( صنافير وتيران )

بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

جوابا على تساؤل من أحد الأخوة بشأن جزيرتي صنافير وتيران. وما يثور من لغط حول اتفاقية ترسيم الحدود بين السعودية ومصر؟؟!
أود أن أفيدكم أننا في السنة الاؤلى في الجامعة سنة 1972م علوم سياسية عرض أستاذ العلاقات الدولية المرحوم / عبد الله إبراهيم / موضوع مضائق تيران وشرح لنا أن الجزيرتين هما سعوديتان وترتبطان بالجرف القاري للجزيرة العربية (السعودية) ولكن لاعتبارات إستراتيجية وأمنية من قبل المملكة العربية السعودية قد وضعتا من قبلها وديعة لدى مصر وذلك قبل عام 1948م … وبناء عليه عندما انشىء الكيان الصهيونى عام 1948م مصر منعته من الملاحة في مضائق تيران على اعتبار انهما في مياه داخلية مصرية وعربية وعلى اساس عدم الإعتراف أصلا بوجوده من قبل مصر وبقية الدول العربية فكان هذا الحرمان من الملاحة عبر مضائق تيران من أهم الدوافع والاسباب للعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م ويأتي تأميم قناة السويس سببا ثانويا ومباشرا …. لأن الكيان الصهيونى كان يريد أن يصل الى شرق افريقيا وكذلك إلى شرق آسيا عبر البحر الأحمر… وعبر مضائق تيران.
كان من أهم نتائج العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م هو أولا إقرار وضع القوات الدولية في غزة وفي سيناء والسماح لإسرائيل بالملاحة في مضائق تيران فحقق العدوان الثلاثي أغراضه.
وفي عام 1967 م عندما اقدمت مصر على اغلاق مضائق تيران وقعت الحرب ووقعت الهزيمة التي ابتلع فيها الفأر الثور…
وفتحت المضائق أمام الملاحة الاسرائيلية بالقوة وبعد حرب أكتوبر وتوقيع إتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل أصبح الأمر منتهيا بالنسبة للملاحة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر ومضائق تيران …. وبالتالي الغرض من وضع الجزيرتان صنافير وتيران وديعة لدى مصر لم يعد له أي معنى أمني أو عسكري ….
فما يدور الأن من لغط وصراخ وعويل وتهويل من قبل البعض حول اتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية التي أقرت مؤخراً وتأكيد أن الجزيرتين سعوديتان الهدف منه هو فقط التشويش على العلاقات الأخوية الاستراتيجية العضوية بين مصر والسعودية في ماتشهده المنطقة العربية من ازمات وصراعات إقليمية ودولية … متعددة الأوجه.
يجب أن ينظر للموضوع بمنظار الوعي والموضوعية بعيدا عن الحساسيات الاقليمية أو المواقف المعلبة والمسبقة من قبل البعض.
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

E-mail: pcommety @ hotmail.com
الرياض 04/07/2017م الموافق 10/10/1438هـ

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version