عام على إعدام “حماس” لقائدها الميداني “محمود اشتيوي” والتداعيات ما زالت مستمرة

قطاع غزة – عام مر على إعدام حركة “حماس” لقائدها الميداني البارز محمود اشتيوي، وما زالت أصداء هذه الحادثة تهمين على الحركة وتتفاعل داخلها، فالكثير من عناصر الحركة وقادتها يؤكدون أن إعدام اشتيوي ترك تصدعات داخل الحركة لا يمكن إخفاؤها.
ينحدر محمود اشتيوي من عائلة عريقة في قطاع غزة، معروف عنها انضمامها وإخلاصها الكامل لحركة “حماس”، ولم يكن اشتيوي شخصا عاديا داخل الحركة، فهو مسؤول في كتيبة الزيتون الغربية التابعة لكتائب عز الدين القسام في غزة، وعلى اتصال مباشر بقيادة كتائب القسام.
اشتهر اشتيوي بصلابته وإخلاصه الشديد لحركة “حماس”، كما أن شقيقه استُشهد على يد الاحتلال الإسرائيلي.
انتمى اشتيوي لكتائب القسام قبل عشرين عامًا منذ أن في الثانوية العامة، وتدرج في صفوفها إلى أن أصبح مسؤولا في كتيبة الزيتون، وقد تم تكريمه كأفضل قائد كتيبة على مستوى الجهاز العسكري في حركة “حماس”.
في السابع من شهر كانون الثاني عام 2015، اعتقلت مليشيا “حماس” القائد الميداني في الحركة محمود اشتيوي من منزله بشكل مفاجئ، دون إبداء الأسباب، لتقوم بإعدامه في الثامن من شهر شباط عام 2016 وبشكل مفاجئ دون إعطائه أبسط حقوقه في محاكمة عادلة، لأسباب “أمنية وأخلاقية” كما ادعت الحركة في بيان مقتضب وقتها.
وبمجرد إعدام اشتيوي، أصبحت قضيته قضية رأي عام بسبب أنه أحد القادة البارزين في الحركة والمشهود لهم بنظافة اليد وحسن الخلق، وكذلك أسباب الإعدام التي ما زالت غامضة حتى يومنا هذا، فادعاءات “حماس” أن اشتيوي أعدم “لأسباب أمنية وأخلاقية” لم تقنع الشارع الغزي بشكل عام وعائلته بشكل خاص، أو حتى غالبية عناصر الحركة.
وقالت مصادر مطلعة من داخل الحركة إن إعدام اشتيوي كان سببه الرئيسي هو الصراع الداخلي في حركة “حماس” على المناصب القيادية، فاشتيوي أقض مضاجع القيادي في الحركة يحيى السنوار بعد أن أصبح نجمه لامعا ويشار إليه بالبنان من قبل كبار القياديين في الحركة، الأمر الذي رأى فيه السنوار تهديدا لنفوذه ومكانته، فرأى أن أنسب طريقة هي التخلص منه بحجة “الأسباب الأمنية والأخلاقية”.
وما يؤكد ذلك، الصحفية بثينة اشتيوي، شقيقة محمود، التي كتبت في منشور لها على “الفيسبوك”، أن القيادي في حركة “حماس” يحيى السنوار كان أول الواصلين للمنزل ليلة اعتقال شقيقها، “أمسك أخي بيد وصوب بيده الثانية مسدسه نحو العائلة”، قالت اشتيوي.
وأضافت المصادر أن “الأسباب الأمنية والأخلاقية” يضاف إليها “المهمات الجهادية” مصطلحات اختلقتها “حماس” لتخفي “حرب التصفيات” داخل الحركة، مشيرة إلى أن “حماس” تعتمد على جهاز أنشأته وأطلقت عليه مسمى “المجد” وهو بمثابة مخابراتها، لتشويه صورة من تعدمهم أمام المواطنين من خلال الادعاء أنه تم الحصول على وثائق وبينات تدينهم وتثبت الخيانة أو الفساد المالي والأخلاقي، وأن هذا الجهاز يبدع في اختلاق مثل هذه القصص والحكايات.
وقالت الصحفية اشيتوي إن السنوار تعهد لوالدها بعدم المساس بشقيقها محمود، لكن نهاية محمود أوضحت ماذا تعني كلمة “تعهد” عند السنوار، واصفة إياه “بالرأس المدبر” لقتل شقيقها، وأن هنية سمح بتنفيذ حكم الإعدام، في حين رأت المصادر أن هنية أو مشعل لم يكن باستطاعتهما وقف إعدام القائد الميداني اشتيوي بسبب عدم قدرتهما على السيطرة على السنوار الذي لا يمتثل لأوامرهما.
ورغم الاحتجاجات الكبيرة والشديدة من قبل عائلة اشتيوي وعناصر في الحركة وبعض القيادات على عملية الإعدام والمطالبات بتوضيح لما حصل وعرض دليل الإدانة إن وجد، ومخاطبة إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بذلك، إلا أن كل ذلك لم يفلح حتى اليوم والسبب حسب المصادر المطلعة، الخوف من تيار “الصقور” في الحركة الذي يقوده السنوار.
قضية إعدام القائد الميداني البارز في حركة “حماس” محمود اشتيوي تعيد وبقوة إلى الأذهان قضية إعدام القيادي في الحركة أيمن طه، على يد أبنائها، بعد الحرب الأخيرة على غزة عام 2014. وأشارت تقارير وقتها إلى أن حركة عناصر في مليشيا “حماس” هي من قامت بإعدام طه، بتهمة إقامة علاقات مع أجهزة مخابرات عربية، وإقامة مشاريع استثمارية خاصة به تحت اسم الحركة، واستغلال منصبه في اختلاس أموال أدت لتضخم ثروته دون مبرر.
كما نقلت مواقع إخبارية عن شهود عيان مشاهدتهم لمجهولين يلقون بجثة أيمن طه، أمام مستشفى الشفاء في قطاع غزة بعد نحو 7 أشهر من احتجازه من قِبل كتائب القسام، في حين ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية نقلا عن “مصادر أمنية” أنه “تم إعدام طه بعدة رصاصات في الرأس والصدر، وتم إلقاؤه أمام مستشفى الشفاء قبل أن يعود مسلحون ويسحبوا الجثة مجددًا، ثم يلقونها مرة ثانية”.
ويرى محللون أن قضية إعدام اشتيوي وقبله أيمن طه، إضافة للعشرات الذين جرى إعدامهم على يد مليشيا “حماس” لأسباب غامضة وتحت مسميات مختلفة، كل ذلك يشير إلى أن صراع القوى الكبرى والمتنفذة داخل الحركة وصل، ومنذ مدة طويلة، مرحلة دموية لا يمكن إخفاؤها مهما حاولت “حماس” ذلك.

وكالة وطن 24 الاخبارية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا