بقلم : فراس الطيراوي / شيكاغو
بادىء ذي بدء لا يسعنا الا ان نقول : يا فارساً عربياً كنعانياً ترجل بعد أن أنهكه العناء .. ياشموخ القدس وحلب الشهباء .. يارجل المبادئ.. كتبت في صفحة التاريخ ألفا وياء..يا مطلع أهزوجة وطنية يحلو بها الغناء..يابن الأرض الطيبة المقدسة رمز الإباء ..جسدا دخلتها ..وتركت في الحياة ألوان الوفاء ..من الأرض رحلت فنلت الخلود والبقاء.
لقد طوى الموت اليوم صفحة حياة مضيئة ، لكنه لن يطوي ذكرى ستظل خالدة في سجل فلسطين والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها وكل الأحرار في العالم.
نعم لقد رحل المناضل الوطني الكبير المطران كبوتشي وشاءت الاقدار ان يرحل في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطنية المجيدة التي انضم الى صفوفها من بوابة حركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح / وقدم لها كل الدعم والمساندة، ونقل لها السلاح وتعرض للأسر والإبعاد ورغم كل ذلك لم تنل منه الخطوب والشدائد ، لقد كان قائداً شجاعاً وإنسانا ً ورجل دين ذا قلب يتسع للجميع، وجهه ترتسم عليه بسمة عذبة تثير الدفء في قلوب الناس، كان رحمه الله مرتبطاً بأرضه وشعبه ارتباطا وثيقا لا تنفك عراه ومؤمناً إيماناً ثابتاً راسخاً بعدالة قضية فلسطين التي قدم من أجلها الغالي والنفيس حتى رحليه.
حقاً عندما نكتب عن هذا القائد البطل الذي امتلك من الأخلاق منظومة قيم متكاملة انعكست على سيرة حياته المليئة بالاحداث والمواقف الوطنية والإنسانية ، يقف القلم عاجزاً.
واخيراً وليس أخَّراً لا شك ان الشعب الفلسطيني خسر برحيله شخصية وطنية كبيرة وعلما من أعلام الوطن، فلا نملك أزاء قضاء الله وقدره الا التسليم بهما راضين مذعنين ، داعين المولى جلت قدرته ان يرحم المطران برحمته وأن يلهم محبيه الكثر الصبر والسلوان وحسن العزاء.
عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام.
