سيدي الرئيس

بقلم: د محمود أبو عين

اليوم يتمم الشعب الفلسطيني 99 عاما من الظلم والمعاناة المتمخضة عن وعد لا يتجاوز في كلماته الستين كلمة، انه وعد بلفور الذي يصادف في الثاني من شهر نوفمبر من كل عام .
وعد مشؤوم اصدره وزير خارجية بريطاني يدعى ارثر جيمس بلفور قبل 99 عاما اي عام 1917.. ويقضي هذا الوعد بانشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، فكان هذا الوعد وكانة الوعد لعذابات الشعب الفلسطيني جيل بعد جيل من ذلك التاريخ حتى يومنا هذا .

سيدي الرئيس

ان الانتداب البريطاني على فلسطين والذي استمر من عام 1918الى عام 1948 كان هو الحاضن لبذور الصهيونية العالمية فنمت الصهيونية وترعرعت بذورها في كنف الانتداب البريطاني افرادا وعصابات فكان ديدنهم القتل والتهجير والتطهير العرقي وصولا الى استقدام المهاجرين اليهود وتوطينهم في ارضنا من كل انحاء العالم لاقامة دولة ما يسمى بالكيان الاسرائيلي .

سيدي الرئيس

من هو بلفور الذي كان انذاك يملك حق بيع ارضنا فلسطين للصهيونية العالمية لاقامة وطن قومي لليهود عليها مقابل اربعة ملايين جنيه استرليني للخزينة البريطانية …؟

سيدي الرئيس

انك انجزت لفلسطين ولشعبها ما كنا نحلم بانجازه والوصول اليه، فاصبحت فلسطين عضو في هيئة الام المتحدة واصبحنا شركاء للعالم في مجمل المحافل الدولية الانسانية منها والقانونية، وان نتائج الجهود الكبيرة التي بذلتها وما زالت تعمل على انجازها وعلى كافة المستويات مع القيادة الفلسطينية بدأت تؤتي ثمارها ، وتحقق نتائجها التي اقلقت الاعداء واذهلت الاصدقاء .

سيدي الرئيس

سر ونحن من ورائك وصولا لكل منظمات حقوق الإنسان ولا تدع محفلا دويلا دون الوصول اليه من اجل تعرية قادة الاحتلال سياسين وعسكريين، ورفع الدعاوى القضائية أمام المحاكم الجنائية والدولية على كل جرائم بحق شعبنا وممارسات الاحتلال ومستوطنيه، وكذلك على ما ارتكبته حكومة بريطانيا والعصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني باعتبارها جرائم حرب .

سيدي الرئيس

ان على بريطانيا ان تشعر بعقدة الذنب عن كل ما تسببت به من الم للشعب الفلسطيني ، وعليها أن تعتذر وتكفر عن جريمتها وتقدم كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني .

سيدي الرئيس

ان وعد بلفور لا يمكن وصفه الا بـ “الوعد المشؤوم.. ووعد من لا يملك لمن لا يستحق” ..و”أكبر جريمة سياسية شهدها التاريخ المعاصر” و”جريمة ضد الانسانية” و”ظلم تاريخي اوقعته قوة استعمارية انتدبت على فلسطين”، و”بداية مأساة ونكبة الشعب الفلسطيني .

سيدي الرئيس

ان وعد بلفور يهز الوجدان العالمي والانساني لارتباطه بأكبر جريمة شهدها العالم ولاكبر واطول احتلال على وجه الكرة الارضية تمثل بتهجير واقتلاع شعب من ارضه وجذوره وزراعة شعب آخر من شذاذ الأفاق على انقاضه ما يجعل من نكبة فلسطين احدى اكبرالمآسي التي عاشتها الانسانية عبر القرون . ..

سيدي الرئيس

لا زالت الاجيال الفلسطينية تحتفظ بمفاتيح العودة جيلا عن جيل، لم يخب ظنهم بقيادتكم وحكمتكم ، والاجيال لا زالت في انتظار العودة وتحقيق الحلم الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتقديم من تسبب بمآساتهم عشرات السنين للعدالة لان حق الشعب الفلسطيني لا يسقط بالتقادم ولن ينساه الصغار بعد موت الكبار كما قالو .

سيدي الرئيس

اليوم يحيي الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هذه الذكرى الأليمة كما احياها بمثل هذا التاريخ من كل عام مضى على مدى العقود السابقة بمسيرات وبمهرجانات ومظاهرات غاضبة وسيظل يحييها ما دام المحتل جاثما على ارضنا، رفضا وتنديدا بالاحتلال وتنديدا بمن جاء بهذا الاحتلال، وتأكيدا على تمسك كل الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده بارضهم وبحقهم في العودة لمنازلهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها .

سيدي الرئيس

اليوم الامل يملأ كل نفس فلسطينية باعادة الحق الى اهله لاننا الفلسطينيون عرب اقحاح ونحن من نملك الارض والتاريخ ونحن من نؤمن بكل مقولة عربية وقد قال العرب(ما بيضيع حق وراه مطالب ).. حقوقنا جلية وواضحة ..ورغم وعد بلفور ونتائجه الاجرامية والكارثية فان حقنا فى الحياة والعيش على أرضنا ثابت لن يتزحزح ولن يتغير مهما طال الزمن ورغم أنف الاحتلال ومخططاته التهويدية والاستيطانية في القدس والضفة الغربية وحصاره لقطاع غزة . “.

سيدي الرئيس

نحن معك وخلفك في كل خطوة تخطيها حتى يستيقظ المجتمع الدولي وكافة القوى المحبة للسلام ويصحوا ضميرهم ويعملوا جادين بالضغط الحقيقي على الاحتلال لاجباره على الانسحاب من ارضنا المحتلة والاعتراف بحقوقنا المشروعة وحقنا فى العيش الامن وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، وحق اللاجئين بالعودة وفق قرارات الشرعية الدولية .

سيدي الرئيس

العام القادم سيكون بداية المائة عام على هذا الوعد المشؤوم فنحن بانتظار الوعد الذي حلمت به سيدي الرئيس بأنه سيكون عام 2017 عام التحرر والاستقلال من نيل الاحتلال وسنقول يا سيادة الرئيس كما قال الشعراء والكتّاب سابقاً .
ابو مازن حاصر حصارك واضرب عدوك بك .. بشهداء فلسطين .. بجرحاهم .. بزيتونة زياد أبو عين شهيد الأرض الطيبة .. حاصرهم بالمحكمة الجنائية وحاصرهم بجدرانهم الإستعمارية .. وعلمهم أن شعب فلسطين لا يرضى حياة الذلية .. حاصرهم بالسياسة وحاصرهم بحنكتك وحاصرهم بفتحاويتك وتاريخك المناضل وعلمهم أن السلاح كما كان يوما قذيفة مدفعية سيكون أيضاً حصاراً سياسياً وقرارات أممية .. حاصرهم بشعبك الوفي وعلمهم أن لغة القتل ستفجر الأرض تحتهم عواصفاً مدوية .. فأنت الآن حر وحر وحر .

سيدي الرئيس

ان بريطانيا تتحمل المسئولية الأولى والكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق الشعب الفلسطيني وبحق الإنسانية كونها كانت القوة الانتدابية على فلسطين آنذاك وهي من شرعت الاحتلال وساعدت على هجرة اليهود من كل اصقاع الارض الى فلسطين وشجعتهم على ارتكاب الجرائم والمجازر ضد الفلسطينيين الأبرياء، كما باعت لهم أجزاء كبيرة من الاراضى الحكومية ودعمتهم بالعتاد وبالسلاح لشن الحرب على الفلسطينيين العزل وعلى الجيوش العربية في حرب 1948.التي نتج عنها ما يسمى بالنكبة والتي بموجبها اعلنت اسرائيل قيام دولتها فكان ما كان من دولة الاحتلال ولا يزال من قتل وتهجيرومصادرة الارض واستقدام غلاة المستوطنين وزرعهم في ارضنا ليحلوا مكان شعبنا.

سيدي الرئيس

بحنكتكم وبحكمتكم وسياستكم التي ابهرت ملوك ورؤساء العالم نتمنى ان نصل من خلالك الى المحاكم الدولية التي تجبر بريطانيا على دفع ثمن فعلتها بالشعب الفلسطيني . وكما قلنا في مقال سابق ان على احفاد بلفور ان يدفعوا ثمن فعلتهم وظلمهم لشعبنا الفلسطيني كما دفع احفاد هتلر ثمن افعالهم لليهود على ما ارتكبوه في حقهم ..

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا