المؤتمر الحركي السابع / رسائل في كل الاتجاهات

بقلم اللواء: مازن عز الدين

التاسع والعشرين من آب /اغسطس من كل عام يحتفل العالم في ارجاء المعمورة باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، هذا اليوم الذي يقر فيه الجميع بالظلم التاريخي الذي وقع علينا ، وهذه الحالة التضامنية العالية المستوى يقدرها ويحترمها كل المظلومين ، والمقهورين في بلدانهم ، الى جانب كونها تذكرنا بحقنا في وطننا ، الذي سلب منا بتواطؤ مشترك من الحركة الصهيونية العالمية والدول العظمى في ذلك التاريخ وهي بريطانيا وفرنسا ، في تلك الحقبة التاريخية من أيام ، وأشهر، و سنوات القرن الماضي، تعودنا وكل الجيل الذي أمضى ايامه الأخيرة من شيوخنا أومن كانوا شباباً من آبائنا ، أم نحن أطفال تلك الأيام ، التي لازالت تطل ذكرياتها المنقوشة ، والمحفورة بذاكرتنا ، بأشكالها المتنوعة مظاهرات ، إضرابات ، اعدامات ، مطاردات ، قتال وأحاديث ، ومشاعر يتخللها أمثال شعبية ،عن جيوش تدخل واخرى تغادر، لتحل مكانها عصابات ، حراك بعضنا يفهمه ويتفاعل معه ، وبعضنا يخاف منه ويحاول النجاة من تبعاته ،البعض يقاومه ، والآخر يهرب منه ، والأمر كله تسوده التداخلات المفهومة لنا والغير مفهومة في آن .وكبرنا وفهمنا ان العصابات هي دولة ” إسرائيل ” وجرت لاحقاً حروب ونكبات، ونكسات وآلام وتجمدت الأوضاع من حولنا وسقطت أوهام الوحدة والتحرير، وفجرت حركتنا العملاقة “فتح” تورتنا التي هي دوريات ومعارك وحروب وفرضنا بدمنا ورصاصنا وحجارتنا المقدسة في ايدي اطفالنا ، اول عودة مسلحة لأرض الوطن ، وأقمنا أول سلطة وطنية فلسطينية ، واجرينا اول اختبار لديمقراطيتنا ، انتخابات رئاسية وتشريعية ، صمدت طويلا وتعثرت كثيرا وتباعدنا ، واصبح كل ما حولنا تلتهمه النيران ، والعروبة تآكلت خارج تمنياتنا، وسقط نجومها ، واحدا تلو ألآخر، وتضاعفت آلامنا .

وفي هذا المناخ الصاخب والمتلاطم والعاصف ، أطلت فتح من جديد ، كوردة خرجت من جرح ، وعقدت مؤتمرها السابع، على أرض الحقيقة بتاريخ 29/11/2016م لتعيد شيئاً من شبابها ، وقوة اندفاعها ، وتصحح من مساراتها ، ويأت العالم اليها مشجعا ومؤيداً ، وبعثت برسائل للجميع في كل الاتجاهات منها :

1 – رسالتنا عن الرئيس وهي” انه قوي وخال من الامراض ويتمتع بذهن صاف وقدرة تركيز عالية ، اذهلت الجميع” ، وتجاوز خطابه الساعات الثلاث، وبقوة شدت اليها كل أعضاء المؤتمر والضيوف المشاركين ، إلى جانب المشاركة في العديد من الجلسات بمداخلات مؤثرة ، وهذه رسالة منا الى كل من يراهنون رهانات سلبية في هذا الاتجاه .

2 – رسالة الى العدو الذي كان يتابعنا بتركيز اشد واقوى من الآخرين ،” اننا مللنا ألإحتلال وقررنا أن عام 2017م هو عام إنهائه ، وقيام دولتنا ، وان لم يحدث ذلك، فإن الخيارات محدودة ومحددة ، وهي إما ألإنفراج الشامل ، وإما ألإنفجارألشامل.

3 – رسالة الى الإخوة في حركة حماس اننا مللنا معكم ومع شعبنا الحصار ، ومللنا الإنقسام ونخشى الإنفصال ، لهذا علينا ان نترجم عمليا خطاب الرئيس حول إستعادة اللحمة الوطنية وان نواجه معا مصيرنا القادم بأمانة ومسؤولية .وقد كنا سعداء برسالتكم للمؤتمر.

4 – رسالتنا إلى ألأشقاء ، إننا نحبكم ونتكامل معكم ، ونرضى بما ترضونه لانفسكم ، ونحن ضعفاء إن ضعفتم ،ونزداد قوة ان إزدادت قوتكم ، وعزتكم عزة لنا ، وآلامكم تؤلمنا ، وقرارنا الفلسطيني المستقل لا يمسكم ، ولن يمس وحدة الموقف القومي ، الذي تجمع عليه الامة في قممها ، الى جانب أنه شأن داخلي ، كما هو شانكم الداخلي ، الذي يسعدنا ممارستكم له بما يريحكم دون تدخل من أحد ، وانتم جميعا تدركون حساسيتنا منذ انطلاقة ثورتنا ” اننا نرفض الوصاية ، والتبعية ، والإحتواء ”

5 – رسالتنا الى العالم : إننا سنمضي قدما في هجوم السلام الفلسطيني على الرغم من ألإنشغال الدولي بما يجري من حولنا ونقول ، لن تنطفىء النيران إلا بتحقيق اهدافنا الوطنية والقومية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ، وعاصمتها القدس . ونطالب الجميع بالوقوف الى جانبنا في جميع خطواتنا السياسية القادمة .

6 – رسالتنا للداخل الفلسطيني ” أن نعمل دائما على تغليب لغة الحوار، على ايّ لغة أخرى في الساحة الداخلية ، وان نسعى دائما الى تغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا

7 – لقد كان المؤتمر نموذجاً للتمايز على كل المستويات “الإدارية والتنظيمية والأمنية والتي شعر بها كل المشاركين ، وهي تليق بدولة تجاوزت تجربتها وعمرها الزمني قرن من الزمان .

8 – اما رسالتنا الفتحاوية لأنفسنا فهي : إن كل انتخابات تترك فينا بعض الجراح ، علينا أن نضمدها بسرعة ونمضي قدما ” وان نقاتل معاً جنودا وكوادر وقادة ” لأن الحمل ثقيل وثقيل جداً .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version