معركة الأمعاء الخاوية فلسفة جديدة للمقاومة

بقلم: أشرف صالح

تعتبر معركة الأمعاء الخاوية فلسفة جديدة في منهج المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها . وقد بدأت هذه الفلسفة الجديدة من داخل سجون الإحتلال منذ بداية الأسير خضر عدنان ومرورا بعديد من الأسرى من جميع الفصائل . وشكلت هذه الفلسفة الجديدة لمنهج المقاومة وحدة حقيقية في الحركة الأسيرة .

أسرانا البواسل في سجون الإحتلال يجسدون أعظم البطولات والتضحيات من أجل قضية عادلة وثوابت لا تتغير ثوابت الحفاظ على ثقافة المقاومة التي غابت عن الواقع الفلسطيني بمعناها الحقيقي التي كنا نتعايش معه منذ زمن

وهذه هي نقطة مهمة للغاية نقطة تحول المقاومة الحقيقية من أرض الواقع الى داخل سجون الإحتلال معركة الأمعاء الخاوية معركة الموت من أجل الحياة .

في الواقع كنت أظن أن معركة الأمعاء الخاوية هي لتحقيق أهداف ومتطلبات الحركة الأسيرة داخل سجون الإحتلال وخاصة موضوع الإعتقالات الإدارية التي تشنها قوات الإحتلال ولكني إكتشفت أن معركة الأمعاء ليس لهذا السبب فقط بل لأسباب كثيرة وذو قيمة عالية ووطنية بإمتياز وهي تجسيد الوحدة الوطنية داخل السجون الوحدة الوطنية التي فقدناها ومحوناها من أدبياتنا كفلسطينيين أصحاب قضية . وأيضا معركة الأمعاء الخاوية ساهمت في صحوة المقاومة بجميع أشكالها وألوانها المختلفة . ومن أهم ما جاء في رسالة هذه المعركة هي رسالة قوية لجميع الفصائل الفلسطينية بلا إستثناء للمواصلة في مشروع المقاومة بجميع أشكالها السياسية والعسكرية والسلمية والشعبية وحتى داخل السجون فهي أقوى رسالة من داخل السجون ومن خلف القضبان الى جماهيرنا الفلسطينية بجميع إطاراته الوطنية والتنظيمية والفكرية إنها رسالة الصمود على درب المقاومة .

أتوقع أن تكون هذه الثورة التي تنبثق من داخل السجون ستؤدي إلى تغيير جذري في مسار المقاومة بجميع أشكالها وألوانها وستؤدي الى الطريق السريع لتحقيق الوحدة الوطنية لأن الوحدة الوطنية من داخل السجون ستنعكس على أرض الواقع خارج السجون وهذه تعتبر من أقوى أهداف معركة الأمعاء الخاوية بغض النظر عن المطالب المباشرة التي تتعلق بقضية الأسرى والإنتهاكات اليومية للأسرى وخاصة الإعتقالات الإدارية التي تطيح بجميع المناضلين الفلسطينيين .

إن معركة الأمعاء الخاوية والإضراب الجماعي للأسرى هي فرصة حقيقية ورسالة قوية للمجتمع الفلسطيني لانها تجسد الوحدة الوطنية داخل السجون وتجسد ثقافة المقاومة بين صفوف الشعب وتجسد الإصرار على طريق المطالبة بحقوق وواجبات تلازم الشعب الفلسطيني منذ ولادته لتحقيق الحرية لاجيالنا القادمة فيجب علينا أن نتمسك بهذه الرسالة القوية والفعالة ونبني عليها خارطة طريق نتوصل بها الى متطلباتنا وخياراتنا ووحدتنا الوطنية التي إفتقدناها جميعا .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا