صفقة امريكية – روسية حول سوريا.. ماهي؟

نتائج مباحثات كيري في موسكو

شكلت زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري لموسكو في 14 و15 يوليو/ تموز والمباحثات المطولة التي اجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، محطة مهمة في وضع حلول مشتركة للازمة السورية المتواصلة منذ اكثر من خمس سنوات.

ولم يرشح شيء عن لقاء الكرملين بين بوتين وكيري. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف حرص على التذكير بأن «الرئيس بوتين صرح مرارا أن الكرملين يعتبر مكافحة الإرهاب في سوريا والدول المجاورة لا يمكن أن تتم إلا بجهود مشتركة». ويمكن الاستنتاج بان الفترة الزمنية التي استغرقتها المباحثات بين الطرفين الامريكي والروسي تشير الى ان هناك تفاصيل كثيرة وضعت على طاولة البحث وتم وضع الخطط اللازمة ودور كل طرف بتنفيذ ماتم الاتفاق عليه على طريق تسوية الازمة السورية.

التسريبات الإعلامية في الغرب تتحدّث عن توافق روسي ـ أميركي، وموافقة إيرانية على هذا التوافق الذي ناقشه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الأميركي حون كيري في اوسلو منتصف يونيو/ حزيران الماضي.

وتقول التسريبات إنّ الجانب الأميركي وافق على وضع جبهة النصرة على لائحة المنظمات المصنّفة إرهابية، وبالتالي يشملها القصف الروسي وقصف التحالف الغربي. في المقابل تعهّد الروس بممارسة الضغوط على الحكومة السورية لوقف قصف بعض مواقع المسلحين الذين لا تعتبرهم واشنطن إرهابيّين. وهذا ما ادّى الى توالي الهدن في مناطق الاشتباك في سورية من الشمال السوري حتى الغوطة الشرقية في الريف الدمشقي. وتقول التسريبات إنّ الروس اعتبروا المطالب الأميركية بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد غير واقعية، وانهم لن يغامروا بالضغط في هذا الاتجاه لأنّ النتائج قد تكون الفوضى العارمة التي لا يمكن ضبطها واحتواؤها. وتقول التسريبات أيضاً إنه لسنوات مقبلة لن تسير روسيا بأيّ خطة لتنحي الأسد.

هذا التوافق الروسي – الأميركي هو الذي انعكس على العلاقة بين روسيا وتركيا، والذي ادى الى اتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعدما قدّمت تركيا اعتذاراً رسمياً عن إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي في ريف اللاذقية الشمالي، وتعهّدت بدفع تعويض لعائلة الطيار الروسي الذي قتله مسلح تركستاني يتواجد في تركيا.

وبطبيعة الحال لا يمكن لأردوغان ان يأمل بعودة العلاقات مع روسيا وتطبيعها اذا لم يقدّم تنازلات في الملف السوري خصوصاً في كلّ ما يتعلق بمدينة حلب، ويبدو انّ إشارات هذا التنازل التركي بدأت في معركة شمال حلب، حيث كانت تركيا الغائب الكبير في هذه المعركة وعلى عكس المرات السابقة التي حصلت فيها معارك وهجمات من قبل الجيش السوري، لم ترسل تركيا أيّ دعم لمسلحي حلب، الذين دعمتهم في فبراير/ شباط عام 2015 بسبعة آلاف مقاتل من التركستان، وكان لدعم تركيا الأثر الأكبر في وقف هذا الهجوم .

شاشة نيوز – وكالات

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا