في ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم !!

بقلم: د. عبد القادر فارس

( الشعر نبض القلب , والشاعر يجب أن يكون متورطا في قضايا شعبه )

ذكرني “الفيسبوك” صباح هذا اليوم الثامن عشر من شهر أغسطس (آب) , بذكرى رحيل شاعرنا الفلسطيني الكبير سميح القاسم الثانية , والتي تصادف يوم غد التاسع عشر من آب .

سميح القاسم شاعر الثورة والمقاومة , ابن قرية الرامة في الجليل الفلسطيني الشامخ , ابن الطائفة الدرزية الكريمة , الشاعر الفلسطيني , الوطني , القومي , العروبي , الأممي , الذي رفض التجنيد في جيش الاحتلال , الذي فرضته سلطات الاحتلال على الطائفة الدرزية في فلسطين , فكان مصيره الاعتقال والسجن والتنكيل , فأنشد أجمل الأشعار والأغنيات , من أجل فلسطين الوطن والثورة والمقاومة , والعروبة والانسانية , مخلدا اسمه بين كبار الشعراء في وطننا الكبير.. وفي ذكراه نترحم عليه , ونذكره كشاعر ومناضل ومفكر سياسي عاش حياته مكرسا كل أعماله وأقواله من أجل فلسطين .

وفي الذكرى الثانية لرحيل المناضل والمفكر السياسي الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم , أقتطف سؤالا واحدا من حوار أجريته معه في أعقاب حرب 2008/2009 على غزة , سألته: أين يجد سميح القاسم نفسه , في الشعر أم السياسة ؟

أجابني : اسمح لي قبل كل شيء، أنا أرفض وضع حدود بين الشاعر والمناضل وبين السياسي والمفكر، أنا أصر على أن يكون الشاعر متورطا ملتزما ومتشبثا حتى لحظته الأخيرة في قضايا الشعب والوطن والإنسانية كلها. وبالنسبة لما كتبت , وإذا ما قدر لي أن أكتب , أنا فوجئت في تلك الحرب بأنني كتبت قصيدة بعنوان ”غزة” (نُشرت في بيروت عام 1972), وكأنها كتبت اليوم. وفوجئت بقصيدة لمعين بسيسو ”رثائية” وكأنها كتبت اليوم، وقصيدة “أطفال رفح ” في الانتفاضة الأولى كأنها كتبت اليوم، وقصيدة ”تقدموا” في الانتفاضة الثانية كأنها كتبت اليوم، وقصيدة ”لا تعدوا العشرة” وكأنها كتبت اليوم , وقصيدة محمود درويش” عابرون في كلام عابر ” كأنها كتبت اليوم .. الشعر لا يستطيع إلا أن يكون نبض القلب الأول والتعبير الأول ليس على لسان الشاعر فحسب، بل على لسان الشاعر، كونه عضوا في أسرة وفردا في شعب وكائنا من إنسانية كونية.

في هذا اليوم نفتقد القامات الكبيرة في الساحة السياسية والثقافية , والذين امتزج الشعر لديهم بالسياسة والنضال , فكان معين بسيسو ومحمود درويش وسميح القاسم , الذين أثروا السياسة والأدب بأفعال وأعمال ستظل خالدة , ومآثر باقية للأجيال .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا