برهان جرار “رشاد الكاسر” كما يكتب عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»

الراحل الكبير بأعماله النابعة من وجدانه النظيف وتاريخه المتميز في الأداء، ووعيه سواء كان بالتحصيل العلمي أو تطوير قدراته كان أحد الهامات العالية التي سخرت كل ما تملك من طاقة وجهد وإبداع لمواجهة احتلال أسطوري، فكنا بحاجة إلى المزيد من العلماء والمثقفين والشهداء والأسرى للصمود في وجه عدوانه المتواصل وكسر شوكته، وتحطيم القواعد الأساسية لكينونته التي تعتمد على الاحتلال الاستيطاني الإسكاني التوسعي الاحلالي … اذن نحن بحاجة إلى نماذج جديدة من المناضلين والذين يحصنون ذاتهم لإحداث التأثير المطلوب على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي…. وهكذا كان برهان جرار بأعماله المتميزة والبطولية في كل مناقع الدم والمواجهات على مدار مسيرة ثورتنا الصعبة والمستحيلة…

تعامل الراحل مع الانتماء لفتح كما يجب أن يكون الرواد … امتلك الشجاعة في القول والعمل وآثر إخوانه على نفسه، فأعطى للموقع قيمة، وحينما خسر كل المواقع في المجلس الثوري والتشريعي وحتى عضوية المؤتمر السابع كان هو القيمة والقامة العالية، وسيفا قويا حادا في الدفاع عن حركته، فمثل في ذلك الرجل الوفي والمعني بالوطن، وليس موظفا فيه، وازداد توهجا في الحضور أينما حل ورحل. وهنا يكمن سر الكبار وحماة الديار خاصة أنه كان من المرشحين للموت تحت اسم حركي ” رشاد الكاسر ” بعيدا عن أسرته ومناقبها الحميدة بعيدا عن اسمه المتميز بالوجدان النظيف، ولهذا الاسم الحركي رشاد الكاسر معاني ودلالات هامة تذكرنا بعهد القادة العظام صقور ونسور العاصفة آنذاك، أبو علي إياد… فتحي ابو الهيجا… الحاج حسن… نعيم … عبود … وشريف قائد القطاع الأوسط، وآخرون من الأبطال الذين كانوا أحد أهم ضمانات استمرار الشعلة التي أضاءتها فتح في الفاتح من يناير عام 1965، وبشهيدها الأول مفجر جسر عيلبون ” أبو قايض ” أحمد موسى دلكي وخليته الأولى رحمهم الله، فهم كانوا محل رهان القائد العظيم لثورتنا ياسر عرفات .

فرشاد الكاسر تشهد له الجولان وقواعد الفدائيين في جنوب لبنان، ومعسكرات الشام كقيمة نضالية وقدرة متطورة في العلم والتكنولوجيا نتيجة الدراسات والدورات في الجامعات وأكاديميات العالم إلى جانب سمو الأخلاق التي تزين بها رشاد الكاسر، فامتلك القلوب، وحضوره كان لافتا في كافة المجالات…. كان رحمه الله المتابع لقضايا المظلومين في الحركة دون تكليف، ومحاميا لمن ليس له وساطة في غياب الاحتكام للملفات النضالية، وغياب ذاكرة الانبعاث والثورة، وكان النصير لأبناء الشهداء وطالبي العلم وبخاصة في الساحات الخارجية التي كان يخشى أن يلفها النسيان…

كان رجل الخير والخادم الأمين لشعبه وهي من صفات علية القوم… فكان بشموخه كجرزيم وعيبال في إعلاء الراية الفتحاوية رغم كل المتغيرات… كان يدرك بوعيه وإيمانه أن القدس معركتنا النهائية وفيها تحطيم كل أدوات الحركة الصهيونية، وأن إسرائيل على شفا حفرة من النار. فذهبت روحه برحيله الأبدي إلى السماء راضية مرضية، وكرمه الله أن يرحل وهو يؤدي صلاة فجر الجمعة في المسجد، وكأن الله أراد لرشاد في هذا المشهد أن يكون لمحبيه وأصدقائه وذويه قدوة في الالتزام بأخلاقيات الثوار، ومثالا يحتذى للخروج من الظلمات إلى النور.

رشاد الكاسر الذي تسامى على كل الجراح ونبذ المكائد وبث السموم، دعا للمحبة والتسامح ورفع شعار ” يسقط الهمز والدس وليحيا الاخاء الثوري ” هذا ما يجب أن يكوم عليه المعنيون بوطن …

سلام على روحك يا برهاننا الساطع «رشاد الكاسر»

وسلاما لك من القدس التي احببت … فأنت على موعد مع رفاقك الذين سبقوك الى جنات النعيم … ونحن نقول لك اننا على العهد ماضون ومستمرون حتى تحقيق حلمك الذي من اجله كنت رشاد الكاسر .

فإلى جنات الخلد ايها الحبيب مع الشهداء والصديقين .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا