أضواء على الصحافة الاسرائيلية 9 تشرين الثاني 2016

الأوقاف الاسلامية تحذر من دعوات رسمية اسرائيلية لتغيير الوضع الراهن في الحرم الشريف

تكتب “هآرتس” ان دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، حذرت امس الثلاثاء، من تداعيات التصريحات التي صدرت عن مسؤولين اسرائيليين بشأن تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، ودعت المجتمع الدولي للتدخل من اجل منع أي تغيير من شأنه اشعال الأرض. جاء ذلك في اعقاب مشاركة رئيس الكنيست وثلاثة وزراء ونائب وزير الأمن، امس الأول، في مؤتمر عقد في الكنيست من اجل تغيير الوضع الراهن في الحرم الشريف ودعوتهم الى السماح لأعضاء الكنيست وللمصلين اليهود بالدخول الى الحرم.

وجاء في بيان اصدرته دائرة الأوقاف ان الحكومة الاسرائيلية تواصل تبني وتشجيع التنظيمات المتطرفة التي تدعو الى المس بمكانة المسجد الأقصى. وقد تلقت تلك التنظيمات الدعم من ممثلين اسرائيليين رسميين يتولون مناصب وزارية. وأضاف البيان: ” نحذر سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على أية خطوة تمسّ المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف لأنه عقيدة لـمليار وسبعمائة مليون من الـمسلمين في كافة أرجاء الـمعمورة.. الحكومة الاسرائيلية تتحمل المسؤولية عن تصريحات الوزراء واعضاء الكنيست الذين يدعون الى تغيير الوضع التاريخ والقانوني للمسجد الاقصى واستمرار التحريض ضد الحرم الشريف”.

ودعت دائرة الأوقاف كافة المؤسسات الأممية، لتحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لثني إسرائيل عن اعتداءاتها بحق المقدسات الإسلامية في مدينة القدس الشريف، ومحاسبتها على مخالفاتها وإلزامها بتنفيذ كل القرارات الدولية الصادرة بشأن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والـمسيحية.

وثمنت الأوقاف الإسلامية مواقف ملك الأردن عبد الله الثاني في رعاية الأماكن المقدسة الإسلامية والـمسيحية في القدس الشريف والتزامه بالحفاظ على المسجد الأقصى المبارك كموقع اسلامي.

وسيناقش الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسألة المسجد الأقصى وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين، خلال اجتماعه المرتقب، غدا، في رام الله، مع الامين العام للجامعة العربية احد ابو الغيط، ووزير الخارجية الأردني، ناصر جودة. وقال مصدر فلسطيني ان اللقاء سيتناول التحضيرات لتدشين المتحف على اسم الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. كما ستطرح خلال اللقاء قضايا سياسية، من بينها الوضع في القدس والمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام والتوتر الفلسطيني الداخلي، والانتخابات الامريكية.

الى ذلك اعلن مدير الصندوق الاردني لدعم المسجد الأقصى، وصفي الكيلاني، امس، ان الأردن لن يوافق على تغيير الوضع الراهن في الحرم الشريف، وان الملك عبدالله اوضح ذلك هذا الأسبوع، خلال خطابه امام البرلمان الأردني.

الانتربول يرفض مناقشة طلب فلسطين الانضمام الى عضويته

تكتب “يسرائيل هيوم” ان الهيئة العامة للانتربول رفضت، امس، المصادقة على طلب الفلسطينيين مناقشة والتصويت على طلب انضمامهم الى عضوية التنظيم الدولي. وصوتت ضد الطلب الفلسطيني 62 دولة. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال تدشينه لخط القطارات الى الغور امس: “قمنا صباح اليوم بصد محاولة الفلسطينيين الانضمام الى الانتربول. هذا تغيير في المكانة الدولية لإسرائيل. لقد اتيح هذا الأمر نتيجة العمل المكثف الذي قام به رجال وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي وانا اشكرهم. اعتقد انه يجب الاخذ في الاعتبار بأن هذه الخطوة – الصراع ضد المؤسسات الدولية كي تعكس ليس مصالحنا فقط وانما مصالح الكثير من الدول – سيتواصل.

واكد نتنياهو انه “جرت محاولات الان، خاصة في مجلس الأمن، وآمل ان نتمكن من صدها أيضا. لكنه ليس لدي ادنى شك بشأن التوجه العام الطويل الأمد – اسرائيل تخترق المجال العالمي، والامر سينعكس في كل مؤسسات الامم المتحدة والمؤسسات الدولية”.

وقالوا في وزارة الخارجية ان الفلسطينيين حاولوا مرة اخرى اقحام السياسة في تنظيم مهني، خلافا لموقف ادارة التنظيم. هذا جزء من حملة فلسطينية متواصلة هدفها التهرب من المفاوضات السياسية المباشرة ونقل الصراع الى المؤسسات الدولية المهنيةـ بشكل يشوش عملها”.

تحذير الإسرائيليين من السفر الى البانيا

تكتب “هآرتس” ان طاقم مكافحة الارهاب الاسرائيلي نشر، امس الثلاثاء، تحذيرا اوصى من خلاله الاسرائيليين بالامتناع عن السفر الى البانيا، لحضور مباراة كرة القدم بين المنتخب الاسرائيلي والمنتخب الألباني، يوم السبت القادم، في ضوء تخطيط تنظيم الدولة الاسلامي (داعش) لتنفيذ عملية خلال المباراة.

وجاء في بيان الطاقم انه “تم في الأيام الأخيرة اعتقال جهات متماثلة مع تنظيم الدولة الاسلامية في البلقان. وقد خطط المعتقلون وجهات اخرى مرتبطة بهم، في الأسابيع الأخيرة، لتنفيذ عملية ضد اهداف عدة في البلقان، بما في ذلك مباراة كرم القدم الدولية، خاصة المباراة المرتقبة بين المنتخبين الألباني والاسرائيلي، في 12 تشرين الثاني”.

ويؤكد البيان انه “على الرغم من الاعتقالات وبما يتفق مع تقييم الأوضاع، لا يزال هناك تهديد ملموس بتنفيذ عمليات في المكان”. وقال الطاقم ان التحذير من السفر الى البانيا هو “على مستوى عالي (مستوى 2)”. وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها نشر بيان يحذر من تخطيط داعش لعمليات ضد اهداف اسرائيلية.

وسبق نشر البيان الاعلان عن نقل المباراة بين المنتخبين الاسرائيلي والألباني من ملعب شكودرا الى ملعب بالبسين، المجاورة للعاصمة تيرانا، بسبب التحذير من تخطيط داعش لتنفيذ عملية ضد المنتخب الاسرائيلي خلال تواجده في الدولة الاسلامية. وتم نقل المباراة بعد اعلان القوات الالبانية بأنها ستواجه صعوبة في حماية الفريق الاسرائيلي في شكودرا.

ونشرت وسائل الاعلام الألبانية انه تم اعتقال اربعة اشخاص قرب الحدود مع كوسوفا يوم السبت الماضي، بعد تسلم قوات الامن الألبانية معلومات استخبارية من اجهزة الاستخبارات التركية. وحسب المعلومات فقد قام الأربعة بجمع مواد ناسفة وخططوا لمحاولة ادخالها الى الملعب وتفجيرها.

اسرائيل تطرح شروطا لإعادة سفيرها الى اليونسكو!

تكتب “هآرتس” انه من المنتظر ان يرجع السفير الاسرائيلي لدى اليونسكو، كرمل شاما هكوهين، الى باريس خلال الأيام القريبة، لتسليم المديرة العامة لليونسكو، ايرينا بوكوبا، مطالب اسرائيل كشرط لإعادة العلاقات الى مسارها. وكانت اسرائيل قد استدعت شاما هكوهين لإجراء مشاورات في القدس، قبل اسبوعين، في اعقاب القرارات الاخيرة لليونسكو بشأن الحرم القدسي.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان اعادة السفير “مشروطة” لفترة اسبوع او اسبوعين، “واذا لم نتلق ردا ايجابيا على مطالبنا، سيتم اعادة السفير الى اسرائيل”.

وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اجتمع، امس الثلاثاء، مع شاما هكوهين، ومدير عام وزارة الخارجية، يوفال روتم، لمناقشة الخطوات الاسرائيلية في اليونسكو. وسبق ذلك نقاشات في مقر وزارة الخارجية حول نوعية العلاقات المستقبلية بين اسرائيل واليونسكو، تم في ختامها اعداد قائمة بالمطالب الاسرائيلية من اليونسكو، كي يعاد ترتيب العلاقات بين اسرائيل والمنظمة الدولية واستئناف التعاون بين الجانبين.

الليكود ينقسم في الموقف من تهجم نتنياهو على الصحفية ايلانة ديان

الى جانب الاهتمام الرئيسي بالانتخابات الامريكية، واصلت الصحف اليوم معالجة موضوع الهجوم الذي شمه نتنياهو على الصحفية ايلانة ديان. و تكتب “هآرتس” ان احد وزراء حزب الليكود، وجه خلال حديث ادلى به لصحيفة “هآرتس” امس، انتقادا لرد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على ديان وقال ان نتنياهو “يدير صيد ساحرات ضد ايلانة ديان”.

وأضاف الوزير انه “كان من المفضل ان يشاهد نتنياهو التحقيق مرة اخرى ويستخلص منه العبر ويتعلم كيفية السلوك كرئيس للحكومة، بدل ان يدير الملاحقة ضد الصحافة الحرة في دولة ديموقراطية”.

كما تطرق النائب يهودا غليك (الليكود) الى رد نتنياهو، خلال كلمته في الكنيست، مساء امس، وقال انه لا ينجح بفهمه. وقال: “مساء امس اصدر رئيس الحكومة بيانا ضد صحفية كبيرة في التلفزيون. الصحفية ايلانة ديان اجرت لقاء مستقيما معي في الماضي. ربما لم اوافق على كل شيء، لكنها اجرت لقاء مستقيما، واجد من المناسب الدفاع عن اسمها الجيد، هنا في كنيست اسرائيل. انا لا انجح بفهم رد رئيس الحكومة”.

كما تطرق وزير رفيع في الحكومة الى رد نتنياهو، وقال ان محاولاته لتصنيف المعارضين له كـ”يساريين”، لم يعد ناجحا. “لعبة نتنياهو الدائمة التي تقوم على نعت كل من ينتقده بأنه “يساري” لم تعد ناجحة. الليكوديون توقفوا عن شراء محاولة جعل اردان وكاتس وساعر وليبرمان وبينت وشكيد يساريين فقط لأنهم لا يوافقون على نزواته”.

وتطرقت ديان، صباح امس، الى تعقيب نتنياهو، وقالت خلال لقاء اجرته معها اذاعة الجيش ان “رئيس الحكومة هو ليس خصمي، وانا لست خصمه. انا لا اشكل تهديدا له. انا لست احمدي نجاد، او غدعون ساعر او يسرائيل كاتس. انه جزء من عملي وانا اريد تغطيته، بل ملزمة بتغطيته. لو كان يمكنني الجلوس امام بنيامين نتنياهو – وانا اعرفه منذ اكثر من 25 سنة – لكنت سأقول له: انت رئيس حكومة قوي جدا. انت سياسي ماهر جدا، لا يمكن ان تكون خائفا مني الى هذا الحد. هذا ليس منطقيا”.

يشار الى ان التقرير الذي عرضته ديان في التلفزيون حول نتنياهو يتناول مسألة تعلقه بزوجته سارة، وتدخلها في تعيينات المسؤولين الكبار ومحاولتها المشاركة في النقاشات الحساسة. وفي نهاية التقرير قرأت ديان على مدار عدة دقائق، رد رئيس الحكومة على التقرير والذي اتهمها فيه باليسارية ومحاولة اسقاط حكومته.

وقالت ديان: “لقد حولنا الى رئيس الحكومة 32 سؤالا موضوعيا تتعلق بالتقرير، وقبل وقت من البث تلقينا الرد. لقد قرروا بأن التقرير هو محاولة لإسقاط رئيس الحكومة قبل مشاهدتهم له”.

وحول هذا الموضوع تضيف “يديعوت احرونوت” ان نتائج تحقيق “عوبداه” والهجوم الشخصي، غير المسبوق الذي شنه ديوان رئيس الحكومة على الصحفية ايلانة ديان، تحول الى موضوع النقاش على الحلبة السياسية، امس، وبينما وقف عدد من نواب الليكود الى جانب نتنياهو، على رأسهم وزيرة الثقافة ميري ريغف التي شنت هجوما على الصحافة، وقف البعض الآخر من نواب الليكود صامتين ومحرجين. والوزراء الذين انتقدوا نتنياهو بشدة، اصروا على اخفاء اسمائهم.

وكانت ميري ريغف اول من خرج للدفاع عن نتنياهو، حيث نشرت على صفحتها في الفيسبوك ان “رئيس الحكومة أعاد، امس، تحديد شروط اللعب امام الصحفيين الذي يعملون بدوافع سياسية وشخصية. وفي بداية كلمتي اود دعم زوجته على عملها الشخصي والعام من اجل المجتمع الاسرائيلي رغم حملة التشهير الشريرة التي تمر بها”.

واضافت ريغف: “للأسف، قسم من وسائل الاعلام تتحرك بدوافع حسابات سياسية وشخصية، وتجند عملها الصحفي من اجل امر واحد – اسقاط حكومة اليمين”.

اما نائب وزير التعاون الاقليمي ايوب القرار، فلم يكتف بدعم نتنياهو وانما قدم شكوى الى السلطة الثانية ضد ما اسماه “السلوك المغرض للباحثين في البرنامج”. ومن جهتها قالت نائب وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي ان “التحقيق هو جزء من طريقة عمل تهاجم محيط نتنياهو دون ان تقول شيئا حقيقيا عنه”. وقال النائب ميكي زوهر ان “المشاركين في التحقيق اثبتوا بان رئيس الحكومة كان محقا حين لم يثق بهم”.

في الجانب الآخر من الخارطة السياسية، توجهت كتلة المعسكر الصهيوني الى المستشار القانوني للحكومة وطالبته التحقيق في استنتاجات التحقيق الصحفي، وفحوى رد رئيس الحكومة المثير للجدل.

وشجبت رابطة الصحفيين الهجوم الشخصي على ديان، وكتبت “اننا نخرج ضد المحاولة المتكررة من قبل نتنياهو وجهات مقربة منه لنزع شرعية الصحفيين المهنيين بواسطة التصنيف السياسي”. كما اعرب قسم المراسلين السياسيين عن احتجاجه الشديد ووصف رد رئيس الحكومة بأنه “هجوم شخصي جامح”. واضاف القسم في رده انه “لا يمكن للسلطة في النظام الديموقراطي تهديد الصحفيين. رفض ديوان رئيس الحكومة بإصرار الرد على اسئلة الصحفيين والتهجم عليهم وعلى وسائل الاعلام بشكل فظ، يتآمر على حرية التعبير”.

مقالات

التقييم الخاطئ، جمع المعلومات والنص الهجومي: ما وراء كواليس رد نتنياهو على تحقيق “عوبداه”

يكتب براك ربيد في “هآرتس” ان الرد الهجومي والشخصي الذي صدر عن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ضد الصحفية ايلانة ديان، ردا على التحقيق الذي نشرته في برنامج “عوبداه”، شكل ارتقاء درجة اخرى في المواجهة التصعيدية بين نتنياهو وبين وسائل الاعلام الرئيسية في اسرائيل. الهجوم على ديان كان غير مسبوق في حدته، لكنه كان مجرد جزء من توجه اوسع لتغيير سياسة رد ديوان نتنياهو على النشر الصحفي الناقد.

في الأسبوع الماضي، فقط، رد ديوان نتنياهو بلهجة حادة ومشابهة على تحقيق نشره غيدي فايتس وناتي طوكر في “هآرتس” حول محاولة نتنياهو السيطرة على وسائل الاعلام. ووصل الأمر بديوان رئيس الحكومة حد اتهام “هآرتس” بنشر دعاية نازية. وامس (الثلاثاء) في اعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهت الى نتنياهو بسبب رده الهجومي على ديان، نشر المتحدثون باسم نتنياهو بيانا باسم حزب الليكود يدل على ان الردود الشديدة هي جزء من سياسية جديدة.

وجاء في البيان انه “حان الوقت كي تفهم الجهات الاعلامية في اسرائيل بأنها كما تملك الحرية في انتقاد رئيس الحكومة، فان رئيس الحكومة، ايضا، يملك الحق في انتقادها. لسبب ما، حين يهاجم صحفيون بدون كوابح رئيس الحكومة وعائلته، لا يتم بتاتا عرض ذلك كتحريض، ولكن عندما يطرح رئيس الحكومة حقائق حول الانحراف السياسي لتلك الجهات الاعلامية، فانه يجري عرض ذلك كتحريض. غالبية الجمهور فهم منذ زمن انه توجد هنا معايير مزدوجة والكثير من النفاق”.

رغم محاولة نتنياهو تبرير بيانه الهجومي، الا ان محادثة مع سلسلة من المصادر المطلعة على ما حدث في ديوان رئيس الحكومة خلال اعداد الرد على التحقيق، يشير الى ان النص الفظ الذي تم نشره كان، ايضا، نتيجة لمعلومات خاطئة. لقد تكهن نتنياهو ورجاله بشكل خاطئ بالمضمون المتوقع للتقرير ودوافع نشره، وكانت النتيجة ارتداد ردهم غير المعياري عليهم كالبوميرانج.

في ديوان رئيس الحكومة كانوا يعرفون منذ عدة اسابيع عن التحقيق الذي عملت عليه ديان مع الباحثين رفيطال حوبيل ودانئيل دوليب. وتوجهت ديان وايال غونين وشاحر الترمان، معدا البرنامج، الى ديوان نتنياهو خلال اعداد التحقيق، واقترحوا عليه ارسال متحدثين باسمه لعرض موقفه واستكمال الصورة.

وفي منتصف الأسبوع الماضي، وصلت الى ديوان رئيس الحكومة قائمة تضم حوالي 30 سؤالا، ارسلتها هيئة تحرير برنامج “عوبداه”ـ التي طلبت تعقيب نتنياهو على التفاصيل التي اظهرها التحقيق. وتطرقت بعض الأسئلة الى تفاصيل جديدة لم يسبق نشرها حول سلوك رئيس الحكومة وعقيلته، لكن القسم الآخر تطرق الى تفاصيل سبق نشرها في السنوات الأخيرة. وتدعي جهات مقربة من نتنياهو ان نص بعض الاسئلة، وقرار فتح الموسم الجديد لبرنامج “عوبداه” بهذا التقرير، خلق لدى نتنياهو التقدير بأن التقرير لن يكون موضوعيا، وانما سيشكل هجوما شخصيا عليه.

وعلمت “هآرتس” ان نتنياهو امر، يوم الاربعاء الماضي، رئيس قسم الاعلام في ديوانه، ران بيرتس، بقيادة اعداد الرد على اسئلة ديان. واوعز نتنياهو بعدم الرد على الاسئلة، وانما اعداد نص يشكل هجوما شخصيا ويحاول تقويض مصداقية ديان، التي تعتبر من كبار الصحفيين الذين يحظون بالاحترام في اسرائيل.

قرار رئيس الحكومة الأمر بإعداد رد حربي وشخصي ضد ديان، هو مثال على التوجه الذي بدأ منذ انتصاره في الانتخابات الأخيرة. سياسة نتنياهو الجديدة في الرد على المنشورات الشديدة اللهجة خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، منذ بدء جولة اللقاءات مع هيئات تحرير وسائل الاعلام، وانشغاله المكثف في اغلاق سلطة البث الجديدة.

وقال مصدر مقرب من رئيس الحكومة انه “بالنسبة لنتنياهو فان جزء من الرسالة التي يؤمن بها فعلا، هو ان وسائل الاعلام تخوض منذ سنوات حملة ضده وضد زوجته من اجل المس به سياسيا. انه يريد الاظهار بأنه يشن هجوما مضادا ولكن هذا الرد وصل الى وضع بالغ التطرف في رده على تحقيق ‘هآرتس’ وتحقيق ‘عوبداه’.”

لقد عملوا في ديوان نتنياهو، طوال ثلاثة ايام، على جمع المعلومات ضد ديان. تم فحص لقاءات وتصريحات علنية لها، وكذلك منشورات حول نشاطها الصحفي والرسمي واعداد نوع من “التحقيق” المضاد بهدف محاولة اظهارها كمن تعمل بدوافع غير موضوعية وانما سياسية ضد نتنياهو. ويوم السبت تم تقديم مسودة الرد الى نتنياهو، والذي تضمن انصاف حقائق، تلاعب وقذف شخصي ضد ديان.

خلال المشاورات الداخلية التي اجراها نتنياهو ورجاله، اعرب البعض عن تحفظهم من النص المتشدد والشخصي الذي اعده بيرتس بتوجيه من رئيس الحكومة. ورغم ذلك لم يتقبل نتنياهو الموقف المعتدل، وصادق على الرد المتطرف. ورغم اعداد الرد في ديوان رئيس الحكومة، الا ان نتنياهو قرر تحويله الى هيئة تحرير “عوبداه” من قبل مصدر خارجي غير رسمي. والقى بالمهمة على المستشار الاعلامي الخاص لعائلة نتنياهو، نير حيفتس، الذي قام بتحويل الرد الى محرر “عوبداه” ايال غونين.

مساء يوم الاثنين، عندما شاهد نتنياهو ورجاله التقرير الذي تم بثه، فوجئوا بأن استنتاجات التحقيق كانت اقل خطيرة مما توقعوه. وحين قرأت ديان، طوال ست دقائق تقريبا، في نهاية البرنامج، الرد الطويل الذي ارسله نتنياهو، فهموا في ديوان رئيس الحكومة ان ردهم لم يكن معياريا قياسا بما تم بثه.

يوم امس، قاموا في محيط نتنياهو بإجراء فحص للأضرار، ووجدوا العزاء في حقيقة انهم نجحوا، بشكل جزئي على الأقل، بتغيير الحوار حول تحقيق “عوبداه”. فبدلا من الحديث عن الحقائق التي كشفها التقرير، مثل طريقة تعيين رئيس الموساد، او الاهانة التي تعرضت لها رئيسة سلطة مكانة المرأة من قبل سارة نتنياهو، تركز الحوار في وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية، مرة اخرى حول موضوع يعتبر اكثر مريحا لنتنياهو – منظومة العلاقات المسمومة بينه وبين الصحفيين. وقال مصدر مقرب من نتنياهو: “في خلاصة الأمر لم نربح ولكنه لم يصبنا ضرر. من يهاجمنا الان هو ليس من انصارنا في كل حال، والانتخابات الامريكية ستدفع هذه القصة الى هامش الأخبار”.

رئيس حكومة التحريض

تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية، ان حرية توجيه الانتقاد تتواجد في اسس الديموقراطية. اما انظمة الطغاة فتكم افواه معارضيها، تصفهم بالخيانة والعداء للدولة، وتسلبهم حرياتهم. في اسرائيل لا يزال من الممكن كشف مآثر السلطة ونشر مواقف ناقدة، لكن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اوضح في الأيام الأخيرة، بأنه يعارض حرية التعبير والانتقاد، ويدير حملة لنزع شرعية الصحفيين ووسائل الاعلام التي كشفت السلوكيات الداخلية في بلاطه.

في الرد الذي نشره على تحقيق غيدي فايتس وناتان توكر حول محاولته السيطرة على وسائل الاعلام (ملحق هآرتس 4.11)، والتحقيق الذي نشرته ايلانة ديان في برنامج “عوبداه” حول سلوك مكتبه وتأثير زوجته سارة على التعيينات في قيادة الدولة (القناة الثانية 5.11)، وصف نتنياهو “هآرتس” بأنها صحيفة تنشر الدعاية النازية، وديان بأنها يسارية متطرفة، معادية للصهيونية وافترت الاكاذيب على الجيش وهدفها هو استبدال السلطة.

لقد رفض نتنياهو الرد بموضوعية على عشرات الاسئلة التي وجهها اليه الصحفيون، ولم ينكر أي تفصيل ورد في التقارير. وبدلا من كشف سلوكه للجمهور، كما يحتم الأمر في نظام ديموقراطي، اختار رئيس الحكومة تهديد وسائل الاعلام. من يصف الصحفيين كنازيين وخونة، يهدر دمهم: العقاب الذي يحدده القانون الاسرائيلي ضد النازيين والخونة هو الموت. نتنياهو يرجع الى التحريض، ولكن خلافا لسلوكياته عشية قتل رابين، لا يمكنه الادعاء الان، كما في حينه، بأنه لم يلاحظ من اعلى الشرفة المتظاهرين الذي عرضوا رابين بزي “الاس. اس”. فهذه المرة وقع بنفسه على رسائل التحريض.

يحظر اعفاء نتنياهو من المسؤولية عن التحريض من خلال طرح ادعاءات غير مفحوصة حول حالته النفسية، او تحميل الذنب لزوجته او مساعديه والمتحدثين باسمه. المشكلة لا تكمن في شخصية رئيس الحكومة، وانما في سياسته: الصراع من اجل تحطيم حرية التعبير وتصفية الديموقراطية، يقف في صلب “ثورة النخب” التي اعلنتها حكومة نتنياهو الحالية. رئيس الحكومة توقف بكل بساطة عن الاختباء وراء الشخصيات الوهمية كالنائب دافيد بيتان والوزيرة ميري ريغف، اللذين ارسلهما لتمزيق وسائل الاعلام والمؤسسات الثقافية، وصعد بنفسه الى الملعب وشدد اللهجة. من المؤسف ان قادة المعارضة يساعدونه – يتسحاق هرتسوغ في جهوده المثيرة للشفقة للانضمام الى الحكومة، ويئير لبيد الذي يتقمص صورة نتنياهو صغير، وينشغل في وصم الخونة في صفوف تنظيمات حقوق الانسان.

يجب على كل من يهمه انقاذ الديموقراطية في اسرائيل التجند لاستبدال السلطة الحالية قبل ان يصبح الوقت متأخرا. ردود نتنياهو المحرضة على تحقيقي “هآرتس” و”عوبداه” يجب ان تدوي كصافرة انذار لدى كل اسرائيلي واسرائيلية.

والآن، نتنياهو، قدم اجوبة للجمهور

تكتب تمار كابلانسكي في “يديعوت احرونوت”: “حان الوقت لإزالة القناع عن وجه ايلانة ديان”. هكذا بدأ رد رئيس الحكومة على تحقيق “عوبداه”، امس الأول. بعد دقيقة جاء السؤال المستفز، الذي يلائم التعقيبات: “من المثير اذا كانت ايلانة ديان، التي تدعي انها فارسة حرية التعبير، ستنشر ردنا بالكامل بدون رقابة”.

بعد هذه المقدمة جاءت ست دقائق من ازالة الأقنعة، ولكن ليس عن وجه ديان. فرد نتنياهو -680 كلمة لم تتطرق أي كلمة منها بشكل موضوعي الى التحقيق وكانت كلها كلمات تهجم، ان لم يكن تحريضا حقيقيا، ضد ايلانا ديان نفسها – كان اللحظة التي ازال فيها رئيس الحكومة القناع عن وجهه هو. لم يعد زعيم دولة ديموقراطية توجد فيها، على الأقل طالما لم يتغير تعريف مصطلح “الديموقراطية”، قواعد للحكم المعقول. وتخضع فيها السلطة لجهات المراقبة، وتعتبر الصحافة فيها الكلب الحارس والمسؤول، حين يلح الأمر، عن حماية المدنيين من القيادة التي خرجت عن السيطرة.

لقد اوضح نتنياهو في رده بأن الحكاية انتهت. خلص. بعد وزيرة القضاء ونشاطها الحثيث لإضعاف السلطة القضائية، وبعد وزيرة الثقافة ميري ريغف (صاحبة مقولة “لم يفعلوا شيئا لرابين”) والتي تساءلت ما الذي يساويه البث العام اذا لم تسيطر الحكومة على مضامينه، وبعد دافيد بيتان وقائمة رجال الاعلام المصنفين حسب مستوى دعمهم للسلطة – خذوا الأمر التالي: تبولوا من فوق منصة القفز. نتنياهو لا يهمه كيف يظهر ذلك. انه ينشغل في امر واحد فقط: اخفاء كل كلمة انتقاد ضده، وهو لا يتردد في اختيار أي وسيلة في سبيل تحقيق ذلك.

هذا امر مخبول تماما. ست دقائق نشاهد فيها الفك المتدلي. ماذا، تحقيق يكشف عدم الانضباط الخطير جدا في سلطته، وبدلا من التطرق الى الادعاءات يقوم بالتشهير بالصحفية التي وقعت عليه؟ هل هكذا يتصرف رئيس حكومة في دولة ديموقراطية؟

المسألة هي انه نجح في ذلك. لقد حقق رد نتنياهو ما سعى اليه تماما. ليس فقط وصم ديان، الصحفية الجدية والمتعمقة، بأنها معادية للنظام. فهذه مكافأة. لكن ما فعله هذا الرد بالنسبة لأنصار نتنياهو والمعارضين له على حد سواء، هو اخفاء نتائج التحقيق. لا وجود للتحقيق. توجد فقط 680 كلمة تحولت الى حديث اليوم في الديموقراطية الآفلة، اسرائيل. مكان لا يمنع فيه انتقاد السلطة، فقط، وانما لا يمكن عمل ذلك لأنه ليس هناك من يصغي الى الانتقاد. كلهم ينشغلون في “العصفور” الذي اطلقه الحاكم.

لكن تحقيق “عوبداه” لا يزال قائما، ونتنياهو لم يرد على أي من الادعاءات التي طرحت فيه. رده على ديان، مهما كان هجوميا ومحرضا، هو ليس اكثر من “كل شيء يمر بك والبراز يبقى في يدك”. باستثناء ذلك لم نسمع منه أي تعامل، مثلا، مع ادعاءات المرحوم مئير دغان، بأن السيدة الأولى اندفعت، بدون تصريح من المخابرات، الى جلسات النقاش السري حول العمليات السرية في ايران، او الادعاء بأنها تجلس في لقاءات فحص المرشحين للمناصب الهامة، بما في ذلك العسكرية، او الادعاء بأنه تم اخذ رأيها في الاعتبار في قضية اطلاق سراح المخربين في صفقة شليط، او السؤال الواضح والبسيط، الذي يمكن الرد عليه بنعم او لا: هل تم تحويل صلاحيات سلطوية بناء على رأي زوجة رئيس الحكومة.

لم نتلق من نتنياهو أي رد على هذه الأمور، ويحق لنا تلقي الرد. يحق لنا سماع اجوبة لأننا الجمهور ولان هذه دولتنا، دولة المواطنين، اليساريين واليمينيين، المتدينين والعلمانيين، اليهود والعرب، الأولاد والنساء والرجال، الشبان والكهول، الفقراء والاغنياء – الدولة هي نحن. واذا كان رئيس الحكومة لا يأخذنا في الاعتبار، واذا كان يصادق على تعيين شخصيات لمناصب حساسة، كرئاسة الموساد، شريطة التزامهم بالولاء الشخصي له وليس لنا – يحق لنا معرفة ذلك. هذا من حقنا لأن هذه الأمور تتعلق بحياتنا. لم نتلق من رئيس الحكومة أي رد عليها، ونحن لا زلنا ننتظر الرد.

لبنان: رئيس في خدمة ايران

يكتب د. ادي كوهين، في “يسرائيل هيوم” ان التأثير الايراني يواصل تعميق تسلله في لبنان. وفي الواقع، لقد انضم ميشيل عون مع انتخابه لرئاسة لبنان، الى سلسلة من الزعماء الذين يدعمون حزب الله وايران. وهكذا اصبح رئيس الحكومة السني، سعد الحريري، وحيدا في المعركة ضد تأثير ايران وحزب الله.

لقد خاب امل الكثير من اللبنانيين من خطاب التتويج الرئاسي الذي وجهه عون الى الأمة اللبنانية بعد انتخابه. فبدلا من الحديث عن القضايا الملحة، اختار عون التركيز على تحرير لبنان من “الاحتلال الاسرائيلي” لاسترضاء اسياده في طهران. فعون ما كان يستطيع ضمان انتخابه من دون دعم ايران. كان من المفضل ان يركز عون على قضية الكهرباء التي تصل لعدة ساعات فقط يوميا في غالبية انحاء الدولة، او الحديث عن الاف اللبنانيين الذين يتواجدون في السجن السوري او عن ضائقة الاف رجال جيش لبنان الجنوبي، الذين لا تزال ملفات التحقيق مفتوحة ضدهم بدون أي ذنب. بدل هذا كله اختار عون ادانة اسرائيل. خطاب ديماغوجي نموذجي لزعيم عربي يسعى الى تأجيج شعبه بواسطة كلمات فارغة المضمون. عن أي احتلال يتحدث عون؟ فاسرائيل انسحبت من لبنان في ايار 2005 الى الحدود الدولية، وفقا للخط الأزرق المعترف به من قبل الدولتين.

بالنسبة للمستقبل المتوقع، ومن أجل تحليل وتقييم ما هي الخطوات التي سيتخذها عون، علينا ان نعرف من هو حقا. في الواقع كان عون يرمز في حينه إلى المقاومة اللبنانية لسورية. لقد شغل في عام 1988 منصب رئيس الحكومة الانتقالية، وجلس في هذا المنصب حتى اضطر للجوء الى فرنسا، في عام 1990، في أعقاب هزيمته في حرب الاستقلال ضد السوريين. وقد أعلن عن تلك الحرب في 14 مارس 1989، لكن جيشه الصغير مني بهزيمة صعبة، واضطر عون إلى ترك قصره في منتصف ليلة 13 أكتوبر 1990 والتوجه الى السفارة الفرنسية في بيروت، حيث طلب اللجوء السياسي. وقد قوبلت تلك الخطوة بانتقاد واسع من قبل اللبنانيين، الذين نعتوه بـ “جنرال البيجاما”.

حتى اليوم، لا يزال الكثير من اللبنانيين لا يعتبرونه الشخص الذي يستحق الرئاسة، لأنه ترك زوجته وبناته في القصر، كما ترك مئات الجنود لوحدهم في مواجهة القوة السورية التي سيطرت على القصر. وتم في حينه اعدام حوالي 100 جندي على ايدي السوريين، وسقط العشرات في الأسر. كان من المفضل لو ذكر عون في خطابه هؤلاء الجنود المساكين، الذين لا يعرف ما آل اليه مصيرهم حتى اليوم.

كما اسلفنا، لولا مساعدة الايرانيين، لكان يمكن لعون مواصلة الحلم بالرئاسة كما فعل منذ سنوات الثمانينيات. عشرات السياسيين اللبنانيين السابقين يعيشون اليوم في اماكن مجهولة ولا احد يسمع عنهم، لكن عون اختار في 2005 دعم حزب الله والرهان على الحصان الصحيح.

بينما كان في الثمانينيات بين المعارضين لسورية وللوجود الايراني في لبنان، قلب عون جلده واختار دعم سورية وايران؟ والدليل على ذلك دعمه لقرار الامم المتحدة 1559 في 2004، الذي دعا الى تفكيك سلاح حزب الله. لكنه لم يذكر ذلك في خطابه، وتجاهل سلاح حزب الله، وهو مسألة مشتعلة في لبنان وتقلق الكثيرين من كل الطوائف. لم يتبق لنا الا السؤال حول ما اذا سيقلب عون جلده ثانية ويدعم تفكيك سلاح حزب الله.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا