أسئلة لخالد مشعل !

بقلم :محمد يوسف الوحيــدي

الأخ خالد مشعل / أتابع خطبكم المصففة و المنمقة ، و أسلوبكم الواعي ، و المحنك في إدارة الحوار و إلقاء الكلمات بطريقة لا تخلو من الحرفية و فن الترصيع ببليغ الكلام ، و أبيات الشعر و آيات الذكر الحكيم و الأحاديث الشريفة ، و التي تذكرني بما روي عن رسول الله عليه الصلاة و السلام ، أنه سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم فقال إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها . و هنا أطرح عليكم عشرين سؤالاً ، هي غيض من فيض ، و بعض من كثير و عظيم ، ولكنها ما طرأ على خاطري الآن ، و أزعم أنها تدور في نفس و عقل السواد الأعظم من بني وطني ، و ربما أمتي ، ولعل حواجز الخوف ، أو الشك أو قد يكون الأمل ، ما تمنعهم من طرحها بهذه البساطة و المباشرة .. و عليه أرجو الإجابة عليها ، ولكن على وعد أن تكون الإجابة خالية مما أشرت إليه عاليه ، من أساليب الساسة ، و ديبلوماسية و مراسمية الحديث ، أو من حصافة المحامي ، و لحن البليغ وتذاكي المتحايل .. 1- هل أقمتم الدين ؟ و صححتم المفاهيم و القيم ، و ضبطتم الأخلاق ؟ أم أن الحقيقة تقول ، أن الإنفلات و الجريمة و المخدرات و العلاقات غير البريئة ، إنتشرت بشكل أكبر من أي وقت سابق وبشكل تصاعدي على مدى عشر سنوات ؟ 2- هل حققتم العدالة الإجتماعية و الكفاية ؟ أم أن الحقيقة تقول أن محاربة العائلات و كسر شأوتها و شوكتها كان وسيلتكم لتأليب قاع المجتمع على سطحة و تمكين الحقد الطبقي من التغلل و الإنتقام إجتماعياً و إقتصادياً ، بتمليك من لايمكلك و توزيع أراض ، و تجارة عقارات و هيمنة على السوق و التجارة بالقوة و الفتوة و الإتاوة على مدى عشر سنوات ؟ 3- هل قضيتم على الفساد ، و المحسوبية ، و الواسطة ؟ أم أن الفساد تلحف بثوب الدين و أصبح التهريب عملاً مقاوماً ، بضريبة و جباية و مشاركة و إدارة رسمية و أختام ، و باتت المحسوبية شرعية لأتباع الرايات الخضراء و عائلاتهم و الواسطة تأججت و إستشرت إلى أن بلغت مستويات غير مسبوقة في الرشوة و البرطلة إلى حد تبرأة ساحة عملاء و ساقطين أمنيين مروراً بمروجي مخدرات و إنتهاء بقوائم مسافري معبر رفح على مدى عشر سنوات ؟ 4- هل حققتم حماية لحرية التعبير و إسناداً لحقوق الإنسان ؟ أم أن رُكب وأقدام و مفاصل الكثير ، المخترقة بطلقات الرصاص نتيجة محاولاتهم للتعبير ، و أيادي و أرجل الكثير مصابة نتيجة للتكبيل و الشبح و التعليق ؟ و كم ظهرٍ جُـلِد و كم نفسٍ كُسِرتْ و أُهينت و تم إبتزازها ؟ عشرات ؟ أم مئات ؟ أم آلاف ؟ وكم عملية إعدام ، و سجن و إعتقال تمت خارج إطار الشرعية ، و القانون و العقد الإجتماعي الشامل المتفق عليه من كافة أطياف و أطراف المجتمع ، كم مكتب و سجن و مقر تحقيق و غيرها منتشرة بين الشقق و المنازل المدنية و بين الآمنين على مدى عشر سنوات ؟ 5- هل بنيتم جامعة جديدة ؟ معهداً ، مدرسة ، فصلاً ؟ أم إكتفيتم بتغيير أسماء المدارس ، و إتبرتم ه1ا إنجاز على طريق القدس و التحرير ؟ هل حققتم أي قفزة أو تقدم ولو بسيط في مجال التعليم أم دفعتم بمدرسين و مدرسات فرضوا الحجاب و غيروا المناهج العامة ، و جعلوا الوضع التعليمي في أدنى مستوياته على مدى عشر سنوات ؟ 6- وما أخبــار الصحة ، هل أنتم راضون عن تفشي السرطان و الوباء الكبدي و إزيداد معدلات الإصابة بأمراض القلب و التنفس ، ناهيك عن الأمراض النفسية و العصبية التي تنتشر كالنار في الهشيم لا تفرق بين شاب و شيخ ولا إمرأة ولا رجل ، هل لديكم أي حلول على المدى القصير أو الطويل ؟ وماذا عن الهبات من الأدوية و العقاقير التي يتم بيعها لحسابكم ؟ و تلوث الماء و ملوحته ، و تصريف مياه المجاري العادمة إلى البحر تلويثاً و خلقاً لبيئة خصبة للأمراض و الأوبئة هل هذا أقصى ما توصلت إليه خططكم على مدى عشر سنوات؟ 7- الضرائب ، و الإتاوات ، و تعريفة ترخيص السيارات و سيارات النقل ، هل إزدادت كنتيجة طبيعية لإزدياد الخدمات و التسهيلات و شق الطرق الحديثة و تعبيدها و إنارتها و ترميزها ، و ردم البرك و تجمعات المياة و فيضانها و غمرها للبيوت في الشتاء ، أم أن صورة أوفيديو للقادة الأئمة ، و دعاء و إبتهال بجانبهم و هم يحالون إنقاذهم تكفي ؟ و الشوارع التي عُبِّدت و أُصلِحت من نفذها هي شركات خاصة كالإتصالات و أخرى تابعة لرام الله أم أنكم تبنيتم ما تقوم به كإنجاز لكم على مدى عشر سنوات ؟ 8- ماذا بالنسبة لمواد البناء و تسعيرتها المسعورة ؟ هل هو نتيجة أن تكلفتها إرتفعت في مصانع أنشأتموها أنتم ؟ أم أنها تأتي بشكل هبات و مساعدات تقومون ببيعها تماماً كالغاز و البترول و غيرها من المواد و فرض الضرائب عليها ، و بالطبع لن أسأل عن وضع البنية التحتية ، و حفر أنفاق الإتصالات ، و غزة التحت أرضية على مدى عشر سنوات ؟ 9- ماذا فعلتم بالإعمار ، و ترميم أو إعادة ما تهدم و دمر نتيجة ( المقاومة ) و الحروب التي لا يعرف و لا يمكن أن يجتمع إثنان من المواطنين على رأي واحد بشأنها ، حول لماذا و كيف و ما هدفها و ماذا حققت .. على مدى عشر سنوات . 10- الحصار ، الحدود مغلقة ، و السفر بالقطارة ، و حصار إقتصادي خانق و سياسي قاتل و أفق مسدود ، ماذا فعلتم لفكه أو حلحلته أو مسايسته على مدى عشر سنوات ؟ 11- الكهرباء مقطوعة ، و تحصلون من الأهالي ثمن إستخدامها كأنها لا تنقطع على مدى ساعات الليل و النهار ، و بزيادة ، ماذا فعلتم مع تركيا و قطر و السند و الهند و بلاد تركب الأفيال لحل إشكالياتها ، ل تجارة المولدات لصالحكم و فرض الضرائب عليها و تهريبها هي الحل ؟ أم هي تجارة السولار و البنزين و تهريبه للمولدات ؟ والذي أدى إلى تحويل الليل إلى عذابات و تلوث سمعي و تنفسي للمواطنين ، ولكنه تحارة مربحة للمستورد و فارض الضريبة و المسهل و أصحاب الأنفاق على مدى عشر سنوات ؟ 12- موظفوا الإحلال ، الذين عينتموهم بدل موظفي الشرعية ، برتب و مراتب فلكية ،عشرات الألاف من المقربين أو أعضاء في حركتكم ، الربانية الراشده التي تتقي الله و تلتزم حدوده ، لماذا ترضون و تطالبون لهم أن يتقاضوا رواتب من أموال الوصاية و العمالة النجسة الآتية من معسكر التفاوض و الإنهزام و التسيق الأمني الخيانة على مدى عشر سنوات ؟ 13- هل حررتم متراً واحداً أو سنتيمتراً من أرض فلسطين و رفعتم عليه علمها ، أو علمكم ، أو أي علم غير علم إسرائيل على مدى عشر سنوات ؟ 14- كم قتيلاً في صفوف العدو ، الغاشم المحتل ، الذي لا و لن نعترف به ، وقع نتيجة للقصف الصاروخي للقدس و جوارها و تل أبيب و يافا و النقب و غيرها ؟ قتيل ؟ إثنان ؟ ثلاثة ؟ كم مبنى دمر لديهم ؟ وما هي النتائج السياسية و المصلحة التي تحققت بعدها على مدى عشر سنوات ؟ 15- وفاء الأحرار ، و إطلاق سراح الأسرى ، هل هو إنجاز ؟ بعد أسر جندي إسرائيلي لسنوات في مقابل حروب و قتلى و دمار في صفوفنا ؟ هل تتذكرون صفقات الجبهة الشعبية ، و هل تتذكرون عمليات إطلاق سراح الأسرى قبل السلطة و بعدها و صفقة إطلاق الشيخ أحمد يس و غيره ؟ ماذا فعلتم لتأهيل الأسرى و الجرحى و أسرهم غير مطالبة فتح و السلطة بحمايتهم و رعياتهم على مدى عشر سنوات ؟ 16- هل أنتم صادقون في نية الإصلاح ، و المقاومة ولكن نتيجة لظروف الحصار و الحرب ضدكم لم تستطيعوا إنجاز لو حتى واحد من الألف في المائة من برامجكم و أهدافكم ؟ إذن لماذا لم تقبلوا بإنهاء الإنقسام و الإقرار بالفشل ؟ أو التنحي عن الحكم و الإدارة على مدى عشر سنوات ؟ 17- هل قبلتم بإنهاء الإنقسام و بحكومة وحدة وطنية ، و حكومة وفاق وطني ولكن فتح و السلطة لم ترض ؟ لماذا إذن لم تسلموا وزارة الداخلية و أجهزة الأمن و المخابرات و الحدود وتخضعوا لرقابة موارد مالية ؟ هل مفهومكم للشراكة في الحكم يعني الشراكة في الأمن على أسس حزبية و مشاركة و كوته ؟ أي أمن هذا إذن المسيس و المحزب ؟ كيف ينفذ جندي يتبع تنظيماً و فكراً مخالفاً أوامر ضابط يتبع تنظيماً و فكراً مخالفاُ ؟ وأبقيتم على هذا الجدل على مدى عشر سنوات؟ 18- هل تعتبرون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، أم ترفضون أم تتحفظون أم تشتطرتون أن تشاركوا فيها على أسس جديدة و هيكلية جديدة تكون نسبة تمثيلكم فيها هي الأعلى و إلا فلا ؟ هل تعترفون بدولة فلسطين التي يعترف بها 138 دولة حول العالم من أصل 192 و تنتمون إليها أم ترفضون وهذا موفقكم على مدى عشر سنوات ؟ 19- هل فكرتم بالمعنى الحقيقي و العلمي لكلمة ( حركة) حسب العلوم السياسية و لماذا لا يوجد إسم فلسطين في الإسم الرسمي لحركتكم ، و هل أجبتم بشكل رسمي و قاطع على أنكم جزء ، أو امتداد فكري و منهجي لجماعة الإخوان المسلمين على مدى عشر سنوات ؟ 20- هل قمتم بعمل أي دراسة أو بحث أو قراءة لواقع القضية الفلسطينية و علاقة الشعب الفلسطيني بأمته العربية و الإسلامية ، و تراجع أو تقدم القضية دولياً بكم أو بدونكم ، و آثار ما قمتم به على البرنامج الوطني و تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني ، أم إكتفيتم بالخطب الرنانة و الإعلام الموجه بالصوت و الصورة ضد فتح و السطلة و الإحتلال ، و ضد أي رأي آخر ، و اطلقتم ناطقين مدربين على أساليب المناكفة و الردح و التدليس و التلبيس و تدليك العاطفة و تضليل الجهلاء على مدى عشر سنوات ؟

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا