حماس والانتخابات المحلية مقاطعة ام مشاركة؟

اسدل الستار على احداث الانتخابات المحلية وسط مشاركة شعبية ضعيفة لم تتجاوز نسبة المشاركين فيها 55% بشكل عام وان كانت انحدرت هذه النسبة في بعض المواقع.
وتحتل الانتخابات دورا بارزا في الحياة السياسية الفلسطينية هذه الظاهرة التي يعد انتشارها من اهم عوامل تطورات النظام السياسي وتبع اهميتها ايضا بحكم انها احد المكونات الرئيسية للنظم الديمقراطية في الحصول على شرعيتها.
وتعتبر الانتخابات الاداة الرئيسية لضمان المساواة السياسية وتقضي على الفوارق الاجتماعية والسياسية وتتيح للفرد المشاركة في تحديد توجهاته السياسية بما ينعكس ايجابيا على واقع الدولة وتزود السلطة السياسية بالمشروعية السياسية بحكم تمثيل السلطة لكافة اطياف المجتمع السياسية بمختلف طبقاته وطوائفه واتجاهاته من خلال الافراد المشاركين في عملية التصويت وهذا يسهل على السلطة اتخاذ القرار.
العملية الانتخابية هي تعبير عن الانتماء للهوية الوطنية وتعزيز الاحساس بالانتماء الوطني وتقوية الشعور باهمية الفرد داخل المجتمع واحترام السلطة السياسية التي شارك في اختيار عناصرها وهذا يقلل فرص الاحتكاك مع السلطات الحاكمة مستقبلا.
واخيرا يجب تسليط الضوء على ان الانتخابات هي وسيلة للإصلاح السياسي وربما تتحول العملية الانتخابية الى ساحة صراعات سياسية ضمن القانون بين مكونات النظام السياسي الواحد وبين مختلف الاحزاب والجماعات ومنهم من يتخذ منها ساحة لتصفية حسابات سياسية من خلال طرح مواقف لا تنسجم مع واقع سياسي معين وتتخذ من ذلك وسيلة من اجل العبث بكل مكونات النظام السياسي كما ارادت حماس من خلال ظهورها بوجهين متناقضين في الانتخابات المحلية التي جرت حيث كانت تهدف الى زيادة الاحتقان في الشارع الفلسطيني والتلاعب بمشاعر الناخب الفلسطيني وجعله يضعف ثقته بالقيادة الفلسطينية من خلال اطلاق الشعارات التي تخدم مصالحها.
حماس التي اعلنت موقفها برفضها المشاركة في الانتخابات وحذا حذوها بعض القوى الفلسطينية الاخرى كانت تهدف لاستثمار رفضها هذا لأجل تحقيق مكاسب سياسية جديدة لكنها حملت موقفين متناقضين. فمن جهة ارادت مقاطعة الانتخابات بهدف افشال العملية الديمقراطية والتي تدخل في اطار سياسة سيادة عنصر على اخر لكنها ارادت ايضا تخفيض نسبة المشاركة في الاقتراع لما له من دلالات سياسية حيث ان ضعف الاقبال هو تعبير عن حالات الرفض السياسي لكنها وقعت في شرك اعمالها عندما وجهت تعليمات الى عناصرها بانتخاب “الاصلح” وكانت تعني دعم الكتل المنافسة لحركة فتح وقطع الطريق امام فوز حركة فتح لاعتبارات سياسية.
حماس الان بدأت اللعب على وتر نسبة المشاركة في الاقتراع وتحاول اقناع الرأي العام بان الذين تخلفوا عن المشاركة هم من المعارضين للعملية الانتخابية ومن المعارضين للنظام السياسي القائم وانهم في النهاية يتوافقون مع خطها السياسي بل ربما تلجأ الى حيلة اخرى بان هناك من عناصرها كانوا ضمن المشاركين في العمالية الانتخابية وهذا يوسع دائرة المعارضة.
حماس فشلت مرة اخرى في قراءة المشهد السياسي فالعالم يتفاعل مع النتائج النهائية في الانتخابات والتي سجلت فتح فوزا كاسحا لها وعدم مشاركة حماس فيها تتحملها حماس وحدها فالعالم لا ينظر لذلك ايضا ويتعامل مع المعطيات على ارض الواقع.

خاص بمركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا