تحية لأوري ديفيس

بقلم: حافظ البرغوثي

أعاد المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات الحياة إلى خطة الجنرال الين حول الترتيبات الأمنية في الأغوار، وهي ترتيبات ضمها الوزير السابق جون كيري إلى خطته ولقيت رفضا فلسطينياً؛ لأنها تكرس التواجد الاحتلالي على طول نهر الاردن بما فيها المعابر لعقود غير محددة.

هذه الخطة وضعها عسكريون أميركيون وإسرائيليون لتلبية المطالب العسكرية الإسرائيلية دون الأخذ بعين الاعتبار المصالح الاردنية والفلسطينية، وفي النهاية رفضها نتنياهو لأنها تشير إلى قيام دولة فلسطينية ولو كانت منزوعة السلاح والحدود والسيادة على الأرض والماء والسماء.

خرجت صحيفة هآرتس قبل يومين بمقال افتتاحي تدعونا إلى اقتناص فرصة الحصول على دولة على مساحة 97 بالمئة من الضفة بما فيها القدس الشرقية، ولا نعلم من أين جاء العرض ولا من سيعرضه، لأننا امام حكومة لا تؤمن بحل الدولتين ولا بحل الدولة الواحدة للجميع، بل تؤمن بدولة فصل عنصري.

ويبدو ان الصحيفة تشير الى تفاهمات أبو مازن مع أولمرت التي وصلت الى مثل هذا الحل قبل سقوط اولمرت او اسقاطه، وكانت ادارة اوباما تحبذ الاعلان عن هذا الاتفاق مع بداية توجيه الإتهامات لأولمرت لكن نائبته تسيبي ليفني عرقلت ذلك باعتبار انها من ستقوم بالمهمة لاحقا الا انها خسرت في الانتخابات.

ما زال الجانبان ينتظران الافكار الاميركية التي يبدو انها ستكون مستوحاة من عقود من المفاوضات ولا جديد بها، لكن حكومة نتنياهو اليمينية والوسط الاسرائيلي ما زالوا يتنكرون لحقنا في الدولة، ويحبذون نظام الفصل العنصري الكريه، كما جاء على لسان يعلون وبينيت.

أسجل هنا الجهود الجبارة لعضو المجلس الثوري لحركة فتح أوري ديفيس الذي يأتي دوما بأفكار نيرة وخلاقة في المجلس الثوري بعكسنا جميعا، فمن افكاره جاء وقت محاسبة بريطانيا على وعد بلفور وعلى قرار التقسيم الذي نفذ جزئيا لصالح اسرائيل.

وقبل فترة زارنا وفد برلماني استرالي وأراد الاسرائيليون عن طريق السفارة الاسترائيلية الاستفراد به بعد جولته في الضفة فاستعان مرافق الوفد من المجلس التشريعي ربيع “الذي عز عليه ان نستضيف الوفد على حساب المجلس ليجتمع مع الاحتلال” بجاره أوري الذي طلب استئجار قاعة في الامبسادور في القدس ودعا منظمات حقوقية اسرائيلية كثيرة لمقابلة الوفد، واستمع منهم الى ممارسات الاحتلال وخرج الوفد بانطباع اننا نعيش تحت نظام فصل عنصري بكل ميزاته غير الانسانية. وهذا ما قاله أعضاء الوفد في بلد تربطه باسرائيل علاقات وثيقة.

فتحية لهذا الاكاديمي اوري، وهو يظل اضافة نوعية للمجلس الثوري بجهوده داخل وخارج المجلس.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا