المالكي: 2017 عام بداية إنهاء الاحتلال

تضع الديبلوماسية الفلسطينية ثقلها وراء استحقاقيْن تعتبرهما أولوية، وهما طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يتعلق بالاستيطان، والمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، وترى أن إنجازهما مع حلول نهاية السنة الحالية يمهد ويضع أسس العمل لعام 2017 الذي يراد له أن يكون «عام بداية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي» (لقراءة المقابلة كاملة).

هذان الاستحقاقان كانا في صلب لقاء أجرته «الحياة» مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال زيارته لندن، وفيه قدّم أيضاً تقويم الخارجية الفلسطينية الموقفَ الدولي الراهن من قضية فلسطين، والتحركات الحالية والمستقبلية على الساحات الدولية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وانتهاكاته، والإنجازات التي تحققت وسبل الحفاظ عليها، إضافة إلى الاستحقاقات المحلية الخاصة بعقد المؤتمر العام السابع لحركة «فتح»، وعقد المجلس الوطني، والمصالحة الوطنية.

واعتبر المالكي أن مشروع القرار المتعلق بالاستيطان والمبادرة الفرنسية «قضيتان مهمتان يجب أن تستكملا مع نهاية العام، لأنهما تحددان أسس طبيعة العمل عام 2017، فنحن أخذنا قراراً على مستوى العرب ودول عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي بأن عام 2017 هو بداية نهاية الاحتلال الإسرائيلي».

وميّز المالكي بين مشروع القرار الحالي الخاص بالاستيطان عما سبقه من قرارات لجهة أنه يَطرح أمام المجتمع الدولي الاستيطان كمنظومة متكاملة لا تقف عند البناء الاستيطاني فحسب، بل تتطرق إلى كل ما يرتبط به من مصادرة الأراضي والمنظومة التشريعية والإجراءات القانونية والعمل العسكري وتأثير كل ذلك في الحياة المدنية للفلسطينيين، مضيفاً أن مشروع القرار يجب أن يتضمن آليات للتنفيذ والمتابعة حتى تشعر إسرائيل بأنه مختلف عن المشاريع السابقة. وكشف أن اللجنة الرباعية العربية ستجتمع خلال الأيام المقبلة لتحديد المكونات الأساسية لمشروع القرار، والتي يمكن أن تجنبه «الفيتو» الأميركي.

وعن المبادرة الفرنسية، قال المالكي أن الفرنسيين مصممون على عقد المؤتمر الدولي رغم معرفتهم المسبقة بالموقف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الاجتماعات متواصلة في باريس للتحضير لعقده قبل نهاية العام الحالي. وأضاف: «السؤال الآن، هل سيعقد المؤتمر على مستوى القمة، أي رؤساء الدول، أم على مستوى وزراء الخارجية؟». لكنه أردف أن «الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين أصبح مضموناً»، موضحاً: «فهمنا من المبادرة الفرنسية أنه في حال فشلها بسبب الموقف الإسرائيلي، فهذا يعني أن على فرنسا التزاماً تجاهنا بالاعتراف بدولة فلسطين. إذاً الاعتراف الفرنسي آتٍ، أكان ذلك بنجاح المبادرة أم فشلها»، لذلك «نبذل كل هذا المجهود ليس من أجل الحصول على الاعتراف الفرنسي، بل لإنجاح المبادرة».

وتتزامن زيارة المالكي لندن مع حملة فلسطينية واسعة لمطالبة بريطانيا بمراجعة «وعد بلفور» الذي منحت بموجبه اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين، وبالاعتذار من الشعب الفلسطيني والتكفير عن خطيئتها التاريخية تجاهه، والعمل الجدي لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين. وقال المالكي أن هذا الملف كان حاضراً خلال لقائه نظيره البريطاني بوريس جونسون، وأن الجانب الفلسطيني يحاول أن يرى ما إذا كان ضمن أفق تفكير بريطانيا العظمى إجراء مراجعة أو عملية نقد ذاتي في هذا الصدد. وزاد أنه استفسر من جونسون عن الموقف البريطاني من مشروع القرار الخاص بالاستيطان، والمبادرة الفرنسية، وتفعيل طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.

وتطرق المالكي إلى المصالحة الوطنية مع حركة «حماس»، وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس زار تركيا وقطر في محاولة للاستفادة من مساعيهما الحميدة لدى قيادة حركة «حماس» والتأثير فيها لاستكمال المصالحة في ضوء المستجدات المحلية، خصوصاً عقد مؤتمر فتح والمجلس الوطني، داعياً الحركة إلى أن تكون جزءاً من هذا المجلس على اعتبار أن ذلك قد يساعد في القفز عن الانقسام باتجاه العمل من خلال منظمة التحرير.

جريدة “الحياة” اللندنية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا