“أسطول القش”…

طوباس – الحارث الحصني

لا يمكن القول إن موسم الحصاد هذا العام في سهول محافظة طوباس والأغوار الشمالية قد انتهى بشكل كامل، فمنظر مئات مكعبات القش المتراصة بعضها فوق بعض يؤكد ذلك.

فبعد أن جمع الفلاحون بذور محاصيلهم التي كان موسمها الحالي أقل من الجيد، بدأوا بتصنيع البالات، باستخدام مكابس آلية، تجرها جرارات زراعية.

وتجارة “البالات” هي نشاط طبيعي يقوم به المزارعون، والتجار لموسم حصاد البذور في المنطقة، وطوباس اشتهرت على مدار عقود من الزمن بزراعة المحاصيل الحقلية، وتنشط حركة بيع البالات في الصيف كثيرا، وتأخذ بالتراجع خلال فصل الشتاء.

يقول محمد دراغمة، وهو أحد تجار البالات، “هذه الأيام هي “عز” الموسم (…)، هناك حركة دؤوبة في البيع، والشراء”.

واليوم يمكن مشاهدة المئات من بالات القش على اختلاف أنواعها، وأحجامها، وأسعارها، تملأ سهل المدينة، ويعول المزارعون والتجار كثيرا على هذا النوع من التجارة، التي لا تنكمش نسبيا في فصل الشتاء.

قال رئيس قسم المحاصيل الحقلية في مديرية زراعة طوباس ماهر صلاحات، “تبلغ مساحة الأراضي التي يستفيد منها أصحابها في صنع بالات القش، وهنا نعني بالتحديد محصولي البرسيم والبيقة، حوالي 4500 دونم، و25 ألف دونم تقريبا تزرع بالقمح والشعير.

“أما بالنسبة لمحاصيل القمح والشعير، فإنها تختلف مساحة الأراضي التي يحول أصحابها القش إلى بالات، باختلاف موسم الأمطار، فحوالي 95% من البرسيم والبيقة هي بالات (…)، القمح في هذا العام لا يتعدي 40%” يضيف صلاحات.

وخلال أكثر من عشرين عاما مارس فيها تجارة البالات، قال دراغمة الذي بدأ يحصر عدد المرات التي يبيع فيها إلى واحدة أسبوعيا، “إن البرسيم هو الأكثر جنيا للأرباح”.

تجار بالات في المدينة بدأوا منذ شهر تقريبا بتكديس المئات من مكعبات القش مختلفة الأحجام والأنواع، داخل مستودعات لحفظها…. ويعمل هؤلاء الأشخاص على بيعها في فصل الشتاء، الذي تكون فيه الأسعار مرتفعة نوعا ما.

يقول مدير غرفة تجارة وصناعة وزراعة طوباس معن صوافطة، إن تجارة البالات تأخذ شكلين، المحلي والاستيراد من الجانب الإسرائيلي.

“يبدأ نشاط تجارة البالات مع بدء حصاد المحاصيل في شهر نيسان، ويمتد لشهر فبراير” قال صلاحات.

والكلام ذاته يكرره تجار بالات من المدينة. وبحسب تقديرات مديرية زراعة طوباس، يتراوح عدد التجار في المدينة بين 20-25 تاجرا.

“يمتلك كل تاجر أكثر من سيارة شحن لنقل مكعبات القش (….)، هناك ما يقارب 200 سيارة نقل بالات”. أوضح صوافطة.

وهذه الأيام يمكن مشاهدة عشرات الشاحنات التي تنقل البالات من المستودعات إلى مناطق مختلفة من جنوب الضفة الغربية، تحديدا إلى بيت لحم والخليل.

في حقيقة الأمر، لا توجد أرقام دقيقة عن حجم تأثير هذه التجارة في السوق المحلية، لكن بشكل عام تحتل المرتبة الثالثة في طوباس. حسب قول صوافطة.

وبشكل عام فإن ما ينطبق على موسم الحبوب، ينطبق تلقائيا على معدل إنتاج الدونم الواحد من البالات.

يقول صلاحات، كان متوسط إنتاج الدونم هذا الموسم في المحافظة بين 15-20 بالة، إلا أنه كما كانت منطقة عقابا الأكثر إنتاجا للحبوب، فهي أيضا كانت الأكثر إنتاجا لعدد البالات في الدونم الواحد… لكن بشكل عام، فإن متوسط إنتاج الموسم في تلك المنطقة يتراوح بين 30-40 بالة.

” أدى تذبذب سقوط الأمطار، وانحباسها لفترة معينة إلى تدني إنتاج الدونم الواحد من البالات، ما أجبر التجار على الاستيراد من الجانب الإسرائيلي” يضيف صوافطة.

ورغم كل هذا، يتخوف التجار من حدوث الحرائق في تجمعات القش، التي يصعب السيطرة عليها، كما حدث قبل عامين.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا