الأدوار والمتاجرة المرفوضة

بقلم: ناهض محمد اصليح

منذ أن هيمن الانقسام الفلسطيني على الحياة الفلسطينية منذ ما يقارب من عقد ونيف والحال الوطني ليس بخير لدرجة أن صوتنا في مناهضة الاحتلال بقي حبيساً بتداعيات الانقسام والذي ما انفك لحتي لحظة كتابتي لهذا المقال, وإذا كنّا كفلسطينيين نسعي بإعلاء صوتنا لانتزاع حقنا بالحرية والاستقلال عن الاحتلال بقي صوتنا ضعيفاً بنظر العالم والإقليم، وذلك بوجود شطرين من الوطن تغلب عليه المواقف الغير منسجمة سياسياً الأمر الذي يعطي كل يوم ولحظة لحكام تل ابيب والمستوطنين بأن يحكموا سيطرتهم على الارض الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ عبر سياسات التهويد والضم والحصار والاعتداء، وفي ظل تشظي الروح الوطنية ليس من الاحتلال وإنما من الانقسام لا زال هناك بقية من هذه الروح تصارع من أجل استعادة وحدة الوطن ووأد الانقسام ووفاءً لتضحيات شعبنا الفلسطيني الجسيمة والكبيرة.
في الوقت الذي باتت فيه الدول الإقليمية بشكل خاص تأخذ شكلاً مغايراً عما كان معهوداً ضمن رؤية دولية تحتويها الإدارة الامريكية الجديدة وفق تطلعاتها الاستراتيجية في منحى يأخذ سلوك مواقف تفرض على الفلسطينيين بضرورة فهمها وإدراك أبعادها، وأي يكن تصلب المواقف فهذا لا يجب أن يقودنا الي الهلاك وإنما إلى التحلي بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وبقرارها المستقل البعيد كل البعد عن الارتهان لعواصم أسهمت سابقاً بتعزيز الانقسام وتغذيته وما زالت تتطلع لإبقاء هذا الانقسام كملف من ملفات التوظيف القذر لسياستها كعديد من الملفات مثل العراق والشام واليمن ودون حل ، فهل يدرك الفلسطينيون ذاتهم وينقذوا مستقبل وطنهم، تساؤل بات مطروحاً متي ينتهي الانقسام ؟ حتي يكون صوت الحق القوي بالوحدة لا صوت الحق الضعيف بالانقسام، ولذلك فإن أولويات الفكر الناضج تبني على استقلالية القرار الوطني والسيادي وبأخذ خصوصية أننا كفلسطينيين لا زلنا تحت الاحتلال المستفيد من حالة الشتات والانقسام مقابل دول إقليمية منها من يتطلع للمتاجرة بقضيتنا عبر الدفع بتغذية الانقسام في مواجهة مفضوحة للنيل من سلامة وموقف القيادة الفلسطينية بزعامة الرئيس الفلسطيني ابو مازن، والذي سعي ويسعي على كل الصعد من أجل حقوق شعبنا والخلاص من الاحتلال وبلغة العالم المتحضر سياسياً ودبلوماسيا ومن خلال الشرعية الدولية والقانون الدولي مروراً بكل المنظمات والهيئات الدولية وأمام هذا الجهد والسعي الكبير الذي يؤرق الاحتلال الاسرائيلي، بات يبرز بشكل واضح دوراً وظيفياً لبعض الدول الصغيرة والحميمة لتقوم بأدوار مرسومة معتقدة بأن رقصها على الحبال يخرجها لتكون كالكبار، وهنا فليدرك الوظيفيين بأن الرقص على الحبال لا يخرج الصغار من الحظائر ! فكلا وألف كلا لكل الأدوار التي تستهدف قضيتنا والمتاجرة بها على موائد الأوغاد عاش نضال شعبنا وعاشت سلامة مواقف القيادة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا