المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الإضراب عن الطعام وسيلة لإيصال معاناة لأسرى للعالم

فأما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيظ العدا, شعار يرفعه الاسرى الفلسطينيون القابعون خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي فبعد انتصار الاسيرين الشقيقين محمد ومحمود البلول والأسير مالك القاضي, والأسير خضر عدنان, والأسير محمد القيق, والأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة اللذين وغيرهم من الاسرى الذين يملكون سلاح الكرامة والإرادة, والتي سجلت صفحات التاريخ عن شجاعتهم, مسطرين أسمى عناوين الانتصارات

هدف الإضراب

أما السبب وراء اضراب الاسرى عن الطعام برغم خطورته الذي هو السلاح الوحيد الذي يستطيع من خلاله أن يحقق الحد الأدنى من مستوى الحياة الكريمة داخل السجون, أو تحقيق الإفراج عنه إذا كان معتقلاً إداري, هو السماح لهم بالزيارة خلال الشبك، والسماح بالاتصال الهاتفي، والتعلم في الجامعات العربية، ووقف التفتيش العاري وإخراج المعزولين، والسماح بزيارة الاهالي

وعدم تهميش دور المؤسسات الحقوقية التي تعنى بالحفاظ على حقوق الأسير, وتقديم الطعام الفاسد والمليء بالأتربة وعدم الزج بأعداد كبيرة من الأسرى في كل غرفة، وعدم حبس المعتقل في زنزانة تفتقد إلى الهواء، حيث الأبواب محكمة الإغلاق وفتحات التهوية صغيرة, بالإضافة إلى المعاملة السيئة.

ما هو الاعتقال الإداري

الاعتقال الإداري هو إجراءً تلجأ له قوات الاحتلال الإسرائيلية لاعتقال المدنيين الفلسطينيين دون تهمة محددة ودون محاكمة، مما يحرم المعتقل ومحاميه من معرفة أسباب الاعتقال ويحول ذلك دون بلورة دفاع فعال ومؤثر، وغالباً ما يتم تجديد أمر الاعتقال الإداري بحق المعتقل ولمرات متعددة.

وتمارس قوات الاحتلال الاسرائيلي الاعتقال الإداري باستخدام أوامر الاعتقال التي تتراوح مدتها من شهر واحد الى ستة أشهر، قابلة للتجديد دون تحديد عدد مرات التجديد، تصدر اوامر الاعتقال بناء على معلومات سرية لا يحق للمعتقل او محاميه الاطلاع عليها، وهى عادة تستخدم حين لا يوجد دليل كاف بموجب الأوامر العسكرية التي فرضتها دولة الاحتلال على الضفة الغربية لاعتقال المواطنين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة.

ويتم اعتبار الاعتقال الإداري بالصورة التي تمارسها دول الاحتلال غير قانوني واعتقال تعسفي، فبحسب ما جاء في القانون الدولي “إن الحبس الاداري لا يتم الا إذا كان هناك خطر حقيقي يهدد الامن القومي للدولة”، وهو بذلك لا يمكن ان يكون غير محدود ولفترة زمنية طويلة.

الاسرى الصحفيون يضربون عن الطعام

وقد خاض الأسرى الصحفيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضراباً عن الطعام ليوم لواحد، احتجاجاً على استمرار الاحتلال في اعتقالهم، وذلك تزامناً مع يوم الصحفي الفلسطيني.

وأوضح نادي الأسير أن 24 أسيراً صحفياً، يقبعون في سجون الاحتلال، أقدمهم وأعلاهم حكماً الأسير الصحفي محمود عيسى موسى والمعتقل منذ عام 1993، والمحكوم بالسّجن لمدى الحياة.

عوامل النجاح

وعوامل نجاح أي إضراب تتمثل في عنصرين؛ الأول: صمود الأسير داخل السجون، والثاني: الالتفاف الشعبي والتغطية الإعلامية, مبيناً أن العامل الثاني لا يقل أهمية عن صمود الأسرى داخل السجون.

الأسيرات ينتفضن ويشاركن في الاضراب

لم يشمل الاضراب الاسرى فقط بل شمل الاسيرات ففي تاريخ 28 / 4 / 1970 أضربت الاسيرات لمدة 9 أيام, وتكرر عام 1984 وقد استمر عدة أيام, وفي عام 2001 أضربت الأسيرات الفلسطينيات في سجن نيفي تريستا عن الطعام لمدة 8 أيام متواصلة، احتجاجاً على أوضاعهنّ السيئة حيث تعرضت الأسيرات للتعامل بقسوة وظلم من قبل سلطات السجون خلال الإضراب.

مثال على نجاح الاضراب

إضراب عام 1992 حيث استمرت التحضيرات قرابة عام كامل، وبدأ الإضراب يوم 25 سبتمبر في غالبية السجون المركزية وتضامن بعض المعتقلات.

وجاء هذا الإضراب بعد شهرين من فوز حزب العمل في الانتخابات السلطات الاحتلالية وتشكيل حكومة يسارية بقيادة إسحق رابين، وتسرب أنباء عن بدء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية, وقد استمر هذا الإضراب 18 يومًا في غالبية السجون و19 يومًا في معتقل نفحة، وتفاعل الشارع الفلسطيني مع الإضراب بصورة كبيرة، وتأججت فعاليات الانتفاضة، وتحرك الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بصورة نشطة, وعلى غير العادة بقيت أجهزة التلفاز عند الأسرى ولم تسحب، مما أدى إلى رفع معنويات المضربين عند مشاهدتهم لتفاعل الناس مع الإضراب.

انتهى الإضراب بنجاح كبير للأسرى حيث تم تحقيق الكثير من الإنجازات الضرورية، مثل إغلاق قسم العزل في سجن الرملة ووقف التفتيش العاري وإعادة زيارات الأقسام وزيادة وقت زيارة الأهل والسماح بالزيارات الخاصة وإدخال بلاطات الطبخ إلى غرف المعتقلات وشراء المعلبات والمشروبات الغازية وتوسيع قائمة المشتريات في الكانتينة.

وقد اعتبر هذا الإضراب من أنجح الإضرابات التي خاضها الأسرى الفلسطينيون من أجل الحصول على حقوقهم .

البرديني الاسرى يسجلون انتصاراً

وفي تصريح للرواسي قال تيسير البرديني أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن كافة ما يعانيه الأسرى وذويهم من معاناة وإهمال وفرض قوانين جائرة بحقهم ، مطالبا الجميع بتوفير الحماية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مناشداً الهيئات الحقوقية الدولية بتحمل المسؤولية في محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى.

و وجه البرديني التحية للأسرى الذين يسطرون بصمودهم ملحمة جديدة من ملاحم الصبر والثبات والانتصار على السجن والسجان بانتهاجهم سياسة معركة الأمعاء الخاوية رفضا لكل ما تقوم به دولة الاحتلال وإدارة مصلحة سجونها الظالمة.

وفي الختام قال البرديني أننا نسجل كل التقدير والاحترام لكل المناضلين والوطنيين اللذين يسجلون بإسنادهم ودعمهم للأسرى وقضيتهم بشكل دوري وفعلي ملحمة من ملاحم العطاء والوفاء والتحدي في وجه الاحتلال ومصلحة سجونه العنصرية.

Exit mobile version