المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

التاريخ يعيد نفسه والأهداف واحدة

عشرة أعوام من التاريخ الفلسطيني وهي عمر انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية والتي تركت تداعياتها بشكل سلبي ومؤثر على المشهد السياسي الفلسطيني وما نتج عنه من انقسام وتمزيق لوحدة الوطن ونقل القضية الفلسطينية من مربع إلى مربع أكثر صعوبة في مشهد تركز طوال هذه السنوات حول إزالة العارض الذي تسبب في طعن الجسد الفلسطيني ألا وهو الانقسام البغيض وبقيت الحوارات قائمة ما بين حماس والسلطة الفلسطينية لإصلاح ذاك العطب الذي أصاب العلاقات الفلسطينية الفلسطينية إلا أن إصرار حماس على تغليب مصالحها الحزبية على المصالح القومية والوطنية وقفت حائلا دون تحقيق ذلك.
عودة العلاقة بين حماس ودحلان عادت لتهيمن مجددا في فضاءات يتشابك فيها المحلي مع الإقليمي والدولي وإعادة التموضع لتشكيل بيئة سياسية جديدة، وكأن التاريخ يعيد نفسه بعناصره الأساسية التي سبقت عصر الانقلاب إذ أنها العناصر نفسها التي فرضت نفسها ما قبل الانقلاب وما بعده.
العناصر التي تسببت بقيام الانقلاب وساهمت في تمزيق الجسد الفلسطيني هي العناصر نفسها التي أعادت ماء الحياة بين حماس ودحلان. وقد مثلت حماس ودحلان عنصريان أساسيان بالتسبب في قيام الانقلاب لكن هناك قوى إقليمية ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في إحداث الانقلاب سواء من ناحية التمويل او بإعطاء الضوء الأخضر او بالتغطية على مجريات الانقلاب وأحداثه وأهدافه وكان واضحا ان كافة القوى التي اشتركت بالانقلاب كانت تهدف إلى ضرب الشرعية الفلسطينية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية لتمرير مخططاتها بتمزيق وحدة الوطن الجغرافية بما يحول من قيام دولة فلسطينية ومنح حماس تأسيس إمارة إسلامية تشكل نواة الدولة الفلسطينية ويقتصر قيامها على قطاع غزة. إسرائيل هي الجهة المستفيدة أولا وأخيرا من الانقلاب اذ أن انقلاب سار وفق مخططاتها وأهدافها ووفرت له غطاء وأرضية لتحقيقه وهو ما تحقق وفق رؤيتها وأهدافها.
وبعد عشرة أعوام من عمر الانقلاب عاد التاريخ نفسه وبنفس الأهداف إذ أن عودة العلاقة بين حماس ودحلان لم تنفصل عن تلك الأهداف التي قامت عليها مرتكزات الانقلاب وتعتقد حماس بان عودة العلاقات جاءت لملء فراغ سياسي وجعل دحلان يتصدر المشهد السياسي الذي غابت عنه الحكومة الفلسطينية حسب زعم حماس. العناصر التي ساهمت بالانقلاب هي العناصر نفسها التي اعادت العلاقة بين حماس ودحلان تحت شعارات مختلفة لكن الجوهر واحد. واذا كان الانقلاب قد استهدف الشرعية الفلسطينية فان عودة العلاقات بين حماس ودحلان يسير ضمن الاستراتيجية نفسها بطرح دحلان بديلا للقيادة الفلسطينية والاهداف واحدة.
حماس بعد ان سدت أمامها كافة المنافذ لاختراق النظام السياسي الفلسطيني ودخول منظمة التحرير بشروطها لجأت الى سيناريو اخر بمحاولة اختراقه عبر جهات اخرى مدعومة ببعض القوى الاقليمية وهي تنظر الى دحلان بوصفه من داخل النظام السياسي الفلسطيني لتحقيق مخططاتها من خلاله بصفته يقف على طرف النقيض من القيادة الفلسطينية وتحاول منحه شرعية وتوفير الدعم اللازم له إضافة الى الدعم الذي يحظى به من بعض الأطراف الإقليمية.
حماس تسعى الى شراكة سياسية مع حماس تكون موطئ قدما لتحقيق ما فشلت به طوال سنواتها الماضية لكنها شراكة سياسية مؤقتة اذ أنها ستخدم دحلان رأس حربة في صراعها مع الشرعية الفلسطينية وتعتقد ان ذلك سيمكنها من تحقيق أهدافها من خلال دعم دحلان وخروج النار من تحت الرماد في صراعه مع القيادة الفلسطينية وهكذا تكون حماس هي المستفيدة الأولى من هذه التحولات وتبقى إسرائيل على نفس المسافة هي الأخرى بالاستفادة من هذه التحولات والتغيرات بما يحقق لها مصالحها الحيوية.

خاص مركز الاعلام

Exit mobile version