الإرهاب وحاضناته

بقلم: حافظ البرغوثي

لعل التورط الغربي في دعم جماعات ارهابية في المنطقة العربية بحجة دعم موجات الربيع العربي القاحلة هو الاساس لتنامي الارهاب وانتشاره، فلا يمكن لجماعات بهذه العقلية المظلمة ان تنتج مستقبلا لشعوبها لأنها خارجة عن سياق التاريخ الديني والسياسي.

واعتقد ان السياسة الاميركية المترددة تجاه الاحداث هي حبل النجاة للإرهاب ذلك ان واشنطن حتى الآن تقيس مستوى الارهاب بمدى عدائه لسياستها وللسياسة الاسرائيلية المتضامنة معها. فاسرائيل واميركا زالتا تحابيان جماعات ارهابية في المنطقة سواء من المعارضة السورية او امتداداتها في ليبيا ومصر واليمن والعراق.

إذ لا يمكن فهم كيف ان واشنطن تدعم ميليشيا الحشد في العراق وهي تمارس سياسة ارهابية مشابهة لداعش ان لم تفقها ، وكيف يمكن لواشنطن النظر الى الارهاب في مصر وكأنه معارضة ديمقراطية وفي الوقت نفسه تحاول ان تقاتله في مناطق اخرى؟ وكيف لها ان تتجاهل الارهاب الاستيطاني وتدعمه بالمال وتوفر له مظلة حماية قانونية في الامم المتحدة !.

لعل فرنسا هي الدولة الاكثر اقترابا من العالم العربي والاكثر استقلالية في سياستها الخارجية عن واشنطن، وقد باءت بغضب السياسة الاميركية الاسرائيلية لأنها حاولت ان تصل الى جوهر الأزمة في المنطقة وهي القضية الفلسطينية ومحاولة احياء العملية التفاوضية مجددا وهوما لم يعجب السياسة الاميركية فسارعت الى قلب الحقائق في تقرير الرباعية الدولية بعد لقاء كيري مع نتنياهو في روما فكل عمل ارهابي في فرنسا له اهداف من بينها ضرب فرنسا وابعادها عن لعب دور سياسي في العالم واتهام الجالية الاكبر ذات الاصول العربية في اوروبا والموجودة في فرنسا وضرب دورها في المجتمع الفرنسي.

فالإرهاب ليس نبتا شيطانيا بل له حاضنات يهجع اليها ودول تغض الطرف عنه، تقاتله في مكان وتدعمه في مكان ، الم يقرأ هؤلاء فتاوى رجل الدين الاكبر الجديد في جيش الاحتلال عن القتل واغتصاب بنات الأغيار اليست افكار داعش متطابقة معها!

في ذكرى اقتحام سجن الباستيل شعلة الثورة الفرنسية الحرة نكرر املنا في ان تبقى فرنسا آمنة ومنارة للحرية ومثلما دفع الفرنسون من دمهم لإهداء العالم مباديء الحرية والمساوة فاننا نعزي فرنسا بالضحايا الذين سقطوا في ذكرى الباستيل ونأمل ان يتعظ المنافقون في دوائر صنع القرار في الغرب من ان الارهاب يتخذ شكل جماعة او فرد او احتلال ويجب مكافحته بشكل جماعي دون تمييز.

فالسياسة الاميركية تتحمل وزر ما يحدث من ارهاب منذ غزو العراق غير المبرر حتى بيان الرباعية الأخير.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا