الفتاة سندس عبيد.. رحلة عذاب في سجون الاحتلال

ديالا جويحان- ستة شهور من الأسر والانعزال التام عن العالم الخارجي كافية لتشاهد جميع أنواع الظلم والتعذيب وبشاعة الاحتلال بحق الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال. كان هذا حال الأسيرة المحررة القاصر سندس سمير عبيد 16 عامًا من سكان بلدة العيساوية في القدس.

تروي الأسيرة المحررة عبيد منذ لحظة اعتقالها رحلة العذاب الأليمة في حديث لـ”الحياة الجديدة” قائلة “أثناء عودتي للبلدة يوم الجمعه بتاريخ 25-3-2016 عند الساعة الثانية ظهرًا استوقفني عدد من الجنود المتمركزين بالقرب من مدخل البلدة. تفاجأت بأصواتهم تعلو باللغة العبرية وتواصل حديثهم عبر الجهاز اللاسلكي (المخشير). شعرت للحظة بأنني في عالم أخر وكأنني في كابوس دون معرفة الأمر. اقتادني الجنود لداخل الخيمة وفتّشوني بشكل مذل ومهين، مع توجيه السلاح صوبي، وأسمعوني كلامات سيئة باللغة العربية (المكسرة).

تتابع سندس حديثها:”تجمد الدم في عروقي وشل عقلي عن استيعاب الاتهامات الباطلة، وهي (أنني اقتربت من نقطة الشرطة بحيازة سكين). تم اقتيادي بعد ذلك لنقطة شرطة صلاح الدين في القدس المحتلة، وعند خروجي من الخيمة تفاجأت بتجمهر أهل البلدة بالقرب من مكان الاعتقال، وهذا ما أعطاني الأمل في العودة للحياة. استمر التحقيق معي لمدة 11 ساعة وكان الحديث يدور عن سبب مروري من المكان والاقتراب من جنود الاحتلال.

وتقول المحررة عبيد:”تم نقلي بعد ذلك لسجن هشارون في ساعات الفجر عن طريق (البوسطة) مقيدة اليدين والرجلين (بالكلبشات) لإعاقتي عن الحركة خلال تنقلي. مع رفع درجة برودة المكيف وتسليطها باتجاه رأسي مباشرة فشعرت ببرودة شديدة وآلام في الرأس, وهذه المعاناة تكررت خلال مثولي أمام المحكمة حتى نهاية 30-5-2016 عند صدور الحكم”.

سندس عبيد الفتاة ذات الأعوام الستة عشر، تعرضت للسجن الانفرادي في الشهر الأول من الاعتقال وللضرب المبرح على يد الجنود والمجندات لسحب اعترافات منها بتنفيذ عملية، “كان الأسرى يتدخلون خلال تواجدهم في الأقسام عند سماع صراخي أثناء تعرضي للتعذيب”.

بعد صدور الحكم بالسجن لمدة 6 شهور، وخلال انتظارها لعملية نقلها من التحقيق إلى المعتقل طلبت سندس استخدام المرحاض، وقالت عن هذه اللحظات “تفاجأت بدخول الجندي ليرافقني داخل الحمام فرفضت دخوله فكان رده (إنه يجوز وجوده برفقة المعتقل وليس مهمًا إن كان شابًا أو فتاة) وحاول أحد الأسرى منع الجندي من مرافقتها ولكن دون جدوى.

داخل سجن هشارون ذاقت سندس قسوة الأسر لكنها تعلمت معنى الصبر والقوة والثبات، أمام ظلم الاحتلال والمداهمة المستمرة للأقسام والعبث بمحتوياتها، إضافة لانتشار الحشرات، والإهمال الطبي بحق الأسيرات القاصرات اللواتي أصبن خلال “هبّة القدس” رغم مرور أشهر إلا أن آثار الإصابات لا تزال تقض مضاجعهن.

تقول سندس إن نحو 41 أسيرة في سجن هشارون، من بينهم القاصرات اللواتي تم اعتقالهن خلال الهبة وهن: ملك سلمان، نورهان عواد، مرح بكير، نتالي شوخه، تسنيم حلبي، ساجدة حسن، منار شويكي، استبرق نور، جميلة جابر، هدية عرينات. وهن من القدس والضفة الغربية.

وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين في القدس أمجد أبو عصب لـ”الحياة الجديدة” إن عدد الأسيرات الفلسطينيات وصل 65 أسيرة، من القدس وحدها 13 أسيرة، منهن 4 قاصرات، إضافة إلى3 سيدات مقدسيات رهن الحبس المنزلي من بينهم فتاتان قاصرتان رهن الحبس المنزلي لحين صدور الحكم وهما: راما جعابيص، وآية هندي.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا