القاهرة وعمان والقدس..حقيقة مشاورات سرية وزيارة شكري!

جاءت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تل أبيب الأسبوع الماضي لأول مرة لمسؤول مصري بهذا المستوى منذ 9 سنوات، لتفتح الباب أمام التساؤل حول خلفية هذه الزيارة وما تحمله في السر والعلن خاصة في ظل هذا الوضع الحساس الذي تمر به المنطقة والقضية الفلسطينية على حد سواء، فما وراءها؟، وهل جاء التحرك المصري منفرداً؟

الزميل أدهم مناصرة تابع حيثيات هذه الزيارة وما ينتظر الملف الفلسطيني في الفترة القادمة في برنامج “60 دقيقة في السياسة” على أثير “رايــة”، السبت.

وفي هذا الإطار قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الدكتور احمد مجدلاني إن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تل أبيب الأسبوع الماضي جاءت في سياق “استكشاف” المواقف الإسرائيلية وقياس إمكانيات إعادة الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكنه لم يتفق على أي مفاوضات ثنائية في القاهرة بمشاركة الأردن.

وأقر مجدلاني في حديث لـ”رايــة” بوجود تباينات في وجهات النظر، غير انه شدد على أن الخيار السياسي الفلسطيني يكمن في القناعة بعدم جدوى المفاوضات المباشرة بسياقها الماضي، ودعم المبادرة الفرنسية وحشد اكبر تأييد لعقد مؤتمر دولي على قاعدة الشرعية الأممية.

أما مدير تحرير صحيفة أخبار اليوم القاهرية رفعت فياض من جانبه، أكد أن التحرك المصري جاء من منطلق الإيمان بأن مواجهة “الإرهاب” بالمنطقة العربية والعالم تمر من بوابة حسم حل القضية الفلسطينية بناء على قرارات الجامعة العربية، موضحاً أن زيارة الوزير شكري إلى تل أبيب لم تكن بتحرك منفرد وإنما بعد تشاور مع الدول العربية الفاعلة، علاوة على أن مصر تتمتع بقبول لدى جميع الأطراف، الأمر الذي دفعها للتحرك بهذا الاتجاه في الوقت الحالي.

وأضاف فياض لـ”رايــة” أن التحرك المصري ينسجم أيضا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعية إلى إعادة إحياء المفاوضات المباشرة وتحريك المياه الراكدة على أسس سليمة.

من ناحيته، قال البرلماني الأردني السابق المهندس سمير عويس إن هناك قناعة عربية تولدت مؤخراً مفادها أن تهميش القضية الفلسطينية بهذه الطريقة سيؤثر سلباً على كل ما يجري بالمنطقة، وأن مجيء سامح شكري للقاء نتنياهو يأتي في إطار “جس نبض” بطلب أمريكي لرؤية إمكانيات انطلاق المفاوضات في الفترة القادمة.

ورأى عويس في حديثه لـ”رايــة” أن هذا التحرك المصري الجديد مرتبط بتشجيع أمريكي لتهيئة الوضع لما بعد الانتخابات الأمريكية، مُبيناً أن هيلاري كلينتون في حال فوزها بالرئاسة فإنها ستحاول حل القضية الفلسطينية بما يشمل الأردن برعاية مصرية.

وعبر عويس عن اعتقاده أن أول مهمات كلينتون ستتمثل في طرح حل جزئي أو كامل خلال العام القادم مربوط ببرنامج زمني معين، مشيراً إلى وجود مشاورات تجري سراً وتحت الطاولة على أكثر من صعيد بشكل متوازٍ لدراسة ما يُمكن الاتفاق عليه لاحقاً.

وأضاف أن القاهرة وعمان والقدس هي أماكن هذه المشاورات السرية، وأن زيارة الرئيس محمود عباس إلى الأردن مؤخراً إضافة إلى زيارات لشخصيات أردنية إلى رام الله تندرج في هذا السياق.

وستلعب مصر دوراً أساسيا في الحل القادم للملف الفلسطيني، نظراً لأهمية قربها من غزة أيضا، من أجل خلق توازن مع الدور التركي، حيث ستلتقي كل هذه “الحراكات الدبلوماسية” عند نقطة شعور الجميع بان حل قضايا المنطقة مرتبط بحل القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن الحل المرتقب لن يأخذ سنوات طويلة، بحسب سمير عويس.

راية – (متابعة أدهم مناصرة- تحرير: داليا اللبدي)

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا