هناك حيث يموتون

في كتب الحكمة ان “الجبان قد يجد عشرات الحلول لأي مشكلة تواجهه، ولكنه في النهاية، لا يعجبه سوى حل واحد منها هو الهروب”، لكن الهروب كما تعرفون وكما تقول الوقائع والحقائق، لا يقود لأي نجاة، وانما الى هلاك الخزي والعار، والهاربون من الصف الوطني، الخارجون على هذا الصف، يحاولون اليوم الخلاص من هذا الهلاك بالتلطي خلف كلمات الوهم والتحريض والكذب والافتراء، بضغينة القلوب المريضة، في مواقعهم الالكترونية، يتوهمون ان نص الكذب والتحريض، قادر على ان يؤلف لهم طوق النجاة، وهو في الواقع يعمق ازمتهم، ويؤكد حتمية هلاكهم في مهاوي الخزي والعار، لا شيء مما يفترون ويكذبون يستحق الرد، سوى الازدراء والاحتقار، وما من كذب ولا تحريض بوسعه ان ينال من الشرعية الوطنية والدستورية، التي اكثر من يسعى لتدميرها اليمين الاسرائيلي المتطرف، لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والتحرر، بدولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية اللاجئين وفق القرار الاممي 194.

يعرف الهاربون من الصف الوطني، الخارجون عليه، ذلك، ويعرفون انهم باتوا خدما و عبيدا وادوات لمخططات اليمين الاسرائيلي المتطرف، وحلفائه من اصحاب المال السياسي الحرام، حلفاء الوهم والضغينة، حلفاء التردي والمؤامرة، حلفاء النكران للأصل والهوية والتاريخ والنسب، حلفاء المشتريات الرخيصة، يعرف الهاربون ذلك ويعرفون، ان للشرعية الوطنية والدستورية، حصونها في بنياتها وأطرها التنظيمية والسياسية والقانونية، وقبل ذلك في وجدان الشعب وعقله وقراره.

انهم هناك في غرف التآمر المتعفنة، يحاولون في كل مرة، افتراء وتحريضا من نوع مغاير في لغته، لكنها اللغة التي تظل عارية من اي قيم وطنية واخلاقية، يتوهمون كلامهم وكلماتهم دروبا تفضي الى ما تريد مخططات اليمين الاسرائيلي المتطرف، وما يريدون من مواقع باتت مستحيلة عليهم، وبعيدة عن متناول اياديهم، بعد السماء عن الارض، انهم هناك يحاولون الدس واحداث الوقيعة بين ابناء الصف الواحد، والموقف الواحد، واللغة الوطنية الواحدة، الصامدين فوق ارض بلادهم في مواجهة الاحتلال وسياساته العنيفة، هناك ومن هناك يوهم الهاربون ويتوهمون ان مؤتمر فتح السابع لن يكون ممكنا دونهم، وهو الذي بات قاب قوسين او ادنى، ليعلن انتصارالحركة بوحدة ابنائها واطرها، وسلامة شرعيتها، وخطابها السياسي وبرنامجها النضالي في البناء والمقاومة.

هناك حيث يموتون في غلهم وغيظهم يحاولون ويحاولون، ولكن لأنها فلسطين الشامخة بقامة قيادتها الشرعية، والراسخة بهذه القيادة في دروبها النضالية، والحميمية بعلاقاتها العربية والدولية، لأنها فلسطين الجراح الصحيحة كما قال ذات يوم شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش، فهي فلسطين الرؤية الصائبة، فلسطين المعرفة البالغة والبليغة واليقين الراسخ، التي لن تنطلي عليها اكاذيب الهاربين وافتراءاتهم… مهما تلونت هذه الاكاذيب وتنوعت، وبأي اموال تمولت.

كلمة الحياة الجديدة – رئيس التحرير محمود ابو الهيجاء

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا