على خلفية إحياء سلطة البث – أزمة بين نتنياهو وكحلون و نتنياهو يلوح بانتخابات مبكرة واستطلاع العاشرة يضع الليكود في المقدمة ب 26 مقعد

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه يعارض إقامة هيئة سلطة البث العامة، الأمر الذي يعمق الأزمة في الائتلاف الحكومي، حيث أوضح نتنياهو مساء امس السبت، في تغريدة له على حسابه على فيسبوك أنه غير رأيه بخصوص القضية، عقب اللقاء الذي جمعة بموظفي سلطة البث.

وزعم أنه خلافا لتقارير وزارة المالية بكل ما يتعلق بالميزانيات التي سيتم رصدها، فإن سلطة البث ستكلف خزينة الدولة ميزانيات طائلة، بحيث أن استمرار تشغيل سلطة البث بمنظومتها الحالية سيوفر على خزينة الدولة عشرات ملايين الشواقل سنويا.

وبحسب وزارة المالية، فإن إحياء سلطة البث سيكلف خزينة الدولة نحو 1.15 مليار شيكل سنويا، أي ما يزيد عن 450 مليون شيكل عن ميزانية الهيئة.

وحيال ذلك، تساءل نتنياهو ما الحاجة والجدوى من هيئة سلطة البث العامة؟، موقف نتنياهو هذا ينسجم مع ما قاله رئيس الائتلاف الحكومي، دافيد بيتان، من كتلة ‘الليكود’، السبت، إنه من المحتمل أن يتم التوجه إلى الانتخابات مبكرة.

نتنياهو الذي يصر على موقفه المعارض لسلطة البث، سيسافر بساعات متأخرة من ليل السبت إلى الصين، حيث نقلت وسائل الإعلام أن نتنياهو أجرى خلال ساعات السبت مشاورات مع العديد من الوزراء، وأكد لهم موقفه الرافض واستعداده للتوجه إلى انتخابات مبكرة بحال لم يتراجع وزير المالية، موشي كحلون، عن موقفه.

وأجرى نتنياهو مباحثات مع كل من وزير الاتصالات تساحي هنغبي، ووزير السياحة يريف ليفين، وزيرة الثقافة ميري ريغيف، ورئيس الائتلاف الحكومي بيتان، حيث وجه لهم إرشادات بالعمل من أجل إغلاق سلطة البث وعدم تفعيلها بموجب القانون الذي تم تشريعه وأجل تطبيقه، وأوضح نتنياهو للوزراء، بأنه في حال أصر كحلون على موقف سيتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

من جانبها، رفضت كتلة الحريديم الأشكناز ‘يهدوت هتوراة’ المشاركة في الائتلاف الحكومي، ما اعتبرته تدنيسا لقدسية السبت من قبل رئيس الحكومة الذي أجرى مشاورات مع العديد من الوزراء خلال ساعات السبت.

وأوضح وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، خلال اتصالي هاتفي مع نتنياهو أن المشاورات التي أجريت مع الوزراء بالسبت، تعتبر خرقا للاتفاقات الحكومي ومساسا بالوضع القائم المعمول به منذ عقود والذي يمنع أي اتصالات رسمية للحكومة خلال السبت.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بيتان قوله خلال فعالية ‘سبت الثقافة’، التي عقدت ظهر اليوم في مدينة حيفا: ‘بكل ما يتعلق بسلطة البث صحيح هناك قانون ومن المفروض أن يتم الشروع بتطبيقه بعد 45 يوما، إلا أننا سنعمل جاهدين للحيلولة دون إخراج القانون لحيز التنفيذ، فحزب ‘البيت اليهودي’ كما حزب ‘كولانو’ يعتقدان أن الحكومة متعلقة بهما، ولذلك فهما يستغلان الوضع عندما تتاح لهما الفرصة.

وبحسب مقربون من كحلون، فإن الأخير لن يوافق على التأجيل حتى ليوم واحد، وأن الهيئة ستبدأ البث في الموعد المحدد، في الثلاثين من نيسان/ أبريل.

وتأتي هذه التطورات خلافا للتفاهمات التي تم التوصل إليها، الخميس، ما بين نتنياهو ووزير المالية الذي يصر على إقامة سلطة البث والتي من المفروض أن تباشر عملها بعد 45 يوما، بيد أن نتنياهو طلب، الجمعة، من كحلون الموافقة على تأجيل لمدة ستة شهور بداية بث الهيئة العامة، تجري خلالها محاولة أخرى لعمل سلطة البث، إلا أن الأخير رفض التأجيل.

أزمة الثقة بين كلحون ونتنياهو في الحكومة عكسها موقف وزير المالية الذي رفض مرافقة رئيس الحكومة في زيارته إلى الصين، فيما أكد مسؤولون في مكتب وزير المالية أن الأخير محبط من أداء نتنياهو، ويقول إنه عندما تكون هناك إنجازات يظهر نتنياهو، في حين يختفي عندما تكون مصاعب.

وتعتبر الولادة الوشيكة لهيئة البث العامة والاحتجاج المتصاعد لنحو ألف من الموظفين في سلطة البث ويواجهون احتمالات الفصل من عملهم، من بين عوامل التوتر والشرخ الحاصل مؤخرا بين وزير المالية وبين رئيس الحكومة.

ورغم أن التقديرات تشير إلى أن الشرخ الحالي لا يشكر خطرا على استقرار الائتلاف الحكومي في المدى المنظور، إلا أن مكتب وزير المالية يؤكد أن الأخير محبط من أداء رئيس الحكومة في قضية هيئة البث وفي قضايا أخرى.

وبحسب كحلون، فإنه غير مستعد للاستجابة لطلب نتنياهو بالتراجع عن هيئة البث التي ستبدأ البث في التلفزيون والإذاعة والإنترنت بعد أقل من شهر ونصف، وإعادة إحياء سلطة البث التي استقال نحو نصف موظفيها.

لا تقتصر أزمة الحكومة على التباين بالمواقف بين نتنياهو وكحلون بكل ما يتعلق بإطلاق سلطة البث، بل يضاف إلى ذلك بوادر أزمة بين وزير الأمن أفيغدور ليبرمان من جهة، وبين وزير المعارف نفتالي بينيت من جهة أخرى.

وكان ليبرمان قد قرر وقف الدعم المالي من قبل وزارته إلى المدرسة التمهيدية للجيش في مستوطنة ‘عاليه’ إذا لم يتراجع الراف يغئال ليفنشتاين عن تصريحاته ‘المهينة ضد المتدينات المتجندات للجيش’.

رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي: تقديم موعد الانتخابات محتمل

قال رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، دافيد بيتان، من كتلة ‘الليكود’ اليوم السبت، إنه من المحتمل أن يتم التوجه إلى الانتخابات.

وفي فعالية ‘سبت الثقافة’، ظهر اليوم في مدينة حيفا، قال بيتان إن حزبي ‘البيت اليهودي’ و’كولانو’ يعتقدان أن الحكومة متعلقة بهما، ولذلك فهما يستغلان الوضع عندما تتاح لهما الفرصة.

وأضاف أن هذا الاتجاه خاطئ، وأنه في حال فقد الليكود ورئس الحكومة صبره فإنه سيحل الائتلاف، ويتوجه إلى الانتخابات.

وادعى بيتان أن التحقيقات الجنائية مع رئيس الحكومة الحكومة غير مرتبطة بإمكانية تقديم موعد الانتخابات، وأن ‘الليكود’ لا يخشى الانتخابات.

يشار في هذا السياق إلى أن رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، كان قد صرح اليوم في فعالية مماثلة في بئر السبع أن ‘الانتخابات بعيدة، وستكون في موعدها بعد سنتين ونصف’.
وقال أيضا إنه يأمل أن يخرج نتنياهو من التحقيقات ‘نظيف اليدين’، وأن المطلوب من سلطات إنفاذ القانون والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، إجراء تحقيق معمق.

استطلاع: الليكود 26 مقعدا ويعالون لا يتجاوز نسبة الحسم

بيّن استطلاع للرأي، نشرت نتائجه القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة، مساء أمس الجمعة، أن الليكود يشكل أكبر كتلة، يليه ‘يش عتيد’، وذلك في حال أجريت الانتخابات للكنيست اليوم.

وبحسب الاستطلاع يحصل الليكود على 26 مقعدا، في حين تحصل كتلة ‘يش عتيد’ على 25 مقعدا.

وتوقع الاستطلاع أنه في حال قام وزير الأمن السابق، موشي يعالون، بتشكيل حزب جديد، فإنه لن يتجاوز نسبة الحسم.

في المقابل، تحصل كتلة القائمة المشتركة على 13 مقعدا، وكذلك كتلة ‘البيت اليهودي’، بينما يحصل ‘المعسكر الصهيوني’ على 10 مقاعد.

أما الأحزاب ‘يسرائيل بيتينو’ و’يهدوت هتوراه’ و’ميرتس’ فيحصل كل منها على 7 مقاعد، في حين يحصل كل من ‘كولانو’ و’شاس’ على 6 مقاعد لكل منهما.

وبحسب الاستطلاع فإن يعالون، الذي أعلن قبل أسبوعين أنه سيقوم بتشكيل حزب جديد برئاسته، فيحصل على 2.5% من الأصوات، ما يعني أنه لا يتجاوز نسبة الحسم.

تجدر الإشارة إلى أن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى تقارب بين ‘الليكود’ و’يش عتيد’، من ناحية عدد الأصوات. وبين استطلاع القناة الثانية، الذي نشر الأسبوع الماضي، أن ‘يش عتيد’ يحصل على 26 مقعدا، مقابل 22 مقعدا لليكود، بينما يحصل حزب يعالون على 4 مقاعد.

وأظهر استطلاع الإذاعة الإسرائيلية ‘ريشيت بيت’ أن الليكود يحصل على 26 مقعدا، مقابل 22 مقعدا لـ’يش عتيد’.

كما أظهر استطلاع القناة العاشرة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن ‘يش عتيد’ يحصل على 27 مقعدا، مقابل 23 مقعدا لليكود.

عرب 48
تحرير : محمد وتد

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا