هل أدارت قطر ظهرها لحماس

لتحمي وتحصن نفسها إرضاء لواشنطن وإسرائيل

كتب المحامي علي ابوحبله / رئيس تحرير مجلة آفاق الفلسطينية

الأنباء المتداولة عن أن قطر طلبت من حركة حماس مغادرة عدد من قياديها الأراضي القطرية صحيحة أم مجرد إشاعات فهي بحكم الواقع خطوة ستقدم عليها قطر محكومة بذلك لمصالحها التي تقتضي منها فعل ذلك .

على الرغم من نفي حركة حماس لما تناولته وسائل إعلام مؤخرا من مزاعم حول طلب قطر مغادرة عدد من قيادة حماس العاصمة القطرية الدوحة . فقد صرح الناطق باسم الحركة حسام بدران أن الأنباء التي تحدثت غن لائحة قدمتها قطر بأسماء عدد من قيادات حماس وأنها طلبت مغادرتها الأراضي القطرية هو كلام مناف للواقع، ويتقاطع مع وسائل إعلام اعتادت ترويج معلومات وأخبار غير صحيحة عن الحركة بغرض تشويه الصورة، ومحاولة التأثير على علاقات الحركة الخارجية”.

وكانت قناة الميادين اللبنانية نقلت أمس عن مصادر دبلوماسية لم تحددها، أن قطر سلمت حركة حماس لائحة بأسماء قيادات من الحركة طلبت مغادرتهم الدوحة.

وبحسب المصادر، فإن اللائحة ضمت بشكل رئيسي أسماء أعضاء في حماس يتولون التنسيق مع قيادة الحركة في الضفة الغربية. مشيرةً إلى أن اللائحة التي تسلمتها حماس أولية وتضم أسماء وردت في تحقيقات مع أسرى في سجون الاحتلال.وكانت قناة الغد، زعمت أن القيادي في حركة حماس صالح العاروري غادر العاصمة القطرية “الدوحة” متوجهاً الى ماليزيا.

هذه الأنباء المتضاربة حول صحة ما أقدمت عليه قطر من عدم صحته بإبلاغ قيادة حماس ومطالبتها بمغادرة عدد من قياديها دولة قطر يتقاطع مع تصريح زعيم المعارضة في إسرائيل زعيم حزب العمل هرتسوغ قوله : طرد قادة حماس من الدوحة تطور غير مسبوق وفرصة تاريخية لصناعة السلام ، وطالب زعيم المعارضة “الإسرائيلي” إسحاق هرتسوغ، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستغلال فرصة طلب قطر من بعض قادة حماس مغادرة الدوحة من أجل التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين.

واعتبر هرتسوغ ما نشرته “الميادين “حول طرد نشطاء في حماس من أراضيها بأنها تطورات كبيرة وفرصة لا مثيل لها في المنطقة واصفا القرار بالـ “تطوّر غير مسبوق”.

وأشار الى أن “قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإعلان عن حركة حماس منظمة إرهابية، وقرار قطر طرد نشطاء حماس من أراضيها، هي تطورات غير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط”، مضيفا أنه “لا شك أن هنالك فرصة تاريخية لتسوية إقليمية”.

هناك تقاطعات دوليه وإقليميه حول خلفية القرار وان لم يعلن عنه رسميا ويتم تداوله عبر وسائل الإعلام ، وموقف قطر هو لسان حالها يقول لحركة حماس ليس باليد حيله

تقول مصادر دبلوماسية للميادين إن “قطر سعت عبر خطواتها تجاه حماس لتلبية الطلب الأميركي، لعلها تضمن بذلك دعم واشنطن في حال تطور الخلاف مع الرياض وأبو ظبي إلى ما هو أسوأ من الحرب الإعلامية إلى تنفيذ التهديدات التي صدرت قبل أيام في صحيفة الرياض السعودية، بإمكانية حصول انقلاب سادس في قطر”.

“ليس باليد حيلة” عبارة اختصرت موقف دولة قطر من بقاء أعضاء من حركة حماس يتولون مسؤوليات لها علاقة بالمقاومة في الضفة الغربية على أراضيها.

كانت قمة الرياض التي حضر فيها أمير قطر إلى جانب زعماء آخرين والرئيس الأميركي دونالد ترامب بمثابة إعلان بدء مرحلة جديدة بالنسبة لأميركا وحلفائها، وبالتالي وضع قطر وغيرها من الدول العربية أمام معادلة الفسطاطين؛ “إما أن تكونوا معنا أو علينا”، كما كان الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش قد قال قبل غزو أفغانستان واحتلال العراق في العام 2001.

كانت الأيام الماضية صعبة على قطر، ضغوطات سعودية-إماراتية بحجة كلام منسوب لأميرها تميم بن حمد نفته الدوحة ولم تصدّق نفيه الرياض وأبو ظبي.

امتلأت صحف العاصمتين ووسائل إعلامهما المتنوعة بكل ما يمكن تخيله من اتهامات للإمارة الصغيرة، وبين اتهام وآخر تلميح بانقلاب، والحجة، بحسب المعلن، انفتاحها على إيران، وإيوائها للإخوان المسلمين، وملف حماس.

أما الانفتاح على إيران فهو وجع سعودي، وأما إيواء الإخوان فهو مشكلة إماراتية، وأما قضية حماس فمطلب أميركي مباشر، بهدف التمهيد للتسوية التي يحضّرها ترامب بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

في مكان ما في قطر التقى مبعوث لمسئول قطري رفيع بمجموعة من مسئولي حركة المقاومة الفلسطينية حماس، حاملاً رسالة واضحة “ليس باليد حيلة”. سلّم المسئول القطري لائحة بأسماء أعضاء في حماس عليهم مغادرة الدوحة فورا

ووفق مصادر دبلوماسيه أن قطر أعربت عن أسفها لاتخاذها هكذا خطوة بسبب ضغوط خارجية مشيرة الى أن اللائحة ضمت بشكل رئيسي أسماء أعضاء قياديين في حماس يتواجدون في الدوحة ويتولون التنسيق مع قيادة الحركة في الضفة.

وقالت مصادر إسرائيلية أن الاحتلال الإسرائيلي سلم قطر أسماء قادة من حماس يتواجدون في الدوحة ويقومومون بتنسيق العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة المحتلة حسب زعم تلك المصادر .

وقالت القناة العاشرة الاسرائيليه أن قطر أبلغت واشنطن وتل أبيب بأنها لن تسمح بأي نشاط معادي لإسرائيل من الدوحة وان خطوات عملية في هذا الاتجاه سيتم اتخاذها خلال الأيام المقبلة مؤكدة أن واشنطن وجهت إنذارا شديد اللهجة الى قطر بعد إعلان ترامب أن حماس حركة إرهابية وان لا مكان لاحتضانها في الدوحة ما جعل الدوحة تسارع الخطى لإبعاد قادة حماس الذين وردت أسماءهم في ملفات التحقيق الإسرائيلية مع أسرى الحركة في الضفة الغربية.

القرار القطري هو تلبية للطلب الأمريكي الإسرائيلي ، لعلها تضمن بذلك دعم واشنطن في حال تطور الخلاف مع الرياض وأبو ظبي إلى ما هو أسوأ من الحرب الإعلامية إلى تنفيذ التهديدات التي صدرت قبل أيام في صحيفة الرياض السعودية، بإمكانية حصول انقلاب سادس في قطر”.

وفق المعطيات لتسلسل الأحداث التي دفعت الدوحة لهذا القرار الذي قد يكون مقدمه لتخلي قطر عن حركة حماس فان الفلسطيني دائما هو ضحية الخلافات العربية والإقليمية والخطوة القطرية تدلل وتؤكد أن معظم الدول العربية لا تملك قرارها السيادي لان ألدوله التي تملك قرارها السيادي لا تخضع للضغوط

والخطوة القطرية جاءت بعد فشل الوساطة الكويتية بين قطر والسعودية ويبدوا أن قطر رضخت للضغوط لتمتص غضب الدول الخليجية ولإرضاء أمريكا وإسرائيل

وهذا الموقف الإذعاني لقطر هو دليل فشلها في تسويق ما أقدمت عليه حماس من تعديل في ميثاقها ،

الموقف القطري يضع حماس أمام خيار استراتيجي وهو العودة الى إيران وأكيد ستحاول مع حزب الله للتوسط لها مع القيادة السورية للعودة الى سوريا وهذا كله له ثمن في معادلة الصراع الإقليمي

إن أفضل حل للخروج من مأزق المعادلات الاقليميه التي وضعت فيها القضية الفلسطينية هو بالعودة للحوار الفلسطيني والتمرد على الفيتو أيا كان مصدره لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لتحصين الموقف والقرار الفلسطيني لمواجهة الضغوطات التي تمارس على الفلسطينيين

لا شك أن هناك انعكاس لقرار قطر الذي سيدفع بالمتشددين في حماس الى العودة لمحور المقاومة وهذا هو ضمن صراعات داخليه في حركة حماس وهذا قد يضعف التيار المعتدل في حماس الذي ترعاه قطر وتركيا

ويضعف الموقف السعودي وحلفاءها في مواجهة ما تدعيه المحور الشيعي لان حماس حركة فلسطينيه سنيه

وقد فشلت السعودية في احتواء حركة حماس بفعل التناقضات في داخل مجلس التعاون الخليجي وإذعان السعودية ورضوخها للموقف الأمريكي الصهيوني باعتبار حماس حركه إرهابيه

وهذا يدلل أن الصراع الذي تشهده المنطقة هو صراع محوره الأساسي استهداف وتصفية القضية الفلسطينية وتدمير وتقسيم سوريا ليتحقق لإسرائيل ما تريد ولتمرير المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد والذي كان بدايته باحتلال العراق ويسعى اليمين الأمريكي المتصهين لاستكماله عبر إدارة ترامب

وان الأوان لصحوة فلسطينيه حقيقية تقود قولا وفعلا لسرعة إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحده وطنيه وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعيه ضمن أولوية استعادة ترتيب البيت الفلسطيني وحتى يكون بالمقدور للتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية والانتقاص من الحقوق الوطنية الفلسطينية

المادة السابقة
المقالة القادمة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version