مبادئ نتنياهو للتفاوض

يعتمد نتنياهو في فهمه لحل الصراع على منطلقات طالما رددها وتمسك بها واعتبرها شروطا للعودة الى المفاوضات وتكمن في المطالبة باعتراف الفلسطينيين بدولة اسرائيل كدولة للشعب اليهودي وسيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على كافة المناطق ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط مضيفا انه مستعدا لإعطاء الفلسطينيين دولة غير مكتملة، بعد ضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى اسرائيل بأي اتفاق محتمل مع الفلسطينيين. وقد اسقط نتنياهو خيار الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، كشرط رئيسي لحل الصراع كما نصت عليه قرارات الامم المتحدة .وأشار نتنياهو ان هذه المبادئ لا يمكن لاسرائيل التنازل عنها واعتبر ان النشاط الاستيطاني الاسرائيلي ليس هو لب الصراع مع الفلسطينيين وهي اشارة لتمسك اسرائيل بتلك المبادئ وفي مقدمتها موضوع الدولة اليهودية والسيطرة الامنية.وتأتي تصريحات نتنياهو هذه مع وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى الحكم في البيت الابيض والذي كان اعلن دعمه لاسرائيل مما شكل رافعة لنتنياهو بعد ان حوصر من قبل المجتمع الدولي بصدور قرار مجلس الامن الذي حمل الرقم 2334 والذي ادان الاستيطان الاسرائيلي وطالب اسرائيل بوقف شامل للاستيطان.
واذا كان نتنياهو يعتقد انه وحيدا في الساحة الدولية يشاركه الرأي الرئيس الامريكي ترامب بأن الاستيطان لا يشكل عقبة امام عملية السلام فان هناك اجماعا دوليا بعكس هذه المواقف وجميعها تؤكد ان الاستيطان يشكل العقبة الرئيسية امام التوصل الى أي حل وهذه المواقف صدرت عن قوى دولية عظمى لها مكانتها السياسية ودورها في الساحة السياسية الدولية.
نتنياهو تحدث عن العودة الى المفاوضات بشروطه لكنه لم يأتي على طرح الحلول والنتائج التي يمكن ان تتمخض عن المفاوضات بما نصت عليه كافة مبادئ عملية السلام التي يجب ان تتوج باقامة دولة فلسطينية،حيث تحدث عن مبادئه وليس عن فرص التوصل الى سلام وكأنه يريد مفاوضات فقط لخدمة استراتيجياتها متناسيا ان المفاوضات هي وسيلة للوصول الى الهدف المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية.
نتنياهو وحكومته يعتبران طرفا من اطراف الصراع ولكنه ليس اللاعب الوحيد في صياغة مستقبل المنطقة بشروطه اذ ان هناك طرفا فلسطينيا ترك بصماته على مر العقود من الصراع واستطاع فرض اجندته التي تنطلق من عدالة قضيته واذا كان نتنياهو يدعي وجوده وحيدا في هذه العملية فلماذا عجز لغاية الان من فرض الحلول ولما اصبح بحاجة الى المواقف الفلسطينية للاعتراف بيهودية دولته، مع العلم ان هناك اطراف اخرى مؤثرة في الصراع لا يستطيع تجاوزها وتشكل في مجموعها القوى الدولية المنية بالاستقرار في المنطقة انطلاقا من مصالحها ومن دورها في حفظ الامن والسلم الدوليين.
نتنياهو يدرك جيدا ان هناك رفضا فلسطينيا قاطعا للاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وان حل الصراع يكمن في الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة بحدود الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967، في الوقت الذي يقترح فيه نتنياهو اقامة دولة فلسطينية منقوصة السيادة وتبقى عرضة لتدخلات اسرائيل ومصادرة صلاحياتها .
تصريحات نتنياهو ليست اكثر من رسائل الى المجتمع الدولي توحي باهتمامه لإنهاء الصراع حتى يخرج من اطار الحصار والنقد الدولي حيث مال ميزان المجتمع الدولي لصالح الفلسطينيين ابعد ان ادرك حقيقة نتنياهو ورغبة الفلسطينيين الحقيقية بالتوصل الى سلام وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي في ظل معارضة نتنياهو لهما وعدم الاعتراف بهما.
وفي ظل هذه المعطيات والتي تبقى علامات بارزة في الاستراتيجية الاسرائيلية فان الفلسطينيين يمتلكون خيارات وبدائل كثيرة فيما ذا اصر نتنياهو على مواقفه وهذا ايضا يؤكد صحة الموقف الفلسطيني الذي طالب بتدويل القضية الفلسطينية وفرض الحلول في ظل تهرب نتنياهو من حل الدولتين.

خاص- مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا