هل استعدت فتح للمرحلة القادمة

تشهد الساحة السياسية الفلسطينية نشاطا وحراكا ملحوظا وعلى صعد مختلفة تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية من حيث المتغيرات والتحولات المتسارعة التي استجدت على المبادرات المطروحة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد تزامن الحديث حول المبادرة الفرنسية والمؤتمر الدولي للسلام مع محاولات أخرى لإحياء مبادرة السلام العربية وطرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمبادرة أخرى ومحاولات الولايات المتحدة وإسرائيل للبحث عن بدائل تخدم مسار السلام الإسرائيلي حيث أن كلا الطرفين يعملان على إفشال المشروع الفرنسي.
هذه تحديات تواجه القضية الفلسطينية ويجب التعامل معها في منتهى المسئولية. لكن التحدي الأكبر والأصعب الذي تواجهه القضية هو الانتخابات المحلية القادمة وافرازاتها والتي قد يمكن ان تحدث تغييرا على شكل الخارطة السياسية في حال حصول قصور من أبناء فتح في التعامل مع هذه المرحلة الدقيقة من عمر القضية، ولذلك شهدت الأيام القليلة الماضية اجتماعات مكثفة للاطر القيادية في مختلف قطاعات حركة فتح بدءا باللجنة المركزية ومرورا بقادة الأجهزة الأمنية وانتهاءً بالمجلس الثوري وان هذه الاجتماعات تؤكد على خطورة المرحلة القادمة حيث بات المطلوب نهوض حركة فتح في تحمل مسئولياتها كتنظيم قائد ورائد للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لان بقاء فتح واحدة موحدة قوية هي الضمانة الوحيدة لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني،ثم إن الانتخابات تعني تجديد الشرعية الفلسطينية والتأكيد على البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية من أخطار المؤامرات التي تلاحقها بغرض إيجاد بديل لها.
حماس وجدت في الانتخابات القادمة فرصة لها لإعادة وجودها على الساحة السياسية والتي كانت اهتزت بفعل عوامل كثيرة أدت إلى تراجعها وهي تضع كل إمكانياتها مدعومة من قبل بعض القوى الإقليمية وإمكانيات هذه القوى من اجل الظفر بهذه الانتخابات لتتصدر الخارطة الحزبية والسياسية على حساب حركة فتح وهذا هو هدف حماس الاستراتيجي في هذه المرحلة.
فهل استعدت فتح لهذه المرحلة وما هي الأرضية التي ستنطلق منها من اجل تجاوز هذه المرحلة؟ السيد الرئيس كان حريصا جدا على تجاوز هذه المرحلة بقبول فتح لهذه التحديات ولذلك ركز في اجتماعاته السابقة وآخرها اجتماع المجلس الثوري على ضرورة استنهاض الجسم الفتحاوي وتجاوز الخلافات القائمة وان تخوض فتح الانتخابات تحت راية واحدة موحدة لتحقيق أماني وطموحات الشعب الفلسطيني.
من الضروري ان تواصل حركة فتح الليل مع النهار وإبقاء الجميع من أبناءها في حالة حراك دائم للوصول الى الهدف الاستراتيجي وهو بقاء فتح في صدارة الأحداث وقائدة للنظام السياسي الفلسطيني وهذا يتطلب تضافر كافة الجهود وانطلاقا من القرارات المركزية التي على أبناء حركة فتح الالتزام بها بما فيها تشكيل الكتل انطلاقا من معايير وطنية صادقة تضمن الكفاءات الموجود في الساحة الفلسطينية وبعيدا عن العائلية البغيضة والتي تحاول جهات اعتمادها كمعيار أساسي لفرز الكتل التي ستخوض الانتخابات.يجب على فتح التركيز جيدا وبقرار مركزي على كل من يحاول تجاوز تعاليم الحركة من خلال ظهور شخصيات انتهازية لا تقبل بقرارات فتح المركزية وتريد تعكير صفو الإجماع الفتحاوي من خلال طرح نفسها خارج الأطر الحركية لخوض الانتخابات ، فيجب أن يكون هناك عقوبات صارمة تجاه كل من يتجاوز الالتزام بالقرارات الحركية.
فتح بإرثها وتاريخها وحضارتها قادرة على تجاوز هذه المرحلة فقد عودتنا فتح على خوض الصعاب وتحقيق النصر فيها.

خاص بمركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا