قضية خالد السيد تحسم بعد العيد

يوماً بعد يوم تؤكد المعطيات ومجريات الاحداث داخل مخيم عين الحلوة تحول الاخير الى الملاذ الاول للجماعات الاسلامية المتشددة وفي مقدمها المرتبطة بداعش والنصرة سابقا، حيث تقود كل خيوط التحقيقات الى وجود الرؤوس المخططة للعمليات الارهابية داخل «عاصمة الشتاة» الذي تحول الى عاصمة للارهاب، باتت تشكل خطرا كبيرا على القاطنين فيه قبل المحيط، وهو ما لن يقبله المستويان السياسي والعسكري اللبنانيان بعد الاتصالات المتكررة وعلى اعلى المستويات والاتفاق والخطط التي وضعت لانهاء الظواهر الشاذة والتي بقيت حتى الساعة حبرا على ورق.
فالرد الفلسطيني الذي لم يصل بعد، على الطلب اللبناني بضرورة تسليم خالد السيد، بانتظار حسم الخيارات المرة، بحسب مصادر في المخيم ، تزامن مع خطوة للقوة المشتركة، امل الجانب اللبناني ان يبنى عليها في حال نجاح الضغوط داخل وخارج المخيم على تسليم السيد، تمثلت باعتقال القوة الامنية لاحد عناصر داعش الذي كاد يتسبب باندلاع المعارك على خلفية استهدافه لنجل احد قياديي الحركة الاسلامية المجاهدة في المخيم وتسليمه للاجهزة الامنية اللبنانية، تزامنا مع عودة الحراك المدني داخل المخيم المطالب بوضع حد لفلتان السلاح وتحديد الجهة المخولة حمله ، وصولا الى اعلان المخيم منزوع السلاح باستثناء القوة الامنية الفلسطينية، بعدما كانت الحركة السياسية سابقا قد نجحت في خنق الحراك المدني واحتواء مطالبه.
المصادر الفلسطينية التي دعت الجانب اللبناني الى التروي اعترفت بأنها تبلغت معطيات واضحة وعبر القنوات الرسمية بمكان وجود السيد وحركته من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ورأس فرع مخابرات الجنوب العميد فوزي حمادي، الا ان الظروف المعقدة المحيطة بالعملية تدفع القيادة الفلسطينية بمختلف فصائلها الى دراسة الاحتمالات والتداعيات لاي عمل امني سواء نفذته القوة الامنية المشتركة او الجيش اللبناني داخل المخيم، اكدت ان الجانب الفلسطيني طلب مهلة حتى منتصف الاسبوع المقبل للرد على الطلب اللبناني، وانه يتابع المعلومات التي حصل عليها من الجانب اللبناني وهو وضع خالد السيد تحت المراقبة والمتابعة.
مصادر امنية لبنانية كشفت من جهتها ان الجانب اللبناني لن يرضى بتمييع ملف السيد على غرار ما حصل في ملفات سابقة، خصوصا ان التحقيقات بينت الدور الخطر له وعلاقاته بقيادات التنظيم خارج لبنان ونجاحه في بناء شبكة ارهابية متعددة الاضلع، سقط جزء منها الا انه بالتأكيد لا تزال له القدرة على التحرك ما دام لم يتم القاء القبض عليه، مذكرة في هذا الخصوص بعماد ياسين الذي احتجت الفصائل الفلسطينية بعشرات الاسباب لعدم تسليمه، قبل ان ينفذ الجيش اللبناني عملية نوعية داخل المخيم «نظيفة» مئة بالمئة ويتمكن من اعتقاله وتسليمه للقضاء المختص لمحاكمته، مؤكدة ان لا شيىء يمنع من اعادة الكرة مع السيد مهما طال الزمن او قصر، غامزة من قناة بعض المجموعات الفلسطينية «المتعاونة» من تحت الطاولة مع الارهابيين وتؤمن لهم الغطاء والحماية، والتي باتت مكشوفة بالنسبة للاجهزة الامنية اللبنانية والتي لعبتها المزدوجة لم تعد تجوز على اي كان.
وحول الاوضاع داخل المخيم تكشف المصادر ان نار الفتنة تقبع تحت رماد المصالح وحسابات الاطراف الفلسطينية الضيقة، والتي سيكون المخيم اولى ضحاياها، لان اي تدهور سيجعل من المخيم نهر بارد ثانياً نتيجته نكبة ثانية لاهله لا قدرة لاي طرف فلسطيني على تحملها، خصوصا ان تطورا ملحوظا طرأ خلال الايام الماضية مع خروج تنظيم الدولة الى العمل العلني ورفعه راياته في اكثر من حي قبل ان تنجح الاتصالات بنزعها، بعدما نجح في استقطاب عدد من شباب المخيم وبخاصة من اللاجئين المهجرين من مخيم اليرموك السوري، علما ان الغلبة حتى الساعة تبقى جبهة احرار الشام، رغم ان اي احتكاك مباشر لم يسجل بين الطرفين داخل المخيم.
وفي هذا الاطار حذرت المصادر من اي محاولات لحماس للعب على وتر التناقضات داخل المخيم خدمة لاجندة اقليمية في ظل الصراع المحتدم بينها وبين حركة فتح والذي لا يبدو ان مخيمات لبنان بعيدة عن اجوائه معتبرة ان اي صدام عسكري هو لمصلحة الاسلاميين المتشددين، حيث ان حماس تعتبر شريكاً لبعض الارهابيين عندما تعمد الى تغطيتهم وحمايتهم وانكار وجودهم، مذكرة بأن عددا من الذين خططوا وشاركوا في عمليات ارهابية سابقة استهدفت مناطق لبنانية معينة ربطتهم بطريقة او باخرى علاقات بحركتي حماس والجهاد.

الديار اللبنانية- كتب ميشال نجم

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا