الجيش لفصائل عين الحلوة: لن نسمح بإفساد ما بنيناه … الإرهاب لم يعد نزهة في “عين الحلوة”

بقلم: محمد صالح

عقد لقاء قبل ثلاثة أيام بين رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود ووفد مركزي من القيادة الفلسطينية العليا في لبنان في ثكنة صيدا، خصص «لوضع نقاط امن صيدا والجنوب فوق حروف عين الحلوة» على حد تعبير مصادر شاركت في الاجتماع.

ونقلت المصادر عن حمود تاكيده «ان مخابرات الجيش تمكنت خلال اسابيع قليلة من تفكيك اكثر من شبكة ارهابية مرتبطة بداعش والنصرة وغيرهما فوق كل الاراضي اللبنانية». وكشف تفاصيل لها علاقة بتلقي «الرأس المدبّر» لإحدى الخلايا «الداعشية» الأوامر من «الرقة» مباشرة الى عين الحلوة «وهو عليه تحديد الأهداف المنوي القيام بأعمال ارهابية بشأنها».

حمود اكد للوفد «ان عملية الكشف المسبق عن هذه الاعمال وأوامر العمليات التي صدرت في حينه، قد احبطت تلك الهجمات وانقذت الساحتين اللبنانية والفلسطينية من اعمال ارهابية جديدة وهزات ارتدادية».

وشددت المصادر على ان حمود اشاد بتعاون الفصائل الفلسطينية جميعها بكل تلاوينها مع مخابرات الجيش، مع تاكيده «انه لولا هذا التعاون وعامل الثقة المتبادلة لما امكن انجاز ما تم انجازه».

ونقلت المصادر عن حمود قوله «إننا لن نسمح لأي كان بإفساد كل ما بناه الجيش والمخابرات في هذه المنطقة، مهما كلف الامر ولن يمر أي مخطط إرهابي طالما نحن نتعاون معكم بثقة متبادلة».. وخاطب أعضاء الوفد قائلاً «خذوا منا ما تريدون وما تطلبون من خدمات لشعبكم.. ولا نطلب منكم الا التعاون في كشف الشبكات الارهابية ومخططاتها ووضع حد لتماديها وتلاعبها بالامن الوطني اللبناني كما بالامن الفلسطيني».

الإرهاب لم يعد نزهة

واعتبر أن أي «أمر عمليات ارهابي لم يعد نزهة في عين الحلوة، والمخيم ليس متروكا لهذ الفئة كي تعبث بأمنه وبأمن الجوار».

وتطرق إلى تعاظم ظاهرة تسليم اشخاص من انصار الشيخ احمد الاسير انفسهم الى مخابرات الجيش اللبناني، قائلا «الحبل على الجرار وهناك اسماء اخرى من انصار الاسير وغيرهم سيبادرون الى تسليم انفسهم للجيش خلال ايام»، منوّها بـ«تعاون القوى الاسلامية في المخيم في هذا المجال».

وكشفت المصادر تفاصيل متعلقة باعتقال الاشخاص الثلاثة من انصار «داعش» الذين اقدموا على اغتيال الفلسطيني السوري خالد ابو جيدي في مخيم المية ومية قبل اكثر من اسبوع»، مشيرة الى ان حمود اظهر للقيادة الفلسطينية معلومات متعلقة بأوامر الاغتيال وبمن اصدرها والسرعة في تسليمهم الى مخابرات الجيش التي تمكنت من استلامهم بعملية نوعية ونقلتهم مباشرة الى وزارة الدفاع في اليرزة.

ودعا حمود الفصائل الى «المبادرة الى توقيف قاتل علي البحتي قبل اكثر من أسبوعين»، وقال ان «كاميرات المراقبة اظهرت وجهه بوضوح وملامحه معروفة واسمه يتردد في المخيم على ألسنة الأهالي»، داعيا القوى الاسلامية الى مبادرة من هذا النوع.

محمد طه يسلّم نفسه

وأمس، تواصلت عمليات تسليم عدد من العناصر المحسوبة على «داعش» و «جند الشام» والشيخ الموقوف أحمد الاسير الى الجيش اللبناني.
وكان لافتا للانتباه مبادرة الفلسطيني محمد طه، وهو نجل «قائد كتائب عبد الله عزام» في المخيم توفيق طه، بتسليم نفسه الى مخابرات الجيش اللبناني على حاجز المدخل الفوقاني لمخيم عين الحلوة وتم نقله فوراً إلى ثكنة الجيش في المدينة.

وكان تم التداول باسم محمد طه بوصفه أحد المطلوبين للجيش. وقد بادر الى اتخاذ خطوة تسليم نفسه إلى الجيش «ايماناً ببراءته من أي تهمة قد توجه إليه وتتعلق بالارهاب وغير ذلك».

في المقابل، أوقفت مخابرات الجيش قرب المخيم الفلسطيني محمود د. بتهمة الارتباط بالقتال ضد الجيش اللبناني والانتماء الى «جند الشام»، إلا أن عائلته نفت تهمة الارهاب عنه. وأشارت إلى أنه سلّم نفسه إلى مخابرات الجيش كونه لا ينتمي إلى أي تنظيم.

اخلاء «مصلى المقدسي»

وكان عين الحلوة قد انشغل، أمس، بإقدام «القوة الأمنية المشتركة» في المخيم على إخلاء نقطة «مصلى المقدسي» بشكل مفاجئ. علماً أنه جرى استحداث هذه النقطة، في أعقاب الاشتباكات الاخيرة في المخيم بين «فتح» و«السلفيين». وقد استغربت مصادر فلسطينية صدور هذا القرار ودوافعه وحيثياته، خاصة انه يحمل في طياته أكثر من رسالة أمنية معظمها موجه لقيادة «فتح»، إضافة إلى الشارع الفلسطيني والسلطة اللبنانية.

وأكدت مصادر «القوة الأمنية» أن العناصر التي كانت تتمركز في نقطة المقدسي التحقت بـ«القوة الامنية التنفيذية». كما أكد قائد «الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان» اللواء صبحي أبو عرب أن «الخطوة ليست لها أي خلفيات سياسية أو أمنية».
ونفت المصادر ما تم تداوله من معلومات عن انسحاب للقوة الأمنية من الشارع التحتاني ومقر الاتحادات ومكتب الصاعقة خلال الساعات القادمة.وقد نشطت مواقع التواصل الاجتماعي في المخيم أمس، منتقدة قرار القوة الانسحاب من الشارع.

جريدة السفير اللبنانية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا