دراسة حول تاريخ العلاقات الإسرائيلية الكازاخستانية ومستقبلها

تقديرات حول العلاقات الإسرائيلية الكازاخية

• تعود العلاقات الإسرائيلية الكازاخية إلى عام 1992، وبدأت بالتمثيل القنصلي وتطورت إلى سفارات متبادلة، ويتوقع أن تزيد هذه العلاقات خلال الفترة المقبلة في أعقاب زيارة بنيامين نتنياهو، إلى كازاخستان، وسعيه إلى تحسين العلاقات معها.
• تستند العلاقات الإسرائيلية- الكازاخية في بدايتها على العلاقات التجارية وخصوصا في مجال استيراد النفط الكازاخي، وتصدير التكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية، وتطورت هذه العلاقات لتشمل مجالات أوسع.
• تعتبر إسرائيل كازاخستان نقطة البداية من أجل دخول العالم الإسلامي، وتطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية المعتدلة حسب وصفها. وتحاول إسرائيل استغلال الدول الإسلامية “المعتدلة” لمجابهة التطرف الإسلامي الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط.
• إسرائيل تحتاج دعم كازاخستان للحصول على عضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال الأعوام 2019-2021.
• أرسلت إسرائيل برسائل إلى إيران والتي يعرف بعلاقتها الجيدة مع كازاخستان، ومن الممكن إشراك كازاخستان بشكل مؤثر في نقل الرسائل الإسرائيلية إلى إيران.
• إسرائيل تحتاج إلى كازاخستان لكي تقوم بهجوم معادي على نشاط حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل BDS، لذلك فهي تسير وفق مخطط ممنهج لتحسين العلاقات مع الكثير من بلدان العالم.
• يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الحفاظ على قوته على الصعيد الداخلي، من إخلال إظهار قوته وقوة حكومته على الصعيد الدولي.
• أجمعت العديد من المنظمات الدولية الاقتصادية أن كازاخستان تمر بمرحلة نمو سريعة في المجال الاقتصادي، لذلك فهي تشكل هدفا بالنسبة للمستثمرين الإسرائيليين، حيث تعمل في كازاخستان 200 شركة استثمارية إسرائيلية في مجالات مختلفة.

تاريخ العلاقات الإسرائيلية- الكازاخية

بدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين إسرائيل وكازاخستان في 10 أبريل من عام 1992، حيث بدأت العلاقات الرسمية بين البلدين في إطار تمثيل قنصلي، وبعد ذلك تطورت العلاقات إلى افتتاح سفارات لكلا البلدين. حيث افتتحت إسرائيل سفارتها في كازاخستان في شهر أغسطس 1992، وبادلتها كازاخستان بفتح سفارتها بتل أبيب في شهر مايو من عام 1996.
تتميز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالاستقرار، وخصوصا بسبب العلاقات والمصالح المبنية بين الدولتين، وخصوصا في مجال الطاقة، حيث تتمتع كازاخستان بثرواتها في مجال الطاقة، إضافة إلى أنها ترى في إسرائيل نموذجا للحداثة والتكنولوجيا المتقدمة.
ومن أجل زيادة توثيق العلاقات بين البلدين، زار الرئيس الكازاخي نور سلطان نزرفييف، إسرائيل خلال عام 1995، وعام 2000، وزار وفد من الحكومة الكازاخية إسرائيل برئاسة نائب رئيس الحكومة ك.ماكسيموف في عام 2006.
ومن الجانب الإسرائيلي، زار الرئيس السابق شمعون بيرس كازاخستان في عام 1995، عندما كان وزيرا للخارجية الإسرائيلية في ذلك الوقت. كما زار كازاخستان عدة سياسيين إسرائيليين كنتان شرانسكي، وبن ألعيزر، وأفيغدور ليبرمان.
في شهر ديسمبر من عام 2007 أقيمت لجنة مشتركة إسرائيلية- كازاخية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وشارك فيها من الجانب الكازاخي نائب وزير الخارجية يريميكفيف، كما عقدت عدة لقاءات على مستوى القنصليات بين البلدين.
ولزيادة وتيرة التعاون أقامت الدولتين بعد ذلك، مجموعة حوار برلمانية. إضافة إلى الدور الذي لعبته إسرائيل في الترويج لمبادرة مؤتمر التواصل الأسيوي، والذي كانت كازاخستان جزء منه، من خلال مشاركة مسؤولين إسرائيليين في كافة المستويات.
ولم تقتصر العلاقات الكازاخية- الإسرائيلية على الاقتصاد والسياسة، بل انتقلت إلى الحوار الديني، حيث استضافت كازاخستان رجال دين يهود من إسرائيل من بينهم الراف يونا متسغار وشلومو عمار في المؤتمر الدولي للأديان والذي تعقده في مدينة أستانا.
على ضوء الأهمية التي تحظى بها كازاخستان، عقد في عام 2007 مؤتمر أورو- أسوي، وكان فيه ممثلون وصحفيون عن إسرائيل. كما أن هناك علاقات على المستوى المحلي وتوأمة بين بلديتي تل -أبيب ومدينة ألماتي منذ عام 1999، إضافة لذلك، خلال شهر مايو من عام 2007 عندما زار (كوشرفيف) إسرائيل، تم التوقيع على توأمة بين مدينة أشدود ومنطقة مانغستو في كازاخستان. من الجدير ذكره، أنه حتى هذا اليوم يوجد حوالي 23 ورقة تفاهم واتفاقات بين البلدين.

تعاون اقتصادي:
زادت وتيرة العلاقات التجارية بين إسرائيل وكازاخستان خلال عام 2008 بنسبة 86.6%، ووصل التصدير الكازاخي لإسرائيل حتى عام 2008 ما مجموعه 6 ملايين دولار، ووصل الاستيراد الإسرائيلي من كازاخستان لنفس الفترة 204.9 مليون دولار.
ويعتبر النفط من أهم الصادرات الكازاخية التي تورد إلى إسرائيل، وتصدر إسرائيل لكازاخستان معدات زراعية ومنتجات بلاستيكية.
هذا وأشارت الغرفة التجارية الإسرائيلية – الكازاخية، والتي مقرها في تل أبيب أن كازاخستان، أصبحت هدفا للمستثمرين الإسرائيليين وذلك بسبب زيادة النمو الاقتصادي الهائل الذي حققته كازاخستان في العقد السابق، كما أن هذه الدولة تشجع الاستثمار الخارجي، حيث جلبت حوالي 40 مليار دولار منذ أن سمحت للاستثمار الخارجي بالعمل على أراضيها منذ عام 1993.
إضافة لذلك، منحت كازاخستان تسهيلات للمستثمرين الإسرائيليين من بينها تسهيلات في دفع ضرائب الدخل للشركات، وتسهيلات في دفع ضريبة الملكية، كذلك الإعفاء الجمركي، ومساعدات حكومية.
يشار إلى أن اتحاد الصناعيين الإسرائيليين قد وقع مع نظيره الكازاخي في عام 2009 على اتفاق تعاون، عقده رئيس الاتحاد شرغا بروش، مع نظيره الكازاخي عزت بروشيف، وتناول الاتفاق تعاون في مجال الصناعات ذات الصلة بالتكنولوجية الزراعية والأمن القومي، والأجهزة الطبية، والمياه والطاقة.
وقال معهد التصدير الإسرائيلي أنه حتى عام 2010 بلغت نسبة العلاقات التجارية مع كازاخستان 63 مليون دولار، وهو ارتفاع بنسبة 8.5% عن العام الماضي لتلك الفترة. وبلغت نسبة الصادرات إلى كازاخستان هذا العام 62 مليون دولار.
على ضوء زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لكازاخستان، في 14/12/2016، فقد رافقه وفد مكون من عدد من رجال الأعمال بهدف توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وسيشمل الاستثمار الإسرائيلي في كازاخستان وفقا لما نشره المكتب الحكومي: الاستثمار في مجال المياه، والزراعة، والأمن، وإدارة المستشفيات، وزيادة التعاون بين كل من إسرائيل وكازاخستان والصين. وقال بنيامين نتنياهو، خلال الزيارة أن هناك 200 شركة إسرائيلية تعمل في كازاخستان.

تعاون أمني
تقيم كل من إسرائيل وكازاخستان علاقات أمنية وثيقة، خصوصا في مجال المعدات العسكرية الدفاعية والاستخبارية، حيث اشترت كازاخستان من إسرائيل مدرعات تحمل منظومات دفاعية متطورة، وعدة أجهزة رصد استخبارية.

تعاون دبلوماسي:
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى، خلال زيارته لكازاخستان في الـ14 من الشهر الجاري، أن إسرائيل تنوي الانضمام إلى مجلس الأمن الدولي، بهدف تعزيز موقف إسرائيل دوليا. وقال نتنياهو أن إسرائيل معنية أن تكون عضوا في مجلس الأمن خلال السنوات 2019-2021 ، وطلب من الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، أن يدعمه في ذلك.
وقال نتنياهو أن يتمنى من كازاخستان أن تدعم إسرائيل في أن تكون عضوا في مجلس الأمن، كما دعمت إسرائيل كازاخستان في ذلك سابقا، وأضاف نتنياهو أن هذه الخطوة ستغير بشكل فعال تعامل الأمم المتحدة مع إسرائيل.
وأكد نتنياهو أن هناك تغييرات كبيرة في علاقات إسرائيل بالعالم العربي، وقال أن أغلبها تتسم بالسرية، وأشار نتنياهو أن العلاقات مع كازاخستان هي نموذج للعلاقات بين إسرائيل والدول الإسلامية.
كما بعث نتنياهو برسالة تهديد إلى إيران عبر الرئيس الكازاخي نزار باييف، وفيها قال أن إسرائيل لن تصمت على أي اعتداء إيراني، وأن إيران ستعرض نفسها إلى الخطر في حال مست بأمن إسرائيل.

المصادر

1. السفارة الكازاخية في إسرائيل- على الرابط: http://www.kazakhemb.org.il/?CategoryID=255&ArticleID=838&Page=1

2. دعوة مكتب رئيس الحكومة للمستثمرين الإسرائيليين لمرافقته لزيارته لكازخستان- على الرابط: https://docs.google.com/document/d/1S989dur_2rPPRvprqstlUNaZVtVZHQdpzcpb3WhevPE/edit

3. المكتب التجاري الإسرائيلي الكازاخي في تل أبيب – على الرابط
http://www.kztrade.org.il/site/index.asp?depart_id=357744

4. وكيبيديا- علاقات إسرائيل وكازاخستان- יחסי ישראל-קזחסטן- على الرابط
https://he.wikipedia.org/wiki/%D7%99%D7%97%D7%A1%D7%99_%D7%99%D7%A9%D7%A8%D7%90%D7%9C-%D7%A7%D7%96%D7%97%D7%A1%D7%98%D7%9F#cite_note-4

5. الموقع الاقتصادي تلينري- على الرابط
http://www.talniri.co.il/marketnews/article.asp?mp=4&cat=1&id=14122

6. معاريف- نتنياهو يعلن عن نية إسرائيل الانضمام إلى مجلس الأمن خلال السنوات القريبة المقبلة- على الرابط
http://www.nrg.co.il/online/1/ART2/851/871.html?hp=1&cat=404&loc=4

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version