فيها حتى عام النكبة حيث شاهد بعينيه جرائم الصهاينة والمجازر المرتكبة بحق أبناء قريته.

هاجرت عائلته إلى سوريا حيث استقر بهم المطاف في مخيم اليرموك وهناك أكمل تعليمه الثانوي. بعد الهجرة التحق الشاب الرياضي بالكلية الحربية السورية بدمشق، وعند قيام الوحدة بين مصر وسوريا تم إرساله إلى الكلية العسكرية في القاهرة حيث تخصص في سلاح المشاة وتخرج منها عام 1959 وبدأ خدمته في قطاع غزة من خلال الوحدات الفلسطينية الملتحقة بالجيش المصري وبعدها عاد إلى دمشق.

اشترك في محاولة الانقلاب الفاشلة التي دبرها بعض الضباط السوريين المؤمنين بالوحدة وضد الانفصال عن مصر ما حدا به إلى مغادرة سوريا عن طريق لبنان ليستقر في مصر لاجئا سياسيا.

التحق بحركة فتح عن طريق الشهيد أبو الهول مفوض الحركة في الساحة المصرية، وبعد النكسة انتقل إلى الساحة الأردنية وأنشأ معسكراً للتدريب في منطقة (السخنة)، وبعد أحداث أيلول انتقل إلى سوريا ولبنان وتولى مسؤولية كتيبة (شهداء أيلول) التي استقرت في المزرعة، ودير العشاير، وحلوة، وبعدها انتقل إلى بيروت ليؤسس مدرسة القتال للتدريب النموذجي لحركة فتح في مخيم برج البراجنة، والتي تخرج منها المئات من الكوادر العسكرية ذوي التدريب العسكري العالي والكثير من المنخرطين في حركات التحرر العالمية.

مع بداية الثورة الإيرانية قام بتدريب نخبة للحراسات الشخصية خاصة الحراسات الخاصة بالخميني.

لعب دوراً مميزاً في الدفاع عن الثورة الفلسطينية خلال الحرب الأهلية اللبنانية وخلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 حيث اسندت له مهمة قيادة القاطع الخامس في بيروت والذي يمتد من مستديرة المطار المواجهة لتواجد جيش الاحتلال وحتى الشويفات والحدث والجامعة اللبنانية.

بعد الخروج من لبنان، توجه إلى سوريا مع القوات التي خرجت من بيروت، ثم كلّف بقيادة قوات اليرموك في عدن التي نظم فيها دورات تدريبية للأشبال والزهرات.

عام 1978 كلف بعدة مهام في افريقيا منها تدريب القوات الخاصة في انغولا والكونغو وتوجه إلى موزمبيق وزيمبابوي بالمهمة نفسها.

أنشأ أول فرقة موسيقية عسكرية فلسطينية، وانتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الخامس الذي عقد في تونس عام 1989 وبقي عضواً حتى المؤتمر السادس 2009.

عاد إلى أرض الوطن بعد اتفاق أوسلو وكان أحد المساعدين للرئيس الراحل ياسر عرفات فيما يخص التدريب العسكري واللياقة البدنية حيث عرف عنه أنه من أفضل الرماة والتعليم القتالي على مستوى العالم العربي.

رفض مغادرة غزة بعد إحالته على التقاعد وكان يردد (أريد وطناً يكون لي فيه قبر يعرفه ابني وأحفادي). بقي محافظاً على القرار الوطني المستقل رغم كل الاغراءات. مقاتل شرس ومدرب لامع ومن أكفأ ضباط التدريب، وترك بصماته الواضحة على أجيال من الكوادر العسكرية والمقاتلين من فلسطين ولبنان.

سقط برصاص الجبن والتآمر على يد حفنة مأجورة من المارقين والخونة بعد عودته من المشاركة في تحضير مهرجان ذكرى انطلاقة فتح في أرض السرايا ودفن في مقبرة الشهداء في غزة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version