حديث القدس: دولة الاحتلال غير معنية بالسلام

رغم زعم حكومة الاحتلال بأنها مع السلام وترغب في تحقيقه، بل وأنها على استعداد لتحقيقه. إلا ان ممارساتها العملية على الأرض تؤكد رفضها للسلام ومضيها في تهويد مدينة القدس، ومواصلة الاستيطان، بل وإقامة المزيد من المستوطنات فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدا في الضفة الغربية، الأمر الذي يتطلب مواصلة كشف زيف ادعاءاتها على المستوى العالمي الذي بات مقتنعا في أغلبيته بأن هذه الحكومة الأكثر يمينية وعنصرية هدفها فقط تكريس الاحتلال وعدم التقدم ولو خطوة واحدة عملية باتجاه هذا السلام وصولا إلى تحقيق الرؤية الدولية بإقامة دولتين لشعبين.
وأمس فقط عقدت حكومة الاحتلال جلستها الحكومية الأسبوعية في الأنفاق المقامة تحت حائط وساحة البراق، تحت ادعاء أنه في هذا المكان أقيم الهيكل المزعوم كما زعم رئيس هذه الحكومة بنيامين نتنياهو والذي واصل زعمه بانه رغم تدمير الآلاف من منازل الشعب اليهودي ومرور آلاف السنين عاد شعب إسرائيل إلى بلاده.
فهذا الزعم الذي يتناقض مع الحقائق التاريخية والقرارات الدولية واللجان التي أرسلت إلى فلسطين في عهد الانتداب البريطاني البائد، فقد أكدت هذه اللجان والحقائق التاريخية بأن حائط البراق هو أحد أسوار الحرم القدسي الشريف وهو يخص المسلمين وحدهم وليس لليهود أي علاقة به لا من قريب ولا من بعيد.
وقد أعيد هذا التأكيد مجددا من قبل منظمة اليونيسكو التي أعلنت هي الأخرى بان هذا الحائط لا يمت بصلة لليهود وانه يخص المسلمين وحدهم، وهو تابع للمسجد الأقصى المبارك.
وليس هذا فحسب، فقد اتخذت حكومة الاحتلال خلال هذه الجلسة قرارات من شأنها مواصلة تهويد مدينة القدس ، رغم ان هذه المدينة محتلة منذ ٥٠ عاما وباعتراف المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة التي اعتبرت الإجراءات الإسرائيلية فيها باطلة وتغيير للحقائق والتاريخ.
فقد وافقت حكومة الاحتلال على خطة وصفتها بالتطويرية، ولكن في حقيقتها هي مواصلة تهويد المدينة خاصة البلدة القديمة، في محاولة لتغيير معالم القدس الشرقية المحتلة، وتزييف الحقائق التاريخية.
كما شكلت لجنة لأسرلة المنهاج التعليمي في المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية، بعد فشلها في تقديم الإغراءات المادية لهذه المدارس من أجل تدريس المنهاج الإسرائيلي الذي يزور تاريخ المدينة.
وفي نفس الوقت أعلنت الإدارة المدنية الإسرائيلية التابعة لحكومة الاحتلال موافقتها على بناء مستوطنة جديدة إلى الجنوب من مدينة نابلس لصالح مستوطني البؤرة الاستيطانية عمونا التي تم إخلاؤها منذ أقل من أربعة أشهر لأنها مقامة على أرض فلسطينية خاصة، وكأن جميع المستوطنات المقامة ليست على أرض فلسطينية محتلة، كما تحاول الزعم حكومة الاحتلال.
ان هذه الإجراءات العملية وغيرها التي تتخذها حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة، تؤكد يوما بعد آخر بانها حكومة مستوطنين ومتطرفين لا يعنيها السلام، بل مواصلة وتأبيد احتلالها للأرض الفلسطينية، مخالفة بذلك جميع القرارات الدولية التي تطالبها بإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية، بل إنها تضرب بعرض الحائط بهذه القرارات خاصة قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي دعاها إلى وقف الاستيطان واعتبره عائقا كبيرا أمام السلام في المنطقة وإنهاء الصراع.
إن على المجتمع الدولي، الذي تضرب إسرائيل بقراراته عرض الحائط، التحرك وإرغامها على تنفيذ قرارته المتعلقة بالقضية الفلسطينية للحيلولة دون انفجار الأوضاع وانعكاسات هذا الانفجار على المجتمع الدولي برمته.
فالشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام من أجل نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المنشودة وعاصمتها القدس الشريف. لا يمكنه القبول والرضوخ للاحتلال، وإنه على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات من أجل نيل كافة حقوقه الوطنية الثابتة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا