اسرائيل قلقة من سقوط محتمل لحركة حماس

لوحظ في الاونة الاخيرة تزايد التصريحات والمواقف الاسرائيلية الصادرة عن المستويات السياسية والأمنية ووسائل الاعلام الاسرائيلية والتي تحاول الرفع من شأن حماس وتصويرها كقوة اقليمية مؤثرة في المنطقة وهذه المواقف الاسرائيلية تدخل في اطار التسويق السياسي لحركة حماس في المنطقة والساحة الدولية ايضا.
تناقض واضح في مواقف اسرائيل تجاه حماس. ففي الوقت الذي تحاول فيه اسرائيل اظهار حماس كحركة “ارهابية” تستهدف اسرائيل امام الرأي العام الاسرائيلي والدولي، ويجب انهاء حكها في القطاع وإنهاءها كقوة سياسية وعسكرية كما صرح ليبرمان وزير حرب اسرائيل وتكهنات افي ديختر رئيس المخابرات الاسرائيلية الاسبق ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الذي قدر ان الحرب القادمة مع غزة ربما تشهد الاطاحة بحماس. نجدها ومن وراء الكواليس تتخذ سياسة معاكسة تماما لمواقفها المعلنة.
وفي تسويق جديد لحركة حماس وقيادتها ومحاولة التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني لم تستبعد اسرائيل وصول خالد مشعل على رأس السلطة الفلسطينية في الانتخابات القادمة وهذا لا يدخل في اطار الحسابات السياسية والتكهنات بل بات يشكل مطلبا اسرائيليا. فقد اعترف افي ديختر رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه لن يصاب بالمفاجأة إن تم انتخاب خالد مشعل رئيسا للسلطة الفلسطينية إذا أجريت انتخابات فلسطينية، وأضاف :”لا أتوقع أن يكون الرئيس القادم للسلطة من صفوف فتح”. وزاد ديختر من تطلعاته بحسم موقع الرئاسة في حالة شغوره قائلا إن “حماس تدرك جيدا أنه في الوقت الذي ينهي فيه الرئيس محمود عباس مهامه ألرئاسية سيحل محله بصورة مؤقتة عزيز دويك، وهو أحد قادة حماس.
هذه المواقف الاسرائيلية والاستشعار والتنبؤ بالقادم لا يستند قطعيا الى دراسة واقعية عطفا على موازين القوى الدولية ومواقف القوى الدولية والإقليمية الاخرى والتي تنظر الى حكم حماس في القطاع بوصفه حكما لا شرعيا وان الشرعية الفلسطينية تتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية الحالية التي تقف على رأس السلطة الفلسطينية،لكن حسابات اسرائيل هذه تخدم مصالح اسرائيل وحماس معا.
اسرائيل عبرت عن مخاوفها من سقوط حركة حماس كما اوردت صحيفة معاريف الاسرائيلية فقد ذكرت الصحيفة ان ما يقلق “إسرائيل” هو اليوم الذي ستسقط فيه حماس، فإن سقطت حماس فـ”إسرائيل” ستضطر لتحمل المسؤولية عن قطاع غزة، وإن لم تفعل ذلك فسوف يحل محل حماس خلال أشهر عشرات بل مئات من المنظمات الصغيرة حينها يتم استنساخ الواقع على الحدود في هضبة الجولان لقطاع غزة المكتظ. وبالتأكيد فان قلق حماس لا يأتي من خلال هذه الادعاءات الاسرائيلية بل ان سقوط حماس يعني انتهاء التوازن القائم في الساحة الفلسطينية مع حركة فتح، وإسرائيل تريد حماس قوية حتى تبقى تطرح نفسها بمثابة البديل لمنظمة التحرير الفلسطينية بل دعمها بكل السبل لتحقيق ذلك.
العلاقة بين اسرائيل وحماس قفزت الى مراحل متقدمة وهناك تنسيق كامل على اعلى المستويات وتبقى اشاعة العداء والحرب بينهما تدخل في الاطار الاعلامي فقط وهذا واضح جدا من خلال استنهاض حماس لكافة قواها لتوفير حماية لحدود اسرائيل الجنوبية. فقد ألقت الصحف الإسرائيلية الضوء على السيناريوهات المتوقعة بين إسرائيل وحماس، ورصدت وجهات نظر مختلفة بشأن الحرب المتوقعة استبعدت في مجملها حدوث مواجهة قريبة، وقال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون إن وزير “الدفاع” الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أعلن أن إسرائيل ليست بصدد المبادرة لتنفيذ عملية عسكرية ضد حماس وهذا تراجع في مواقف ليبرمان الذي دعا سابقا للقضاء على حماس.
ادارة جديدة للصراع بين اسرائيل وحماس يديره كل طرف بما يتناغم مع مصالحه حيث تأكد ان هناك تقاطعا في المصالح بين الطرفين وتجمعهما تصورا سياسية واضحة في كيفية انهاء منظمة التحرير الفلسطينية وإيجاد البديل لها.

خاص بمركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا