اصل الارهاب

بقلم: حافظ البرغوثي

لا يمكن مجاراة بعض السائد من التغاضي في لحظات ما عن اتخاذ مواقف ما بشأن قضايا خلافية حتى لو كانت بعيدة لأننا ملدوغون من هذه القضايا في النهاية.

كنا نكتب ونقول ان السياسة القطرية مسيرة اميركيا واسرائيليا ثم جنحت وحدها مؤخرا بعد فشل المشروع الاخواني وتخبطت فصارت تدعم الداعشي السني والدواعش الشيعة ضد بعضهما في العراق ودعمت مخططات ضد جيرانها في الخليج وبدأت تغازل النظام السوري، فبدون غطاء اميركي ما كانت قطر لتقف لتهدد روسيا في الامم المتحدة ولا قال حمد الجاسم لنا ذات سنة نحن من يقرر فلا تذهبوا الى مجلس الامن، فالغطاء الاميركي الغربي الاسرائيلي كان موجودا دائما، وتغاضت الادارات السابقة عن المقاول القطري الذي كان ينفذ الاعمال القذرة بالباطن او كما قال دبلوماسي اسرائيلي خدم في قطر انها مجرد شيك مفتوح فيأتيها الامر من واشنطن فتوقع. وهكذا تضخمت الأحزاب الاسلامية خاصة الاخوان المسلمين من التخمة المالية القطرية وكان ذلك يتم بموافقة اميركية وفقا لإتفاق خيرت الشاطر مع المخابرات الاميركية مقابل ضمان المصالح الاميركية في المنطقة وأمن اسرائيل واطلاق يد جماعة الإخوان في المنطقة العربية وقلب الانظمة. وكان الاخوان بعد سيطرتهم على الحكم في مصر بدعم وهبات مالية وعينية للناخبين بدأوا يبحثون عن دولة غنية نفطية لتكون الدولة الاخوانية لتمويل المشروع الاخواني التوسعي، وكانوا مخيرين بين الكويت ام الامارات وركزوا على الامارات لكن الامارات بحدسها كشفت المؤامرة منذ البدء.
اميركا دعمت وسلحت اغلب الجماعات المتطرفة لأنها تريد الفوضى الخلاقة او الخناقة في المنطقة لعدة عقود وفقا لدراسة سرية اميركية وهي كافية لتدمير العالم العربي بالكامل وإستنزافه عسكريا وماليا وبشريا.
ولعلنا نذكر ما قاله مسؤولون عراقيون ان طائرات مجهولة تقوم بالقاء اسلحة لداعش في العراق وان طائرات مجهولة تلقي اسلحة لداعش في سوريا او تصلها عبر تركيا في البداية وقبل ايام قال الرئيس الافغاني السابق قرضاي طائرات مجهولة تلقي اسلحة على داعش في افغانستان، لكن السياسة الاميركية الجديدة انقلبت على السياسة القديمة للدولة العميقة في اميركا ويبدو انها كفت عن دورها كعراب دعم الارهاب باستثناء الارهاب الاحتلالي الاسرائيلي وبدأت تتخلص من مقاولي الباطن.
اسرائيل دعا كبار ضباطها لصحيفة اميركية بضرورة عدم محاربة داعش لأسباب اسرائيلية ولم يتحدث نتنياهو عن الارهاب الا بشكل مركزا على ايران واعترف ضابط اسرائيلي بوجود قناة تنسيق بين داعش واسرائيل ولم يتحدث عن العلاقات اللوجستية مع النصرة وغيرها لأن 15 الف جريح من داعش واخواتها تلقوا العلاج في اسرائيل وكانت اسرائيل تعلم ان السفير القطري لدى غزة ينقل اموالا في حقائبه لحماس وكانت تغض الطرف عنه. فإرهاب داعش واخواتها خدم اميركا وبقاء الانقسام الفلسطيني يخدم اسرائيل ايضا وقطر تدعم الإنقسام ايضا.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا