مجزرة صبرا وشاتيلا وصمة عار في جبين الإنسانية

بقلم: الأستاذ وسيم وني ” اتحاد الصحافة العربية ”

16 أيلول من عام 1982

على مدى ثلاثة أيام وبدم بارد ارتكُبت أبشع المجازر في مخيمي صبرا وشاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت والتي أرتكبتها آلة الحرب الاسرائيلية بمؤازرة بعض الميليشيات اللبنانية المتعاملة مع هذا العدو المتعطش لدماء العرب والفلسطينين بحيث أسفرت هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية عن سقوط ما بين 4000 و 4500 شهيد جلهم من الأطفال والنساء والرجال من الفلسطينين واللبنانيين .

الليلة المضرجة بالدماء وساعة البدء بالمجزرة :
ففي السادس عشر من أيلول من عام 1982 صدر قرار المذبحة و برئاسة رفائيل ايتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلى و السفاح الدموي آرييل شارون وزير الدفاع في ذلك الحين ، و دخلت في تلك الليلة ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين مسلح والحجة آنذاك وجود 1500 مسلح فلسطيني داخل المخيم ، وقامت المجموعات المتعاملة مع الكيان الاسرائيلي بالإطباق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا رحمة ولاهوادة ، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.
وكان دور الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا لوكالات الأنباء بالدخول إلا بعد إنتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات إلى ما بين 4000 و 4500 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.

العدالة التي يتغنى بها الاحتلال ” لجنة كاهان” :
وفي واحد نوفمبر من عام 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا في حينها ” إسحاق كاهان” بأن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت “لجنة كاهان” وفي السابع من فبراير من عام 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وخلصت إلى :
– أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها، ولم يسعى للحيلولة دون وقوعها .
– إنتقاد إلى رئيس الوزراء مناحيم بيغن .
– انتقاد إلى وزير الخارجية إسحاق شامير
– انتقاد إلى رئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت.
وكان نتيجة هذه التوصيات إعلان رفض أريئيل شارون قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه.و بعد استقالته عُيِّن شارون وزيرًا بلا حقيبة وزاريّة (أي عضو في مجلس الوزراء دون وزارة معينة لإسرائيل) ، إلا انه بعد ذلك تم انتخابه رئيسًا للحكومه وقام بمجازر غيرها في الأراضي الفلسطينية ولم يتم محاكمته رغم ثبوت التهم عليه.

مضى أربعة و ثلاثون عاماً على المجزرة والذكريات واحدة والأحداث تتكرّر دون عقاب ولا محاسبة ولم يعوض أهالي الضحايا ، وآلاف الشهداء قضوا ضحيّة الخونة والمعتدين الصهاينة حيث قدّر الكاتب الأمريكي رالف شونمان في شهادتة امام لجنة اوسلو قال نقلا عن مسؤولين في الصليب الأحمر نحن دفنّا 3000 ضحيّة ولا يشمل العدد اولئك الّذين تحت الأنقاض ولا الّذين قضت عليهم الجرّافات تحت الأنقاضٍ، لكن العدد يتراوح بين 4000 و4500 ضحيّة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version