أضواء على الصحافة الاسرائيلية 5 ابريل/نيسان 2017

اسرائيل تشجب الموقف الاوروبي من هدم بيوت الفلسطينيين وتعتبره “مهووس”!

تكتب “هآرتس” انه ردا على الاحتجاج الذي اعرب عنه سفراء الاتحاد الأوروبي امام المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية يوفال روتم في موضوع هدم بيوت الفلسطينيين في المناطق C في الضفة الغربية، وصل نائب سفير الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل، مارك جلاغر، امس الاول الاثنين، لمحادثة توضيح في الوزارة في القدس.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية عمانوئيل نحشون، ان مديرة قسم الاتحاد الاوروبي في الوزارة، افيفيت بار ايلان، اوضحت لجلاغر بأن اسرائيل تعتبر البناء في قرية خان الأحمر قرب معاليه ادوميم، والذي تم تمويل غالبيته من قبل الاتحاد الأوروبي، غير قانوني، ومصير البناء غير القانوني في اسرائيل معالجته حسب القانون.

وقال الناطق بلسان الخارجية انه خلال جلسة التوضيح، اعربت بار ايلان عن استهجان اسرائيل “للانشغال المهووس” في الاتحاد الاوروبي في مسألة هدم البيوت في المناطق C، وقالت “يوجد في انحاء العالم 32 ازمة انسانية والاتحاد الاوروبي اختار الانشغال بشكل غير متجانس فقط بما يحدث في المناطق C، التي لا تواجه بالتأكيد، ازمة انسانية”!

وكانت “هآرتس” قد نشرت، امس الثلاثاء، بأن سفير الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل لارس فابورغ – اندرسون، سلم المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية، يوفال روتم، رسالة شديدة اللهجة باسم كل دول الاتحاد الاوروبي، خلال اول لقاء عقده روتم مع سفراء دول الاتحاد. وطالب الاتحاد الاوروبي اسرائيل بوقف هدم المباني الفلسطينية في المناطق C في الضفة الغربية، وبشكل خاص الغاء اوامر الهدم في قرية خان الاحمر البدوية، القريبة من مستوطنة معاليه ادوميم، لأن هذا الأمر سيؤدي الى ترانسفير قسري للسكان ويشكل خرقا لمعاهدة جنيف.

وجاء في الوثيقة ان “خطوات تطبيق القانون، كالترانسفير القسري ضد السكان وهدم البيوت ومصادرة المباني الانسانية، بما في ذلك تلك التي تم تمويلها من قبل الاتحاد الاوروبي، وعرقلة تقديم المساعدات الانسانية، تتناقض مع التزامات اسرائيل بالقانون الدولي، بما في ذلك معاهدة جنيف الرابعة.. وتسبب المعاناة للمدنيين الفلسطينيين العاديين. نحن نطالب اسرائيل، القوة المحتلة، بتنفيذ التزاماتها ازاء الجمهور الفلسطيني في المناطق C، ووقف هدم البيوت، والسماح بوصول المساعدات الانسانية. نطالب اسرائيل بتسريع المصادقة على الخرائط الهيكلية للفلسطينيين ووقف الترانسفير القسري المفروض على السكان، وتخفيف الاجراءات المطلوبة للحصول على تراخيص بالبناء للفلسطينيين، وضمان وصول الفلسطينيين الى المياه وتلبية الاحتياجات الانسانية”.

يشار الى ان الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه يعربون منذ زمن طويل عن قلقهم من السياسة الاسرائيلية في المناطق C، التي تسيطر عليها اسرائيل بشكل كامل. ومع ذلك فقد جاء الاحتجاج الاخير على خلفية توزيع اوامر هدم على كل بيوت قرية خان الاحمر التي يصل عددها الى 422 بيت. وتقوم هذه القرية في المنطقة الاستراتيجية E1، التي تربط بين معاليه ادوميم والقدس. ويتخوف الاتحاد الاوروبي من ان هدم القرية يستهدف التجهيز لبناء مستوطنة جديدة في المكان.

وكان وزير الخارجية الايطالي انجلينو الفانو، الذي زار اسرائيل قبل اسبوعين، قد طرح قضية هدم بيوت خان الاحمر خلال اجتماعه برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في القدس. وطلب الفانو من نتنياهو اعادة النظر في اوامر الهدم التي صدرت ضد بيوت القرية لكن نتنياهو رفض طلبه وقال: “كما لم نصادق على البناء غير القانوني لليهود في عمونة، هكذا لن اسمح بالبناء غير القانوني للفلسطينيين”.

هدم خمسة بيوت في بلدة الزعيم الفلسطينية الواقعة خلف الجدار

تكتب “هآرتس” ان قوات الامن الاسرائيلية هدمت، امس، خمسة منازل في قرية الزعيم الفلسطينية، المجاورة للقدس. والحديث عن عملية استثنائية، ذلك ان البيوت الخمسة تقوم فعلا داخل جيب صغير يتبع رسميا لمنطقة نفوذ بلدية القدس، لكن غالبية اراضي القرية تقع في مناطق الضفة. وقالت جمعية “بمكوم” المتماثلة مع اليسار، ان البيوت المهدومة كانت مأهولة.

وقالت الشرطة الاسرائيلية ان من نفذ الهدم هي قوات لواء شاي وحرس الحدود ووحدة تطبيق قانون البناء في وزارة المالية. ورغم ان غالبية اراضي القرية تقع في منطقة الضفة، فقد استغلت وزارة المالية صلاحياتها في الجيب الصغير الذي اقيمت فيه المباني الخمس، والواقع الى الشرق من الجدار الفصال، أي في الجانب الفلسطيني.

وقال المهندس الون كوهين ليفشيتس، من جمعية “بمكوم” انه “كان يمكن منع هدم البيوت لو كان السكان يعرفون بأنهم بنوها في منطقة نفوذ القدس وليس في المنطقة C كما اعتقدوا. فالمشكلة هي أن خط حدود منطقة نفوذ القدس ليس محددا، ويتم تحديده بشكل اعتباطي. صحيح ان المباني اقيمت بدون ترخيص، ولكن ليس بالضرورة خلافا للخارطة القائمة التي تعتبر الارض زراعية، وتسمح بإقامة مباني سكنية فيها”.

معلومات الجهاز الامني الاسرائيلي تؤكد حيازة الاسد لغاز السارين

تكتب صحيفة “هآرتس” ان المعلومات المتوفرة لدى الجهاز الامني الاسرائيلي، تؤكد الى حد كبير، صحة ما جاء في التقارير الواردة من محافظة ادلب في شمال غرب سورية، حول قيام نظام الاسد باستخدام غاز السيرين خلال الهجوم الذي اسفر صباح امس عن مقتل حوالي 100 مدني واصابة المئات. وركز الهجوم على مدينة خان شيخون، في القسم الجنوبي من الجيب الذي تسيطر عليه قوات المتمردين.

ويقيم المواطنون الذين تعرضوا للاصابة في منطقة مدنية، على مسافة حوالي 15 كلم من خطوط التماس بين الجانبين المتحاربين، في اعماق منطقة المتمردين. ولا يصدق الجهاز الامني الاسرائيلي نفي النظام السوري لمسؤوليته عن استخدام الغاز الكيماوي وادعائه بأنه استخدم ذخيرة اعتيادية في اعمال القصف، فأصيب جراء ذلك مجمع سلاح كيماوي سيطرت عليه قوات المتمردين.

وتقدر اسرائيل بأنه تمت المصادقة على الهجوم من قبل القيادات العليا في النظام السوري، ولكنه في هذه المرحلة لا يمكن التحديد بشكل واضح ما اذا كان حماة الاسد، روسيا وايران، شركاء في القرار. ويشار الى ان الاسد، وعلى الرغم من تعلقه بالمساعدات العسكرية والاقتصادية من الخارج، احتفظ باستقلالية القرار في كل ما يتعلق بترتيبات وقف اطلاق النار خلال محادثات الاستانة، وكل العمليات العسكرية التي قام بها خلال الحرب.

وحسب التقديرات في اسرائيل، فقد هدف الهجوم الى بث رسالة مهددة لعدة تنظيمات متمردة، خرقت اتفاق وقف اطلاق النار. ويسود الافتراض بأن الأسد، او مسؤولين كبار في نظامه، صادقوا على استخدام السلاح الكيماوي على خلفية ازدياد ثقة النظام باستقراره وقدراته، في اعقاب الانجازات العسكرية التي راكمها خلال الحرب منذ استكمال احتلال مدينة حلب في كانون الاول الأخير.

ويقدر الجهاز الامني الاسرائيلي، بأن النظام السوري لا يزال يملك كمية صغيرة من السلاح الكيماوي بما في ذلك غاز الاعصاب سارين، على الرغم من اتفاق تفكيك مجمعات الأسلحة الكيماوية في صيف 2013. ورغم انه تم تدمير غالبية البنى التحتية لتصنيع السلاح الكيماوي، في اطار الاتفاق، الا انه لا يمكن استبعاد امكانية محاولة النظام السوري اعادة بناء مجمع الاسلحة “سارس” بما في ذلك اعادة انتاج السلاح الكيماوي.

مع ذلك، يسود الاعتقاد بأن السلاح الكيماوي الذي استخدم امس، هو جزء من بقايا المستودعات القديمة التي تبقت في ايدي النظام. ومنذ تنفيذ اتفاق تدمير الأسلحة الكيماوية، قام النظام في عدة مناسبات، باستخدام سلاح كيماوي من عدة انواع، لكن هذه هي المرة الاولى منذ اربع سنوات، التي يبلغ فيها عن استخدام غاز سارين، الفتاك بشكل خاص.

وشجب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، امس، الهجوم الكيماوي السوري، وقال ان “الصور الفظيعة القادمة من سورية يجب ان تهز كل انسان”. واضاف نتنياهو خلال كلمة القاها في مراسم الذكرى العشرين لوفاة الرئيس السادس لإسرائيل حاييم هرتسوغ، ان “اسرائيل تطالب المجتمع الدولي باستكمال وعده في 2013، واخراج السلاح الكيماوي من سورية. الحرب القاسية هناك تؤكد الوصية الكبرى – سندافع الى الابد عن انفسنا امام كل عدو وكل تهديد”.

وطالب رئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينت، بعقد اجتماع للمجلس الوزاري السياسي – الامني، عاجلا، من اجل مناقشة الهجوم الكيماوي السوري وتأثيره المحتمل على اسرائيل. وجاء من مكتب بينت ان الوزير يعتقد بأن النقاش يجب ان يتناول الجوانب الإنسانية للهجوم والتأثير الامني على المنطقة، ونهج ابادة الشعب في سورية. وقال الوزير ان “الهجوم على المدنيين بواسطة السلاح الكيماوي، يحتم اعادة التفكير في المجلس الوزاري”.

كما تطرق وزير الداخلية ارييه درعي الى الهجوم في سورية، وقال ان على اسرائيل التدخل في ما يحدث في سورية. وكتب على صفحته في تويتر: “فظائع ممزقة للقلب في سورية هذا الصباح.. عشرات الاولاد القتلى بالسلاح الكيماوي. اسرائيل، القوة العظمى والديموقراطية الوحيدة في المنطقة يجب ان تقود العالم نحو وضع حد لهذه المذبحة الرهيبة”.

وتطرق رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال احتياط عاموس يدلين، الى الهجوم، امس، وقال انه يجب ارسال الأسد الى محكمة الجنايات في لاهاي كمجرم حرب. وكتب يدلين على حسابه في تويتر، انه آن الأوان لكي يدفع الأسد ثمن جرائم الحرب التي ينفذها. وفي لقاء اجرته معه اذاعة الجيش، قال ان هذه اعمال يجب علينا كيهود وكإسرائيليين منع حدوثها. “الأمر الصحيح الذي يجب عمله الليلة هو تدمير الطائرات التي قصفت في ادلب وخان شيخون”. وقال انه يحظر على اسرائيل تجاوز الأمر بصمت، لأن استخدام السلاح الكيماوي يخرق الخطوط الحمراء التي حددتها.

عملية خان شيخون تعيد النقاش حول قرار إسرائيل وقف توزيع الاقنعة الواقية

تكتب “هآرتس” ان قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية تملك حاليا، حوالي مليون قناع واق، معدة لمواطني اسرائيل، لكنه يحتفظ بها في المستودعات، لأنه في عام 2014، قرر المجلس الوزاري المصغر وقف توزيع الأقنعة الواقية على المواطنين، ولكن، في المقابل، مواصلة الحفاظ على امكانيات الانتاج في المصنعين القائمين في اسرائيل “سوبرغوم” و”شالون”. وتبرز هذه المعلومة بشكل خاص، في ضوء التقارير التي وردت امس، حول استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد المدنيين في محافظة ادلب.

ويحتفظ كل واحد من المصنعين بخط انتاج للأقنعة الواقية، بتمويل من الجهاز الامني، ويتم نقل الاقنعة الى مستودعات الجبهة الداخلية المنتشرة في انحاء البلاد. لكنه يتم انتاج الاقنعة بشكل مقلص، ولا يتم توزيعها على المواطنين وانما تستخدم من قبل قوات الانقاذ فقط. وسيستثمر الجهاز الامني في هذا الانتاج خلال هذه السنة والسنة القادمة حوالي 80 مليون شيكل، حسب الميزانية المعدة للأقنعة الواقية. وبما ان هذه الاقنعة صالحة للاستعمال خلال 25 سنة فقط، منذ انتاجها، فان الجهاز الامني يستأجر خدمات جهة مدنية تتولي ابادة الاقنعة التي انتهى مفعولها.

وتم اتخاذ القرار المتعلق بتقليص انتاج الاقنعة، بفعل اتفاق تفكيك الاسلحة الكيماوية في سورية، وعلى الرغم من تقييم اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بأن نظام الاسد لا يزال يحتفظ بكمية معينة من السلاح الكيماوي، التي تم تعريفها بأنها ذات قدرات صغيرة. وقال ضابط رفيع في قيادة الجبهة الداخلية لصحيفة “هآرتس”، مؤخرا، ان قرار مواصلة انتاج الاقنعة يهدف الى الحفاظ على قدرات ومعلومات الانتاج الى ان حين صدور قرار آخر.

يشار الى ان الاقنعة التي توزع على قوات الجيش تختلف عن تلك المعدة للمدنيين. وفي هذه الحالة، ايضا، يقوم الجيش بتوزيع الاقنعة على قسم من القوات المحاربة. وقال الضابط انه “في الوقت الحالي لا يوجد تهديد قومي في مجال الاسلحة الكيماوية، لكنه يتم الحفاظ على المعرفة والقدرات. قيادة المنطقة الشمالية تنشغل في امكانية وقوع عمليات تستخدم فيها مواد كهذه، اما الجبهة الداخلية فتتعامل مع الاستجابة الواسعة – الجبهة الداخلية.”

ضابطة في الشرطة تقدم دعوى قذف وتشهير ضد القائد العام

تكتب “هآرتس” ان ضابطة في الشرطة الاسرائيلية قدمت، امس الثلاثاء، دعوى قذف وتشهير ضد القائد العام للشرطة روني الشيخ، الذي وصفها بـ”المجرمة”، خلال منتدى عقد في الشهر الماضي. وجاء نعت الشيخ للضابطة (ص) بهذه الصفة، في اعقاب قيامها بتقديم شكوى تتهم فيها رئيس وحدة “لاهف 433” روني رايطمان، بالتحرش الجنسي.

وتطالب الضابطة (ص) بواسطة محاميها حاي بار ايل، بتغريم الشيخ بدفع مبلغ 138 الف شيكل لها. وكتب المحامي في الدعوى التي تم تقديمها الى محكمة الصلح في تل ابيب، ان “الشيخ يعرف جديا بأن المشتكية لم تتهم ابدا بالعمل الجنائي، وبالتأكيد لم يتم ادانتها بارتكاب عمل جنائي، ولا يقف وراء وصفها بالمجرمة الا القذف والتشهير”. واوضح المحامي: “من الواضح ان المقصود ليس زلة لسان من قبل الشيخ او مقولة بريئة، وانما تعمد المس المتواصل بالمدعية، بهدف احتقارها واهانتها”.

وكانت (ص) قد طالبت الشيخ بعد نشر تصريحه ضدها، بالاعتذار على الملأ والتراجع عن مقولته القاسية. لكنه رفض. وكتب المحامي في الدعوى ضد الشيخ ان “ما قاله لا اساس له، وهذه مقولة مهينة، وتشتد خطورتها حين تصدر عن القائد العام للشرطة المسؤول عن تطبيق القانون في اسرائيل.” وكتب، ايضا، ان “القائد العام للشرطة يسمح لنفسه بالتحدث بشكل قاس وكاذب ضد ضحية لمخالفة جنسية، في حين ان دوره يجب ان يتمثل في الدفاع عن ضحايا المخالفات الجنسية وشجب مرتكبي المخالفات الجنسية، وليس ملاحقة ضحايا المخالفة، اهانتهن واحتقارهن. مقولة الشيخ تسبب المس بعمل المدعية في الشرطة، بل تمس بإمكانية حصولها على عمل خارج الشرطة”.

بلدية القدس تنوي بناء جسر للمشاة في وادي هنوم

تكتب “هآرتس” ان بلدية القدس وسلطة تطوير القدس تنويان اقامة جسر للمشاة في “وادي هنوم” (أو وادي أبناء هنوم أو جيهينا – كما ورد اسمه في ويكبيديا) في القدس. ويخطط لبناء الجسر على امتداد 197م وعلى ارتفاع 30م، ليربط بين حي ابو طور وجبل صهيون.

وتم، في الأسبوع الماضي، طرح مخطط بناء الجسر للنقاش في لجنة التخطيط والبناء المحلية، ولكن في ضوء معارضة عضو المعارضة لورا فرتون (ميرتس)، امرت المستشارة القانونية للجنة بإزالة الخارطة عن جدول اعمال اللجنة، لأنه تم تقديمها في اللحظة الأخيرة ومن دون توفير معلومات كاملة.

وتم تخطيط بناء الجسر المعلق بشكل يمتد من شارع الملاك الأبيض في حي الطور الى منحدرات جبل صهيون، ليتم استخدامه لأغراض سياحية. ويخطط لتمرير الجسر في الأساس في المنطقة التي كانت تعتبر “منطقة مشاع” بين اسرائيل والأردن قبل حرب الأيام الستة.

وقالت فرتون ان “هناك جهات في البلدية تحاول مرة اخرى اختطاف قرار في لجنة التخطيط والبناء وسكب اموال الجمهور على مشروع آخر سيثير علينا المجتمع الدولي. هذا مؤسف، لأن هناك الكثير من العمل الجدي الذي يجب القيام به في القدس، ولا يوجد أي مبرر لتحويل المدينة الى لونا بارك”.

وجاء من البلدية انه “خلال النقاش لم يتم طرح ادعاء سياسي ما، لأن المنطقة تقع داخل منطقة نفوذ اسرائيل منذ قيامها. ليس المقصود اختطاف قرار من قبل أي جهة، وتم طرح الموضوع للنقاش بسبب حقيقة ان اللجنة ستخرج لعطلة عيد الفصح. اعضاء اللجنة طلبوا المزيد من الوقت للنظر في الطلب الذي تم تقديمه قبل فترة قصيرة من انعقاد اللجنة، وهذا هو سبب طلبهم طرح الخارطة خلال النقاش القادم. واعتبرت المستشارة القانونية هذا الطلب معقولا فأوصت بتأجيل النقاش. الجسر هو جزء من مخطط تطوير القدس القديمة والبلدية ستواصل دفعه مع مخططات اخرى في المنطقة”.

اتهام شرطيين بالتنكيل بفلسطيني

كتبت “هآرتس” ان وحدة التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) قدمت صباح امس الثلاثاء، الى محكمة الصلح في القدس، لائحة اتهام ضد شرطيين من حرس الحدود على خلفية قيامهما بمهاجمة فلسطيني في البلدة القديمة وتهديده بإطلاق النار عليه. وحسب لائحة الاتهام فقد تم استدعاء الشرطيين يوسف عبداتي واوشري اوحايون، الى الحي المسيحي في البلدة القديمة في شهر ايار من العام الماضي، في اعقاب وقوع عملية طعن في المنطقة. وشاهد عبداتي واوحايون فلسطينيا يسير في الشارع فاشتبها بأن له علاقة بالعملية. و”على الفور توجها نحوه فيما كان احدهم يقول: هذا هو. وعندما وصلا اليه ضربه احد الشرطيين على عينه اليمنى بواسطة كعب البندقية، من دون تبليغه بأنه معتقل او محتجز، ومن دون أي تحقيق مسبق معه.” حسب ما جاء في اللائحة.

وعندما سألهما المعتدى عليه عن سبب ضربه “قاما بشتمه وامسك احدهما برقبته وخنقه ودفعه نحو باب احد المحلات التجارية المغلقة، والصقه اليه فيما كان وجه المشتكي موجها نحو الباب. وفي هذه المرحلة ضربه الشرطيان بواسطة اسلحتهما وقبضاتهما على مختلف انحاء جسده، بما في ذلك ظهره ورأسه وخاصرتيه، وخلال ذلك استلا السلاح وصرخا نحو شرطي اخر تواجد في المكان “اطلق النار عليه”، وهذا كله حين كان المشتكي يطلب منهما التوقف ويقول لهما انه اب لطفل.”

كما يستدل من لائحة الاتهام انه عندما حاول المشتكي الاستدارة نحو الشرطيان، تم ضربه مرة اخرى بواسطة السلاح، فيما قال احدهما للآخر: “اطلق النار عليه، اطلق النار، ها هي السكين”. وبعد عدة دقائق من الاعتداء على الفلسطيني تركه المعتديان وابتعدا عنه، وعندها قال لهما بأنه سيشتكيهما لوحدة “ماحش” فعاد احد الشرطيين نحوه واقترب منه، وسحب زناد سلاحه وضربه بواسطة كعب البندقية على صدره.

ترامب يستقبل الملك عبدالله اليوم

تكتب “يسرائيل هيوم” انه بعد اللقاء الناجح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سلسلة اللقاءات مع قادة من المنطقة، حيث سيستقبل، اليوم، الملك الأردني عبد الله. وجاء من البيت الأبيض ان الزعيمان سيتحدثان عن الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي، الحرب الاهلية في سورية، والعملية السياسية العالقة بين اسرائيل والفلسطينيين. كما يتوقع ان يعقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا.

وكان الملك قد وصل الى الولايات المتحدة، امس، واجتمع بوزير الخارجية الامريكي ريكس تيلارسون. وهذه هي الزيارة الثانية للملك عبدالله الى البيت الابيض منذ بدأ ترامب بمزاولة مهامه، لكنه اول لقاء رسمي بينهما.

وسيكون الزعيم العربي الثالث الذي سيلتقيه ترامب هذا الشهر، هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والذي تلقى دعوة من ترامب بزيارة واشنطن، خلال محادثة هاتفية جرت بينهما قبل اسبوعين.

“قمة اسرائيلية – عربية في الولايات المتحدة”؟

على صعيد اللقاء بين ترامب والسيسي، كتبت صحيفة الحياة اللندنية بأن الزعيمان ناقشا امكانية عقد قمة اسرائيلية – عربية في الولايات المتحدة. وحسب التقرير فقد ناقش مبعوث الرئيس الامريكي جيسون غرينبلات مع دبلوماسيين عرب كبار امكانية اشراك مصر والاردن ودول الخليج الفارسي في دفع مبادرة سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، تشكل قاعدة لمبادرة سلام اقليمية. والمحوا في السلطة الفلسطينية بأنه اذا جرى طرح مبادرة كهذه، فسيكونون على استعداد لاظهار المرونة. وفي حديث مع “يسرائيل هيوم” اكد مصدر فلسطيني رفيع في ديوان ابو مازن بأن رئيس السلطة قال خلال محادثات مغلقة انه مستعد للعودة الى المفاوضات من دون البدء بمناقشة ترسيم حدود الدولة الفلسطينية العتيدة، اذا وافقت اسرائيل على تجميد البناء في المستوطنات واستكمال اطلاق سراح المرحلة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين.

اصابة اربعة موظفين في ديوان نتنياهو جراء لمس مادة مجهولة وصلت بالبريد

تكتب “يسرائيل هيوم” انه تم، امس الثلاثاء، نقل اربعة موظفين من ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لتلقي العلاج، في اعقاب فتح مغلف ضم مادة غير معروفة. وقد وصلت الرسالة بالبريد وتم فتحها في اطار فحص اعتيادي للبريد الذي يصل الى ديوان رئيس الحكومة.

وشعر الموظفون الذين لمسوا المادة بحالة سيئة وتم نقلهم لتلقي العلاج، فيما تم تحويل المادة الى المختبر لفحصها.

المحكمة تقرر منح تعويضات اضافية لمستوطني غوش قطيف سابقا

تكتب “يسرائيل هيوم” انه في قرار يعتبر اسبقية قضائية، صدر عن المحكمة المركزية في القدس، امس، يمكن للمزارعين الذين اقاموا في مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة، سابقا، المطالبة بتعويضات اخرى، اضافة الى تلك التي حصلوا عليها من الدولة، لقاء تدمير مزارعهم.

وكان من المتبع حتى الآن تعويض المستوطنين عن قيمة المبنى اثناء اخلائهم، لكن قضاة المحكمة المركزية نافا بن آري، ورام فينوغراد، وارنون درئيل، حددوا بأن على الدولة تعويض المستوطنين حسب قيمة الارض الحالية. واشار القضاة في قرارهم الى ضرورة “اجراء الحساب المطلوب خلال فترة زمنية قصيرة”. وسيتيح هذا القرار لـ150 مزارعا من غوش قطيف سابقا، تقديم دعاوى مشابهة لتلك التي قدمها اساف وعدي عسيس، ومطالبتهما بتعويضهما عن المباني الزراعية التي اضطرا لإخلائها خلال خطة الفصل.

اردان وليبرمان يحضران تدريبات لوحدات “يمام”

تكتب “يسرائيل هيوم” ان وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، ووزير الامن افيغدور ليبرمان، والقائد العام للشرطة روني الشيخ، زاروا امس، قاعدة وحدة الشرطة الخاصة لمكافحة الارهاب “يمام”، وشاهدوا تدريباتها، ومن بينها تدريب على تخليص رهائن من بناية وحافلة ركاب، بواسطة الوسائل الخاصة. كما اطلعوا على القدرات القتالية الجوية للوحدة بواسطة مروحيات الشرطة والجيش، وايضا البرية بوساطة الدراجات النارية.

وقال الوزير اردان: “يجب عيلنا كحكومة ضمان القدرات والمعدات التكنولوجية الاكثر تطورا لهذه الوحدة من اجل مواصلة احباط المخربين وانقاذ حياة الناس في كل سيناريو يمكن حدوثه”.

وقال الوزير ليبرمان ان “القدرات التي شاهدناها هنا مثيرة وهامة في الحرب التي نديرها ضد الارهاب. التعاون بين “يمام” والجيش يسمح لمواطني اسرائيل بمواصلة ادارة شؤون حياتهم بشكل روتيني وبأمان، وهذه ليست مسألة سهلة في منطقتنا”.

اعادة انشاء وحدة “حروب” التي ستكرس للضفة

تكتب “يسرائيل هيوم” انه بعد اربعة عقود من تفكيك دورية “حروب” الاسطورية في الجيش الاسرائيلي، قرر الجيش اعادة تشكيلها كوحدة في اطار لواء كفير. وستختص الوحدة المتجددة في محاربة الارهاب، خاصة في الضفة الغربية، وسيتم تدريب قواتها على المهارات المهنية كالقنص، والاجتياح والمحاربة داخل مناطق مأهولة وفي الأنفاق.

وتم في الأيام الأخيرة اجراء مراسم قتالية ترمز الى اعادة تشكيل الدورية، بالتعاون مع قدماء المحاربين في الدورية. وكانت هذه الدورية قد عملت بين سنوات 1966 و1974، وكانت تعتبر وحدة خاصة لمهام الامن الجاري في قيادة المنطقة الوسطى، وشاركت في حروب الاستنزاف والايام الستة ويوم الغفران، وقامت بمهام عدة في اراضي العدو. ومن بين المهام التي تولتها الدورية، معالجة موضوع الطائرة اللبنانية بويينع 707 التي اختطفها مواطن ليبي في 1973 واجبرها على الهبوط في مطار بن غوريون الاسرائيلي.

وتم تفكيك هذه الدورية في اعقاب حرب يوم الغفران، في اطار الاصلاحات التي اجراها الجيش. ويعاد تشكيل الدورية كجزء من عملية واسعة تحدث في لواء كفير.

اختيار شركة “البيت معراخوت” لتطوير مدافع المستقبل

ذكرت “يسرائيل هيوم” ان وزارة الامن، اعلنت امس، بأنه تم اختيار شركة “البيت معراخوت” لتطوير مدافع المستقبل في الجيش الاسرائيلي. وجاء من الوزارة انه بعد “فحص كل البدائل المحتملة، قررت الوزارة تطبيق مشروع التطوير والتزود بالمدفع المستقبلي في الجيش في مصنع المدافع التابع لشركة البيت معراخوت، في يكنعام”.

يشار الى ان “البيت معراخوت” هي المنتج الوحيد للمدافع في اسرائيل، واحدى الشركات القليلة في العالم التي تطور وتنتج مدافع متقدمة منذ عشرات السنين. وقالت جهات مطلعة على هذا الفرع، ان المدفع الذي تقترحه الشركة على الجيش يعتمد على معرفة عميقة وتجربة متراكمة على مدار عشرات السنوات من تطوير وانتاج المدافع وتزويدها للجيش الاسرائيلي ولجيوش اخرى في العالم.

كما اشارت هذه الجهات الى ان المدفع المقترح على الجيش سيشمل مركبات ومنظومات جاهزة ومثبتة في التجربة، ويتم تزويدها بشكل دائم من قبل الشركة لزبائنها الكثر في العالم. وستضاف الى ذلك قدرات تكنولوجية متقدمة ستجعل المدفع بين المدافع الاكثر تقدما في العالم.

سلطة السجون تعد لإنشاء مشفى ميداني تمهيدا لأضراب الاسرى الامنيين

تكتب “يسرائيل هيوم” ان سلطة السجون الاسرائيلية تستعد لاحتمال اعلان اضراب جماعي عن الطعام من قبل اسرى حركة فتح، بقيادة مروان البرغوثي. وبناء عليه، ولكي لا يتم تحويل الاسرى الى المستشفيات، تخطط سلطة السجون لإنشاء مستشفى ميداني خارج سجن كتسيعوت.

ويتوقع ان يبدأ الاضراب في 17 نيسان، يوم الأسير الفلسطيني. ويأتي استمرارا لمطالب الاسرى الامنيين بتسهيل زيارات ابناء عائلاتهم، والسماح للأطباء بالدخول وفحص الاسرى وتسهيل ارسال وتلقي البريد. كما يطالب الاسرى بتركيب هاتف عمومي في كل قسم.

اضراب عن العمل في 102 سفارة اسرائيلية في العالم

يبدأ 1200 موظف اسرائيلي يعملون في 102 سفارة اسرائيلية في العالم، الاضراب عن العمل احتجاجا على شروط رواتبهم التي يدعون انها لم تتغير خلال العقود الست الأخيرة، حسب ما تنشره “يديعوت أحرونوت”.

ويشكل هؤلاء الغالبية الساحقة من بين الموظفين في السفارات والقنصليات الاسرائيلية، ويعني اضرابهم عدم تقديم الخدمات في غالبية الدول. وكان هؤلاء الموظفون قد شكلوا اتحادا لهم قبل اربع سنوات واعلنوا نزاع عمل مع دولة اسرائيل ووزارة المالية بهدف تغيير شروط تشغيلهم ورواتبهم، لكن المفاوضات لا تزال عالقة، على الرغم من ان الفجوات مع وزارة المالية ليست كبيرة، حسب قولهم.

اعتقال جنديين من الكوماندوس البحري بشبهة اغتصاب مجندة

تكتب “يديعوت احرونوت” ان الشرطة العسكرية اعتقلت، يوم الاربعاء الماضي، جنديين يعملان في قاعدة وحدة الكوماندوس البحري الاسرائيلي في عتليت، بشبهة اغتصاب جندية وارتكاب مخالفات جنسية اخرى بحقها.

وقالت الجندية في شكواها ان المشبوهين احتسيا الكحول اثناء وجود ثلاثتهما في السيارة، ومن ثم فرضا نفسيهما عليها خلافا لرغبتها. وفي اعقاب تقديم الشكوى فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا، واعتقلت الجنديين. وتم يوم امس تمديد اعتقالهما حتى يوم غد في المحكمة العسكرية في حيفا.

وقالت محامية احد الجنديين للصحيفة ان موكلها يدعي براءته وان العلاقة بينه وبين الجندية تمت بالاتفاق. وقد امضوا معا داخل السيارة وبرغبتها الخاصة حضرت الى السيارة، وبقيت معهما في السيارة بعد الحادث”.

مقالات

الهجوم الكيماوي في سورية: دليل على الفشل المتواصل لإدارتين امريكيتين.

يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس” انه لم تمر سوى عدة ايام بين البيان الامريكي الذي يشتم منه تغيير السياسة بشأن مصير النظام السوري – “اقصاء الأسد لم يعد في مقدمة جدول اولوياتنا” كما قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي – وبين الاشتباه باستخدام النظام للسلاح الكيماوي (صباح امس) في هجوم فتاك. الهجوم الذي استهدف محافظة ادلب في شمال غرب سورية، والذي قتل خلاله عشرات الأشخاص، ربما يكون استثنائيا في طابعه- ولكن ليس في نتائجه. فالنظام يذبح كل اسبوع تقريبا، المئات من ابناء شعبه، وغالبيتهم من المدنيين، بوسائل “مشروعة” ظاهرا؛ من القصف المدفعي وحتى القاء البراميل المفخخة من الطائرات والمروحيات.

من المؤكد ان تصريح هايلي، الذي يندمج في تلميحات سابقة لإدارة ترامب، أسهم في تعزيز الثقة الشخصية لدى نظام الأسد، الذي يتواجد، في كل الأحوال، في مرحلة ارتقاء معنوي منذ استكمال احتلال حلب في اواخر كانون الاول الأخير. لكن مذبحة ادلب لا تزال تشير الى فشل الادارة الأمريكية السابقة، ادارة اوباما. في تموز 2013، بعد ذبح الأسد لأكثر من الف مواطن في هجمات الغاز على اطراف دمشق، التي خضعت لسيطرة المتمردين، اعلن اوباما بأن الاسد اجتاز الخط الأحمر ووعد بهجمات عقابية ضد النظام.

وبعد ذلك قام الرئيس بالانعطاف الشهير وتوصل لاتفاق مع روسيا على تفكيك مستودعات الأسلحة الكيماوية في سورية، والذي تم في اطاره تدمير حوال الف طن من السلاح الكيماوي. موقف اوباما لم يكن مجرد انعطاف، وانما شكل تراجعا ملموسا، لأنه خلال ذلك المحت الولايات المتحدة بأنها لا تنوي المخاطرة في سورية، وفي الواقع شقت الطريق نحو تدخل اكبر من قبل قوات اخرى، في مقدمتها روسيا.

الهجوم الذي تم تنفيذه صباح امس، والذي استخدم خلاله غاز الاعصاب سارين، يدل على ان تطبيق اتفاق تفكيك السلاح الكيماوي لم يكن كاملا. لقد قدرت اجهزة استخبارات غربية، من بينها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، في السابق، بأنه تم اخراج ما يتراوح بين 95 و99% من مستودعات السلاح الكيماوي في سورية وتدميرها. لكن استخدام السلاح الكيماوي لا يزال شائعا، وبين الحين والآخر يستخدم النظام اسلحة كيميائية معيارية ومحظورة، كما يستخدم على فترات متلاحقة مواد غير محظورة في جوهرها، وفقا للمعاهدات الدولية (كمادة الكلور). وفي المقابل، تنشر تقارير، ايضا، حول هجمات مشابهة من قبل المتمردين.

في صيف 2014، وعلى خلفية انخفاض التهديد الكيماوي لإسرائيل، قررت الحكومة وقف توزيع الاقنعة الواقية للمواطنين. وكان ذلك يعني تحمل مخاطرة مدروسة، نبعت من مصاعب مالية ومن الرغبة بتحويل الموارد المطلوبة للاحتياجات الأخرى. لكن الهجوم الأخير في ادلب يمكن ان يعيد طرح علامات الاستفهام حول سياسة الحماية الاسرائيلية.

ويتعلق السؤال المهم الآخر بدور روسيا في اتخاذ القرارات المتعلقة بشن الهجمات. لقد قدمت موسكو الدعم الكامل للرئيس السوري في كل أفعاله، وقادت الغارات الجوية القاتلة التي قلبت الموازين لصالح النظام في سورية وقادت إلى استسلام المتمردين في حلب وغيرها من المدن. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو هل تم اشراك الروس في قرار الأسد العودة إلى شن الهجوم بالأسلحة الكيميائية.

في 2013، اقترحت موسكو اتفاق تفكيك الأسلحة الكيميائية من اجل انقاذ الأسد من غضب واشنطن – والتسوية التي تم التوصل اليها ازالت فعلا عن الجدول الهجوم العقابي الامريكي. لكن الروس يواصلون منذ ذلك الوقت التعامل بشكل متسامح مع الخطوات القاتلة التي يلجأ اليها الخاضع لحمايتهم، بما في ذلك هجمات كيميائية. في عام 2002، عندما سيطر ارهابيون مسلمون على مسرح في موسكو واختطفوا مئات الرهائن، استخدمت قوات الكوماندوس الروسية بنفسها نوعا من الغاز غير المعروف خلال عملية تحرير المخطوفين، ما ادى الى قتل عشرات الرهائن – غالبيتهم كما يبدو، قتلوا بسبب الغاز.

في الشهر الأخيرة، تقلص اهتمام المجتمع الدولي بما يحدث في سورية، على خلفية الدراما السياسية في الولايات المتحدة والاستقرار المعين الذي طرأ على مكانة نظام الأسد. ولكن القتال واعمال الذبح تتواصل عمليا، حتى وان كانت بحجم اصغر من السابق. بالنسبة لإسرائيل، يكمن هنا درسان. الاول، هو انه حتى عندما تعد الترتيبات الدولية بتفكيك اسلحة الدمار، يجب التعامل بشكل متحفظ مع ذلك وعدم الثقة بشكل كامل. والثاني، ان العلاقات المتحسنة مع الرئيس الروسي بوتين، وقنال التنسيق اليومي مع موسكو، لا يمنحان اسرائيل الحصانة امام ابعاد الاحداث في سورية.

على المدى الطويل، تكمن في الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه موسكو لنظام الأسد، محفزات اسرائيلية، لأنه يستتر وراء ظهر الطاغية السوري، ايران وحزب الله. ويمكن لاستمرارية نجاحات الاسد، بدعم روسي، ان تقود الى خطوات سلبية اخرى من وجهة نظر اسرائيل، وفي مقدمتها وجود رجال حزب الله والحرس الثوري الايراني على امتداد الحدود السورية في هضبة الجولان.

رجاء ترامب، بالقوة فقط

يكتب تسفي برئيل، في “هآرتس” ان الرئيس دونالد ترامب يحدد ترتيبات الاحتلال الجديدة، من دون مفاوضات او شروط مسبقة. حسب اوامر الادارة الأمريكية يمنع بناء مستوطنات جديدة، ويجب “كبح” البناء في المستوطنات القائمة. كما سيتم فرض قيود على البناء في القدس، ويجب على اسرائيل القيام بـ”لفتات” ازاء الفلسطينيين، تؤثر بشكل فوري على وضعهم الاقتصادي.

لقد تم ترجمة هذه الأوامر من قبل اسرائيل بشكل ملائم. اذ امر بنيامين نتنياهو بتقليص نشاط لجنة التنظيم والبناء العليا في الادارة المدنية، والتي تصادق على خرائط البناء. وبدل ان تجتمع مرة كل اسبوع، ستجتمع مرة كل ثلاثة اشهر. لا حاجة حتى للتكهن بـ”الرد الصهيوني الملائم” الذي كانت ستحظى به ادارة اوباما لو قامت بوضع قيود مشابهة على اذرع اسرائيل الطويلة.

لماذا تبتلع اسرائيل ريقها امام ترامب، وتعض على لسانها وتحني رأسها مطيعة، رغم انه لا احد يعرف، بما في ذلك رئيس الحكومة، ما هي الخطط السياسية للرئيس الأمريكي، وما اذا كان لديه مخطط واحد اصلا؟ لأن ترامب، مقارنة بأوباما، لا يجري مفاوضات مع حكومة اسرائيل ولا يشعر بالالتزام بقرارات الامم المتحدة او خارطة الطرق. ترامب يمضي حاليا وراء نزوته بالعثور بسرعة على صفقة “تاريخية” بين اسرائيل والفلسطينيين. يبدو ان المقصود نوع من نزاع التسلية الذي يجب ان يحقق نهايته لصالحه.

ترامب لا يلوح بإصبعه مهددا اسرائيل، ولكن اذا حكمنا عليه وفقا لسلوكه امام حلف شمال الأطلسي، او امام الأمم المتحدة، فانه سيكون على نتنياهو الفهم بأن المعادلة الواضحة كالبلور، هي ان من يحصل على اموال امريكية يجب ان يدفع المقابل. من يريد من سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هايلي، بأن تصد كل هجوم على اسرائيل، سيضطر لتزويدها بذخيرة يمكن تسويقها. الفيتو الأمريكي سيكون له بطاقة ثمن.

ترامب يستمتع من الصورة التي نجح بترسيخها عميقا. بلسان لطيفة، انه زعيم غير متوقع. وبلغة مفهومة اكثر، يجري الحديث عن زعيم مصاب بجنون سياسي. لا يمكن طرح ادعاءات ضده، فقد كانت له معلمة ممتازة. اسرائيل هي التي استمتعت طوال سنوات بصورة الدولة المجنونة التي يفضل بأن يحذر منها العالم، وبشكل خاص، دول الشرق الاوسط. ترامب يقدر جيدا قوة التهديد والتخويف. هكذا ادار اعماله، وهكذا بدأ ولايته امام عدد من زعماء العالم، كحكام المكسيك وكندا واستراليا او اليابان.

صحيح انه يتعامل في هذه الأثناء، مع اسرائيل عامة، ومع نتنياهو خاصة، كما يتعامل مع الكباد الحساس، لكن هوس نتنياهو يعمل لساعات اضافية، وربما بحق هذه المرة. يمنع التسبب بغضب ترامب، يحذر رئيس الحكومة. يجب تنسيق كل شيء مع الولايات المتحدة، يقول افيغدور ليبرمان، بل حتى نفتالي بينت يحني رأسه امام الثور الأمريكي. يمكن لأوباما ان يحسد ترامب فقط.

المفارقة هي ان الرئيس الأمريكي الجامح بالذات، الذي لا يولي اهمية للقيم الليبرالية، ولا يعتبر العنصرية كلمة فظة، يمكن ان يصبح أمل اليسار الاسرائيلي، لأنه نجح بتخويف اليمين. وربما لا توجد مفارقة بتاتا، وانما توجه واقعي نشأ في اقبية الاستراتيجية الاسرائيلية التي حددت دائما بأن العرب يفهمون القوة فقط. ربما يفهم اليهود ايضا، ما هي القوة الان.

ولكن، قبل الانجراف في التحمس امام استعراض العضلات من قبل ترامب، من المهم سماع ما يقوله بالضبط. حتى الان حدد فقط ما هو الاحتلال المقبول من وجهة نظره. لكن اللفتات للفلسطينيين ليست سلاما، وكبح البناء ليس مفاوضات، والوضع الراهن لا يزال ساريا. ولذلك، لا يمكن لأي معبود امريكي استبدال انتفاضة اسرائيلية تملأ الساحات، وتوضح لحكومة الشر ان زمنها انتهى، وانه لا يمكن خداع كل المواطنين طوال الوقت. نتنياهو لا يجب ان يخاف من ترامب، وانما من الجمهور الاسرائيلي، الذي يجب ان يتعلم من ترامب كيف يصبح مخيفا.

فشل اوباما، اختبار ترامب

يكتب بوعاز بيسموط، في “يسرائيل هيوم” انه في قصة الرعب السورية تم اختراق الكثير من الخطوط الحمراء وقتل عدد اكبر من الاولاد. في قصة الرعب السورية هناك الكثير من الناس الأشرار، وقلة من الناس الأخيار، والكثير جدا من المدنيين المساكين. في قصة الرعب السورية هناك، ايضا، عالم ينظر من الجانب وهو يتألم لمعاناة الأمس، ويقلق على مصير جيل الغد، ويتجاهل الاموات في سورية اليوم.

في قصة الرعب السورية، يوجد في الأساس الكثير من الألم والمعاناة التي لا تهم فعلا احد، رغم وجود رئيس متوحش (بشار الاسد) يذبح ابناء شعبه منذ ست سنوات، ويتلقى المساعدة في ذلك من روسيا وايران وحزب الله، وبشكل لا يقل رهابة – يحصل على ضوء امريكي أخضر، لكي يبقى في القصر.

في قصة الرعب السورية، لدينا، ايضا، اكبر اخفاق للرئيس الأمريكي السابق اوباما، وكذلك الاختبار الكبير للرئيس الجديد ترامب.

اذا كانت هناك بقايا من الاخلاق في العلاقات الدولية الساخرة، فان بقاء الاسد يسبب لها التبخر في الرياح، في خضم غيوم الغاز الكيماوي الذي يطلقه على ابناء شعبه. اوباما يتحمل جزء من المسؤولية عن الهجوم الكيميائي ضد الشعب السوري. اما الهجوم الذي حدث امس، فقد وقعه زعيم العالم الحر الجديد، دونالد ترامب. المأساة السورية يمكن ان تشكل فرصة كبرى لترامب. يمكنه اعادة امريكا الى مكانها الطبيعي على حساب الأسد، روسيا وايران.

عندما اندلع “ربيع الشعوب العربي” في 2011، كان من الواضح ان ما يحدث في سورية لا يشبه ما يحدث في مصر واليمن وليبيا أو البحرين. فلسوء حظ مواطني سورية، تدخلت في حربهم الكثير من الدول، سواء بشكل مباشر او غير مباشر: السعودية، قطر، تركيا، ايران، روسيا وحتى اسرائيل. من الواضح ان كل دولة اهتمت بمصالحها وبشكل اقل بمصالح المواطنين السوريين.

بالمناسبة، لمن لم يفهم بعد، ان مصلحة المواطنين السوريين هي فقط البقاء على قيد الحياة. وهذا التحدي ليس بسيطا حين تعيش في جهنم وانت على قيد الحياة.

لم ننس الولايات المتحدة، الضالعة هي ايضا في المأساة السورية. ولكن بشكل قليل. لأن اوباما، فارس حقوق الإنسان والحائز على نوبل للسلام، رغب بتقليص الوجود الامريكي في الشرق الاوسط الى ادنى حد ممكن. لكنه لم يفهم بأن ما يحدث في سورية، لن يبقى في سورية. وهكذا تولدت ازمة اللاجئين، وهكذا تولدت العمليات في اوروبا. اوباما رجل الكلمات، لم يفهم بأن سورية تتوقع منه العمل. في آب 2013 بالذات اعتقدنا انه حدث شيء ما اخيرا: لقد استخدم الأسد، للمرة الرابعة عشر، السلاح الكيميائي (حسب تقارير استخبارية فرنسية) ضد أبناء شعبه في ريف دمشق. وكانت الطائرات الحربية الفرنسية على اهبة الاستعداد للانطلاق، وخرج كيري في خطاب ميونخ الشهير، لكن الرئيس اوباما، نام اثناء حراسة اولاد سورية، وهو يحتضن جائزة نوبل للسلام.

من جانبه يقتنع اوباما بأنه نجح بتنظيف سورية من السلاح الكيميائي بعد توقيع الاتفاق. ولكن بعد ما شاهدناه في محافظة ادلب، امس، تبقى لنا ان نتأمل بأنه لم يقصد هكذا تنظيف ايران من السلاح النووي.

هذه الغازات، التي تم استخدامها بشكل مرهب في الحرب العالمية، تم مع مرور السنوات اخراجها عن القانون. غاز السارين الذي استخدمه الأسد ضد ابناء شعبه امس، يحظر استخدامه حسب معاهدة السلاح الكيميائي لعام 1933. ولكن ها هو يتم في 2017، تماما وراء حدود الدولة اليهودية، استخدام الغاز نفسه من قبل زعيم متوحش ضد ابناء شعبه. استخدام الغاز ضد المدنيين هو امر لا يمكن لنا نحن، اكثر من غيرنا، الموافقة عليه، حتى وان كان ضد الاعداء.

وما هو المتوقع غدا. في يوم الخميس الماضي، شرحت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بأن مغادرة الاسد للسلطة ليس في مقدمة سلم اولويات الامريكيين. يجب الاعتراف بأن ذلك كان مثيرا للخيبة. في واشنطن يؤمنون بأن الحرب ضد داعش اهم بكثير من الحرب ضد الأسد. ترامب يؤمن بأن الأسد يمكنه المساعدة في محاربة الارهاب العالمي، وخاصة من خلال اخذ راعيته روسيا في الاعتبار. يوم امس تلقى العالم تفسيرا آخر لحتمية انصراف الاسد. في عالمنا ما يكفي من الأدوات لمواجهة الحرب ضد داعش وايضا للقضاء على نظام الأسد.

الصور المرعبة لجثث الأطفال يوم امس، يجب ان توضح لترامب ما هو جدول الاولويات الحقيقي في الشرق الاوسط. سورية اولا، سيدي الرئيس. كل ما قلناه عن اوباما امس، لا نريد قوله عنك غدا.

سيدي الرئيس، الأسد كان يجب ان ينصرف قبل اولئك الاولاد المساكين. سيدي الرئيس، الأسد يجب ان ينصرف من اجل الأطفال المتبقين.

حماية الأسد

يكتب اليكس فيشمان، في “يديعوت احرونوت” انه عندما يتحدثون في اسرائيل عن “بقايا” السلاح الكيميائي المتبقي في ايدي النظام السوري، يتحدث الخبراء في لاهاي – حيث تجلس لجنة تفكيك الاسلحة الكيميائية – عن عشرات الاطنان من غاز الأعصاب الذي اخفته سورية عن مفتشي اللجنة. العالم يعرف ذلك ويصمت.

في لاهاي يهمسون بأنه حسب التقديرات التقريبية، سيظهر السلاح الكيميائي من سورية والعراق، خلال عامين، في اوروبا. لكن الأوروبيين لا يريدون السماع عن ذلك، لأن هذا سيحتم عليهم القيام بعمل ما – وليست لديهم رغبة بإقحام انفهم في سورية. من جانبهم فليبق الأسد، وليق الروس، ولتدخل ايران، شريطة ان لا يضطروا الى افساد المزاج الهادئ لمواطنيهم في الداخل.

في اسرائيل، الحكاية اكثر تعقيدا. يصعب الاعتراف بحقيقة ان عشرات الاطنان من غاز الاعصاب المتواجدة في ايدي الجيش السوري الى جانب المواد السامة من مختلف الأنواع في ايدي داعش وتنظيمات اخرى، تعتبر كميات قاتلة لا يمكن لقيادة الجبهة الداخلية في اسرائيل السماح لنفسها بتجاهلها. فاتخاذ قرار يقول ان “بقايا” السلاح الكيميائي في سورية لا تهدد الجبهة الداخلية في اسرائيل ينطوي على معاني معنوية واقتصادية ضخمة. وفي المقابل، فان القرار الذي يقول ان اسرائيل لا تزال تواجه تهديد المواد الكيميائية، يعني العودة الى استثمار مئات ملايين الشواكل في التدريع والانعاش وتنظيم القوات. من يملك المال ومن لديه رأس للتفكير في هذا الأمر. نحن قوة رادعة في الشرق الاوسط، فلماذا نبذل أي مجهود.

في شباط الأخير، حاولت بريطانيا وفرنسا تمرير قرار في مجلس الأمن يشدد من العقوبات على النظام السوري في ضوء استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين. في حينه جرى الحديث عن غاز الكلور، لكن الروس، والصينيين وصديقتنا مصر، فرضوا الفيتو، وسقط الاقتراح. ليس مفاجئا ان الأسد يمكنه السماح لنفسه بالجنون. فلدية حماية.

لقد تحولت المسألة الكيميائية في سورية منذ زمن الى سبب للخلاف بين التحالف الروسي والتحالف الأمريكي في سورية. الروس يتهمون المتمردين باستخدام السلاح الكيميائي، والغرب بتجاهل ذلك، بينما يتهم الغرب الروس بأنهم يدافعون عن الأسد الذي يستخدم السلاح الكيميائي. والنتيجة: ان النظام السوري والمتمردين – خاصة داعش- يستخدمون السلاح الكيميائي دون ان يواجهوا أي عقاب لأن القوى العظمى تمنع ذلك.

لا يوجد اليوم أي خبير عسكري في العالم يمكنه ان يشرح ما الذي جعل الرئيس السوري يصاب بجنون استخدام غاز الاعصاب السارين ضد الجمهور المدني في منطقة لا تشكل تهديدا مباشرا على نظامه. صحيح انه استؤنفت في الأسبوعين الأخيرين المعارك في منطقة الحمة، وهو ما يعتبره النظام السوري خرقا لاتفاق وقف اطلاق النار، ويسعى لجباية الثمن الثقيل من اجل ردع المتمردين في مناطق اخرى. الاسد يشعر قويا بما يكفي من اجل اظهار القوة. لكن استخدام السلاح الكيميائي في وضح النهار ضد الجمهور المدني يعتبر سلوكا غير طبيعي، ويدل على الحكم غير المستقر. باستثناء المصطلح الممجوج “جرائم حرب”، يمكن لما فعله الأسد ان يعيد بالتأكيد اختبار الشرعية التي حصل عليها نظامه في الأشهر الأخيرة من العالم – بما في ذلك الادارة الامريكية، هذا الأسبوع فقط.

حسب اوصاف ميدانية، فقد شوهدت قرابة الساعة السادسة والنصف من صباح امس، طائرة سوخوي اثناء اقلاعها من مطار الشعيرات بالقرب من مدينة حمص. وكانت حالة الجو في تلك الساعة مثالية لاستخدام المواد الكيميائية لأنه لم تهب الرياح. ما سقط على مدينة خان شيخون، في محافظة ادلب، على بعد 30 كلم من الحمة، كانت قذائف معيارية تابعة لسلاح الجو السوري. وهنا كانت المفاجئة. لقد عرف المفتشون في لاهاي عن قيام الجيش السروي بإخفاء مواد كيميائية، لكنهم لم يعرفوا انه تم شحنها داخل قنابل جوية معيارية.

الصور التي وصلت من خان شيخون تعلمنا، بدرجة عالية من اليقين، انه تم استخدام غاز السارين. هذا سلاح استراتيجي يحتم استخدامه الحصول على تصريح من قيادة النظام السوري. يجب على اسرائيل ان تأخذ في الاعتبار ان جارها في الشمال يعمل بشكل غير متوقع – ومعتوه.

دعوة للصحوة

يكتب ايتان هابر، في “يديعوت احرونوت” انه اذا تساءل احد عما اذا كان العالم سيكلف نفسه الرد في حال قيام الدول العربية بمهاجمة اسرائيل، فقد تم يوم امس عرض الجواب: لن يرد أحد. سنبقى لوحدنا.

العالم يهز اكتافه ويصمت امام ما حدث امس في سورية. هكذا كان في أيام الحرب العالمية الثانية عندما سأل الكثير من اليهود، وليسوا هم وحدهم: اين العالم؟ لماذا يصمت؟ لماذا لا يقصف خطوط القطارات التي حملت الملايين الى اوشفيتس؟ هكذا سيحدث في المستقبل، ايضا.

السوريون يكذبون على العالم كله ويخدعون كل القادة. لقد ابقوا لديهم كما يبدو، كمية كبيرة من السلاح الكيميائي لاحتياجاتهم. هذا السلاح الخطير يمكن ان يتم تفعيله ضد اسرائيل في الوقت المناسب. من هذه الناحية لا توجد عوائق امام الحاكم السوري بشار الأسد، وما يسمح لنفسه بإسقاطه على شعبه سيسمح لنفسه بإلقائه على اعدائه. دور دولة اسرائيل في هذه اللحظات هو ان تكون ضمير العالم. لقد قال الحكماء: “في المكان الذي يغيب فيه الرجال، حاول ان تكون رجلا”.

قيام اسرائيلية بعميلة في اعقاب استخدام السلاح الكيميائي في سورية، يمكن ان يورط اسرائيل طبعا مع روسيا. حاليا، نحن نترك هذه المشكلة للعالم كله، العالم الذي صمت امام مشهد الاولاد الذين يستنشقون الغاز، النساء النائمات بلا روح، والرجال الذين يبحثون عن مكان للاختباء. من المناسب ان نعرف ونستوعب: العالم صامت وكما يبدو سيصمت. من المريح جدا التعاطف باللسان، التغريد على تويتر والكتابة على الفيسبوك، وهذا هو ما فعله العالم وما سيفعله.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا