مركز الدوحة لحرية الإعلام في حوار مع خلود عساف أول رئيسة تحرير لوكالة أنباء فلسطين “وفا”

خلود عساف.. أول رئيسة تحرير وكالة أنباء فلسطين

خلود عساف واحدة من الإعلاميات الفلسطينيات والعربيات اللواتي تحدين بنجاح لافت كل العقبات التي تمنع المرأة من التمكين السياسي والإداري، وتعزيز وجودها في مواقع قيادية لصنع القرار، ومنحها تعينها رئيسا لتحرير وكالة الأنباء الرسمية “وفا”، وانتخابها في إدارة نقابة الصحفيين إرادة لمواصلة مشوارها، حتى نالت أخيرا عضوية مجلس النوع الاجتماعي للاتحاد الدولي للصحفيين.
مركز الدوحة لحرية الإعلام سلط الضوء على مسيرة الإعلامية خلود عساف على مدى اثني عشر عاما، إلى جانب الأدوار الريادية التي وصلت إليها من خلال مقابلة صحفية خاصة.
عملت الإعلامية عساف مع بداية قدوم السلطة الفلسطينية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية لثلاث سنوات، من ثم انتقلت للعمل في وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، وتدرجت في مشوارها الأكاديمي، وبعد أن حصلت على بكالوريوس في الإعلام السياسي منحت درجة ماجستير في الدراسات الإسرائيلية، وحصلت على ترقية قبل 6 سنوات لإدارة المراسلين الصحفيين في الوكالة، قبل أن تتوج بتعينها رئيسا لتحرير الوكالة بقرار من الرئيس محمد عباس.

نص المقابلة:

*حدثينا عن مشوارك في الصحافة وصولا إلى قيادة مؤسسة وكالة “وفا” الرسمية كأول امرأة تصل إلى هذا المنصب؟
بدأت مشواري العملي منذ كنت طالبة في جامعة النجاح، حيث عملت كمراسلة لشمال الضفة الغربية مع وكالة الأنباء الإيطالية عبر مكتب وسيط في رام الله، وفور تخرجي عام 1994 تقدمت
للعمل مع صوت فلسطين في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتم قبولي لأعمل محررة منذ تأسيس الإذاعة في مدينة أريحا، ثم انتقلنا للعمل في رام الله، ومن ثم كمراسلة لصوت فلسطين في محافظة جنين.
عملت مع الإذاعة حتى عام 1998، ثم انتقلت للعمل مراسلة لوكالة “وفا” في جنين حتى عام 2006.
بعد ذلك انتقلت للعمل محررة في المكتب الرئيسي في رام الله حتى بداية عام 2008، حيث عينت مديرة للمراسلين في الوكالة، وبقيت كذلك لحين تعييني رئيسة تحرير في شهر يونيو/حزيران 2015.

*حدثينا عن آلية حصولكم على عضوية مجلس النوع الاجتماعي للاتحاد الدولي للصحفيين، ممثلة عن فلسطين خصوصا أنك المرأة الأولى لهذا المنصب؟
في الواقع جاء هذا الفوز خلال انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين في فرنسا بداية شهر يونيو/حزيران الماضي، حيث تم انتخاب اللجنة التنفيذية للاتحاد ومجلس النوع الاجتماعي، وعادة ما يكون التمثيل عن مناطق في هذا المجلس وليس عن بلدان، حيث يتم انتخاب 16 عضوة، وكان التنافس كبيرا، وبالنهاية تم انتخابي مع الزميلة سناء النقاش من العراق الشقيق، كممثلات عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس، وفزت بأعلى الأصوات.

*كيف تشعرين بإدارة وكالة “وفا” خصوصا في التعامل مع الجهات الرسمية وفخامة الرئيس، وهل هناك أي عقبات في التواصل؟
بالعكس لا توجد أي عقبات في العمل مع كافة الجهات، أنا بنت المؤسسة منذ سنوات طويلة، ويتم التواصل معي في إطار العمل بسلاسة تامة.

*ما هي أهم الانجازات منذ إرادتك وكالة “وفا”؟
في الواقع لا توجد إنجازات شخصية، هناك تطوير نوعي على المواد التي تقدمها الوكالة، وزيادة الأبواب التي تتطرق لها، حيث تم استحداث وحدة للتحقيقات الاستقصائية، وصفحات خاصة داخل الصفحة الرئيسية للرياضة والثقافة والاقتصاد، إضافة لزاوية فلسطين الإنسان والصفحة الفرنسية وغير ذلك من المواضيع، لكني أكرر أن العمل على التطوير كان ضمن الفريق في الإدارة العامة للتحرير، وضمن خطة الوكالة للتطوير وليس كإنجاز شخصي لي.

*مقر الوكالة الحالي في رام الله كيف تواجهين الصعوبات الخاصة بالتنقل بين المحافظات والى الخارج؟
لا يوجد صعوبة في التنقل بين المحافظات الشمالية سوى حواجز وإغلاقات الاحتلال التي يعاني منها جميع أبناء شعبنا، لكن الصعوبة الرئيسة تكمن في الوصول إلى المحافظات الجنوبية، حيث رفض تصريحي أكثر من مرة.

*ما هي انعكاسات الانقسام على إدارتكم لوكالة “وفا” خصوصا التواصل مع موظفي الوكالة والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة؟
الانعكاس كبير وسلبي كما هو على كافة مناحي الحياة، التواصل عبر الهاتف فقط، لا يوجد مقر يتواجد به الموظفون، وهناك تضييق كبير على عمل صحفيي الوكالة في القطاع، حيث استدعي عدد منهم واحتجز آخرون لأيام على خلفية عملهم في الوكالة من قبل أمن حماس، وبالتالي فأخبار المحافظات الجنوبية لم تأخذ حظها كما يجب في تغطية الوكالة، ولم يتم نقل معاناة أبناء شعبنا هناك كما المطلوب.

*هل تنون زيارة غزة، وما هو برنامجكم لهذه الزيارة وهل تنون فتح مكتب رسمي للوكالة في قطاع غزة خصوصا أن تلفزيون “فلسطين” لديه مقر منذ 4سنوات؟
نوهت أنه تم رفض تصريحي أكثر من مرة من قبل الاحتلال، ومن ضمن خططنا الرئيسية فتح مكتب في غزة، ومحاولة إعادة العمل ودوام الموظفين.

*ما هي الأصداء لدى القيادة الفلسطينية والأوساط الإعلامية الفلسطينية والعربية بعد حصولكم على عضوية مجلس النوع الاجتماعي؟
الجميع بارك هذا الفوز، وإن شاء الله سأكون قادرة على ترجمته في نقل معاناة الإعلاميات الفلسطينيات ومحاولة التخفيف من وطأة هذه المعاناة.

*هل تواجهين أية صعوبات في إدارة وكالة “وفا”؟
أبدا الجميع متفهم تماما ومتعاون.

*ما هو شعورك وأنت تتعاملين مع قيادات إعلامية كلها تقريبا من الرجال في الوكالة؟
عملي في الوكالة منذ سنوات وجميعهم زملائي، وكنت أتعامل معهم ضمن عملي كمديرة للمراسلين قبل ذلك، لذلك لا توجد أي صعوبات في التعامل.

*ما هي خططتك لتطوير الأداء المهني والنظام الإداري والوظيفي في وكالة “وفا” لأننا علمنا بأنك تعملين على تطوير الوكالة؟
هدفنا الرئيسي في إدارة التحرير هو إيصال الخبر الفلسطيني للعالم، وإيصال هموم شعبنا للمسئولين بمهنية ودقة كما عودنا جمهورنا، لذلك فإن العمل سيركز على تطوير أدواتنا وأساليب عملنا.

*ما هي آفاق التعاون بين “وفا” ووكالات الأنباء العربية والعالمية؟
لوكالة “وفا” علاقات واتفاقيات مع معظم الوكالات العربية والعالمية كما أنها عضو في اتحاد الوكالات العربية واتحاد وكالات المتوسط.

*إلى أي مدى تنجحين أو تخفقين في تحقيق التقدم على مستوى السياسة التحررية والانتشار للوكالة، وكذلك تحقيق مطالب الموظفين؟
هناك عدة أمور خارجة عن إرادتنا في الوكالة بعض الأحيان، هناك صعوبة في الحصول على المعلومة، إضافة إلى الصعوبات التي نواجهها مع ديوان الموظفين ووزارة المالية التي تعاملنا كأي وزارة، دون الأخذ بعين الاعتبار خصوصية عملنا الإعلامي.

*هل قمتم بأي إجراءات لتوسيع نطاق عمل الوكالة في العالم العربي والعالم خصوصا مع وجود الجاليات الفلسطينية في أنحاء العالم؟
تم افتتاح مكتب للوكالة في العاصمة الأردنية عمان، إضافة لمكاتبنا الموجودة في القاهرة والبحرين وبيروت، ونحن بصدد فتح مكاتب أخرى في بروكسل ونيويورك وواشنطن وبعض العواصم المهمة للقضية الفلسطينية.

*نجحتي في الفوز بعضوية الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، هل هذا يشكل إضافة نوعية لك في مسيرتك المهنية؟
أكيد أنا عضو أمانة عامة لدورتين متتاليتين، وهذا أضاف لي الكثير، التجربة النقابية أغنت شخصيتي، وأضافت لي الكثير من المعرفة والعلاقات.

*ما هي طموحات السيدة خلود عساف وأنت تديرين وكالة “وفا” الرسمية على المستوى المهني والسياسي والنقابي والإعلامي؟
طموحي الشخصي التدرج الطبيعي داخل الوكالة، أما المهني فهو الوصول لرسالة إعلامية واضحة تكون مقنعة ومساندة للجهود السياسية، فالجميع يعلم أهمية الإعلام في كسب وحسم الكثير من القضايا العالمية.
وعلى المستوى النقابي أطمح في سن قوانين ناظمة للمهنة، وقادرة على صون حقوق الصحفي، إضافة لزيادة تمثيل الصحفيات في مؤسسات النقابة وفي مركز صنع القرار في المؤسسات الإعلامية، أما على المستوى السياسي فطموحي كما أبناء شعب في الحرية والاستقلال، وإقامة دولة المؤسسات وعودة اللاجئين.

*كيف تقيمين أداء الإعلام الفلسطيني الرسمي في ظل الإجراءات الإسرائيلية التضييقية المستمرة؟
إعلامنا الرسمي بخير مع بعض الملاحظات التي عادة ما تكون بسبب رقابتنا الذاتية وليس استجابة لقرار المستوى السياسي.
لكن على المستوى الدولي هناك ضعف في إعلامنا بشكل عام فنحن في أحيان كثيرة نكون كمن يتحدث مع نفسه، لذلك من ضمن خطط الوكالة الرئيسية التركيز على نشراتنا باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

*ما هي المساحة التي نجحت عساف بزيادتها في انتشار وكالة “وفا” ومصداقيتها في الصحافة الفلسطينية والعربية والدولية، وهل تعتقدين أن الوكالة لازالت تمثل المصدر الأول للخبر الرسمي؟
أعتقد أن وفا لا زالت تمثل المصدر الأول والأكثر ثقة للخبر الفلسطيني مع تقديري لكافة المواقع الموجود في الساحة الفلسطينية واحترامي لجهودهم المتميزة، ومكمن النجاح كان ضمن الاهتمام أكثر بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث نعمل على زيادة فعالية صفحة الوكالة على “فيس بوك” و”تويتر” و”يوتيوب”، وهذا سينعكس على انتشار الوكالة خاصة بين الفئات المستخدمة لهذه الوسائل.

*تداعيات الانقسام على كل مناحي الحياة بما فيها على الإعلام الفلسطيني ما هي الانعكاسات التي تأثرت بها وكالة “وفا”، وما هي خططتك لإنهاء هذا التأثير السلبي أو التخفيف منه؟
أعتقد أن القرار يجب أن يكون سياسيا لإنهاء تبعات الانقسام مع أهمية مساهمة الإعلام في نبذ الفرقة والعمل على تقبل الآخر وإرساء السلم الأهلي والاجتماعي.

*أين موقع الإعلامية الفلسطينية خلود عساف على الخارطة الفلسطينية والعربية والدولية؟
أنا عضو في أكثر من جمعية ومؤسسة عربية ودولية، وآخرها عضويتي في مجلس النوع الاجتماعي في الاتحاد الدولي للصحفيين.

*ما هي نصيحتك للصحفيات الفلسطينيات للتقدم مهنيا ورياديا؟
الإيمان بأنفسهن والعمل على تمكين أنفسهن مهنيا، وعلى الصعيد الشخصي والاعتماد على أنفسهن في التطور في عملهن، وعدم التقاعس في طلب حقوقهن في التقدم المهني الطبيعي والتنافس ضمن تكافؤ الفرص داخل مؤسساتهن.

علا الزعنون/ لمركز الدوحة لحرية الإعلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version