ألاعيب حماس بالإنتخابات.. شعارات رنانة وتجارة بالدين ومخططات تشويه

يوهمونك بأنهم يعرفون الإسلام، ثم يتحدثون باسمه، وبعد ذلك يقولون إنهم فقط من يمثله، ومن يختلف معهم يكون ضد الإسلام ويحارب الدين، فإن لم تقف معهم وتنتصر لهم فإنك تشارك فى حرب على الإسلام، وإذا أيَّدتهم ودعمتهم، فسيرضى الله عنك ويبارك لك ويدخلك الجنة. نعيش في عصرتحول فيه كثيرمن دعاة العلم إلى متاجرين في الدين لايقولون إلاما يُرضي الحكام، فلا همٌّ لهم إلا مُنافقة من يرؤسهم، ومدح فسادهم وظلمهم.

موجة من الشعارات الرنانة لقادة وخطباء حماس تعود من جديد لتظهر على الساحة الفلسطينية، وذلك مع اقتراب موعد إجراء انتخابات الهيئات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تعقد لأول مرة منذ انقلاب حماس وسيطرتها على قطاع غزة عام 2007 .

حركة حماس بدأت باللعب على الوتر الديني الأكثر حساسية للمواطنين، فالتجارة بالدين هي الأخطر فسادًا على وجه الأرض، هم كأى تاجر “يستهدف المكسب”، وكما يقول المصريين “اللى تكسب به العب به”.

دعاية دينية

بصكوك غفران والعودة للعصور الوسطى بدأت حماس حملاتها الإنتخابية الغير رسمية للسيطرة على عقول شعب رأى منهم الكثير والكثير من الويلات، فمنابر المساجد تحولت من الوعظ الديني للتنظير السياسي، وبات المواطن الذي لاينتخب حماس على مقربة من جهنم وبئس المصير، وسيسأله الله يوم القيامة عن صوته الذي لم يعطه لأهل الحق.

أحد خطباء المساجد التابعين لحركة حماس في قطاع غزة قال إن الانتخابات المقبلة بمثابة “حرب بين الحق والباطل”، وأضاف: “هي لا تحتاج للتفكير الطويل، فإما أن تنتخب حماس وترضي ربك لتفوز بالجنة، أو أن تنتخب فتح وتُسأل عن ذلك يوم القيامة”.

وفي تصريحات للقيادي بحركة حماس، محمود الزهار، قال إنهم بدؤوا المشاورات السياسية مع الفصائل للاتفاق على قوائم مشتركة وفتح باب الترشح لكفاءات وطنية ومهنية، ثم ما لبس ودعا الشعب لتأييد واختيار مرشحي حماس “دعما للمقاومة ودعما للإسلام”، وادعى أن “اختيار مرشحي فتح سيقود غزة إلى المجهول”.

الدكتور صالح الرقب تهجم هو الآخر على قيادات حركة فتح، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، حيث ادعى أن بعض قيادات الحركة وأثناء تواجده معهم في اجتماع قالوا إنهم “لا يصلون في فتح”، وذلك عندما جاء موعد صلاة المغرب، وتسائل: “أمثال هؤلاء هل ترضونهم يمثلونكم يا شباب فتح؟؟”، في محاولة منه لتشويه صورة حركة فتح وإضعافها في الانتخابات.

وفي السياق نفسه، قام بهاء ياسين، أحد رسامي حماس، بنشر كاريكاتيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر فيه ثلاثة شبان يرتدون الفانيلات الصفراء ويحملون شعار حركة فتح ويدخنون الأرجيلة والسجائر، ووضع لها عنوان: “شعب فلسطين بريء من سباببين الدين والرب وأن الفلسطيني المسلم لا ينتخب العلمانيين الكفرة”.

وأثار الرسم الكاريكاتوري استياءً واسعًا بين صفوف الشعب الفلسطيني الذي اعتبره فتوى صريحة بتكفير كل من ينتخب حركة فتح، وموضحين أن حركة حماس بدأت حملتها الانتخابية بتصريحات التكفير والتخوين والتي تعود عليها شعبنا منذ أن عرف حركة حماس. وكان ياسين أثار استياءً واسعا في رسومات سابقة وصف فيها أهل الضفة الغربية بالـ”عاهرة” وأنهم يصمتون على جرائم الاحتلال ولا يحركون ساكنين تجاه تدنيس الاحتلال لشرفهم.

حماس أدخلت الإسلام إلى غزة!!

مسؤولة العمل النسائي في حركة حماس، رجاء الحلبي، صرحت لقناة الجزيرة القطرية بأن ظهور الإسلام في غزة تزامن مع إنشاء حركة حماس، وهو ما أثر غضب الشارع الفلسطيني وسخريته في الوقت ذاته.

الحلبي قالت إن “المجتمع الفلسطيني ما قبل حركة حماس كان لا يمت بصلة للفكر الإسلامي، وأرسل الله حركة حماس “رحمة للعالمين” كما كان قد أرسل رسولنا لنفس السبب”.

مخطط لتشويه “فتح”

منذ أيامٍ قليلة، كشف مصدر مطلع عن مخطط لحركة “حماس” تسعى خلاله في الفترة الراهنة لتأجيج الأوضاع داخل حركة فتح، وإحداث وقيعة وشقاق حقيقي بين ابنائها وكوادرها على الأرض في قطاع غزة والضفة الغربية، قبيل انتخابات الهيئات المحلية والمجالس البلدية.

ووفقًا لتلك المعلومات، فإن “حماس” شكلت لجنة إعلامية دعائية في قطاع غزة والضفة الغربية تعمل وفق برنامجين أساسيين، الأول: “علني يتعلق بالدعاية الانتخابية”، والثاني: “خاص بالدعاية السوداء ضد حركة فتح وتركز على ممارسات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية”، وذلك بهدف إثارة حالة من التوتر والفوضى في صفوف أبناء “فتح”.

ومن أبرز مهام تلك اللجنة هو دس الأخبار المفبركة والروايات الكاذبة عن الحركة وكوادرها، كما أن من ضمن مخططات اللجنة، “الزج بعناصر من حماس في فعاليات انتخابية متوقعة لحركة فتح لإثارة الفتنة وتضخيم الأحداث الميدانية بين أنصار الرئيس عباس والقيادي الفتحاوي محمد دحلان”.

مصدر مطلع أكد أن عدد من أعضاء اللجنة شكلوا طاقمًا من الفنيين والمختصين لتجهيز مواد دعائية مضادة لحركة فتح بما فيها استخدام تسجيلات سابقة لبعض قادة حركة فتح لخدمة الأهداف الدعائية لحماس.

وهنا لنا أن نتساءل هل من الممكن أن يصدق أهل غزة تلك الشعارات مجددًا، بعد تجربة دامت 9 سنوات تحت حكم حماس، خاصةً وأنهم صدقوها في انتخابات عامي 2005 و2006، والتي خلفت إنقلاب حماس الدموي عام 2007، لتؤكد للجميع أن كل ما يهمها هو الوصول للكرسي والتربع عليه، وإقصاء كل من يخالفها ويعترض على سياستها.

نتساءل ماذا سيقول خطباء حماس لو أنَ الانتخابات البلدية تجري في سوريا، التي تكتظ بفرق وفصائل تسمي نفسها “إسلامية”، فمن الذي يحظى بتمثيل الإسلام فيهم. فصل الدين عن الدولة واجب شرعي، لأن الدولة بشرية وخطاءة، والدين منزَه، والدولة جامعة لمواطنيها، بينما الإسلام، نظام الهداية والتقوى والعمل الصالح، الجامع للمسلمين، هذه كانت فتوى الشيخ محمد عبده قبل أكثر من قرنٍ، فهل نعمل بها الآن لنتجنب الكثير من الويلات!.

إننا بصدد انتخاباتٍ بلديةٍ وقرويةٍ، تجري في ظل أوضاعٍ شديدةِ البؤسِ وعميقةِ الخَيبةِ، لم يُفلِحْ فريقٌ في التخفيفِ من بؤسِها وخَيبتِنا فيها، بل لم يُفلِحْ فريقٌ في ظلِّها، في أنْ يُصلِحَ نفسَه.

وطن24

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا