المشهد السياسي العربي والدولي 21-06-2017

يهتم بأبرز ما تناولته الصحف العربية والدولية

اعداد: رئيس التحرير وليد ظاهر

الصحف العربية

اهتمت عدد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى السعودية ولقاءه مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
ويعتبر العبادي هو أول رئيس حكومة للعراق يزور السعودية منذ عام 2003.
يقول عبدالاله بن سعود السعدون في الجزيرة السعودية “وتأتي الزيارة الأولى للرئيس الدكتور حيدر العبادي، لتشكّل حدثاً مميزاً عربياً ودولياً مع ترقب كبير للنتائج المباركة التي ستحققها في المجال الثنائي بين البلدين والمحيط العربي والإقليمي. تزامن هذه الزيارة التاريخية والأمة العربية تعيش حالة صعبة من الفوضى الأمنية في العديد من أجزائها وسيطرة المليشيات المنفلتة الإرهابية تحرق الأخضر واليابس في وطننا العربي الممزق والذي يعيش أبناؤه حالة من الخوف والقلق وذل الهجرة القسري في وطنه ومحيطه الإقليمي”.
ويضيف السعدون “تفتح هذه الزيارة المباركة عهداً جديداً في علاقات أخوية متينة مبنية على الثقة والاحترام والتعاون المشترك لما فيه خير البلدين الشقيقين العراقي والعربي السعودي، وإعادة اللحمة للوطن العربي الذي يحتاج في يومه هذا لكل جهد عربي مشترك من أجل استتباب الأمن والسلام والتنمية لربوعه القلقة”.
وفي مقال بعنوان “الرياض وبغداد.. هل انكسر الحاجز”، يقول ماجد السامرائي في العرب اللندنية “يكتسب العراق خصوصيته وهو دائما كذلك لموقعه في قلب صراع المصالح الإقليمية والدولية بعدما وضعته إيران في مركز مجالها الاستراتيجي الحيوي وقوة نفوذها التي تكونت ونمت بسرعة داخل العراق بسبب الولاء الأيديولوجي للحكومات العراقية بعد عام 2003، والتي ابتعدت في سياساتها عن الهوية الوطنية والعمق العربي”.
ويضيف السامرائي “وفق المقاييس العراقية النزيهة والحريصة على أمن البلد والطموح ببنائه بعد هذا الخراب الذي أصابه، خطوة العبادي المتبادلة مع الرغبة السعودية الجادة بتطوير العلاقات بين بغداد والرياض ستكون في صالح شعب العراق أولا وأخيرا”.
أما العرب اللندنية فتؤكد أن الزيارة تأتي في محاولة من العبادي “لتثبيت نفسه إقليميا في مرحلة ما بعد داعش”، مشددةً أن القادة في السعودية”يستقبلون العبادي وهم مدركون لمحدودية هامش المناورة لديه بسبب السطوة الكبرى التي تمارسها طهران على الحكم في العراق، لا سيما من خلال الأحزاب الشيعية”.
وتضيف الصحيفة: “ويدرك العبادي من جهته أن مرحلة ما بعد داعش تتطلب الكثير من المساعي الحقيقية لبناء ما دمرته الصراعات والنزاعات التي عاشها العراق منذ الغزو الأمريكي وهو ما لا تقوى عليه حكومته في ظل استمرار ماكنة الفساد في العمل وهو ما سيدفعه إلى الاستعانة بالاستثمارات السعودية منطلقا من العلاقات الاقتصادية لسد الثغرات السياسية. ولن تمانع القيادة السعودية في تلبية مطالب العبادي من أجل ضخ شيء من القوة في مسعاه من أجل الانفتاح عربيا في مواجهة التشدد الذي تمثله الميليشيات الموالية لإيران وهي تستعد للقفز إلى السلطة”.

دهس مسلمين في لندن

ومن ناحية أخرى، ناقش بعض المعلقين عملية الدهس الذي جرت في لندن الذي أدى إلى مقتل شخص واصابة عشرة آخرين بعدما قاد رجل شاحنة صغيرة ودهس مصلين بالقرب من مسجد شمال لندن.
تقول الرياض السعودية في افتتاحيتها “الهجوم الإرهابي على المصلين في العاصمة البريطانية فجر أمس يؤكد فكرة عدم انتماء الإرهاب لأي دين أو لون أو عرق إنما ينتمي إلى فكر مريض غير سوي، هدفه نشر الخوف والذعر والفوضى وبث الضغينة والحقد وإذكاء الروح العنصرية البغيضة التي لا يقرها دين أو عرف أو تقليد”.
وتضيف الصحيفة: “الإرهاب رغم اتخاذه أشكالاً وصيغاً متعددة يظل إرهاباً لا يهم إن كان من قام به مسلمون أو مسيحيون أو يهود أو حتى إرهابيين اعتنقوا مبدأً سياسياً”.

كما تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها “حادث الدهس الذي تعرّض له مصلّو جامع فنزبري بارك صباح أمس جاء ليكشف تصاعد موجة رهاب الإسلام الإسلاموفوبيا في بريطانيا وانتقالها من أعمال العنف اللفظي والجسدي إلى العمل الإرهابي”.
وتضيف الصحيفة “وإذا كان حادث الهجوم على مسجد فنزبري بارك قد أظهر، وبشكل واضح، أن لا فرق بين الإرهابيين (إلا بلون البشرة ربما)، وأن من يقتل المدنيين عشوائياً باسم الإسلام لا يختلف عمن يقتل المدنيين باسم الكاثوليكية أو اليهودية أو أيديولوجيات التفوق العرقيّ الفاشية، فإنه قدّم مقارنة مهمّة، بين القاتل الذي كان يصيح إنه يريد قتل كل المسلمين، والمصلّين المفجوعين بمقتل أحدهم وجرح عدد آخر، والذين، حالما تمكنوا من القبض عليه سلّموه، من دون أن يتعرّض لأذى، لإمام الجامع الذي سلّمه، بدوره، لقوّات الأمن البريطانية”.
أما ماهر ابو طير في الدستور الاردنية فيقول “مثلما لدينا مجانين يبيحون قتل الابرياء، فإن لديهم ايضا مجانين يتبنون مبدأ الثأر من المسلمين، وبشكل اعمى، فلم تعد القصة، قصة من هو الفاعل، في كل حادثة، ووجوب معاقبته حصرا، وتحولت الى رسائل كراهية متبادلة بين مكونات المجتمع البريطاني، في انفجار واضح للكراهية”.
ويختتم ابو طير مقاله بالقول ” القتل مدان، ولا يجوز تصنيفه على درجات، فيكون مقبولا في حالة ومرفوضا في حالة، وهذا الكلام يتوجب قوله لكل اولئك الذي يظنون ان ما نراه اليوم، امر مقبول، وفقا لنوعية الضحايا، او جنسيتهم او دينهم”.

بينما اهتمت الصحف المصرية الصادرة اليوم بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، مشيرة إلى استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقال 15 فلسطينيًا في الضفة الغربية، لافتة الانتباه إلى تنديد المبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بإعلان بناء مستوطنات جديدة.
وعرجت على تعليق استراليا ضرباتها الجوية في سوريا، ووقوع ضربات جوية عنيفة في مدينة درعا مع انتهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة في البلاد.
وتناقلت دعوة مجلس الأمن الدولي أمس جيبوتي وإريتريا إلى حل سلمي للنزاع على أراض حدودية بين البلدين.
وأفادت بأن الاجتماعات الوزارية التحضرية لقمة رؤساء دول حوض النيل ستبدأ اليوم في عنتيبي بأوغندا، تمهيدًا للقمة المقرر عقدها غدًا بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتطرقت إلى محاصرة الجيش العراقي للمدينة القديمة معقل تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل.
وأشارت صحف اليوم إلى وقوع تفجير وإطلاق نار داخل المحطة الرئيسية للقطارات في بلجيكا.
ونشرت صحف مصر في متفرقات أخرى، نبأ مقتل وإصابة 30 شخصًا خلال اشتباكات اندلعت أمس مع قوات الأمن الأفغانية في العاصمة كابل.

وركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على الخطة الاقتصادية الشاملة التي سيناقشها رؤساء الأحزاب المشاركة أحزابهم في الحكومة اللبنانية خلال اللقاء التشاوري الذي سيعقد غداً في القصر الرئاسي بدعوة من الرئيس اللبناني ميشال عون.
وتابعت الأنباء المتعلقة بالأزمة السورية من بينها تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلات نظام الأسد الحربية شنت أمس غارات جوية كثيفة على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا على الحدود مع الأردن مخلفة المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.
وأشارت إلى إسقاط التحالف الدولي طائرة مسيرة إيرانية الصنع قرب معبر التنف في جنوب سوريا.
وأخبرت الصحف عن استشهاد شاب فلسطيني أمس برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية، بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن بالقرب من الحاجز العسكري القريب من قرية جبع شمال شرق القدس المحتلة .
وأوردت تأكيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام اجتماع في باريس أمس على رؤيتهما المشتركة للتحديات في الشرق الأوسط، مشددين على أولوية مكافحة الإرهاب والتطرف وحل الأزمة في سوريا .
ولفتت إلى إعلان الجيش المصري في بيان أمس مقتل 12 إرهابيًا في قصف القوات الجوية على مراكز تجمعاتهم في محافظة شمال سيناء .
وواكبت الصحف عملية محاصرة الجيش العراقي للمدينة القديمة في الموصل معقل تنظيم داعش الإرهابي بعد أن سيطر على منطقة تقع إلى الشمال منها .
وتناقلت صحف لبنان نبأ مقتل عشرة أشخاص في انفجار سيارة ملغومة استهدف مبنى حكوميا في العاصمة الصومالية مقديشو أمس .

واهتمت الصحف العراقية الصادرة اليوم لليوم الثاني على التوالي , بالزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى المملكة العربية السعودية أمس الأول , وماتمخض عنها من نتائج تتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات, مبرزة بشكل خاص اتفاق العراق والمملكة على تكثيف العمل المشترك لمكافحة التطرف وتجفيف منابع الإرهاب وتمويله، وتأسيس مجلس تنسيقي للارتقاء بالعلاقات بين بغداد والرياض.
واعتبرت الصحف زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للمملكة العربية السعودية نقطة تحول كبيرة باتجاه تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما عقب الاتفاق على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وعرجت الصحف على تطورات معركة تحرير المدينة القديمة في الموصل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي والتقدم الذي حققته القوات العراقية المشتركة في المحورين الشمالي لهذه المنطقة وتحريرها الجزء الجنوبي من حي الشفاء ووقوفها على بعد 300 متر من جامع النوري الذي أعلن منه زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي دولته المزعومة قبل نحو 3 أعوام .

وتطرقت الصحف المغربية الصادرة اليوم إلى قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس بالمعالجة الفورية لوضعية مجموعة من 13 أسرة من جنسية سورية توجد منذ أسابيع على الحدود الجزائرية المغربية ، مشيرة إلى أن العاهل المغربي أعطى تعليماته للسلطات المعنية من أجل مباشرة المعالجة الفورية لوضعية هذه المجموعة في إجراء ذي طابع استثنائي أملته قيم إنسانية.”
وعلى المستوى الدولي أشارت الصحف إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية عن الشروع في بناء مستوطنة جديدة في نابلس بالضفة الغربية ستكون الأولى من نوعها منذ 25 عاما وذلك عشية الزيارة التي سيقوم بها المبعوث الأمريكي للسلام بالشرق الاوسط ، وأبرزت إدانة الحكومة الفلسطينية لهذا القرار.
واهتمت بتطورات الوضع في العراق ، مشيرة إلى أن القوات العراقية تواصل معاركها ضد مسلحي داعش لاستعادة ما تبقى من أحياء في الموصل القديمة وذلك وسط مقاومة عنيفة من المسلحين ، كما تابعت الصحف التطورات الميدانية في سوريا والقصف العنيف الذي تشنه قوات النظام السوري ضد قوات المعارضة في درعا.
وتناولت الصحف التطورات السياسية في فرنسا بعد فوز حزب الرئيس ايمانويل ماكرون بالأغلبية الساحقة في الجمعية الوطنية في أعقاب الدور الثاني من الانتخابات التشريعية.

وأبرزت الصحف السودانية الصادرة اليوم نبأ استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، أخيه الرئيس السودانى عمر البشير، في قصر الصفا بمكة المكرمة أمس.
واخبرت الصحف عن تنفيذ القوات السودانية تمريناً قتالياً بعنوان مخالب النسر بحضور قيادات عسكرية رفعية المستوى، ويهدف التمرين دعم قدرات القوات السودانية لمكافحة الإرهاب على الحدود مع أفريقيا الوسطى .
ولفتت الصحف الانتباه إلى ارتفاع عدد حالات الوفاة بوباء الكوليرا في اليمن إلى 1146 حالة منذ تفشي المرض أواخر أبريل الماضي.
وتطرقت إلى إسقاط التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، طائرة إيرانية دون طيار تابعة لميليشيا جيش النظام السوري.
وأشارت إلى مقتل 14 عنصراً أمنيا أفغانياً ، بينهم 8 يعملون في قاعدة باجرام، إثر هجمات منفصلة جنوب ووسط أفغانستان أمس.
وتناولت الصحف ترشيح مجلس الأمن الدولي ، اللبناني الدكتور غسان سلامة ، مبعوثا جديدا لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا خلفا للألماني مارتن كوبلر.

واهتمت الصحف التونسية الصادرة اليوم بنتائج زيارة رئيس وزراء العراق حيدر العبادي إلى المملكة ، مشيرة إلى اتفاق العراق والمملكة على تكثيف العمل المشترك لمكافحة التطرف وتجفيف منابع الإرهاب وتمويله، وتأسيس مجلس تنسيقي للارتقاء بالعلاقات بين الرياض وبغداد.
وألقت الضوء على مستجدات الأوضاع في ليبيا مع إصدار اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بيانا طالبت فيه المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بضرورة التدخل في ليبيا عموما وطرابلس على وجه التحديد لمنع الاعتداءات المتكررة على المدنيين وحمايتهم.
وتطرقت إلى إعلان التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش ” الإرهابي بأن طائرة أمريكية أسقطت طائرة من دون طيار مسلحة تابعة للنظام السوري إيرانية الصنع في مناطق سيطرة القوات الموالية للنظام في جنوب سوريا في ثاني حادثة من نوعها في غضون أسبوعين.
وأشارت إلى إعلان الجيش المصري أن طيرانه قضى على 12 إرهابيا بعملية قصف استهدفت تجمعاً لهم شمال سيناء.
وأخبرت في حزمة من التقارير الإخبارية المتفرقة عن استقالة وزيرة الدفاع الفرنسية سيلفي جولار من الحكومة بسبب التحقيق مع حزبها ، ومقتل عشرة أشخاص في انفجار سيارة ملغومة استهدف مبنى حكوميا في العاصمة الصومالية مقديشو ، ومقتل وإصابة 30 شخصًا خلال اشتباكات اندلعت أمس مع قوات الأمن الأفغانية في العاصمة كابل.

وأبرزت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم القصف العنيف الذي تتعرض له مدينة درعا السورية بالبراميل المتفجرة من قبل طيران النظام المدعوم بقوات الحرس الثوري الإيراني .
وفي الشأن المصري أخبرت عن مقتل 12 مسلحاً إرهابياً إثر غارات نفذها الطيران المصري بدقة وفي الوقت المناسب .
وبشأن الملف الفلسطيني ، لفتت الصحف الإنتباه لاستنكار الحكومة الفلسطينية لقرار رئيس وزراء دولة الإحتلال الإسرائيلي، بالشروع في إنجاز مستوطنة جديدة في منطقة نابلس بالضفة الغربية ، عشية وصول المبعوث الأمريكي للسلام إلى منطقة الشرق الأوسط .
وتحدثت الصحف عن نداءات المنظمات الحقوقية الدولية ودعوتها إلى محاكمة الإنقلابيين الحوثيين وتجريمهم بسبب تجنيدهم الأطفال والزج بهم في المعارك في العديد من المحافظات اليمنية .
وأخبرت الصحف عن تطويق القوات العراقية مدينة الموصل القديمة من الجهات كافة مما أدى إلى تضييق الخناق على تنظيم داعش الإرهابي .

الصحف الدولية

الصحف البريطانية

نشرت صحيفة الغارديان مقالا تقول فيه إن الهجوم على الرقة قد يؤدي إلى التصعيد بدل السلم في سوريا.
وتضيف الصحيفة أن السيطرة على عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية ستكون عملية ذات قيمة معنوية، وستوفر مصدرا مهما عن عمل التنظيم، ولكنها ستفتح الباب أيضا، حسب الغارديان، للتنافس على شغل المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم.
وتشير الصحيفة إلى أن سوريا أصبحت مسرحا للقتال بين النظام والمعارضة المسلحة، وقوى دولية هي روسيا والدول الغربية.
وترى أن من بين أخطر المعارك التي تشهدها سوريا هي تلك التي بين الجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي والجماعات التي تدعمها إيران دفاعا عن نظام الأسد، بالتحالف مع روسيا.
وتضيف أن مخاطر وقوع هذه المواجهة المخيفة تزداد يوما بعد يوم منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
ويستعين النظام السوري، حسب الغارديان، بإيران ورسيا من أجل استعادة السيطرة على المناطق التي بدأت فيها “الانتفاضة الشعبية” ضده عام 2011، باستعمال أقسى مستويات العنف ضد السكان.
وتدعو الصحيفة إلى تحميل موسكو وطهران مسؤوليتها في مأساة حقوق الإنسان الناتجة عن النزاع المسلح فب البلاد، إذ قُتل 400 ألف شخص منذ 2011، ونزح وهاجر الملايين عن مناطقهم بسبب القتال.
وتحذر من خطورة غياب خطة أمريكية منسجمة لمستقبل سوريا بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. وتصف نظرة ترامب للأزمة بأنها قصيرة، إذ أنه حسبها ترك الأمر للجنرالات يتصرفون وفق ما يرونه.

 

خطر المواجهة

ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا في الموضوع نفسه ترى فيه أن معركة شرقي سوريا تحمل تهديدا بمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران.
وتقول الفايننشال تايمز إن مخاوف المواجهة تزايدت بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة سورية قالت إنها كانت تشن غارات قرب مليشيا كردية تدعمها وانشنطن قرب الرقة.
وفي اليوم نفسه أطلقت إيران، لأول مرة، صواريخ باليستية في سوريا، قالت إنها استهدفت مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها حسب الصحيفة، استعراض للقوة أيضا ورسالة موجهة للولايات المتحدة والسعودية الخصمين لها في المنطقة.
وتذكر الصحيفة رأي محللين بأن التصعيد العسكري لا مناص منه وأن القوات الموجودة في سوريا تتسابق الآن لشغل الفراغ الذي يتركه تنظيم الدولة الإسلامية شرقي سوريا.
ومن بين أهم المناطق التي تتنافس عليها مختلف الفصائل هي مدينة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية، والحدود السورية العراقية.
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي في المنطقة قوله إن الولايات المتحدة تسعى لتسيطر الجماعات التي تدعمها على الطريق السريع الرابط بين بغداد ودمشق، من أجل الحد من تأثير إيران، والسيطرة على مناطق أخرى تستعملها في التفاوض بشأن مستقبل سوريا.
أما إيران فتحرص على الرقة من أجل تأمين رواق يربط إيران بالعراق وسوريا ولبنان، حيث يوجد حليفها حزب الله.

أحلام ترامب

ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا يتناول توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا تقول فيه إن أحلام ترامب بإقامة علاقات جيدة مع روسيا تبخرت.
وترى الصحيفة أن على ترامب أن ينسى خطته لإقامة علاقات جيدة مع روسيا بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة حربية سورية.
وتذكر ديلي تلغراف أن العلاقات بين البلدين ساءت بعدما صوت مجموعة أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين لتوسيع العقوبات المالية على روسيا رداً على تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي، وضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014 بطريقة غير شرعية.
وترى الصحيفة أن حادث إسقاط الطائرة وتهديد روسيا بالرد يعد فشلا لخطة ترامب بتحسين العلاقات مع موسكو، ودليلا على عمق الشرخ بين روسيا الغرب بسبب تنافسهما على النفوذ في سوريا، ودول منطقة الشرق الأوسط.
وتضيف أن الأولوية بالنسبة للغرب هو القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية المتهم بالتحريض على الهجمات الأخيرة التي شهدتها دول أوروبية، من بينها تلك التي وقعت في بريطانيا.
وتقول إن روسيا تزعم أيضا أن هدفها الأساسي هو أيضا القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها في الواقع تسعى إلى تعزيز وجوده العسكري في سوريا بالإبقاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي هدفه القضاء على المعارضة المسلحة، وليس مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

وفيما يلي العناوين:

صحيفة الإندبندنت:
• تقرير: إسرائيل تقدم مساعدات سرية للمتمردين السوريين.
• قصف سعودي على سوق في اليمن يودي بحياة 25 على الأقل.
• الاستعداد للمعركة الأخيرة في الموصل وستكون هي الأكثر فتكا بالأرواح.
• إيران تلغي حصص رياضة “الزومبا” كونها “غير إسلامية”.

صحيفة الغارديان:
• الملك السعودي ينقلب على التقليد الرسمي السعودي ويسمي نجله محمد بن سلمان وليا للعهد.
• الولايات المتحدة تنتقد السعودية إزاء الحظر على اليمن.
• الموصل تواجه المعركة الأكثر خطورة حتى الآن.

صحيفة التلغراف:
• الملك السعودي يسمي نجله محمد بن سلمان وليا للعهد.
• الولايات المتحدة تسقط طائرة دون طيار إيرانية الصنع فوق سوريا.
• إسرائيل تبدأ ببناء أول مستوطنة جديدة منذ عشرين عاما.

الصحف الامريكية

تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم التطورات الأخيرة في سوريا التي تمثلت في التوتر بين موسكو وواشنطن واعتبرته اختبار لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب .
هذا وقال العضو في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ميكا زينكو إن عدد الضحايا المدنيين في الحرب ضد تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا ارتفع كثيرا منذ تولي دونالد ترمب الرئاسة، متحدثا عن جملة من الأسباب، وداعيا إلى مراقبة ما يحدث، واشار زينكو بصحيفة نيويورك تايمز إلى شهادة القيادة الأميركية الوسطى (سينتكوم) مطلع الشهر الجاري التي تؤكد أن ما لا يقل عن 484 مدنيا قتلوا بضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وكانت القيادة الوسطى أعلنت قبل أربعة أشهر عن مقتل 199 مدنيا بحملات القصف الجوي رغم أن تقديرات الجهات المستقلة تقول إن العدد يرتفع إلى أربعة آلاف مدني.

نيويورك تايمز

– مجلس الأمن يصوت الاربعاء على نشر قوة افريقية في الساحل
– الشرطة البلجيكية تقتل مهاجما انتحاريا في بروكسل
– لافروف يندد ب”الهوس” الاميركي بمناهضة روسيا
– خبراء يحذرون من تفشي مشاعر الإسلاموفوبيا في بريطانيا
– واشنطن تشدد العقوبات على روسيا بسبب النزاع في اوكرانيا

واشنطن بوست

– حوار صيني أميركي لبحث الضغوط على بيونغ يانغ
– مقتل “مفتي” داعش في ضربة للتحالف الدولي في سوريا
– زعيم المعارضة التركية يتهم اردوغان بالتأثير على القضاء

اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن التطورات الأخيرة في سوريا التي تمثلت في التوتر بين موسكو وواشنطن اختبار لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن خطر التصعيد حقيقي، وإنه ليس مجرد مناوشة يمكن للولايات المتحدة أن تتجنبها، مشيرة إلى أن الرئيس السوري وحلفاؤه في موسكو وطهران يعلمون أن أيام تنظيم داعش معدودة في الرقة، لذلك فهم يسعون لضمان السيطرة على أكبر قدر من المناطق، وهو ما يعني سحق قوات سوريا الديمقراطية.
وتابعت أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع (بنتاغون) تفاعلا مع التهديدات بضبط النفس، ودعوا إلى تخفيف التصعيد وفتح خطوط الاتصال الساخنة، ولكن إذا ما أصرت سوريا وحلفاؤها على التصعيد، فليس أمام الولايات المتحدة سوى التراجع أو الاستعداد لمزيد من الجهود المتضافرة من أجل حماية الحلفاء، وكذلك الطائرات الأميركية.
واشارت وول ستريت جورنال إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما أوقع الولايات المتحدة في مأزق عندما تسبب تنازله عن سوريا في فتح المجال أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل.
فلو أن الولايات المتحدة -تتابع الصحيفة- أقامت منطقة حظر جوي في سوريا ومناطق آمنة لحماية النازحين، فإن الكرملين ربما كان أكثر حذرا، لذلك قامر بوتين على موقف أوباما بأنه سيحتج ولن يفعل شيئا، وكان محقا في ذلك. والآن الروس يختبرون ترامب حيث يناور الجميع من أجل ما بعد تنظيم الدولة.

الصحف الباكستانية

أبرزت الصحف الباكستانية الصادرة اليوم أنباء إسقاط القوات الجوية الباكستانية طائرة تجسس إيرانية بدون طيار إثر انتهاكها المجال الجوي الباكستاني وممارستها نشاط التجسس.
وسلطت الضوء على بدء باكستان عملية تسييج الحدود مع أفغانستان وإقامة نقاط حدودية إضافية للحد من تسلل العناصر الإرهابية إلى أراضيها.
وأشارت إلى قلق باكستان إزاء تنامي نفوذ تنظيم داعش الإرهابي في المناطق المتاخمة لحدودها مع أفغانستان.
وتناقلت أنباء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تقديم 19 مليار روبية لدعم قطاع الاقتصاد في باكستان.

 

 

 

الصحف الروسية

صحيفة ريا نوفستي الروسية:
• محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية.
• روحاني يصف الهجوم الصاروخي الإيراني على داعش في سوريا بالخطوة الصحيحة.
• الولايات المتحدة ستواصل مناقشة أوكرانيا وسوريا مع روسيا في الأيام القريبة.
• بوتين يجري محادثات مع الرئيس البرازيلي.
• رئيس كوريا الجنوبية يأمل بلقاء زعيم كوريا الشمالية قبل نهاية العام الحالي.
• لافروف: روسيا تنتظر من الولايات المتحدة توضيحات بشأن إسقاط الطائرة السورية.
• إسرائيل تبدأ ببناء أول مستوطنة في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ 25 عاما.
• مقتل فلسطيني خلال تنفيذ عملية طعن في الضفة الغربية.
• وزير الخارجية الفرنسي: موسكو وباريس تؤيدان وحدة أراضي سوريا.
• الولايات المتحدة تدعو مجلس الأمن الدولي لإدراج حركة حماس كمنظمة إرهابية.
• البيت الأبيض مستعد للعمل مع الكونجرس بشأن العقوبات ضد روسيا.
• الولايات المتحدة تعزز قائمة العقوبات ضد شركات ومسؤولين روس.

وكالة ايتار تاس الروسية:
• استقالة وزير العدل الفرنسي.
• العاهل السعودي يغير ولي العهد.
• استطلاع: معظم الروس يوافقون على سياسة بوتين الداخلية والخارجية.
• وزير خارجية فرنسا: باريس لا تسعى إلى عزلة موسكو.
• الرئيس الأوكراني يأمل بمساعدة ترامب في تسوية الوضع في أوكرانيا.
• موسكو: استهداف أمريكا للطائرة السورية تواطؤ مع الإرهاب.
• زعماء كندا وبريطانيا يتفقان على مواصلة مكافحة الإرهاب والتغيرات المناخية.
• البنتاجون: أفغانستان تعد خطة جديدة لمواجهة طالبان.
• الرئيسان الأمريكي والأوكراني يناقشان الوضع في دونباس ومكافحة الفساد.
• الولايات المتحدة أضافت 38 شخصا ومنظمة على قائمة العقوبات ضد روسيا.
• انفجار وإطلاق نار في محطة قطار في بروكسل .

وكالة انترفاكس الروسية:
• طائرة أمريكية بدون طيار تقوم بمهمة تجسس غير مسبوقة قرب الحدود الروسية.
• ترامب يصف تعزيزات الصين في حل القضية الكورية الشمالية بالغير مثمرة.
• روسيا البيضاء ستشتري من روسيا حزمة مقاتلات من طراز سو 30.
• تحويل الرئيس الإسرائيلي السابق أولمرت من السجن إلى المستشفى.

موقع فيستي رو الروسي:
• مسلحون إسلاميون يقتحمون مدرسة جنوب الفلبين.
• الولايات المتحدة: كوريا الشمالية قد تعد لتجارب نووية جديدة.

موقع ميج نيوز الإسرائيلي الناطق بالروسية:
• ليبرمان: حماس تعلم ماذا سيحدث إذا بدأت الحرب.
• البنتاجون: روسيا لا تشكل تهديداً على مواقع الولايات المتحدة في سوريا.
• غادي أيزينكوت: إسرائيل لا تشارك في الحرب السورية.

مقال اليوم

“يوم خطف القدس”

ليس ‘يوم القدس’ سوى قضيّة إيرانية هدفها بلوغ ‘البدر الشيعي’ أي وصل طهران ببيروت مرورا ببغداد ودمشق.

ميدل ايست أونلاين – بقلم: خيرالله خيرالله

هل هو “يوم القدس” ام انّه “يوم خطف القدس”؟ سقطت القدس مرتين الاولى عندما احتلتها إسرائيل في حزيران ـ يونيو 1967، والثانية مع اعلان ايران، بعد نجاح الثورة على الشاه وقيام “الجمهورية الإسلامية”، عن “يوم القدس” الذي قرّر الزعيم الايراني آية الله الخميني ان يكون في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. لم يتحقّق منذ ذلك اليوم ايّ تقدم على صعيد تحرير القدس باستثناء ما قام به الأردن عبر الملك الحسين، رحمه الله، والملك عبدالله الثاني اللذين سعيا الى حماية الاماكن المقدّسة المسيحية والإسلامية ووضعهما تحت الرعاية الهاشمية.

عملت ايران منذ اعلان “يوم القدس” كلّ شيء من اجل استخدام القضية الفلسطينية والفلسطينيين والقدس تحديدا وقودا في مشروعها التوسّعي الذي يقوم على الاستثمار في نشر الغرائز المذهبية. نجح العرب في استيعاب المشروع التوسّعي الإسرائيلي والتصدي له. رفضوا دائما أي علاقات طبيعية مع إسرائيل، بما في ذلك في مصر والأردن، قبل أي إيجاد تسوية معقولة ومقبولة تعيد للشعب الفلسطيني الحدّ الأدنى من حقوقه. لكنّهم سقطوا، اقلّه الى الآن، في مواجهة التحدي الايراني الذي يشكل “البدر الشيعي” آخر تعبير عنه والذي يقوم في واقع الحال على تدمير المدن العربية الواحدة تلو الأخرى، فيما الشعار المرفوع “يوم القدس”.

بدأ تدمير المدن العربية ببيروت التي تعرّضت في ثمانينات القرن الماضي لاشرس هجمة إيرانية استهدفت تغيير تركيبة العاصمة اللبنانية بتمهيد من حافظ الأسد الذي كان وضع “جيش التحرير الفلسطيني”، او على الاصحّ الالوية الموالية له في هذا الجيش، لتكون حاميا للخط الفاصل بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية، وذلك منذ أواخر سبعينات القرن الماضي أي قبل حصول الثورة على الشاه في ايران في العام 1979 والاعلان عن يوم القدس في تموز ـ يوليو من تلك السنة.

الى ما قبل فترة قصيرة، أي الى اليوم الذي سقط فيه العراق بعد الاحتلال الاميركي للبلد وتسليمه على صحن من فضّة الى ايران، في العام 2003، كانت القضية الفلسطينية، اقلّه من الناحية النظرية، القضية العربية الاولى. بقيت كذلك، على الرغم من كلّ الفرص الضائعة للوصول الى تسوية، وهي فرص كشفت وجود تواطؤ إيراني ـ إسرائيلي في مكان ما من اجل ان يبقى الوضع الفلسطيني معلّقا. لم توفّر ايران ايّ فرصة لوضع العراقيل في طريق ياسر عرفات الذي سعى من خلال اتفاق أوسلو، على الرغم من كلّ ما فيه من شوائب، الى تحقيق تقدّم في مجال تنفيذ المشروع الوطني الفلسطيني.

في الواقع، لم يكن “أبو عمّار”، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، بعيدا عن الثورة الايرانية التي أطاحت الشاه وجاءت بالخميني حاكما مطلقا لإيران. ادرك عرفات باكرا انّه لا يستطيع ان يكون اكثر من أداة من أدوات الخميني وذلك بعد اللقاء الاول بينهما. لم يعن اغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران وتحويلها الى سفارة لفلسطين قبولا بالقرار الفلسطيني المستقلّ. كان ذلك مؤشرا الى رغبة في وضع الثورة الفلسطينية في جيب إيرانية لاستخدامها ضد العرب عموما، خصوصا ضد العراق الذي كان يحكمه حكما مطلقا، ابتداء من تموز ـ يوليو 1979 شخص لا يعرف كثيرا في السياسة، لكنّه يتقن القمع بما في ذلك قمع الرفاق البعثيين، اسمه صدّام حسين.

كانت الخيبة التي أصيب بها “أبو عمّار” بعد اللقاء الاوّل مع الخميني وراء المصالحة الكاملة مع نظام عراقي يعتبر المسؤول المباشر، عبر موتور اسمه صبري البنّا (أبو نضال)، عن اغتيال مجموعة كبيرة من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في عواصم اوروبية آمنوا باكرا بإمكان تحقيق تسوية سلمية. من بين هؤلاء عزالدين قلق الذي اغتيل في باريس وسعيد حمامي الذي اغتيل في لندن ونعيم خضر في بروكسيل.

وضع ياسر عرفات ملفّ خلافاته مع نظام صدّام حسين خلفه بعدما اكتشف ما ينتظره في حال اكمل رحلته مع النظام الايراني الجديد. هرب “أبو عمّار” من طهران الى بغداد سريعا مستغلا في البداية، النافذة التي فتحتها زيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس في تشرين الثاني ـ نوفمبر 1977. ذهب ياسر عرفات الى مصالحة مع صدّام حسين في مرحلة لاحقة، أي بعد وصول الخميني الى السلطة وبعدما فشله في اكتشاف انهّ اسير “جنون الجغرافيا”، على حد تعبير نبيل عمرو، أي اسير بيروت التي أراد البقاء فيها رئيسا لـ”جمهورية الفاكهاني” بدل الذهاب الى كامب ديفيد في خريف العام 1978. كان ذلك قبل التغيير الكبير في ايران وقبل ان يسيطر الخميني على ايران وقبل ان يقرّر انّ القضية الفلسطينية والقدس بالذات، فضلا عن لبنان، ورقة مهمّة في مشروع “تصدير الثورة”. ولكن ما العمل عندما كان النظام السوري يسيطر على لبنان وعندما كان “أبو عمّار” يفضل التحكّم ببقعة من الأرض اللبنانية على تحرير نفسه من الوصاية السورية والدخول في مغامرة من النوع الذي وفّره له أنور السادات في وقت لم يكن عدد المستوطنين في الضفة الغربية يتجاوز بضعة آلاف بدل 650 الفا في الوقت الحاضر. هذا في اقلّ تقدير.

تغيّر الكثير منذ اعلان “يوم القدس” في 1979 والاحتفال به مجددا في 2017. انتقلت ايران من مرحلة استخدام ورقة القدس لتعطيل أي تسوية سلمية من أي نوع وتبرير سعيها الى وضع اليد على لبنان وإبقاء جنوبه “ساحة” تطل منها على إسرائيل سعيا الى صفقة ما معها، الى ما هو أوسع من ذلك بكثير. “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” يقاتل في سوريا والعراق ويدمّر كلّ مدينة عربية يصادفها. من بغداد الى البصرة اللتين تغيرت طبيعتهما الى الموصل التي يجري تهجير أهلها بطريقة مدروسة. بعد العراق، جاء دور سوريا. قُضي على حمص وحماة وحلب وطوّقت دمشق. كانت البداية في بيروت التي صارت منذ العام 1984 وبعد بدء خطف الأجانب فيها مدينة أخرى مختلفة قبل ان يعيد رفيق الحريري الحياة اليها. وقد دفع الحريري حياته ثمنا لاعادته الحياة الى بيروت وبسبب أمور أخرى طبعا.

لم يكن هناك، في يوم من الايّام، يوم للقدس. كان هناك استخدام للقدس في لعبة بدأت الآن تتضح معالمها من خلال وصول “الحشد الشعبي” الى الحدود العراقية ـ السورية لتحرير سوريا من السوريين. هذا كلّ ما في الامر. كلّ ما تبقى تفاصيل وشعارات ترفع من اجل إيجاد تغطية لمشروع توسّعي اخذ مداه بعد الاحتلال الاميركي للعراق في 2003. ليس صحيحا، بعد تلك السنة الكلام عن انّ فلسطين ما زالت القضية العربية الاولى. هذا الشعار يستخدم للتعمية على حقيقة ان قضية العراقيين هي العراق وقضية السوريين هي سوريا وقضية اللبنانيين هي لبنان. ليس “يوم القدس” سوى قضيّة إيرانية هدفها بلوغ “البدر الشيعي” أي وصل طهران ببيروت مرورا ببغداد ودمشق.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا