مواقع الغلمان

يسألنا البعض المحب لـ “الحياة الجديدة”: لماذا لا نرد على تخريفات وفبركات مواقع الفساد الإعلامي والسياسي الإلكترونية، مواقع الخارجين عن الصف الوطني، لماذا لا نرد عليهم بالاسم والعنوان؟ وجوابنا كان وما زال، أن صحيفتنا التي بات يشهد لها الوسط الصحافي والاعلامي في بلادنا بالمهنية والمصداقية، لم تكن ولن تكون يوما صحيفة مناوشات وردود إعلامية على أسماء وعناوين بعينها، لا سيما أن عناوين تلك المواقع الفاسدة، وأسماء بعض كتبتها، لا تستحق ذكرا من اي نوع كان، فهم من السفهاء الذين ينصح الإمام الشافعي رحمه الله بعدم الرد عليهم. ثم إننا أرفع مستوى من الرد على اسماء بعينها ثبت تماما انحرافها الوطني والسياسي، وأنها باعت بثمن رخيص كل معتقداتها، وحتى تاريخها الشخصي..!!

غير ان هذا لا يعني، ويجب ألا يعني، أننا سنتغافل عن مهمتنا الوطنية والاخلاقية بضرورة التصدي باستمرار لعبث هذه المواقع بالرأي العام الفلسطيني، ومحاولة تضليله، والأخطر محاولة بعث اليأس والإحباط بين صفوفه، خدمة لمخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف المحمومة ضد المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والاستقلال. وهي تواصل ترديد مصطلحاته والترويج لادعاءاته.

ولا بد من فضح منهج هذه المواقع وطبيعتها “الغلامية”، لا بد من تعرية خطابها المخادع، وحيث هو الخطاب المغرم بلغة اليمين الاسرائيلي المتطرف، ومواقفه خاصة التحريضية ضد الرئيس ابو مازن، والمناهضة لأي تحرك سياسي يسعى لفتح آفاق جديدة لتحقيق السلام العادل والممكن، فتواصل التحدث بهذه اللغة على نحو هستيري، وبكون انها لا تجيد سوى هذا الدور، لعلها ترمم شيئا من واقعها الذي بات لا يعرف غير التداعي والخسران، بعد ان انتصرت “فتح” لشرعيتها ووحدتها وبرنامجها النضالي، المستند الى ثوابتها المبدئية، وباصطفاف لافت حول قائدها الرئيس ابو مازن، في مؤتمرها العام السابع، الذي عقد بالفعل رغم انف الحاقدين والمتساقطين والمتآمرين على مختلف تسمياتهم.

والواقع ان الامر ليس أمر غرام عند هذه المواقع في كل هذا السياق فحسب، وانما هو في الاساس أمر امتثالها، “الغلامي” مرة اخرى، لتعليمات وأوامر مخططات اليمين الاسرائيلي المتطرف، التي لا تريد سوى تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، ودائما من خلال التشكيك بقيادة هذا المشروع، والطعن في سلامة حراكها السياسي، خاصة على الصعيد الدولي، الحراك الذي بات يراكم المزيد من مقومات الحل الممكن في إطار المجتمع الدولي، وبآليات تحترم شرعياته وتلتزم بها، ومن هذه المقومات “المبادرة الفرنسية” لعقد مؤتمر دولي للسلام، التي باتت تهاجمها هذه المواقع وتشكك بجديتها وقدرتها على التحقق، بل وتطعن بنزاهة الموقف الفرنسي ومصداقيته، بوصف مبادرته بانها مجرد “كذبة”..!!

وبالقطع، فإن هذا التوصيف المنحط ليس الا ترجمة للموقف الاسرائيلي الذي رفض منذ البداية “المبادرة الفرنسية” وعارض وما زال يعارض فكرة المؤتمر الدولي للسلام، بل ولأي فكرة اخرى تحاول ان تجعل من طريق السلام العادل طريقا سالكة. إنها المواقع التي لا مهمة لها سوى ان تجعل من الطريق الاسرائيلية وحدها الطريق السالكة، بوهم ان هذه الطريق كفيلة بتنصيب اصحاب هذه المواقع “الغلمان الطيعين” امراء على الشعب الفلسطيني، وفي كانتونات تسهل لهم تسيير اعمالهم التي يتقنونها، اعمال النصب والاحتيال والسرقة، ومواصلة تجارة السلاح لتغذية صراعات المنطقة المدمرة ..!!

وعلى اية حال، لم يتبق لأصحاب مواقع الفساد الاعلامي والسياسي الالكترونية هذه، سوى هذه المهمة، ولا طريق لديهم غير الطريق الاسرائيلية التي لن توصلهم لغير مزبلة التاريخ، حيث التعفن والتحلل ومن ثم العدم في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، الله سبحانه وتعالى خير الحاكمين.

رئيس التحرير – كلمة الحياة الجديدة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا