ازمة الخليج وتداعياتها على المسألة الفلسطينية

كثيرة هي الازمات التي عصفت بالنظام العربي الرسمي على مر العقود الماضية ولا زال البعض منها قائما في كل من سوريا واليمن وتركت انعكاسات سلبية على الواقع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص اذ ان انشغال الامة العربية بأزماتها ستجعل انظارها تتجه نحو ايجاد حلول لهذه الازمات وهذا يعني ترك القضية الفلسطينية جانبا وعدم الاهتمام بها وقد تطول بعض الازمات دون ايجاد الحلول لها بما يعني ترك الفلسطينيون يواجهون مصيرهم بنفسهم. هذا من جانب اما الجانب الاخر فالموضوع الاكثر اهمية هو الموقف الرسمي الفلسطيني مما يحدث الان حول تداعيات الازمة القطرية بعد ان اقدمت عددا من الدول العربية والخليجية بقطع العلاقة مع الدوحة لأسباب تتعلق بخلافات قائمة حول مواضيع عدة ومنها ما يتعلق بالامن القومي العربي والذي تم توجيه تهم للدوحة بالعمل على ضرب استقرار المنطقة وتعريض امنها القومي للخطر.
من المفترض ان نلتزم الحياد كفلسطينيين وعدم زج القضية الفلسطينية بصراعات دفعنا ثمنا باهظا لها سابقا واقصد ايام ازمة الخليج الاولى ووقوف منظمة التحرير الفلسطينية الى جانب العراق مما ادى الى حصارها وفرض قيود على الفلسطينيين وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي اصبحت في الصفوف الخلفية في الاهتمامات العربية. ولذلك يجب ان يقوم الموقف الفلسطيني على رأب الصدع في جدار العلاقات العربية وان تكون مهمة الفلسطينيين هو الاصلاح مع ان دولة قطر تدخلت في الشأن الداخلي الفلسطيني وقامت بتغذية الانقلاب بل وتمويله ومن هنا فان الموقف الغير معلن للقيادة الفلسطينية ربما ذاهب وان كان بتحفظ لتأييد ما جرى حتى تتراجع قطر عن مواقفها التي احدثت اختلالا واضحا في موازين القوى الاقليمية وأخذت تدعم جهات على حساب جهات اخرى وادى الى زعزعة استقرار المنطقة.
احداث الازمة وتسارعها تؤكد ان مجموعة الدول التي اتخذت قرارها ضد قطر لن تتراجع عن قراراتها حتى تغير الدوحة من ميزان سياساتها وتلتزم بميثاق الامن القومي العربي وتعمل على فك تحالفاتها التي ادت الى الوصول الى هذه الحالة التي ربما تتطور الى ابعد من ذلك فيما لو اصرت الدوحة على مواقفها وفيما لو تدخلت عوامل اخرى وبدأت بإشعال نار الفتنة فربما تطور الامور الى مرحلة يكون فيها الحسم العسكري واردا، وأي اختلال في موازين القوى الاقليمية سيترك تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية كما ان انشغال العرب بهذه الازمة سيحول انظارهم عن دعم القضية الفلسطينية.

خاص بمركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا