أنهت حركة حماس انتخاباتها الداخلية بانتخاب اسماعيل هنيه رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لخالد مشعل. وكانت هناك مؤشرات قوية تداولتها وسائل الإعلام خلال الأشهر السابقة ترجح فوز هنيه زعيما جديدا لحماس. ويأتي فوز هنيه بعد أيام قليلة على إعلان وثيقة حماس الجديدة التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية المحلية والإقليمية والدولية. وتشير بعض التحليلات الى ان حماس كانت بحاجة الى هذه الشخصية البراغماتية للخروج بالحركة من واقع الحصار وترتيب البيت الداخلي في حماس التي باتت تعصف بها الخلافات وتحديدا مع جناح محمود الزهار الذي وقف في وجه وثيقة حماس الجديدة حتى انه تخلف عن حضور المؤتمر الذي اعلن فيه عن ميلاد برنامج حماس الجديد.
انتخاب هنيه يعني ان مركز الثقل انتقل من الخارج الى الداخل وربما حرر حماس من الضغوطات الخارجية التي كان يتأثر بها قرارها السياسي.
يقف اليوم إسماعيل هنيه أمام امتحان صعب وبانتظاره ملفات شائكة تتعدد في أولوياتها وأهميتها. وعلى ما يبدو ان أهم أولويات المكتب السياسي الجديد تتجه نحو الانفتاح على الساحة الدولية متسلحين بوثيقتهم الجديدة التي اعترفت بدولة فلسطينية بحدود 67، كما ان أولوية حماس تنحصر على الصعيد الإقليمي بإعادة العلاقة مع مصر وترتيب العلاقة مع إيران وفي حسابات حماس بان ترميم العلاقة مع مصر يعتبر هدفا استراتيجيا ربما سينقلها من مرحلة الى أخرى توفر لها دعما سياسيا وتفتح أمامها آفاقا في الساحة الدولية وخاصة بعد ادعاءات حماس بأنها أعلنت عن فك ارتباطاتها مع الإخوان المسلمين.
الامتحان الأصعب الذي سيواجه هنيه يتعلق بالمشهد السياسي الفلسطيني وتحديدا في موضوع إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة فهل سينجح هنيه في تحجيم مراكز القوى المعارضة داخل حماس لانهاء الانقسام والعمل على تذليل العقبات التي تعترض طريق المصالحة. سيمتحن اسماعيل هنيه في هذا الموقف وفيما اذا كان المشروع الذي أطلقته حماس ينبع من مواقف وطنية أم أن ارث الإخوان المسلمين سيبقى مرجعية حماس في التمسك بمواقفها المعارضة للكل الوطني.
إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والاعتذار عن انقلاب حماس على الشرعية وتسليم الحكم للسلطة الفلسطينية هي عناوين المرحلة المقبلة فهل يستطيع هنيه تحقيقها والعمل على إعادة الجزء المبتور من الوطن الى حضن الشرعية الفلسطينية.
خاص- مركز الإعلام
