بعد المقاطعات العربية…قطر تقدم على طبق من ذهب لإيران!

تساؤلات كثيرة فرضتها قرارات السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر اليوم، متمثلة بمن هو المستفيد والخاسر الأكبر من هذه القرارات؟، وهل يذوب الجليد بين قطر وإيران فعليا بعد قرار المقاطعة؟، كيف يمكن الخروج من هذه الأزمة؟.
الأنباء المعلنة تقول إن الهدف من هذه المقاطعات هي عدول قطر عن سياساتها في المنطقة والتي لا تتسق مع عضويتها في مجلس التعاون الخليجي وسياسته العامة.
ورغم أن قرار المقاطعة اتخذته الدول العربية اليوم، إلا أن ثمة شواهد خلال الفترة الماضية، تشي باقتراب توتر العلاقات بين دول الخليج وقطر.
وتدهورت علاقة قطر بجيرانها منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي، عندما بثت وسائل الإعلام القطرية كلمة للشيخ تميم بن حمد أمير قطر ملخصها الخطوط العامة للسياسة القطرية التي لا تتسق وكونها عضو في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بالخط العام لسياساته، وهو الأمر الذي نفته قطر معلنة عن اختراق لموقع وكالة الأنباء القطرية “قنا”.

طبق من ذهب
عميد الجامعة اللبنانية واستاذ العلاقات الدولية مجدي حماد، أكد، أن الخاسر الأكبر من هذه المقاطعات -بغض النظر عن الصواب والخطأ- هي الأمة العربية، والشعوب التي أصبحت مثل الأيتام على موائد اللئام، لافتا إلى أن الدول الحليفة لقطر مثل تركيا ستتأثر أيضا.
وقال حماد لـ”دنيا الوطن”: “للأسف أن يصل الحال بالدول العربية أن تقطع العلاقات بينها، وطرد المواطنين القطريين من الدول العربية، ففي السابق كان قطع العلاقات الدبلوماسية لا تؤثر على المواطنين واقعيا ولا تؤدي لطرد أي مواطن من دولة ما”.
وأضاف “المكسب الأساسي سيكون للولايات المتحدة وإسرائيل، غير أنه فعليا فإن قطر ذاهبة على طبق من ذهب إلى إيران التي تدعم عدم الاستقرار في الدول العربية”.
وأشار إلى أن قطر لن تتعلم من هذا الدرس كثيرا، لأن الاشارات كانت واضحة منذ فترة وخصوصا بعد قمة الرياض، حيث أصبحت العاصفة أقوى في وجه ايران، مستهجنا قيام قطر بقلة الاهتمام بعلاقتها مع مصر السعودية اللتان تعتبران (كفتا الميزان في الوطن العربي).

تقارب إيراني
بدوره، قال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى علوي، إن قرار الدول العربية مقاطعة قطر، جاء بعد مغادرة وزير الخارجية السعودي مصر عقب مباحثات عقدها مع نظيره المصري سامح شكري، مبينا أن ذلك يعنى أن هناك تنسيقا عربيا قبل القرار.
وأضاف لـ”دنيا الوطن”، أن القمة الإسلامية العربية الأمريكية التي عُقدت بالرياض الشهر الماضي، كانت بداية التحول في الموقفين الدولي والإقليمي تجاه قطر، وهو ما استشعرته قطر يومها، مؤكدا أن هذا القرار سيعيد شكل التحالفات الموجودة في المنطقة، وربما يزداد التقارب القطري الإيراني.
وتابع: “ربما تتجه قطر لاتخاذ موقف رشيد يتمتع بقدر من النضج تعود به إلى السرب الخليجي”، مؤكدا أن القرار جاء متأخرا، ولكن ما حدث لصالح الأمن القومي العربي.

ايران واسرائيل
من جهته، أكد، استاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة ناجي شراب، أن المستفيد في البداية والنهاية من قرارات المقاطعة هي اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الدول الاقليمية المجاورة التي تسعى للتغلغل داخل النظام العربي مثل ايران وتركيا، معتبرا أن الخاسر الأكبر القضية الفلسطينية.
وقال شراب لـ”دنيا الوطن”: “المستفيد هو من له مصلحة مباشرة في الوصول إلى قلب هذه المنطقة العربية وهي اسرائيل وايران اللتين لهما مصلحة مباشرة في التغلغل في المنطقة، بالإضافة إلى الجماعات الاسلامية المتشددة والحوثيون، وحجم الاستفادة يكون بمزيد من التغلغل”.
وأشار إلى أنه لا يمكن لدولة صغيرة مثل قطر أن تواجه مثل هذا الضغوط السياسية والاقتصادية من معظم دول الخليج، مبينا أن هناك تخوفات من سيناريو يؤدي لتفكيك دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف شراب “الخطر الأكبر لقطر هو مستقبل النظام الحاكم، وهذا يؤخذ في عين الاعتبار لديهم أيضا”.

أما الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم المدهون، فيرى أن المستفيد من أي اشكالية عربية واسلامية هو اسرائيل والدول الطامعة بخيرات البلاد واستمرار تفتت البلاد العربية.
وقال المدهون لـ”دنيا الوطن”:” هذه الخطوات ستؤثر سلبا في الداخل العربي والسياسيات العربية ولن يكون لها نتائج ايجابية لا على المدى البعيد ولا القريب”.

دنيا الوطن- كمال عليان

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا